مجموعة الازمات تقترح إخلاء التنف السوري من القوات الأمريكية وتحذر من نيران إقليمية
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
شفق نيوز/ رصد معهد "مجموعة الأزمات الدولية" الذي يتخذ من لندن مقرا له، المواجهات المتزايدة بين الفصائل الحليفة لإيران في العراق وسوريا، وبين القوات الامريكية على خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، محذرا من انه برغم ان الطرفين الامريكي-الاسرائيلي والايراني مع حلفائه، لا يظهرون الرغبة بتصعيد إقليمي كبير، الا ان استمرار حرب غزة، فإن الخطر بحدوث ذلك، يتصاعد.
وقال المعهد البريطاني في تقرير مطول أعدته مجموعة من الخبراء، لتحديد احتمالات المخاطر الناتجة عن التصعيد الأمريكي-الإيراني في ظل حرب غزة، والجماعات المنخرطة في استهداف القوات الامريكية وخلفية الأعمال العدائية هذه في العراق وسوريا، أن فترة هدوء غير رسمية لخفض التصعيد بين واشنطن وطهران، انتهت الآن بعد تصاعد الهجمات على القوات الأمريكية.
وذكّرَ التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ بهجوم شنته الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا في آذار/مارس 2023 والذي ادى الى مقتل احد افراد الخدمة الامريكية، وانه في سبتمبر/ايلول الماضي، تحدث المسؤولون الأمريكيون عن مرور اكثر من عام منذ الهجوم الأخير على القوات الامريكية في العراق، بينما لم يكن هناك أي هجوم في سوريا منذ تبادل الهجمات المتبادلة في مارس/آذار.
ومع الحرب على غزة، قال التقرير انه هذه المرة كان الزناد مختلفا بشكل واضح، خصوصا مع الهجوم على المستشفى الأهلي في غزة في 17 تشرين الأول/أكتوبر والذي حمل كثيرون مسؤوليته على اسرائيل، موضحا ان "الهجمات المتجددة على القوات الامريكية، بالاضافة الى الهجمات المزعومة أو المؤكدة على اسرائيل من قبل جماعات في لبنان وسوريا والعراق واليمن، تشير الى جهد يبذله محور المقاومة للضغط على إسرائيل لتقليص عملياتها في غزة".
وذكر التقرير أنه "يبدو أن الجماعات التي تقف خلف الهجمات تطلق تهديدا ضمنيا بانه اذا لم تغير اسرائيل مسارها، فإنها قد تفتح جبهات إضافية ضد الولايات المتحدة، التي يرون أنها تزود اسرائيل بدعم حاسم لحملتها في غزة".
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة من المحتمل تحاول تجنب التصعيد الإقليمي، اذ انها اظهرت مستوى صبر أكبر من المعتاد، إلا أن تصاعدها اخيرا والاعلان عن وفاة المقاول الأمريكي وعشرات الاصابات، وضع ادارة جو بايدن في موقف شعرت فيه كان عليها أن تستجيب.
أهمية ما يحصل
وذكر التقرير انه رغم ان الاشتباك المتبادل الأخير بين الولايات المتحدة والجماعات المدعومة من إيران، يبدو وكأنه تراجعا عن الوضع القائم الذي سبق تفاهمات خفض التصعيد التي تم التوصل إليها في سلطنة عمان، إلا أن تواترها ونطاقها يشكل مزيجا خطيرا بشكل خاص، لا سيما في ظل بيئة التوتر الحالي".
واوضح التقرير ان "سوء التقدير او وقوع حادث مؤسف قد يؤدي إلى تصعيد كبير"، مضيفا انه في حال بدأت القوات الامريكية في تكبد خسائر كبيرة، فان الانتقام الأمريكي المباشر ضد أفراد الحرس الثوري الإيراني هو رد فعل يمكن تصوره تماما، وان الديناميكية الناتجة ستؤدي إلى صراع أوسع بين الولايات المتحدة وإسرائيل، من ناحية، وإيران ومحور المقاومة، من الناحية الاخرى".
وأشار التقرير إلى أن واشنطن أبدت لطهران رغبتها في وقف التصعيد وسعت ايضا الى اظهار القوة، وأنه مع استمرار الضربات على القوات الامريكية، فقد ورد أنها حاولت ايضا تحذير طهران لوقفها، وانها تحمل إيران مسؤولية الهجمات على القوات الامريكية، سواء حتى لو نفذتها جماعات مدعومة من إيران.
ونقل التقرير عن مسؤول عسكري أمريكي قوله "إنهم يهدفون إلى القتل. لقد حالفنا الحظ للتو"، لكن هذا الحظ قد ينفد في نهاية المطاف.
اما ايران فقد حذرت اسرائيل من توسيع عملياتها البرية في غزة، كما حذرت الولايات المتحدة من أن دعمها للهجوم الاسرائيلي قد يكون مقدمة لمواجهة اقليمية تشمل شبكة القوى الحليفة التي عملت على رعايتهم طوال عقود من الزمن. ولفت التقرير إلى انه سواء بموجب تعليمات صريحة من طهران أو بموافقتها الضمنية، فإن الجماعات تنشط الآن في 5 ساحات على الأقل: غزة وجنوب لبنان والعراق وسوريا واليمن.
وحذر التقرير من أن توسيع مدى هذه الإجراءات كرد على التطورات في غزة، يحمل مخاطر كبيرة بالنسبة لطهران، موضحا أن المزيد من تصعيد الهجمات على القوات الامريكية، قد يؤدي الى الانتقام الأمريكي، ويمكن ان يؤدي ايضا الى اثارة دورة تصعيدية بين الولايات المتحدة وإيران بغض النظر عن التطورات في اسرائيل وغزة، وان مثل هذه الدورة قد تكون بمثابة عقاب لطهران.
لكن التقرير اعتبر انه من المحتمل ان تقرر ايران وحزب الله أنهما في حاجة إلى خوض مجازفات تصعيدية كبيرة، معتقدين أنه من غير المقبول ان يبقى "محور" طهران على الهامش بينما تتزايد الخسائر في صفوف المدنيين في غزة بينما يضعف حليف آخر محلي هو حركة حماس بشكل كبير، مضيفا ان ان البقاء خارجا، وفق المنطق نفسه، من شأنه أن يفضح حدود "المحور" في التعبئة لدعم أعضائه.
لكن التقرير اشار الى انه ليس من الواضح حاليا ما الذي قد يدفع إيران وحلفائها في العراق ولبنان وسوريا واليمن إلى تجاوز الاستفزازات المدروسة واللجوء الى رد اكثر خطورة وقوة.
تقليل مخاطر التصعيد
ورأى التقرير أن دائرة الاستفزاز والانتقام بين الجماعات المدعومة من إيران والقوات الامريكية في سوريا والعراق، لطالما كانت خطيرة، الا انها اصبحت كذلك بشكل خاص الان، وانه في ظل احتدام الحرب في غزة، فإن احتمالات التصعيد الإقليمي أصبحت أكبر مما كانت عليه منذ سنوات.
وتابع التقرير أنه "لدى كلا الجانبين الكثير ليخسره إذا تم جرهما إلى مثل هذه الدوامة"، مضيفا انه "يجب على طهران أن تأخذ على محمل الجد المخاطر التي ستواجهها إذا لم تمنع الميليشيات الشريكة لها من تصعيد هجماتها، بينما يجب على الولايات المتحدة دراسة أي ردود بالحكمة المناسبة، والابتعاد عن الإجراءات التصعيدية".
إلا أنه في الوقت نفسه، قال التقرير انه "سيكون الحكمة أن تبحث كل من طهران وواشنطن عن فرص لنزع فتيل التوترات"ن مضيفا انه رغم ان ذلك من المستحيل سياسيا الان، الا انه بمجرد ان تكون هناك فرصة لاستئناف الدبلوماسية الهادئة غير المباشرة التي أدت إلى التهدئة التي سبقت غزة، فيتحتم على الجانبين أن يغتنما هذه الفرصة، وربما العودة الى العمانيين ومطالبتهم مرة اخرى بالوساطة".
وختم التقرير بالقول ان "تهدئة التوترات سوف تكون أسهل كثيرا اذا توقف القتال في غزة"، مضيفا انه برغم من ان الانتخابات الرئاسية الامريكية لعام 2024 قد تقدم عناصر اضافية في الحسابات، فانه يتحتم على واشنطن إجراء تقييم للمخاطر المتعلقة بنشرها للقوات الامريكية في المنطقة، وانه ينبغي ان يأخذ هذا التقييم في الاعتبار ما إذا كانت القوات بمثابة اداة تعثر للتصعيد الى صراع أوسع نطاقا وكيفية الموازنة بين المخاطر المصاحبة والفائدة المقصودة من عمليات النشر هذه من حيث صلتها بتعزيز جهود مكافحة داعش".
وتابع قائلا انه "ربما تكون الحاجة الى مثل هذا التقييم اكثر وضوحا فيما يتعلق بقاعدة التنف" في سوريا، مضيفا أنه "من دون اتخاذ قرار نهائي، قد ترغب إدارة بايدن في النظر في إجراء مؤقت: فقد قامت بهدوء، (وإن كان مؤقتا)، بنقل القوات الأمريكية من التنف في مناسبة سابقة عندما تعرضت للهجوم، وقد يكون ذلك سابقة مفيدة في الوقت الراهن".
ترجمة: وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق فصائل مسلحة القوات الامريكية في سوريا التنف السوري على القوات الامریکیة الولایات المتحدة الامریکیة فی التقریر ان فی العراق مضیفا انه فی سوریا من إیران فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة روسية تكشف خيارات موسكو للرد على ضربات الصواريخ الأمريكية أتاكمز
نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن الإجراءات التي قد تتخذها روسيا ردًّا على سماح رئيس الولايات المتحدة جو بايدن باستخدام القوات المسلحة الأوكرانية للصواريخ التكتيكية الباليستية من طراز "أتاكمز" لشن ضربات ضد أهداف داخل منطقة كورسك الروسية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من المحتمل أن تخطو فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا حذو الولايات المتحدة. ومن المرجح السماح باستخدام الصواريخ الباليستية التكتيكية والصواريخ الموجهة من إنتاج غربي ضد مناطق روسية أخرى.
ويرتبط قرار الولايات المتحدة بتدهور وضع القوات المسلحة الأوكرانية في معظم مواقع الاشتباك على خط الجبهة، وفشل كييف في تغيير الوضع لصالحها باستخدام القوات والوسائل المتاحة لديها.
من جانبها، استعدت موسكو منذ وقت طويل لهذه الخطوة من واشنطن وحلفائها واتخذت كافة التدابير اللازمة لتعزيز الدفاعات الجوية والصاروخية وتوزيع الطائرات العملياتية والتكتيكية والطائرات العسكرية، بالإضافة إلى تجهيز احتياطات من العتاد وإيجاد مواقع حماية لمراكز القيادة.
في الوقت نفسه؛ تنقل المشاركة المباشرة للدول الغربية في النزاع الأوكراني الصراع إلى مستوى آخر.
من جانبه، أشار فولوديمير زيلينسكي إلى أن السماح للقوات المسلحة الأوكرانية باستهداف الأراضي الروسية هو جزء من "خطة النصر" لأوكرانيا، مشيرًا أن إحدى النقاط في هذه المبادرة هي "القدرة على توجيه ضربات لمسافات طويلة".
ومع ذلك، يتعين على الرئيس الأوكراني، الذي سعى للحصول على إذن لضرب أهداف داخل عمق روسيا، الاستعداد للرد الروسي.
كيف يمكن لروسيا أن ترد؟
وترى في هذا الصدد، تتمثل الخطوات الأكثر ملاءمة من جانب موسكو في كونه بمجرد إطلاق القوات المسلحة الأوكرانية أولى صواريخها الباليستية والتكتيكية والهجومية على الأهداف داخل الأراضي الروسية، يحق للقوات المسلحة الروسية شن ضربات صاروخية وجوية على جملة من الأهداف في أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن القوات الروسية تستطيع توجيه ضربات مكثفة باستخدام الأسلحة عالية الدقة لتدمير حي كامل من المباني الحكومية في كييف، بما في ذلك مكتب رئيس أوكرانيا، ومبنى البرلمان الأوكراني، ومجمع مباني وزارة الدفاع الأوكرانية.
علاوة على ذلك، تستطيع روسيا تدمير سلسلة السدود والخزانات على نهر دنيبر. وفي حال كانت الرؤوس الحربية التقليدية للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز التي تطلق من البحر أو الجو غير كافية لتحقيق هذه الأهداف، ينبغي استخدام الأسلحة النووية من أجل تدمير السدود.
وتابعت الصحيفة موضحة أنه يمكن لروسيا أيضًا تدمير جميع الجسور البرية والسكك الحديدية عبر نهر دنيبر، بما في ذلك تسعة معابر جسرية في كييف. بالإضافة إلى توجيه ضربات بالصواريخ من قواعد جوية وبحرية ضد المنشآت التي تنتج صواريخ "ستورم شادو" في المملكة المتحدة وفرنسا في حالة موافقة البلدين على استخدام صواريخهم.
وأكدت الصحيفة أن قرار الرئيس الأمريكي مساعدة القوات المسلحة الأوكرانية بالصواريخ الأمريكية، يستوجب اتخاذ رد سريع على هذه الخطوة يتمثل في القضاء على الوحدات والتشكيلات العسكرية الأوكرانية التي تنفذ العمليات العسكرية في أجزاء من منطقة كورسك في أقصر وقت ممكن.
ونظرًا لانتشار أفضل الوحدات العسكرية الأوكرانية هناك وتعزيز مواقعها بشكل جيد من الناحية الهندسية، فإن استخدام الذخائر الخاصة مثل القنابل النيوترونية والقنابل النووية التقليدية على شكل انفجارات نووية على ارتفاعات عالية لمنع التلوث الإشعاعي للأراضي طريقة مناسبة لضرب هذه المواقع بشكل فعال، ويمكن إنجاز هذه المهمة خلال 24 ساعة، حتى لا يتمكن الغرب من تقديم أي مساعدة إلى تلك المنطقة، وإزالة ملف "كورسك" من جدول الأعمال نهائيا.
وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة إلى أن الخطوات المطروحة ردود منطقية على تحركات الغرب وطلبات أوكرانيا لتزويدها بـ"معدات تخول لها استهداف أهداف بعيدة".