التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم السبت، على هامش أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض، وذلك استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها.

وبحثت القمة العربية الإسلامية المشتركة تعزيز التشاور والتنسيق بشأن التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، وسبل التحرك العربي والإسلامي إزاءه، وأتى ذلك وسط حضور عدد كبير من قادة وزعماء الدول.

لقاء مصري إيراني

وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، إن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر حول الأوضاع في قطاع غزة، ومسارات العمل من أجل تخفيف وطأة المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع.

وأضاف أن الرئيس استعرض جهود مصر لدفع مسار التهدئة ووقف إطلاق النار، وكذا القيام بتقديم وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في القطاع، كما تم التطرق بين الرئيسين لأهمية عدم اتساع دائرة الصراع في المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي.

قال الرئيس السيسي، إن القمة العربية الإسلامية تأتي في ظروف استثنائية يمر فيها الوقت ثقيلًا على أهالي غزة، من المدنيين الأبرياء الذين يتعرضون للقتل والحصار ويعانون ممارسات لا إنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى وتستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولي إذا أراد الحفاظ على الحد الأدنى من مصداقيته السياسية والأخلاقية.

وأضاف السيسي، في كلمة له خلال فعاليات القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، اليوم السبت: "وكما يمر الوقت ثقيلا على فلسطين وأهلها، يمر علينا وعلى جميع الشعوب ذات الضمائر الحرة مؤلما وحزينا يكشف سوءات المعايير المزدوجة، واختلال المنطق السليم، وتهافت الادعاءات الإنسانية التي- مع الأسف- تسقط سقوطا مدويا في هذا الامتحان الكاشف".

هل تواطأ مجلس الأمن مع إسرائيل؟.. رسائل مهمة من ولي العهد السعودي تسليح المقاومة واعتبار الجيش الإسرئيلي منظمة إرهابية.. 3 مطالب عاجلة بقمة الرياض

وأكد الرئيس السيسي، أن مصر أدانت منذ البداية استهداف وقتل الأبرياء وترويع جميع المدنيين من الجانبين، وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، متابعًا: "نؤكد اليوم من جديد هذه الإدانة الواضحة مع التشديد في الوقت ذاته على أن سياسات العقاب الجماعي لأهالي غزة من قتل وحصار وتهجير قسري غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس ولا بأي دعاوى أخرى وينبغي وقفها على الفور".

فيما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن السلام على القدس على غزة وأهلها السلام على المقاومة الفلسطينية العزيزة في فلسطين ولبنان، فلسطين المفتاح للكرامة الإسلامية والإنسانية "مشاكل العالم الإسلامي يجب معالجتها إذا تم الاتحاد، والاعتماد على الله، وقدرات العالم الإسلامي السبيل الوحيد لحل الأزمات، ويمكن لمنظمة التعاون الإسلامي أن تلعب دورا من أجل الاتحاد، وإيران تدرك هذه الحقيقة وتتبني سياسة الجوار والاتحاد، ونحن نيابة عن أمة رسول الله اجتمعنا من أجل نجدة الشعب الفلسطيني، اليوم هو يوم العمل ويوم تاريخي للدفاع عن فلسطين والمسجد الأقصى، واليوم هو صراع الحق ضد الباطل.. الاحتلال الإسرائيلي يمثل الإفساد في الأرض".

وتابع الرئيس الإيراني خلال كلمته بالقمة اليوم: "ما شهده قطاع غزة خلال أخر 5 أسابيع شهد بشاعة الاحتلال، وغزة تتعرض لحصار وتعتبر أكبر سجن في العالم، والكيان الصهيوني استهدف قطاع غزة بشكل كامل واستخدام القنابل الضوئية المحذورة، تم قتل أكثر من 11 ألف مدني من الأبرياء، و3 آلاف شخص تحت الأنقاض، والضحايا من النساء والأطفال الأبرياء فضلا عن الهجوم على الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف وهو جانب آخر لهذا الاعتداء على غزة، ونحن علينا مسئولية وما هي جريمة هؤلاء الأطفال في القتل؟، ويجب على الجميع تحديد صفهم.. صف البنيان المرصوص أم الوقوف في صف الأعداء، لا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي أمرت وهي شريكة في جرائم الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل ولد غير شرعي لأمريكا، وأمريكا تدعم الكيان الصهيوني وتدعمه في مواجهة الأطفال الأبرياء".

أهمية إيران للمنطقة

وأكمل الرئيس الإيراني: "أمريكا شجعت الاحتلال على القيام بهذه الأعمال ضد غزة وفلسطين، والكيان الصهيوني يقوم بقتل الشعب الفلسطيني في مخالفة للقواعد الدولية والأسطول الأمريكي أرسل للمنطقة، وبذلك أمريكا دخلت الحرب لصالح إسرائيل وتوفر له الدعم الشامل في مجلس الأمن ومنع المصادقة على قرار يمنع قتل الشعب الفلسطيني، أمريكا أفسحت المجال لهم من أجل القتل والسفك، فضلا عن الدعم العسكري عبر أنواع مختلفة من الأسلحة، وتزويدهم بالذخائر وتوفر لهم الأموال والوقود وإرسال شحنات كبيرة من السلاح وترسل إلى إسرائيل يوميا، ما حدث في غزة يعادل 7 قنابل ذرية، هذه الجريمة تعني المشاركة من قبل الولايات المتحدة، والدور الأمريكي هو الأسوأ والمفاسد كلها تمكن في أمريكا، وأمريكا تقتل في العديد من مناطق العالم، وتأجج المعركة".

في هذا الصدد قال الكاتب الصحفي ونائب رئيس تحرير بالأهرام، شريف سمير، إن لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس الإيراني اليوم على هامش قمة الرياض يعد بمثابة دعوة صريحة من قبل مصر إلى ضرورة وجود جذور العرب وبين إيران، مؤكدا أن كسب اللاعب الإيراني في صفوف العرب لمواجهة ومقاومة السياسة الإسرائيلية الاستيطانية أمر مهم للغاية في ظل الدعم الغربي لتل أبيب.

الرئيس الإيراني: ما أسقطه الاحتلال الإسرائيلي على غزة يعادل 7 قنابل ذرية غزة تشل إسرائيل.. تدمير 136 آلية عسكرية وانهيار اقتصادي يضرب تل أبيب

وأشار سمير إلى أن إيران على علاقة قوية جدا بحركة حماس وهي التي تقدم الدعم اللوجيستي لكل من حماس وحزب الله، والقاهرة تدرك تماما أن كسب حليف قوي مثل طهران في المنطقة مهم جدا في مواجهة العدو الإسرائيلي، مشددا على ضرورة أن يكون هناك حالة من التفاهم والتنسيق بين الدول العربية وإيران خاصة وأنهم في خندق واحد أمام التحديات الراهنة في الشرق الأوسط.

ولفت إلى أن اللاعب الإيراني مهم للغاية في المعادلة المقبلة، حيث إن إيران ستكون حليفا قويا للغاية بجانب العرب أمام هذه التحديات، وانطلاقا من قراءة مصر لهذه الحقيقة فهي تحاول أن تمد جسور التواصل مع الإيرانيين لضمان الاستقرار والأمن القومي في الشرق الأوسط بأكمله.

وأضاف خلال تصريحات لـ"صدى البلد" أنه من الذكاء والحكمة السياسية استغلال الطموح الإيراني النووي لصالح الأمن القومي العربي، ومن الضروري أن يكون هناك دعم للعلاقات العربية الإيرانية لإيجاد تكتل واضح وقوي وصلب أمام محاولات إسرائيل توسيع نفوذها والسيطرة على كل مجريات الأمور ومفاتيح السياسة والاقتصاد في الشرق الأوسط بل في العالم برمته.

وأكمل: إن كلمة الرئيس السيسي في القمة الطارئة بالرياض اليوم، يمكن وصفها بأنها كلمة سياسية وإنسانية بامتياز جمعت بين البعد السياسي ودور مصر القيادي، فضلاً عن البعد الإنساني الذي تتبناه مصر في القيام بواجبها والاطلاع بمسؤوليتها تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وذلك من خلال توصيل المساعدات الإنسانية وفتح المستشفيات والمراكز الطبية لعلاج الجرحى وإغاثة الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن مصر حريصة للغاية على أن يكون هناك حل سياسي سريع للأزمة الفلسطينية ومبادرة من العرب ومن المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار ووقف نزيف الدم، وعودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم على أرض غزة.

واختتم: كانت كلمة الرئيس السيسي واضحة وصارمة ومحددة لا تقبل أي شروط أو تقبل أي املاءات من الطرف الإسرائيلي، كما أن الرئيس السيسي من خلال هذه الكلمة بعث برسالة هامة إلى المجتمع الدولي بأن مصر لن تتخلى عن الثوابت الخاصة بالقضية الفلسطينية، وضرورة التكاتف والتضامن لوقف القتال والتصعيد العسكري في الأراضي المحتلة والالتزام بحل الدولتين وتحقيق السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط بشكل عام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيسي عبدالفتاح السيسي إبراهيم رئيسي الرئيس الإيراني القمة العربية الإسلامية العاصمة السعودية الرياض ايران القمة العربیة الإسلامیة الشعب الفلسطینی الرئیس الإیرانی فی الشرق الأوسط الرئیس السیسی قطاع غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

لماذا تخلت حماس عن خطوطها الحمراء مع إسرائيل؟

رأى الكاتب والمحلل الإسرائيلي، جاكي خوري، أن الأضرار الهائلة التي لحقت بقطاع غزة، وانسحاب تنظيم "حزب الله" اللبناني من الصراع، ودخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب الوشيك إلى البيت الأبيض، اضطر حركة "حماس" على الموافقة على إطلاق سراح الرهائن، ولكنه أوضح أن التطورات التي أضرت بالحركة لا تمنح السلطة الفلسطينية أفضلية حقيقية.

 وقالت خوري في تحليل بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تحت عنوان "حماس اضطرت إلى المرونة في خطوطها الحمراء لكنها تحاول استخدام إطلاق سراح الأسرى للتعويض عن الدمار في القطاع"، إن الإعلان المتوقع عن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن سيضع حماس أمام تساؤلات عديدة تتعلق بالحرب وتأثيراتها على قطاع غزة بشكل كبير، وعلى مستقبل القضية الفلسطينية بشكل عام.

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن الحركة الفلسطينية ستحاول تصوير إطلاق سراح العديد من الأسرى الذين تم تصنيف بعضهم بالخطير على أنه نجاح، كما أنهم سيحاولون إظهار أنه على الرغم من الضربات التي تعرضت لها في قطاع غزة، إلا أنها لا تزال تشكل العامل المهيمن على الساحة الفلسطينية. 

رئيس الوزراء الفلسطيني يدعو لتولي السلطة الفلسطينية إدارة غزة https://t.co/PiRYArhDS1

— 24.ae (@20fourMedia) January 15, 2025  القيادة الجديدة في القطاع

وأضاف خوري، أنه بعد وقف إطلاق النار، ستطالب حماس بالمشاركة في إدارة القطاع بالمستقبل، وأن تكون جزءاً من أي آلية قيادة جديدة، حتى لو لم يكن بشكل مباشر. وبذلك، تستفيد من قاعدة الدعم الواسعة التي تتمتع بها في المجتمع الفلسطيني.

تنازلات وتبريرات

وأوضح أن حماس تخلت عن مطلبها بوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من كامل أراضي قطاع غزة، وذلك في مرحلة التوقيع على الاتفاقية، كما تنازلت عن طلب إطلاق سراح مسؤولين فلسطينيين كبار، بمن فيهم كبار قادة حركة فتح مثل مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، إلى جانب مسؤولين كبار في الذراعين العسكريين لحماس والجهاد، على الأقل في المرحلة الأولى من الصفقة.
وبحسب المحلل، فإن حماس تقول إن هذه القضايا، خصوصاً إنهاء الحرب والانسحاب والإفراج عن الأسرى الكبار، سيتم طرحها في المرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة، وأنها حصلت على ضمانات من شركاء الوساطة بأن المفاوضات ستستمر.

وتوضح حماس أن الأمر يتعلق بالمرونة وليس بالتنازل أو الاستسلام، وهو ما ينبع من عدة قيود، أولها الكارثة الإنسانية في غزة، التي تتفاقم كل يوم، وأنصار حماس الذين يضغطون على الحركة من أجل وقف القتال بسبب الدمار والجوع والمرض والأضرار النفسية التي ستظل آثارها محسوسة في قطاع غزة لأجيال عديدة. 

سموتريتش: نواجه لحظة حاسمة ومصيريةhttps://t.co/FX1BFEamrA

— 24.ae (@20fourMedia) January 15, 2025  حماس وحيدة

ويشير خوري إلى أن وقف إطلاق النار في لبنان والشروع في نشر الجيش بالجنوب اللبناني بدلاً من حزب الله، إلى جانب التطورات في سوريا، ترك حماس وحيدة، موضحاً أنه على الرغم من أن الهجمات الحوثية تشمل صواريخ وطائرات بدون طيار، إلا أنها لا تُعد دعماً استراتيجياً، كما أن هناك عاملاً آخر دفع حماس إلى تقديم تنازلات، وهو دخول ترامب الوشيك إلى البيت الأبيض.
ورأى المحلل الإسرائيلي، أن السلطة الفلسطينية حالياً تفتقر إلى أي مبادرة سياسية أو قدرة على التأثير على تطورات القطاع، والسياسة التي صاغوها تنتظر أن تعمل عليها إدارة ترامب بتشجيع عربي ودولي لتنفيذ الخطوط العريضة التي تسمح بعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة اليوم.. مستند
  • الحرس الثوري الإيراني: المقاومة الفلسطينية انتصرت على كيان العدو وحلفاؤه
  • ‏الحرس الثوري الإيراني يصف وقف إطلاق النار في غزة بأنه "انتصار" للمقاومة الفلسطينية
  • حزب العدل: مصر أجهضت مخططات تصفية القضية الفلسطينية
  • مدير المنتدى الاستراتيجي: مخططات إسرائيل بشمال غزة أصبحت في طي النسيان
  • لماذا تخلت حماس عن خطوطها الحمراء مع إسرائيل؟
  • رفع تحذيرات الراية الحمراء الحرجة جنوب كاليفورنيا.. إليكم ماذا تعني
  • هل حاولت إيران اغتيال ترمب؟.. هذا جواب الرئيس الإيراني
  • الرئيس الإيراني: محاولة اغتيال ترامب مخططات إسرائيلية لتعزيز معاداة طهران
  • نجم الأهلي يرفض التجديد | ماذا يحدث داخل القلعة الحمراء؟