كيف تحولت ملاجئ إسرائيلي إلى فخاخ للموت خلال هجوم حماس؟
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مقابلات مع ناجين ومقاطع فيديو وأدلة أخرى، كشفت كيف تحولت الملاجئ المخصصة لتفادي هجمات صواريخ حماس إلى فخاخ للموت خلال هجوم السابع من أكتوبر.
وبدأت إسرائيل ببناء مثل هكذا مخابئ في المناطق القريبة من حدود غزة بعد أن بدأت حماس وجماعات مسلحة أخرى في إطلاق الصواريخ على إسرائيل منذ أكثر من 20 عاما.
والملاجئ الموجودة فوق الأرض، مصنوعة من الخرسانة السميكة، وليس بها أبواب للسماح بالدخول السريع وهي صغيرة جدا بحيث لا تتعدى مساحتها غرفة ملابس.
تقول الصحيفة إنه عندما بدأت حماس بإطلاق الصواريخ في ساعات الصباح الأولى على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر، هرع كثيرون لهذه الملاجئ المنتشرة على جوانب الطرق من أجل الاحتماء من الصواريخ.
في واحد من هذه الملاجئ على سبيل المثال تجمع ما يقرب من 30 شخصا على أمل النجاة من الصواريخ، لكن سرعان ما وصلت مجموعة من مسلحي حماس للمكان مدججين ببنادق هجومية وقنابل يدوية وبدأوا بمهاجمة الملجأ القريب من كيبوتس رعيم.
خلال أقل من ساعة، وبعد دفاع يائس شمل إلقاء قنابل صوتية ويدوية على مهاجميهم، قُتل أكثر من 12 شخصا بالرصاص وأصيب آخرون تم اقتيادهم إلى غزة كرهائن.
تقول زيف عبود (26 عاما) وهي بائعة من تل أبيب وأحد الناجين القلائل من المخبأ: "اعتقدنا أنه مكان آمن حيث سننتظر لبعض الوقت، ثم نعود إلى المنزل".
وتضيف أنها كانت تحضر مهرجانا موسيقيا عقد في مكان قريب مع صديقها وابن أخيها وصديقته.
من بين الأربعة، كانت هي الوحيدة التي عادت إلى المنزل بأمان، وفقا للصحيفة.
أحصت صحيفة "نيويورك تايمز" ما لا يقل عن 24 شخصا كانوا في الملجأ وقت الهجوم، على الرغم من أن العدد الإجمالي يُعتقد أنه 27، أو ربما 29.
وتضيف الصحيفة أن ما لا يقل عن 14 شخصا قتلوا وتم أخذ ثلاثة على الأقل كرهائن إلى غزة، فيما تمكن سبعة أو ثمانية من النجاة ومصير المتبقين لا يزال غير معروف.
الصحيفة قالت إنها حصلت على هذه المعلومات بناء على مقابلات مع الناجين ورسائل نصية من الضحايا، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية موثقة لهواتف محمولة ومقاطع فيديو ولقطات من كاميرا سيارة كانت متوقفة من مكان الحادث.
وأضافت أن مسلحي حماس هاجموا عددا من الملاجئ باستخدام أساليب متطابقة تقريبا.
وتابعت الصحيفة أنه لا توجد قائمة رسمية بأسماء الأشخاص الذين كانوا في المخبأ، وهو واحد من مئات الملاجئ المنتشرة على جوانب الطرق جنوب إسرائيل.
ولم تتمكن الشرطة والجيش الإسرائيليان من تقديم إحصاء رسمي لعدد الملاجئ التي تعرضت لكمائن مماثلة، وفقا للصحيفة، التي أشارت إلى أن ستة ملاجئ أخرى على الأقل تعرضت للهجوم، وفقا لمقابلات مع الناجين ومقاطع فيديو وأدلة تم العثور عليها في عدة مخابئ.
وتحدثت الصحيفة إلى اثنين من الناجين وشاهدت لقطات تم تصويرها داخل أحد الملاجئ التي تعرضت للهجوم خارج كيبوتس ألوميم، على بعد حوالي خمسة أميال شمال رعيم.
وكشفت حملة تفتيش جرت مؤخرا بالقرب من حدود غزة أن أربعة من الملاجئ الستة الواقعة على طول الطريق 232 بين رعيم وألوميم تحمل علامات عنف شديد، حيث تفحمت من الداخل ويمكن مشاهدة آثار الرصاص والدماء على الجدران.
بعد ثمانية أيام من هجوم حماس، عثرت الشرطة على تسع جثث في ملجأ تعرض للهجوم على شاطئ زيكيم شمال قطاع غزة.
وفقا لشهادات ناجين فقد قام مسلحو حماس بإلقاء قنابل يدوية على مداخل الملاجئ التي تحصل فيها مقاومة ومن ثم إطلاق النار العشوائي على الأشخاص.
وقال أولئك الذين خرجوا أحياء إنهم نجحوا في ذلك لأنهم كانوا محميين بأجساد الآخرين التي تمزقت بالرصاص، ولأنهم تظاهروا بالموت لساعات وأصيب بعضهم برصاصات في أجزاء مختلفة من أجسادهم.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل ما لا يقلّ عن 1200 شخص، غالبيتهم مدنيون ومعظمهم في اليوم الأول منه، وفق السلطات الإسرائيلية.
ونحو 270 من هؤلاء القتلى كانوا ضمن جمهور حفل موسيقي كان مقاما يوم الهجوم على جنوب إسرائيل.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
هجوم إسرائيلي على وزير بريطاني طالب بالتحقيق في استهداف المسعفين بغزة
تعرض وزير بريطاني لهجوم شنه متحدث باسم وزارة الخارجية في دولة الاحتلال الإسرائيلي بسبب دعوتها إلى فتح تحقيق في قضية مقتل مسعفين فلسطينيين في قطاع غزة بنيران الاحتلال الشهر الماضي.
وأشار تقرير نشره موقع "ميديل إيست آي" وترجمته "عربي21"، إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية في دولة الاحتلال أورين مارمورستين، هاجم وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والنائب البريطاني، هاميش فالكونر.
وكان فالكونر أشار إلى تورط جيش الاحتلال الإسرائيلي في قتل عدد من المسعفين الفلسطينيين في قطاع غزة في آذار /مارس الماضي.
وفي 23 آذار، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 15 مسعفا وعامل إنقاذ فلسطينيا، بعدما فتح النار على قافلتين لسيارات إسعاف، ثم قام بحفر مقبرة جماعية ودفن الجثث، قبل أن يُعثر عليها بعد ستة أيام على يد فريق تابع للأمم المتحدة.
وقال فالكونر "بعد اعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن الهجمات الأخيرة على منشآت الأمم المتحدة في غزة، يجب عليها التحقيق في جميع الهجمات التي أودت بحياة عمال الإغاثة، ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان عدم تكرار ذلك".
وبعد ساعات، شارك المتحدث باسم وزارة خارجية الاحتلال منشور الوزير البريطاني، وقال إن "إسرائيل لا تستهدف عمال الإغاثة أبدا. إسرائيل تستهدف الإرهابيين فقط، وأي تلميح آخر هو فدية دم ويجب التراجع عنه وافتراء واضح".
ونصح فالكونر بـ "فحص التحقيقات وإجراءات المحاسبة في حالات كانت فيها بريطانيا مسؤولة عن مقتل المدنيين خلال الحروب، ونأمل أن تتطابق مستويات المحاسبة مع مستويات إسرائيل".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترف في وقت سابق من هذا الأسبوع بمسؤوليته عن قتل مارين فاليف مارينوف، الموظف البلغاري في مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (يونوبس)، بنيران دبابة الشهر الماضي. وقد توفي مارينوف في مجمع للأمم المتحدة بدير البلح في غزة في 19 آذار/ مارس.
وفي البداية، ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه لم يهاجم المنشأة، لكنه أقر، بعد تحقيق، يوم الخميس بأن قواته قتلت مارينوف. وقال الجيش إن قواته استنتجت خطأ أن مبنى الأمم المتحدة يضم "وجودا للعدو".
وهاجمت دولة الاحتلال وقتلت أكثر من 400 عاملا في مجال الإغاثة منذ بداية العدوان على غزة في 7 تشرين الأول /أكتوبر 2023، وذلك حسب الأمم المتحدة.
وكشف تحقيق لصحيفة "الغارديان" في شباط /فبراير من هذا العام أن أكثر من ألف عامل في المجال الطبي قتلوا في القطاع المحاصر، قبل كانون الثاني /يناير من هذا العام.
ولم يرد فالكونر على طلب متحدث الاحتلال الإسرائيلي للتراجع عن بيانه. وتعتبر الحادثة، الأخيرة في سلسلة من الخلاف الثانوي بين بريطانيا وحكومة إسرائيل. ففي وقت سابق من هذا الشهر، منعت السلطات الإسرائيلية النائبين العماليين ابتسام محمد ويوان يانغ من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة بدعوى نيتهما في "نشر خطاب الكراهية". أثارت هذه الخطوة إدانة شديدة من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي.
وفي الشهر الماضي، انتقدت عائلة عامل إغاثة بريطاني قتل في غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة في غزة، الحكومة البريطانية لرفضها الكشف عن معلومات حول الهجوم جمعتها طائرة تجسس تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.
وكان جيمس كيربي، وهو جندي سابق في الجيش البريطاني يبلغ من العمر 47 عاما، يعمل في غزة لصالح منظمة "المطبخ المركزي العالمي أو (وورلد سنترال كيتشن) عندما قتل في نيسان/ أبريل الماضي في هجوم إسرائيلي استهدف قافلة مساعدات مكونة من ثلاث سيارات. وقد لقي حتفه إلى جانب عدد من الأشخاص الآخرين، من بينهم اثنان من قدامى المحاربين البريطانيين.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية لصحيفة "التايمز"، إنها حصلت على لقطات من طائرة تجسس تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني كانت تحلق فوق غزة في محاولة لتحديد مكان أسرى إسرائيليين يوم الغارة. ورفضت وزارة الدفاع الكشف عن اللقطات، متذرعة بأمور تتعلق بالأمن القومي والدفاع.
وفي مقابلة مع صحيفة "التايمز"، تساءلت عائلة كيربي عن سبب عدم السماح لهم بالاطلاع على ما تم تصويره.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ادعى في البداية أن مقتل عمال الإغاثة البريطانيين في نيسان/ أبريل الماضي كان "غير متعمد". وفي وقت لاحق، فصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ضابطين ووبخ قائدين كبيرين، قائلا إن مشغل طائرة بدون طيار استهدف القافلة عن طريق الخطأ.
لكن عائلة كيربي انتقدت تحقيق الجيش ووصفته بأنه عملية "تبييض" ودعت إلى تحقيق مستقل.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية لموقع "ميدل إيست آي"، الشهر الماضي، إن رحلات المراقبة فوق غزة "غير مسلحة، وليس لها دور قتالي، وتركز فقط على تأمين إطلاق سراح الأسرى".
وأضاف: "تتحكم بريطانيا في المعلومات التي تجمع، ولا تجمع إلا المعلومات المتعلقة بإنقاذ الأسرى إلى السلطات الإسرائيلية المختصة. ولا ننقل المعلومات إلا عندما نكون مقتنعين بأنها ستستخدم وفقا للقانون الإنساني الدولي".