ميليشيا الدعم السريع ترتكب إبادة جماعية في دارفور
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
في هجوم وحشي استمر ثلاثة أيام على مخيم للاجئين في دارفور، قتلت ميليشيا الدعم السريع السودانية، المشهورة بدورها في الإبادة الجماعية في دارفور في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مئات الرجال والصبية المراهقين.
أفاد شهود عيان، وجماعات حقوق الإنسان المحلية، ووكالات المعونة الدولية، وفقا لما نشرته وول ستريت جورنال، أن المهاجمين استهدفوا بشكل منهجي السكان الذكور، مما أثار مخاوف من عودة أعمال العنف التي تذكرنا بالإبادة الجماعية الماضية.
لقوات الدعم السريع، التي تشكلت في البداية باسم الجنجويد أثناء الإبادة الجماعية في دارفور، تاريخ من جرائم الحرب المزعومة وانتهاكات حقوق الإنسان. وتواجه الميليشيا بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف أيضًا باسم حميدتي، اتهامات بالتطهير العرقي والعنف ضد المجتمعات غير العربية في المنطقة.
وقع الهجوم الأخير في مخيم أرداماتا، الذي يأوي حوالي 30 ألف سوداني من غير العرب فروا من نوبات القتال السابقة في الحرب الأهلية في البلاد. ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، قُتل ما يقرب من 800 شخص في المخيم والمجتمع المحيط به في الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر. يشير الناشطون المحليون إلى أن العدد الفعلي للضحايا قد يتجاوز 1000 شخص.
وجهت الولايات المتحدة ووكالات الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان السودانية والدولية أصابع الاتهام إلى قوات الدعم السريع، وحثت على المساءلة عن المذبحة. أعرب مكتب الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقه العميق إزاء عمليات القتل المبلغ عنها وغيرها من الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع.
يصف الناجون وشهود العيان مقاتلي قوات الدعم السريع وهم يدخلون المخيم. وذكر شهود عيان أن مقاتلي قوات الدعم السريع يطلقون النار بشكل منهجي على السكان الذكور، مما أدى إلى عدد هائل من القتلى.
يعرب المحللون والمدافعون عن حقوق الإنسان عن مخاوفهم من أن تصرفات قوات الدعم السريع الأخيرة يمكن أن تشير إلى عودة الفظائع الجماعية في دارفور. إن القوة النارية المتزايدة لقوات الدعم السريع ونفوذها، إلى جانب الصراع المستمر بين كبار الجنرالات في السودان، يثير مخاوف من حدوث أزمة إنسانية ذات عواقب وخيمة على السكان المدنيين في المنطقة.
وسط الصراعات المستمرة في أوكرانيا والوضع بين إسرائيل وحماس، تكافح الأزمة الإنسانية في السودان لجذب الاهتمام الدولي. ويحذر برنامج الأغذية العالمي من أن ستة ملايين من أصل 48 مليون شخص في السودان على حافة المجاعة، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة للمساعدة والتدخل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدعم السريع السودانية الإبادة الجماعية ميليشيا السودان قوات الدعم السریع حقوق الإنسان فی دارفور
إقرأ أيضاً:
مصريون ناجون يكشفون أهوال معتقلات الدعم السريع
على مدى ما يقارب من عامين، نُقل عماد معوض عدة مرات من مكان احتجاز إلى آخر في السودان، حيث اعتقلته قوات الدعم السريع مع عدد آخر من المصريين بتهمة التجسس، وكان يخشى في كل مرة أن يكون اليوم الذي يمر عليه هو الأخير في حياته.
أمضى التاجر المصري البالغ (44 عاما) سنوات في بيع الأجهزة المنزلية في السودان قبل أن يقتحم مقاتلون من قوات الدعم السريع منزله في الخرطوم في يونيو/حزيران 2023، ويعتقلوه مع 6 مصريين آخرين.
ويقول معوض من منزله في كفر أبو شنب، وهي قرية هادئة بمحافظة الفيوم المصرية جنوب غرب القاهرة "اتهمونا بأننا جواسيس"، ويتذكر كيف فتش العناصر، الذين اعتقلوه، هاتفه ومنزله، قائلا "كنّا مجرد تجار، لكن بالنسبة لهم، كل مصري كان موضع شك".
رغم عدم العثور على أي أمر مريب لديهم، عُصبت أعين أفراد المجموعة واقتيدوا في شاحنة إلى مركز احتجاز في الخرطوم.
كان قد مضى شهران على بدء الحرب، وكان مئات الآلاف من سكان السودان فروا إلى الحدود المصرية بحثا عن الأمان، لكن معوض لم يتمكن من ذلك قائلا "لم يكن ممكنا لي أن أسافر بسبب كمية البضائع التي كانت لدي والتي كان يمكن أن تسرق"، كما كانت هناك "ديون" يتعيّن سدادها، و"اضطررنا لحراسة بضاعتنا مهما كانت الظروف".
إعلانوتتهم قوات الدعم السريع، التي تخوض نزاعا مدمّرا مع الجيش السوداني منذ أبريل/نيسان 2023، مصر بالتدخل في الحرب عبر دعم الجيش، الأمر الذي تنفيه القاهرة.
وفي مبنى جامعي حُول إلى سجن في حي الرياض بالعاصمة السودانية، احتُجز معوض مع 8 مصريين آخرين في زنزانة مساحتها 3 أمتار بـ3 أمتار من دون أي نوافذ.
ويوضح معوض أن الزنازين الأخرى كانت تضمّ ما بين 20 و50 معتقلا، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات، ورجال مسنّون، بعضهم في التسعينات من العمر.
ويقول أحمد عزيز، وهو تاجر مصري آخر كان محتجزا مع معوض، إن الطعام الذي كان يقدّم للمعتقلين "لم يكن أكلا.. كانوا يُحضرون لنا ماء ساخنا ممزوجا بالدقيق، عبارة عن عجينة لا طعم لها".
وكانت المياه إما مالحة وملوثة من إحدى الآبار، أو مليئة بالرواسب من نهر النيل، مما أدى إلى تفشي الأمراض بين السجناء الذين لم يتمكن بعضهم من الصمود في هذه الظروف، فماتوا.
ويضيف عزيز أنه عندما كان يصاب سجين بالمرض، ما كان عليه سوى "انتظار الموت".
ووفقا لمعوض، "بدأت أجسام المساجين تفقد مناعتها، وأصبحوا مجرد هياكل"، مشيرا إلى أن 5 مساجين "أحيانا أكثر وأحيانا أقل بقليل، كانوا يموتون يوميا"، وكانت تترك الجثث غالبا لتتعفن في الزنازين لأيام، بينما يرقد المعتقلون بجانبها.
ويروي معوض "لم يكونوا يغسّلون الجثث"، وكان عناصر قوات الدعم السريع "يلفونها ويلقون بها في الصحراء".
ويصف عزيز، الذي احتُجز في سجن سوبا لمدة شهر، كابوسا حقيقيا عاشه في هذا المعتقل، قائلا "لم تكن هناك مراحيض، مجرد دلاء داخل الزنزانة تترك هناك طوال اليوم".
ويضيف "لا يُمكن أن يمرّ أسبوعان من دون أن تُصاب بالمرض"، وقد انتشرت الحمى على نطاق واسع بين السجناء، مما أثار مخاوف من انتشار الكوليرا والملاريا "ليلا، كانت أسراب الحشرات تزحف على السجناء.. لم يكن هناك ما يجعلك تشعر بأنك إنسان".
وتقول الأمم المتحدة إن سجن سوبا التابع لقوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم، ربما كان يضم أكثر من 6 آلاف معتقل بحلول منتصف عام 2024.
ويوضح محمد شعبان، وهو تاجر مصري آخر، أن حراس قوات الدعم السريع في سجن سوبا اعتادوا إهانة السجناء وضربهم بالخراطيم والعصي والسياط.
إعلانويقول شعبان البالغ (43 عاما) إنهم "كانوا يجردوننا من ملابسنا.. ثم يُمعنون بالسجناء ضربا وإهانة وشتما".
رغم محنتهم، كان معوض وعزيز وشعبان من بين المحظوظين، إذ أُطلق سراحهم بعد 20 شهرا من الأسر نتيجة ما يعتقدون أنها عملية استخباراتية مشتركة بين مصر والسلطات السودانية الموالية للجيش.
وعادوا إلى ديارهم في مصر، وهم يكافحون للتعافي جسديا ونفسيا "لكن علينا أن نحاول طي الصفحة والمضي قدما"، بحسب شعبان الذي يقول "علينا أن نحاول أن ننسى".
ووفق الأمم المتحدة، اعتقل عشرات الآلاف في السودان في سجون قوات الدعم السريع أو الجيش السوداني، وفق تقرير صدر في وقت سابق من هذا الشهر.
ومنذ بدء الحرب قبل سنتين، وثق النشطاء عمليات اعتقال وتعذيب طالت عمال إغاثة في الخطوط الأمامية أو ناشطين حقوقيين أو مدنيين بصورة عشوائية.