لقاء الخطوط الحمراء وإفساد مخططات إسرائيل.. ماذا دار بين السيسي ورئيس إيران؟
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم السبت، على هامش أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض، وذلك استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها.
وبحثت القمة العربية الإسلامية المشتركة تعزيز التشاور والتنسيق بشأن التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، وسبل التحرك العربي والإسلامي إزاءه، وأتى ذلك وسط حضور عدد كبير من قادة وزعماء الدول.
لقاء مصري إيرانيوقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، إن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر حول الأوضاع في قطاع غزة، ومسارات العمل من أجل تخفيف وطأة المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع.
وأضاف أن الرئيس استعرض جهود مصر لدفع مسار التهدئة ووقف إطلاق النار، وكذا القيام بتقديم وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في القطاع، كما تم التطرق بين الرئيسين لأهمية عدم اتساع دائرة الصراع في المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي.
قال الرئيس السيسي، إن القمة العربية الإسلامية تأتي في ظروف استثنائية يمر فيها الوقت ثقيلًا على أهالي غزة، من المدنيين الأبرياء الذين يتعرضون للقتل والحصار ويعانون ممارسات لا إنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى وتستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولي إذا أراد الحفاظ على الحد الأدنى من مصداقيته السياسية والأخلاقية.
وأضاف السيسي، في كلمة له خلال فعاليات القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، اليوم السبت: "وكما يمر الوقت ثقيلا على فلسطين وأهلها، يمر علينا وعلى جميع الشعوب ذات الضمائر الحرة مؤلما وحزينا يكشف سوءات المعايير المزدوجة، واختلال المنطق السليم، وتهافت الادعاءات الإنسانية التي- مع الأسف- تسقط سقوطا مدويا في هذا الامتحان الكاشف".
وأكد الرئيس السيسي، أن مصر أدانت منذ البداية استهداف وقتل الأبرياء وترويع جميع المدنيين من الجانبين، وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، متابعًا: "نؤكد اليوم من جديد هذه الإدانة الواضحة مع التشديد في الوقت ذاته على أن سياسات العقاب الجماعي لأهالي غزة من قتل وحصار وتهجير قسري غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس ولا بأي دعاوى أخرى وينبغي وقفها على الفور".
فيما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن السلام على القدس على غزة وأهلها السلام على المقاومة الفلسطينية العزيزة في فلسطين ولبنان، فلسطين المفتاح للكرامة الإسلامية والإنسانية "مشاكل العالم الإسلامي يجب معالجتها إذا تم الاتحاد، والاعتماد على الله، وقدرات العالم الإسلامي السبيل الوحيد لحل الأزمات، ويمكن لمنظمة التعاون الإسلامي أن تلعب دورا من أجل الاتحاد، وإيران تدرك هذه الحقيقة وتتبني سياسة الجوار والاتحاد، ونحن نيابة عن أمة رسول الله اجتمعنا من أجل نجدة الشعب الفلسطيني، اليوم هو يوم العمل ويوم تاريخي للدفاع عن فلسطين والمسجد الأقصى، واليوم هو صراع الحق ضد الباطل.. الاحتلال الإسرائيلي يمثل الإفساد في الأرض".
وتابع الرئيس الإيراني خلال كلمته بالقمة اليوم: "ما شهده قطاع غزة خلال أخر 5 أسابيع شهد بشاعة الاحتلال، وغزة تتعرض لحصار وتعتبر أكبر سجن في العالم، والكيان الصهيوني استهدف قطاع غزة بشكل كامل واستخدام القنابل الضوئية المحذورة، تم قتل أكثر من 11 ألف مدني من الأبرياء، و3 آلاف شخص تحت الأنقاض، والضحايا من النساء والأطفال الأبرياء فضلا عن الهجوم على الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف وهو جانب آخر لهذا الاعتداء على غزة، ونحن علينا مسئولية وما هي جريمة هؤلاء الأطفال في القتل؟، ويجب على الجميع تحديد صفهم.. صف البنيان المرصوص أم الوقوف في صف الأعداء، لا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي أمرت وهي شريكة في جرائم الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل ولد غير شرعي لأمريكا، وأمريكا تدعم الكيان الصهيوني وتدعمه في مواجهة الأطفال الأبرياء".
أهمية إيران للمنطقةوأكمل الرئيس الإيراني: "أمريكا شجعت الاحتلال على القيام بهذه الأعمال ضد غزة وفلسطين، والكيان الصهيوني يقوم بقتل الشعب الفلسطيني في مخالفة للقواعد الدولية والأسطول الأمريكي أرسل للمنطقة، وبذلك أمريكا دخلت الحرب لصالح إسرائيل وتوفر له الدعم الشامل في مجلس الأمن ومنع المصادقة على قرار يمنع قتل الشعب الفلسطيني، أمريكا أفسحت المجال لهم من أجل القتل والسفك، فضلا عن الدعم العسكري عبر أنواع مختلفة من الأسلحة، وتزويدهم بالذخائر وتوفر لهم الأموال والوقود وإرسال شحنات كبيرة من السلاح وترسل إلى إسرائيل يوميا، ما حدث في غزة يعادل 7 قنابل ذرية، هذه الجريمة تعني المشاركة من قبل الولايات المتحدة، والدور الأمريكي هو الأسوأ والمفاسد كلها تمكن في أمريكا، وأمريكا تقتل في العديد من مناطق العالم، وتأجج المعركة".
في هذا الصدد قال الكاتب الصحفي ونائب رئيس تحرير بالأهرام، شريف سمير، إن لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس الإيراني اليوم على هامش قمة الرياض يعد بمثابة دعوة صريحة من قبل مصر إلى ضرورة وجود جذور العرب وبين إيران، مؤكدا أن كسب اللاعب الإيراني في صفوف العرب لمواجهة ومقاومة السياسة الإسرائيلية الاستيطانية أمر مهم للغاية في ظل الدعم الغربي لتل أبيب.
وأشار سمير إلى أن إيران على علاقة قوية جدا بحركة حماس وهي التي تقدم الدعم اللوجيستي لكل من حماس وحزب الله، والقاهرة تدرك تماما أن كسب حليف قوي مثل طهران في المنطقة مهم جدا في مواجهة العدو الإسرائيلي، مشددا على ضرورة أن يكون هناك حالة من التفاهم والتنسيق بين الدول العربية وإيران خاصة وأنهم في خندق واحد أمام التحديات الراهنة في الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن اللاعب الإيراني مهم للغاية في المعادلة المقبلة، حيث إن إيران ستكون حليفا قويا للغاية بجانب العرب أمام هذه التحديات، وانطلاقا من قراءة مصر لهذه الحقيقة فهي تحاول أن تمد جسور التواصل مع الإيرانيين لضمان الاستقرار والأمن القومي في الشرق الأوسط بأكمله.
وأضاف خلال تصريحات لـ"صدى البلد" أنه من الذكاء والحكمة السياسية استغلال الطموح الإيراني النووي لصالح الأمن القومي العربي، ومن الضروري أن يكون هناك دعم للعلاقات العربية الإيرانية لإيجاد تكتل واضح وقوي وصلب أمام محاولات إسرائيل توسيع نفوذها والسيطرة على كل مجريات الأمور ومفاتيح السياسة والاقتصاد في الشرق الأوسط بل في العالم برمته.
وأكمل: إن كلمة الرئيس السيسي في القمة الطارئة بالرياض اليوم، يمكن وصفها بأنها كلمة سياسية وإنسانية بامتياز جمعت بين البعد السياسي ودور مصر القيادي، فضلاً عن البعد الإنساني الذي تتبناه مصر في القيام بواجبها والاطلاع بمسؤوليتها تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وذلك من خلال توصيل المساعدات الإنسانية وفتح المستشفيات والمراكز الطبية لعلاج الجرحى وإغاثة الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن مصر حريصة للغاية على أن يكون هناك حل سياسي سريع للأزمة الفلسطينية ومبادرة من العرب ومن المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار ووقف نزيف الدم، وعودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم على أرض غزة.
واختتم: كانت كلمة الرئيس السيسي واضحة وصارمة ومحددة لا تقبل أي شروط أو تقبل أي املاءات من الطرف الإسرائيلي، كما أن الرئيس السيسي من خلال هذه الكلمة بعث برسالة هامة إلى المجتمع الدولي بأن مصر لن تتخلى عن الثوابت الخاصة بالقضية الفلسطينية، وضرورة التكاتف والتضامن لوقف القتال والتصعيد العسكري في الأراضي المحتلة والالتزام بحل الدولتين وتحقيق السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط بشكل عام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيسي عبدالفتاح السيسي إبراهيم رئيسي الرئيس الإيراني القمة العربية الإسلامية العاصمة السعودية الرياض ايران القمة العربیة الإسلامیة الشعب الفلسطینی الرئیس الإیرانی فی الشرق الأوسط الرئیس السیسی قطاع غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني: مستعدون لاتفاق مع أميركا في إطار محدد
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في إطار محدد، وذلك وسط أنباء عن تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين بشأن برنامج إيران النووي، فيما اتهمت طهران إسرائيل بالعمل على تخريب هذا المسار التفاوضي.
وأكد بزشكيان، في تصريحاته اليوم الاثنين، أن أي اتفاق مع واشنطن يجب أن يحافظ على المصالح الوطنية، مبيّنا أنه إذا لم يرغب الأميركيون في التفاوض على أساس التكافؤ بين الجانبين "فسنواصل طريقنا".
وعلى ضوء التقدم في المفاوضات الذي وصفه الجانب الأميركي بأنه "جيد للغاية" عقب جولة مباحثات ثانية عقدت في روما، قال بزشكيان "لسنا متفائلين ولا متشائمين".
وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده لا ترغب في النزاع مع أحد، لكنها لا تقبل "التسلط والتنمر".
وبدأت إيران والولايات المتحدة في 12 أبريل/نيسان الجاري أول محادثات رفيعة المستوى بين الجانبين منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 خلال ولايته الأولى.
وكلفت طهران وواشنطن خبراءهما بوضع إطار لاتفاق نووي محتمل في محادثات تعقد في مسقط بعد غد الأربعاء، وستعقبها محادثات أخرى بين كبار المفاوضين يوم السبت في العاصمة العمانية أيضا.
إعلان
اتهامات إيرانية لإسرائيل
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، خلال مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، إن هناك "نوعا من التحالف يتشكّل لتقويض وإثارة الاضطراب في المسار الدبلوماسي"، مؤكدا أن "النظام الصهيوني في صلب هذا التحرك".
وأضاف "إلى جانبه تقف سلسلة من التيارات التحريضية في الولايات المتحدة وشخصيات محسوبة على أطراف مختلفة"، في إشارة إلى شخصيات سياسية أميركية تعارض إبرام اتفاق مع إيران.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، يوم الخميس الماضي، إن إسرائيل أعدت خططا لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لكن ترامب طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الامتناع عن تنفيذها لإعطاء الفرصة للدبلوماسية.
وكان ترامب اعتمد سياسة "الضغوط القصوى" ضد إيران خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021)، وكان من أبرز إجراءاتها سحب بلاده أحاديا من اتفاق عام 2015 بشأن برنامج إيران النووي.
وبعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، أعاد ترامب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى"، لكنه بعث برسالة إلى القيادة الإيرانية يحضها فيها على إجراء مباحثات بشأن الملف النووي، محذرا من التحرك عسكريا في حال عدم التوصل إلى اتفاق.