أثار تصريح للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، انتقد فيه قصف إسرائيل للمدنيين في غزة، لأول مرة منذ بدء الحرب ضد حماس، انتقادات من أعلى المستويات في إسرائيل.

وقال ماكرون، الجمعة، إنه "لا يوجد مبرر لقصف إسرائيل لهؤلاء الأطفال، وتلك السيدات، وأولئك المسنين في حربها ضد حماس" مبرزا الحاجة لوقف إطلاق النار في غزة.

وأردف في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قائلا إنه "لا يوجد سبب لذلك ولا شرعية"، معربا عن أمله في أن ينضم زعماء غربيون آخرون إلى دعوته.

وقال ماكرون "نحن نشاطر إسرائيل وجعها، ونُشاركها رغبتها في التخلص من الإرهاب، لكن ثمة مدنيون يُقصفون.. هؤلاء الأطفال هؤلاء النساء هؤلاء الكبار في السن يتعرضون للقصف والقتل" و"لا يوجد أي مبرر ولا أي شرعية لذلك، لذا نحض إسرائيل على التوقف".

ومثل إسرائيل، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، ودول غربية أخرى، تعتبر فرنسا،  حماس، "منظمة إرهابية".

يذكر أنه بعد 18 يوما على بدء الحرب، زار ماكرون، إسرائيل، حيث التقى بنتانياهو وعبر له عن تضامن باريس الكامل مع إسرائيل بعد الهجوم الذي أوقع 1200 ضحية واختطاف 239 آخرين.

واقترح الرئيس الذي حل بالقدس في 24 أكتوبر الماضي إنشاء"تحالف دولي ضد حماس" معزيا الإسرائيليين بالقول "نقدم التعازي من دولة صديقة حزينة على أفظع عمل إرهابي في تاريخكم".

وقال أيضا "هذه صفحة سوداء في تاريخنا، بلدانا يجمعهما الحداد".

"تطور وليس تغيّر"

في رده على تعليقات ماكرون الجديدة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو،  إن "حماس هي المسؤولة عن سقوط ضحايا من المدنيين نتيجة هجومها المدمر في جنوب إسرائيل الشهر الماضي".

وأضاف نتانياهو في بيان على منصة إكس، تويتر سابقا "بينما تبذل إسرائيل كل ما في وسعها للامتناع عن إيذاء المدنيين وتدعوهم إلى مغادرة مناطق القتال، فإن حماس تبذل قصارى جهدها لمنعهم من المغادرة إلى مناطق آمنة وتستخدمهم كدروع بشرية" وشبه نتانياهو حماس بتنظيم "داعش". 

Statement by Prime Minister Benjamin Netanyahu regarding the remarks by French President Emmanuel Macron:

"The responsibility for any harm to civilians lies with Hamas - ISIS and not with Israel.

— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) November 10, 2023

وقتل أكثر من 11078 شخصا حسب أحدث حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس، الجمعة، جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدء الحرب، إثر الهجوم الذي شنته حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي وقتل فيه 1200 شخص معظمهم مدنيون.

وفي تعليقه على موقف ماكرون، وإن كان يشكل تغيرا في موقف فرنسا من الحرب بين إسرائيل وغزة، قال المحلل السياسي الفرنسي، فرانسواز جيري، إن الموقف الفرنسي "لم يتغير بل تطور مع تطور مجريات الحرب التي طال أمدها، بينما يسقط آلاف الأبرياء".

وفي اتصال مع موقع الحرة، شدد جيري على أن باريس لا تزال تشد على يد الإسرائيليين الذين فقدوا أحباءهم في هجوم أكتوبر، لكنها لا توافق على الطريقة التي ترد بها الحكومة الإسرائيلية على ذلك.

وقال "لو سألت أي فرنسي، أو أي إنسان سوي عن هجوم أكتوبر، سيقول لك إنه اعتداء إرهابي، وإنه يقف إلى جانب عائلات المقتولين والمختطفين، لكنه لن يعطيك صكا أبيض لما يفعله الجيش الإسرائيلي الآن".

من جانبه، أشار المحلل الإسرائيلي، عكيفا دار، إلى أن القصف الذي راح ضحيته مدنيون كثيرون في غزة "غيّر من موقف باريس تجاه الأحداث في المنطقة".

وقال في مقابلة مع موقع الحرة "أعتقد أن صور ضحايا  غزة خاصة الأطفال، والمدنيين الذين لا علاقة لهم بالحرب، غيرت من موقف باريس".

وأضاف "توقف المستشفيات عن الخدمة جراء القصف، وصور اللاجئين وهم يغادرون الشمال نحو جنوب القطاع، بطلب من إسرائيل، ساهم أيضا في ذلك".

وفي تعليقه على رد نتانياهو على تصريحات ماكرون التي قال فيها إن "مسؤولية أي ضرر يلحق بالمدنيين تقع على عاتق حماس التي بدأت الحرب وتستخدم المدنيين دروعا بشرية" قال جيري، إن نتانياهو يعلم جيدا أن فرنسا والدول الغربية وحتى الولايات المتحدة لن تقف معه طويلا ما دام أغلب الضحايا من المدنيين وليسوا من حماس."

وقال "لو أن ضحايا سقطوا بينما دمر الجيش الإسرائيلي البنية التحتية لحماس لقبل الناس ذلك، ولو على مضض، لكن الملاحظ هو أن حماس لا تزال تنشط بينما المدنيون يدفعون الفاتورة لوحدهم".

من جانبه قال عكيفا في الصدد "كان لدى نتانياهو شهر للرد على هجوم حماس.. الآن هناك من يرى أنه يجب أن يتوقف" في إشارة إلى المدة التي استغرقها الرد الإسرائيلي على هجوم السابع من أكتوبر الدامي.

وأردف "كان هناك شبة اتفاق على نطاق زمني  محدد.. لكن نتانياهو لم يأخذ ذلك بعين الاعتبار، لا مواقف الدول، ولا حتى الرأي العام المحلي" وفق تعبيره.

جيري عاد ليقول إنه "ليس موقف فرنسا فقط الذي تطور تبعا للحصيلة الثقيلة من المدنيين، بل الكثير من الدول الغربية أضحت تشير إلى رغبتها في إنهاء معاناة المدنيين في غزة".

وقال "ستواجه الحكومة الإسرائلية خلال الفترة القادمة انتقادات عديدة من أغلب دول العالم، بل حتى الولايات المتحدة، التي ساندت نتانياهو حتى الآن".

وأشار إلى ذلك بالقول "لن يرضى أي إنسان بأن يدفع شخص خطيئة شخص آخر، مهما كان لونه، معتقده، أو جنسه". مشيرا إلى ضغط واشنطن من أجل هدن إنسانية في غزة.

"خطوة في الاتجاه الصحيح"

وختم جيري قائلا "التاريخ سيحاسب الجميع على مواقفهم من هذه الحرب، من برر هجوم حماس على مدنيين في إسرائيل ومن يبرر قتل المدنيين الآن في غزة".

والجمعة، استهدفت عمليّات قصف وقنص مستشفيات ومدرسة في شمال غزّة حيث يُعالج مئات الجرحى ويحتمي آلاف النازحين، حسبما أفادت مصادر طبّية وفي حكومة حماس، مع تشديد إسرائيل الضغط على المراكز الطبّية ومواصلة المدنيّين الفرار نحو جنوب القطاع المحاصر.

وتوعّد الجيش الإسرائيلي بقتل عناصر حماس إذا شوهدوا وهم يُطلقون النار من المستشفيات، مكررا اتّهام الحركة بأنها "تنشط" من داخل المراكز الطبّية، وهو ما سبق للحركة أن نفته.

يذكر أن إسرائيل، وافقت بعد رفض مرير، على هدنة إنسانية يومية في غزة.

والخميس، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن إسرائيل وافقت على "هدن" إنسانية في غزة إثر ضغوط مارستها الولايات المتحدة.

وقال بايدن إنها "خطوة في الاتجاه الصحيح" من شأنها مساعدة المدنيين على الفرار من القتال وإدخال مزيد من المساعدات إلى المناطق المتضررة.

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

وبعد أكثر من شهر على بدء الحرب، أعلنت إسرائيل أن جيشها بات "في قلب مدينة غزة"، بينما تتكثف عمليات القصف الجوي والمدفعي التي أودت بأكثر من  حتى الآن أكثر من 11 ألف قتيل، بينهم 4324 طفلا و2823 امرأة بالإضافة إلى إصابة 26475 شخص وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: بدء الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

مرتفعًا 0.3%.. الذهب يستقر قرب أعلى مستوى عند 2648 دولارا للأونصة 

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقرت أسعار الذهب تحت أعلى مستوياتها القياسية، اليوم الثلاثاء مع بداية تداولات شهر أكتوبر، وذلك بعد أن خففت تصريحات رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التوقعات بمزيد من التخفيضات الكبيرة في أسعار الفائدة هذا العام. 

وارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى عند 2648 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2633 دولار للأونصة ليتداول حاليًا عند 2644 دولار للأونصة، وفقًا لتحليل جولد بيليون.

وانخفض سعر الذهب يوم أمس بنسبة 0.9% ليسجل أدنى مستوى منذ أسبوع عند 2624 دولار للأونصة، ليعد انخفاض لليوم الثاني على التوالي، وذلك بعد تصريحات من رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أشار خلالها إلى أن البنك الفيدرالي سيسعى على الأرجح إلى تخفيضات في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في المستقبل وأنه ليس في عجلة من أمره بعد أن عززت البيانات الجديدة الثقة في النمو الاقتصادي الجاري وإنفاق المستهلكين.

وخلال شهر سبتمبر ارتفع سعر الذهب بنسبة 5.2% بمقدار 132 دولار للأونصة ليسجل خلاله أعلى مستوى تاريخي للذهب عند 2685 دولار للأونصة، بينما في الربع الثالث من عام 2024 استطاع الذهب الارتفاع بنسبة 13.2% وهو أعلى ارتفاع ربع سنوي منذ عام 2016. 

وارتفع الدولار الأمريكي خلال تداولات، اليوم، للجلسة الثانية على التوالي ليسجل أعلى مستوى منذ أسبوع ويبتعد عن أدنى مستوى في 13 شهر التي يتداول بالقرب منها منذ فترة من الوقت، وساهم هذا في الحد من مكاسب الذهب، خاصة مع انتظار الأسواق هذا الأسبوع لصدور بيانات الوظائف عن الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى حديث عدد من أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي.

وترقب بيانات قطاع العمالة هذا الأسبوع يدفع المستثمرين إلى عدم اتخاذ مراكز مالية جديدة على الذهب، وبالتالي فقد الذهب الزخم الكافي لاستكمال الصعود ليتراجع بشكل محدود بهدف التصحيح وتعديل مؤشر الزخم الفنية التي تشير إلى تشبع كبير في عمليات الشراء على الذهب.

الجدير بالذكر أن أي قراءة أضعف من المتوقع في بيانات سوق العمل الأمريكية القادمة قد تدعم وجهات النظر بشأن عودة التوقعات عملية تخفيض حادة في معدلات الفائدة الأمريكية وهو الأمر الذي قد يعيد الدعم إلى أسعار الذهب. 

وشهد اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي خلال شهر سبتمبر خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس دفعة واحدة، وذلك بهدف الحفاظ على التوازن بين النمو المتباطئ والتضخم الذي يشهد تراجع، وبالتالي أثر هذا بشكل إيجابي كبير على أسعار الذهب حيث توقعت الأسواق المزيد من عمليات خفض الفائدة الحادة من قبل البنك الفيدرالي خلال الفترة القادمة. 

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإيراني: الرد على إسرائيل انتهى إلا إذا استدعت مزيدًا من التصعيد
  • نقطة الغليان: كيف تغير نمط “الحرب الثالثة” بين إسرائيل وحزب الله اللبناني؟
  • إسرائيل تحت النار.. الشرق الأوسط على شفا "الحرب الشاملة"
  • نشوة عابرة.. كيف حوّل نتانياهو حظوظه السياسية في عام واحد؟
  • مرتفعًا 0.3%.. الذهب يستقر قرب أعلى مستوى عند 2648 دولارا للأونصة 
  • خبيران عسكريان: الحرب مع إسرائيل ستكون غير تقليدية ومختلفة عن حرب 2006
  • نتانياهو يحلم بشرق أوسط جديد.. هل تحدث فوضى إقليمية؟
  • إسرائيل تزعم: في وقت ما خلال الحرب علمنا مكان السنوار
  • ساعر يعود وزيرا بلا حقيبة بحكومة نتانياهو
  • لماذا لم تظهر وساطة عربية بين إسرائيل وحزب الله