صدى البلد:
2024-07-07@01:39:03 GMT

ميليشيا الدعم السريع ترتكب إبادة جماعية في دارفور

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

في هجوم وحشي استمر ثلاثة أيام على مخيم للاجئين في دارفور، قتلت ميليشيا  الدعم السريع السودانية، المشهورة بدورها في الإبادة الجماعية في دارفور في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مئات الرجال والصبية المراهقين.

 

أفاد شهود عيان، وجماعات حقوق الإنسان المحلية، ووكالات المعونة الدولية، وفقا لما نشرته وول ستريت جورنال، أن المهاجمين استهدفوا بشكل منهجي السكان الذكور، مما أثار مخاوف من عودة أعمال العنف التي تذكرنا بالإبادة الجماعية الماضية.

 

لقوات الدعم السريع، التي تشكلت في البداية باسم الجنجويد أثناء الإبادة الجماعية في دارفور، تاريخ من جرائم الحرب المزعومة وانتهاكات حقوق الإنسان. وتواجه الميليشيا بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف أيضًا باسم حميدتي، اتهامات بالتطهير العرقي والعنف ضد المجتمعات غير العربية في المنطقة.

 

وقع الهجوم الأخير في مخيم أرداماتا، الذي يأوي حوالي 30 ألف سوداني من غير العرب فروا من نوبات القتال السابقة في الحرب الأهلية في البلاد. ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، قُتل ما يقرب من 800 شخص في المخيم والمجتمع المحيط به في الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر. يشير الناشطون المحليون إلى أن العدد الفعلي للضحايا قد يتجاوز 1000 شخص.

 

وجهت الولايات المتحدة ووكالات الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان السودانية والدولية أصابع الاتهام إلى قوات الدعم السريع، وحثت على المساءلة عن المذبحة. أعرب مكتب الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقه العميق إزاء عمليات القتل المبلغ عنها وغيرها من الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع.

 

يصف الناجون وشهود العيان مقاتلي قوات الدعم السريع وهم يدخلون المخيم. وذكر شهود عيان أن مقاتلي قوات الدعم السريع يطلقون النار بشكل منهجي على السكان الذكور، مما أدى إلى عدد هائل من القتلى.

 

يعرب المحللون والمدافعون عن حقوق الإنسان عن مخاوفهم من أن تصرفات قوات الدعم السريع الأخيرة يمكن أن تشير إلى عودة الفظائع الجماعية في دارفور. إن القوة النارية المتزايدة لقوات الدعم السريع ونفوذها، إلى جانب الصراع المستمر بين كبار الجنرالات في السودان، يثير مخاوف من حدوث أزمة إنسانية ذات عواقب وخيمة على السكان المدنيين في المنطقة.

 

وسط الصراعات المستمرة في أوكرانيا والوضع بين إسرائيل وحماس، تكافح الأزمة الإنسانية في السودان لجذب الاهتمام الدولي. ويحذر برنامج الأغذية العالمي من أن ستة ملايين من أصل 48 مليون شخص في السودان على حافة المجاعة، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة للمساعدة والتدخل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدعم السريع السودانية الإبادة الجماعية ميليشيا السودان قوات الدعم السریع حقوق الإنسان فی دارفور

إقرأ أيضاً:

بالبرهان السودان في كف عفريت

عبد الفتاح البرهان هو رئيس الدولة السودانية، والقائد العام للجيش السوداني منذ نيسان/ أبريل من عام 2019، وطوال السنوات الخمس الماضية، ظل السودان "يقوم من نقرة يقع في دحديرة"، كما يقول المثل المصري، عمن ينهض من كبوة ليقع في كبوة أفدح، ثم دخل الجيش السوداني في حرب ضد قوات الدعم السريع، التي أشرف الجيش على تشكيلها وتدريب عناصرها، حتى انقلب السحر على الساحر في 15 نيسان/ أبريل من العام الماضي، فاشتعلت الحرب، وما زالت رحاها تهرس عظام السودان وأهله.

في جميع بلدان العالم يعتبر الجيش أقوى مؤسسات الدولة، لأنه يتسم بالانضباط في أداء مهامه، ولأنه يملك القوة الفيزيائية (العتاد الحربي)، التي لا تملكها مؤسسات الدولة الأخرى، ولكن وقائع حرب السودان تشي بأن الجيش شديد الهشاشة، بدليل أنه عاجز عن الدفاع عن نفسه، وها هي قلاعه تتهاوى كقطع الشطرنج أمام قوات الدعم السريع، التي لا تملك طائرات مقاتلة أو دبابات أو مدفعية ميدان، وتتألف في معظمها من شباب دون الثلاثين، لم ينالوا تدريبات كتلك التي يتلقاها عناصر الجيش النظامي، الذين يتخرجون من مدارس عسكرية، وينخرطون في مناورات تدريبية، وبعضهم يحمل شهادة "أركان حرب"، التي هي درجة الماجستير في العلوم العسكرية.

أسفرت الحرب في السودان حتى الآن، عن خضوع نحو ثلثي مساحة البلاد لسيطرة قوات الدعم السريع، التي غنمت العاصمة وإقليم دارفور بأكمله (ما عدا مدينة الفاشر كبرى مدن الإقليم، والتي دعا مجلس الأمن الدولي قوات الدعم السريع لعدم اقتحامها)، وولاية غرب كردفان، وولاية الجزيرة، ثم سقطت حاضرة ولاية سنار، وإذا بالجيش ينسحب طوعا من بلدة المزموم، ثم فُجع السودانيون بسقوط اللواء 92 في الميرم في كردفان، يوم الأربعاء الماضي (3 تموز / يوليو الجاري) وبهذا سقطت منطقة غنية بالغاز والنفط في أيدي قوات الدعم السريع.

لم يكن للبرهان ما يقوله عن كل تلك الانكسارات للجيش سوى: خسرنا معركة ولم نخسر الحرب، وهي المقولة التي نطق بها الجنرال الفرنسي شارل ديغول، في حزيران/ يونيو من عام 1940، عن انهزام بلاده أمام جيش المانيا النازية، ودارت الدوائر على النازيين، وعاد ديغول إلى فرنسا الحرة، ثم صار رئيسا لها، ومن ثم لا يجوز للبرهان النطق بتلك المقولة، لأنه لم يخسر معركة بل خسر جميع المعارك، وصار السودان مرشحا للوقوع بالكامل في قبضة قوات الدعم السريع، التي ولاؤها الأول لقادتها من آل دقلو وعلى رأسهم محمد حمدان (حميدتي) وشقيقه عبد الرحيم، وبقية أبناء العمومة والخؤولة.

حرب السودان، كما كل الحروب، ستقف بالتفاوض، وما لم يدرك قادة الجيش أن خير التفاوض عاجله، يبقى الاحتمال القوي بأنه سيأتي يوم يكون فيه التفاوض، وقوات الدعم السريع في موقع قوة، يجعلها الطرف الذي يملي الشروط، والبرهان يتحمل وزر كل ما هو حادث، وكل ما سيحدث من ويلات، فهو الذي أدخل حميدتي القصر الجمهوري، نائبا له في مجلس السيادة، وأعطاه شيكا على بياض كي يزيد عديد قواته ويزودها بالسلاح كيفما أراد، وها هو السودان يحصد الهشيم الذي تسبب فيه البرهان.ودون أدنى مزعة من حياء تباهى البرهان في مخاطبة لجنوده قبل أيام، بأن "السودانيين كُثْر"، ويساندون القوات المسلحة، ولا عليه أن الجيش رفع يده تماما عن حماية المواطنين، ثم صار يدعو المواطنين لحماية تلك القوات، وقد سبق له ان قال ان 75% من عناصر الجيش حاليا من المستنفرين (المتطوعين)، ولم يقل أين ذهب ال75% من عناصر الجيش "الأصليين"، ليحل محلهم متطوعون. ثم أضاف في أيار/ مايو الماضي خلال جولة في الولاية الشمالية: "الحرب بدت يا داب"، أي الحرب بدأت الآن، وهو بهذا يريد إلغاء 13 شهرا من القتال من ذاكرة المواطنين، لأنها مثقلة بالهزائم.

أكثر العسكريين السودانيين اعتلاء للمنابر، هو الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش وعضو مجلس السيادة منذ عام 2019، الذي يستعرض عضلاته الخطابية في جيب صغير شمال مدينة ام درمان، لا يخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، وقبل أيام قليلة حدد العطا شروط الجيش للتفاوض على وقف الحرب، وأولها استسلام قوات الدعم السريع، مع جلائها من جميع المواقع التي تحتلها، ليتم نقل عناصرها الى خمسة معسكرات "مع التعهد بعدم التعرض لها"، وخروج تلك القوات نهائيا من العمل العسكري والسياسي، وأكّد العطا في نفس الوقت ان مجلس السيادة بعضويته من الجنرالات، سيبقى على رأس السلطة الحاكمة لفترة انتقالية، تسبق قيام الانتخابات العامة.

وبهذا فإن الفريق العطا يدعو قوات الدعم السريع، للتنازل طوعا عما حققته من انتصارات، لتصبح تحت حماية الجيش في معسكرات "إيواء"، وهذا كأن يطالب فريق كرة قدم منهزم، من الفريق الخصم الفائز في مباراة، بسحب لاعبيه من الملعب كي تنقلب الآية، فيصبح المنتصر مهزوما بانسحابه.

منذ انتقال الحرب في السودان من العاصمة إلى الأطراف، ظلت المبادرة والمبادأة في يد قوات الدعم السريع، فهم من يحددون بوصلة المعارك، ويحققون الانتصار تلو الانتصار، بعد أن انكشف حال الجيش، من حيث افتقاره للقوة من حيث عدد الجنود والعتاد، وبهذا صار السودان بكامله في كف عفريت، فقد كانت المخاوف في بدايات الحرب، واشتداد وطيسها في دارفور، بأن آل دقلو سيعلنون دولتهم في غرب البلاد، كما فعل أهل جنوب السودان "القديم"، فإذا بوقائع الحرب تكشف عن ارتفاع سقف طموحهم، بعد أن تمددوا في الإقليم الأوسط ثم زحفوا شرقا.

وحرب السودان، كما كل الحروب، ستقف بالتفاوض، وما لم يدرك قادة الجيش أن خير التفاوض عاجله، يبقى الاحتمال القوي بأنه سيأتي يوم يكون فيه التفاوض، وقوات الدعم السريع في موقع قوة، يجعلها الطرف الذي يملي الشروط، والبرهان يتحمل وزر كل ما هو حادث، وكل ما سيحدث من ويلات، فهو الذي أدخل حميدتي القصر الجمهوري، نائبا له في مجلس السيادة، وأعطاه شيكا على بياض كي يزيد عديد قواته ويزودها بالسلاح كيفما أراد، وها هو السودان يحصد الهشيم الذي تسبب فيه البرهان.

مقالات مشابهة

  • بالبرهان السودان في كف عفريت
  • شيخ الأزهر من ماليزيا: حرب فلسطين جريمة إبادة جماعية تجاوزت بشاعتها كل الحدود
  • شيخ الأزهر من ماليزيا: مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر وهي جريمة إبادة جماعية
  • السودان: انعدام الوصول للمستلزمات الطبية يعيق علاج مئات الجرحى
  • «أطباء بلا حدود»: انعدام الوصول للمستلزمات الطبية بدارفور يعرقل علاج مئات الجرحى
  • غوتيريش: التطور السريع للذكاء الاصطناعي يقوض حقوق الإنسان
  • قوات الدعم السريع تعلن السيطرة على لواء تابع للجيش بغرب كردفان
  • السودان.. نزوح أكثر من 136 ألف شخص بسبب معارك سنار
  • السودان.. قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على "الميرم"
  • الدعم السريع يعلن سيطرته على الميرم جنوب السودان