اعلام العدو: تعاظم القلق الصهيوني من الهجمات اليمنية
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
وقالت صحيفة “يديعوت” أحرنوت العبرية هذا الأسبوع، إن القوات المسلحة اليمنية تمتلكُ صواريخ “يصعب التنبؤ بها ومراقبتها وليس من السهل اعتراضها” مثل صواريخ “قدس 3” المجنحة من نوع كروز.
ولفتت إلى أن الكيان الصهيوني يستعينُ بدول إقليمية؛ مِن أجل مواجهة التهديد القادم من اليمن، مشيرة إلى أن “إسرائيل ليست وحدَها” على أن ذلك لا يضمن التخلُّصَ من الخطر.
وأوضحت أن “البحريةَ الأمريكية في البحر الأحمر وأنظمةَ الدفاع الجوي في السعوديّة والأردن تلعبُ دوراً في مواجهة الصواريخ والمسيَّرات اليمنية”.
وبرغم من محاولات الإعلام الصهيوني تكريسَ رواية “اعتراض” الهجمات اليمنية، سواء من قبل الدفاعات الإسرائيلية أَو الإقليمية، فَــإنَّه لا يستطيعُ إخفاءَ القلق المتزايد من استمرار هذه الهجمات وما يمكن أن تحقّقه من أثر في حال تصاعدت.
وفي هذا السياق أشَارَت يديعوت أحرونوت إلى أنه لا يوجدُ نظامٌ دفاعي يوفِّرُ نجاحًا بنسبة 100 %، موضحة أنه “عند الطائرات المقاتلة التي تقوم بتعقب الطائرات بدون طيار التي تنطلق من اليمن، يمكن أن تفقدها على طول الطريق؛ لأَنَّ المقاتلة تطير بسرعة أكبر بكثير من الهدف؛ مما يقلل من وقت التصويب قبل تجاوزه ويتعين الدوران والبحث والبدء من جديد، في إشارة إلى أن الاعتماد على المقاتلات في اعتراض الأسلحة التي لا ترصدها الرادارات غير مضمون”.
وكانت صحيفة “هآرتس” الصهيونية قد قالت في وقت سابق: إن إطلاقَ صواريخ بالستية من اليمن إلى الأراضي المحتلّة يمثِّلُ “أطولَ هجوم بالستي من قاذفات أرضية في تأريخِ الحرب الحديثة”، وهو ما يمثّل تحدياً كَبيراً أمام القدرات الدفاعية الصهيونية.
وقالت مجلةُ “إسرائيل ديفينس” العبرية في تحليل، قبل أَيَّـام: “إن الكيانَ الصهيوني بحاجةٍ للتنسيق مع دول الخليج والولايات المتحدة والقيام بجهود مشتركة؛ مِن أجل مواجهة الهجمات اليمنية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة على الكيان الصهيوني”.
لكن ذلك ليس بهذه السهولة؛ إذ أشَارَت المجلةُ إلى أن الوضعَ أكثرَ تعقيداً بالنسبة لدول الخليج التي تحاول أن تتجنَّبَ عودةَ التصعيد بينها وبين صنعاء، وما يمثِّلُه ذلك من خطرٍ كبيرٍ على مصالحها، وهو ما يوضح أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة يواجهون مأزِقاً في التعامل مع انخراط اليمن في الصراع المباشر مع الاحتلال.
وأوضحت المجلةُ أن الهجماتِ اليمنيةَ تدفعُ الكيانَ الصهيونيَّ الآنَ إلى “تحويل اهتماماته وموارده، خَاصَّة في الجو والبحر، إلى منطقة البحر الأحمر للجهود الدفاعية”، وهو ما يعبّر بشكل واضح عن إدراك الخطر المتمثل باشتعال الجبهة اليمنية، ونجاح هذه الجبهة بشكلٍ مباشرٍ في تشتيتِ قدراتِ العدوّ وسحبِ جُزءٍ مهمٍّ من منظوماته وأسلحته ناحية جنوب الأراضي المحتلّة.
وألمحت المجلة إلى مخاوفِ كيان العدوّ من تصاعد الضربات اليمنية واتساعِ نطاقها لتشمل تهديد السفن “الإسرائيلية” في البحر الأحمر، حَيثُ أشَارَت إلى أن “جزءًا كَبيراً من التجارة البحرية الإسرائيلية يمُرُّ عبر البحر الأحمر عبر ميناء إيلات، وهو بمثابة ممرٌّ اقتصادي وتجاري مهم”.
وقالت المجلة: “إن مواجهة التهديد القادم من اليمن مرهونةٌ بمدى رغبة دول الخليج في الوقوف إلى صف الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” في هذا الصراع. وخَلُصَت إلى أن التصديَّ للهجمات اليمنية سيشكل “تحدياً” للكيان الصهيوني؛ لأَنَّ محاولة التحَرّك ضد صنعاء قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي كبير.
ويعكسُ تناوُلُ وسائل الإعلام الإسرائيلية لخطر الهجمات اليمنية على الكيان الصهيوني إدراكَ الأخير لخطورة دخول اليمن على خط الصراع وامتلاك صنعاء خيارات متعددة ومتنوعة لإحداث تأثيرات وأضرار كبيرة بالرغم من بُعد المسافة، فإلى جانب الهجمات الصاروخية والجوية التي لا زالت قابلةً للتصاعد ودخول أسلحة جديدة، فَــإنَّ القوات المسلحة تمتلك أَيْـضاً أوراقاً أُخرى عسكريةً فيما يتعلق بالبحر الأحمر في حال اتسع نطاق المواجهة؛ الأمر الذي يعني أن الكيان الصهيوني ومن وراءه الولايات المتحدة الأمريكية لن يستطيعا الضغط على صنعاء لوقف الهجمات، بل إن محاولة الضغط قد تفضي إلى تداعيات خطيرة تفاقم الخطر.
ويترجم هذا القلقُ الذي تُبدِيه وسائلُ الإعلام الإسرائيلية زيفَ كُـلِّ محاولات جيشِ الاحتلال للتقليلِ من شأن الهجمات اليمنية عن طريق مزاعم اعتراضها والتصدي لها خارج المجال الجوي للأراضي المحتلّة، بل يؤكّـد أن هذه المحاولات إنما تعكس محاولة من جانب العدوّ لتضليل المستوطنين بشأن الخطر الذي تمثله الجبهة اليمنية، خُصُوصاً وأن العديد من هجمات القوات المسلحة تطال منطقة إيلات التي أعدها الاحتلال كملجأ للمستوطنين الفارين من غلاف غزة ومن شمال فلسطين المحتلّة؛ هرباً من ضربات المقاومة الفلسطينية وحزب الله.
صحيفة المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی الهجمات الیمنیة البحر الأحمر ت المجلة من الیمن المحتل ة ت إلى أن
إقرأ أيضاً:
باحث بعد الغارات الإسرائيلية على اليمن: إيران أصبحت غير قادرة على صد الهجمات
قال أبو بكر باذيب، رئيس المركز الأوروبي لقياس الرأي، إن ميليشيات الحوثي تعتقد أنها تلاصق القضية الفلسطينية بضربها لإسرائيل، ولكنها تغرق اليمنيين في وحل ومستنقع استهداف للممرات الدولية في مضيق باب المندب وهو عمق استراتيجي له علاقة بممرات جيوسياسية مختلفة، ويسمح الحوثي لإسرائيل باستمرارها في الحرب.
تعليق قوي من مصطفى بكري بشأن الهجوم الإسرائيلي على اليمن (فيديو) عاجل| الحوثيون يُعلنون سقوط 3 قتلى و11 جريحًا جراء الغارات الإسرائيلية على اليمن الشعب اليمني يتعرض لعدوانينوأضاف "باذيب"، خلال مداخلة هاتفية على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل تضرب اليمن في المواقع غير تابعة للحوثيين، وأصبح الشعب اليمني يتعرض لعدوانين في نفس الوقت، وهما عدوان من دولة الاحتلال الإسرائيلي باعتقاد أنها تستهدف ميليشيات الحوثي وعدوان من ميليشيات الحوثي نفسها وإيران بالمنطقة.
وتابع "أدركت إيران اليوم أن هناك قرار دولي بالحد من نفوذها في سوريا ولبنان والعراق، فأصبح ليس أمامها إلا العمل على الميليشا التي لا تكلفها كثيرًا، وهي لا يعنيها إيران أو إسرائيل أو اليمن، وأصبحت إيران غير قادرة على الدفاع عن الحوثيين ولا صد هجمات إسرائيل، واليمن بالمؤشرات الاقتصادية العالمية في الوقت الحالي هي تعيش في مجاعة تشمل أكثر من 85% من اليمنيين".