يومًا تلو الآخر، منذ أكثر من شهر لم تصمت أصوات الرشقات الصاروخية، بل تذداد عن سابقها، شهر كامل من القصف على قطاع غزة، تستغل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي كل قواتها العسكرية في مخطط منها للقضاء على جميع سكان غزة، تاركين خلفهم كل القوانين والمواثيق الدولية، مرتكبين أبشع جرائم الحرب وما زالت الحرب مستمرة.

منذ بدء الحرب، تحاول إسرائيل تصفية أهل غزة، من خلال استغلال تمركز المدنيين في المناطق التي ادّعوا أنها آمنة، ومن ثم قصفها والقضاء على جميع من احتموا بها، وتأتي أبرز الأمثلة على ذلك ما قام به تجاه المستشفيات في غزة أمثال مستشفى المعمدانى والقدس والشفاء ومستشفى الصحة النفسية وغيرها.

قصف مستشفى المعمداني

تأتي حادثة قصف مستشفى المعمداني أبرز الأمثلة على جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، وأطلق عليها مجزرة المستشفى الأهلي العربي، قام بها سلاح الجو الإسرائيلي يوم 17 من أكتوبر الماضي، واستطاع خلالها القضاء على كافة الموجودين بها من الجرحى فضلًا عن مئات النازحين المدنيين وأغلبهم من النساء والأطفال، ونتج عنها خروج أجساد الضحايا ممزقة، وتحولت فيها المستفى إلى بحر من الدماء.

الهدف من قصف محيط مستشفى الشفاء

استهدف الاحتلال الإسرائيلي، مدخل مستشفى الشفاء في غزةوالعيادات الخارجية، ما نتج عنه مقتل عدد كبير من المواطنين، وإصابة العشرات بجروح بالغة، وذلك وفقًا لتصريحات أدلى بها  رائد النمس، مدير إعلام الهلال الأحمر الفلسطينى لـ "القاهرة الإخبارية".

ترى الدكتورة نجلاء مرعي الخبيرة في الشئون الأفريقية وأستاذ العلوم السياسية، أن الهدف من قصف المستشفيات في غزة هو جعل أمر العيش في القطاع مستحيل، مؤكدة أن السبب وراء قصف المستشفيات في غزة هو عدم تحقيق لإسرائيل لأهدافها التكتيكية للقضاء على حماس قبل التورط في الاجتياح البري، ومن ثم  الفشل الشديد الذي تعرض له الهجوم البري، والذي جاءت نتائجه مخيبة للآمال الإسرائيلية.

وقالت الدكتورة نجلاء خلال حديثها مع "الفجر" إن عدم تأييد الشعب الإسرائيلي لعملية الاجتياح البري أحد أسباب لجوء إسرائيل إلى قصف المستشفيات في قطاع غزة، حيث أن حكومة نتنياهو تحاول تهدئة الإسرائيليين خاصةً بعد الإضطراب الداخلي والأزمة السياسية التي حلت على حكومة نتنياهو بعد المطالبة بإقالته بعد انهيار الثقة به وحكومته، ما يؤكد أنه في حالة توتر وقلق ما يدفعه إلى ارتكاب تلك الجرائم، مشيرة إلى أن إسرائيل خلال حربها مع غزة ارتكبت 3 أنواع من الجرائم وهي جريمة الإبادة، وجريمة التطهير العرقي، وجريمة العقاب الجماعي.

وتابعت "مرعي": الرأي العام الغربي أحد أسباب لجوء اسرائيل لقصف المستشفيات في غزة، وذلك بسبب انحيازه الشديد للاحتلال الإسرائيلي وهو ما يمثل تناقض شديد في آراء تلك الدول، فنجد مظاهرات تجوب شوارع المدن الاوروبية والامركية دعمًا لأهل غزة، ونجد الإعلام الغربي منحاز بشكل واضح وصريح لإسرائيل.

مطالب القمة العربية

وعن القمة العربية الإسلماية التي عقدت في الرياض، قالت الدكتورة نجلاء مرعي:"نأمل أن تركز القمة على المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة دون شروط أو تقييد، والمطالبة بتحقيق دولي في االجرائم المرتكبة، والرفض القاطع لمخطط تصفية القضية الفلسطينية، وإحياء السلام مرة أخرى عن طريق حل الدولتين.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فلسطين الاحتلال الاسرائيلي قوات الاحتلال قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف المستشفيات في غزة قصف مستشفى المعمدان مستشفى المعمداني قصف مستشفى المعمداني المستشفيات في غزة المستشفیات فی غزة قصف المستشفیات فی

إقرأ أيضاً:

من غزة إلى لبنان: معاناة الأطفال التي لا تنتهي بين نارين

عندما وصلت عائلة ظريفة نوفل إلى بيروت مع ابنتها حليمة لإجراء عملية جراحية في رأسها، كانت أول رغبة لها هي التوجه إلى البحر الأبيض المتوسط. بالنسبة لها، كان البحر رفيقاً دائماً في حياتها في غزة قبل أن تجتاحها الحرب.

اعلان

وقالت ظريفة: "في اللحظة التي شممت فيها رائحة البحر، شعرت بالسلام الداخلي، كما لو كنت في غزة". لكن سرعان ما تحولت هذه اللحظات الهادئة إلى مذكرات مريرة عن الدمار الذي جلبته الحرب إلى حياة الطفلة ومن حولها.

وأما حليمة، التي كانت في السابعة من عمرها، كانت قد أصيبت بشظايا صاروخية شديدة في غزة. وعندما تم نقلها إلى المستشفى، ظن الأطباء أنها قد فارقت الحياة. كانت حالتها مروعة: جمجمتها مكسورة، وجزء من دماغها مكشوف. لكن بعد أيام من الاحتجاز في المشرحة، اكتشفت العائلة أنها على قيد الحياة، رغم الجروح البالغة. ثم تم نقلها لاحقاً إلى لبنان لتلقي العلاج، حيث أُجريت لها عملية جراحية ناجحة في المركز الطبي للجامعة الأمريكية في بيروت.

أطفال من غزة ينضمون لمخيم صيفي في لبنانBilal Hussein

ومع تحسن حالتها في لبنان، بدأ الوضع يتدهور في هذا البلد أيضاً. فقد اندلعت المواجهات بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر 2023، مما جعل العائلات الفلسطينية التي كانت تأمل في العثور على السلام في لبنان، تجد نفسها في حرب جديدة. قالت ظريفة: "لبنان ليس مجرد بلد آخر بالنسبة لنا، إنه أخت لغزة. نحن نعيش أو نموت معاً." كان أطفال غزة، الذين كانوا يهربون من الحرب، يجدون أنفسهم مرة أخرى في خضم صراع لا يرحم.

في تلك الأيام، بدأت عائلة نوفل وأطفال آخرون يعانون من الضغط النفسي الناتج عن القصف المستمر بالهرب إلى غرفة المعيشة في الفندق لحماية أنفسهم من الزجاج المتناثر بفعل الانفجارات. وكانت أصوات القصف تُعيد لهم ذكريات الحرب في غزة، مما جعلهم يتنبهون إلى ما هو قادم، لكنهم كانوا عاجزين عن الهروب من هذا المصير. حليمة، التي كانت قد بدأت في التكيف مع حياتها الجديدة، عادت لتعيش الخوف ذاته الذي عاشت فيه في غزة.

حصيلة ضحايا الحرب في غزة بحسب تقرير يعود للأمم المتحدة

ورغم هذه الظروف الصعبة، تمسك الأطفال بحلم العودة إلى حياة طبيعية. ومن خلال دعم الأطباء اللبنانيين، الذين كانوا يتعاملون مع جروحهم بكل خبرة، بدأ الأمل يعود إلى قلوب هؤلاء الأطفال المكلومين. قالت ظريفة: "في بيروت، كان لدينا الأمل في الشفاء، لكن الوضع في لبنان أصبح صعباً جداً. كنا نريد فقط أن نعيش بسلام".

ومع تصاعد القتال في لبنان، توقفت حملة العلاج التي كان يقودها الدكتور غسان أبو سيتة، وهو جراح بريطاني فلسطيني، من أجل علاج أطفال غزة. قال أبو سيتة: "الجروح التي يعاني منها الأطفال في لبنان تشبه تماماً تلك التي عانوا منها في غزة. الحرب لا تستثني الأطفال".

أطفال غزة يتلقون العلاج في لبنانHussein Malla

في الوقت عينه، استمرت العائلات الفلسطينية في بيروت في التمسك بالأمل، عازمة على البقاء في لبنان رغم كل ما يواجهونه، عسى أن يعود السلام يوماً ما.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قتل ويُتم وجوع وتداعيات مدى الحياة.. هكذا سلبت الحرب حقوق أطفال غزة للعام الثاني.. أطفال غزة بلا مدارس والحرب تُلقنهم دروس البقاء وسط حالة طوارئ وحرب مدمرة.. أطفال غزة يتلقون لقاح شلل الأطفال في خان يونس غزةضحاياإسرائيلجرحىأطفاللبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. غارات على الضاحية الجنوبية بعد مقتل 7 جنود إسرائيليين.. وحزب الله يضرب قاعدة الكرياه وسط تل آبيب يعرض الآن Next الاتحاد الأوروبي بصدد إنهاء اتفاقية الصيد البحري مع السنغال وسط انتقادات محلية يعرض الآن Next روسيا تحذّر من اجتياح إسرائيلي لسوريا وتقول إن قواتها حاضرة مقابل مرتفعات الجولان يعرض الآن Next بوينغ تواجه صعوبة في الوفاء بموعد تسليم الطائرات لزبائنها.. وإضراب العمال يعقّد من المهمة يعرض الآن Next فرحة الزفاف تتحول إلى كارثة.. مصرع 18 شخصاً بسقوط حافلة في نهر السند بباكستان اعلانالاكثر قراءة لا مجال لكسب مزيد من الوقت.. النيابة العامة الإسرائيلية ترفض تأجيل شهادة نتنياهو بقضايا الفساد بين السماء والأرض: ألمانيان يحطمان الرقم القياسي في التزلج على الحبل المتحرك بارتفاع 2500 متر مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز تقرير: تحقيق إسرائيلي يشتبه في كون نتنياهو زوّر وثائق للتملص من تقصيره في 7 أكتوبر/تشرين الأول من بينها رئيس الوزراء.. أصوات إسرائيلية تقايض ترامب بوقف الحرب مقابل ضم الضفة الغربية اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29إسرائيلدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنانغزةروسياالحرب في أوكرانيا معاداة الساميةحكم السجنمحكمةسورياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • وفاة عشرة أطفال حديثي الولادة إثر اندلاع حريق في مستشفى بالهند
  • الهند .. وفاة 10 أطفال حديثي الولادة بعد اندلاع حريق في مستشفى
  • غارة للاحتلال الإسرائيلي تستهدف غرب مدينة بعلبك في البقاع شرقي لبنان
  • تقرير: الحرب تزيد المخاوف من اندلاع أزمة طائفية في لبنان
  • اعتداء جديد.. إسرائيل تستهدف مركزاً لـاليونيفيل في الجنوب!
  • بعد التهديد الإسرائيليّ... غارات تستهدف الضاحية الجنوبيّة (صور)
  • صواريخ تستهدف تجمعات لجيش الاحتلال الإسرائيلي بين العديسة ومسكاف عام بلبنان
  • لماذا بدأ "حزب الله" في استخدام الصواريخ بعيدة المدى ضد إسرائيل؟
  • لماذا وقف النار قبل انتخاب الرئيس؟
  • من غزة إلى لبنان: معاناة الأطفال التي لا تنتهي بين نارين