قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مقابلات مع ناجين ومقاطع فيديو وأدلة أخرى، كشفت كيف تحولت الملاجئ المخصصة لتفادي هجمات صواريخ حماس إلى فخاخ للموت خلال هجوم السابع من أكتوبر.

وبدأت إسرائيل ببناء مثل هكذا مخابئ في المناطق القريبة من حدود غزة بعد أن بدأت حماس وجماعات مسلحة أخرى في إطلاق الصواريخ على إسرائيل منذ أكثر من 20 عاما.

 

والملاجئ الموجودة فوق الأرض، مصنوعة من الخرسانة السميكة، وليس بها أبواب للسماح بالدخول السريع وهي صغيرة جدا بحيث لا تتعدى مساحتها غرفة ملابس.

تقول الصحيفة إنه عندما بدأت حماس بإطلاق الصواريخ في ساعات الصباح الأولى على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر، هرع كثيرون لهذه الملاجئ المنتشرة على جوانب الطرق من أجل الاحتماء من الصواريخ.

في واحد من هذه الملاجئ على سبيل المثال تجمع ما يقرب من 30 شخصا على أمل النجاة من الصواريخ، لكن سرعان ما وصلت مجموعة من مسلحي حماس للمكان مدججين ببنادق هجومية وقنابل يدوية وبدأوا بمهاجمة الملجأ القريب من كيبوتس رعيم.

خلال أقل من ساعة، وبعد دفاع يائس شمل إلقاء قنابل صوتية ويدوية على مهاجميهم، قُتل أكثر من 12 شخصا بالرصاص وأصيب آخرون تم اقتيادهم إلى غزة كرهائن.

تقول زيف عبود (26 عاما) وهي بائعة من تل أبيب وأحد الناجين القلائل من المخبأ: "اعتقدنا أنه مكان آمن حيث سننتظر لبعض الوقت، ثم نعود إلى المنزل". 

وتضيف أنها كانت تحضر مهرجانا موسيقيا عقد في مكان قريب مع صديقها وابن أخيها وصديقته. 

من بين الأربعة، كانت هي الوحيدة التي عادت إلى المنزل بأمان، وفقا للصحيفة.

أحصت صحيفة "نيويورك تايمز" ما لا يقل عن 24 شخصا كانوا في الملجأ وقت الهجوم، على الرغم من أن العدد الإجمالي يُعتقد أنه 27، أو ربما 29. 

وتضيف الصحيفة أن ما لا يقل عن 14 شخصا قتلوا وتم أخذ ثلاثة على الأقل كرهائن إلى غزة، فيما تمكن سبعة أو ثمانية من النجاة ومصير المتبقين لا يزال غير معروف.

الصحيفة قالت إنها حصلت على هذه المعلومات بناء على مقابلات مع الناجين ورسائل نصية من الضحايا، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية موثقة لهواتف محمولة ومقاطع فيديو ولقطات من كاميرا سيارة كانت متوقفة من مكان الحادث.

وأضافت أن مسلحي حماس هاجموا عددا من الملاجئ باستخدام أساليب متطابقة تقريبا.

وتابعت الصحيفة أنه لا توجد قائمة رسمية بأسماء الأشخاص الذين كانوا في المخبأ، وهو واحد من مئات الملاجئ المنتشرة على جوانب الطرق جنوب إسرائيل. 

ولم تتمكن الشرطة والجيش الإسرائيليان من تقديم إحصاء رسمي لعدد الملاجئ التي تعرضت لكمائن مماثلة، وفقا للصحيفة، التي أشارت إلى أن ستة ملاجئ أخرى على الأقل تعرضت للهجوم، وفقا لمقابلات مع الناجين ومقاطع فيديو وأدلة تم العثور عليها في عدة مخابئ.

وتحدثت الصحيفة إلى اثنين من الناجين وشاهدت لقطات تم تصويرها داخل أحد الملاجئ التي تعرضت للهجوم خارج كيبوتس ألوميم، على بعد حوالي خمسة أميال شمال رعيم.

وكشفت حملة تفتيش جرت مؤخرا بالقرب من حدود غزة أن أربعة من الملاجئ الستة الواقعة على طول الطريق 232 بين رعيم وألوميم تحمل علامات عنف شديد، حيث تفحمت من الداخل ويمكن مشاهدة آثار الرصاص والدماء على الجدران.

بعد ثمانية أيام من هجوم حماس، عثرت الشرطة على تسع جثث في ملجأ تعرض للهجوم على شاطئ زيكيم شمال قطاع غزة.

وفقا لشهادات ناجين فقد قام مسلحو حماس بإلقاء قنابل يدوية على مداخل الملاجئ التي تحصل فيها مقاومة ومن ثم إطلاق النار العشوائي على الأشخاص.

وقال أولئك الذين خرجوا أحياء إنهم نجحوا في ذلك لأنهم كانوا محميين بأجساد الآخرين التي تمزقت بالرصاص، ولأنهم تظاهروا بالموت لساعات وأصيب بعضهم برصاصات في أجزاء مختلفة من أجسادهم.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل ما لا يقلّ عن 1200 شخص، غالبيتهم مدنيون ومعظمهم في اليوم الأول منه، وفق السلطات الإسرائيلية.

ونحو 270 من هؤلاء القتلى كانوا ضمن جمهور حفل موسيقي كان مقاما يوم الهجوم على جنوب إسرائيل.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

شهيدان وجرحى بنيران إسرائيلية على غزة

استشهد فلسطينيان، اليوم الاثنين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة. كما أطلقت قوات الاحتلال النار صوب عدة مناطق شمال وجنوب القطاع وذلك رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن مروحية للاحتلال أطلقت صاروخين صوب موقع في منطقة المواصي غرب خان يونس، مما أسفر عن إصابة 3 مواطنين.

كما تعرضت منطقة كرم أبو معمر شمال شرقي مدينة رفح لقصف مدفعي، دون ورود أنباء أولية عن سقوط شهداء وجرحى.

ومنذ إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بموجب اتفاق عبر الوسطاء بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وصل إلى مستشفيات القطاع 116 شهيدا، معظمهم جثامين منتشلة، إضافة إلى 490 إصابة.

وتأتي التطورات الميدانية في ظل رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المضي قدما في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في حين يواصل الاحتلال منع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة لليوم الثاني على التوالي.

تنديد بإسرائيل

وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة اعتبارا من صباح أمس الأحد، في حين أدانت حركة (حماس) قرار الاحتلال واعتبرته "انقلابا" على الاتفاق.

إعلان

وقال مكتب نتنياهو إنه تقرر وقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة، وذلك مع انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة "ورفض حماس قبول خطة المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف لمواصلة المحادثات"، حسب البيان.

من جانبها، قالت منظمة أوكسفام البريطانية إن منع إسرائيل دخول الإغاثة لغزة "عمل متهور وعقاب جماعي محظور بموجب القانون الدولي"، وفق ما نقلت عنها واشنطن بوست.

كما نقلت الصحيفة الأميركية عن منظمة أطباء بلا حدود بأن "منع إسرائيل تلقي المساعدات واستخدامها ورقة مساومة ستكون له عواقب مدمرة".

ونقلت واشنطن بوست عن الصليب الأحمر الدولي أيضا أنه "يجب بذل الجهود للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة وإنقاذ الأرواح ولم شمل الأسر".

ويأتي قرار نتنياهو بمنع دخول المساعدات بعد عرقلته الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/شباط الماضي).

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية إسرائيل: لن نسمح بتكرار هجوم 7 أكتوبر
  • قناة إسرائيلية: ما تم كشفه 10% فقط من فشل 7 أكتوبر
  • هل ستحبني إن تحولتُ لحشرة؟
  • مقتل وإصابة 5 فلسطينيين بنيران إسرائيلية في غزة
  • شهيدان وجرحى بنيران إسرائيلية على غزة
  • حماس: إسرائيل لن تستعيد الرهائن إلا بصفقة
  • إسرائيل تحسم مصير اتفاق غزة خلال أيام
  • إسرائيل: جاهزون لمفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وفقاً لشروطنا
  • “مقترحات ويتكوف” أمريكية في ظاهرها إسرائيلية في جوهرها وخبيثة في مراميها
  • انتقادات إسرائيلية لسوء الأداء الإعلامي في الحرب.. حماس نجحت بالدعاية