وقالت صحيفة “يديعوت” أحرنوت العبرية هذا الأسبوع، إن القوات المسلحة اليمنية تمتلكُ صواريخ “يصعب التنبؤ بها ومراقبتها وليس من السهل اعتراضها” مثل صواريخ “قدس 3” المجنحة من نوع كروز.

ولفتت إلى أن الكيان الصهيوني يستعينُ بدول إقليمية؛ مِن أجل مواجهة التهديد القادم من اليمن، مشيرة إلى أن “إسرائيل ليست وحدَها” على أن ذلك لا يضمن التخلُّصَ من الخطر.

وأوضحت أن “البحريةَ الأمريكية في البحر الأحمر وأنظمةَ الدفاع الجوي في السعوديّة والأردن تلعبُ دوراً في مواجهة الصواريخ والمسيَّرات اليمنية”.

وبرغم من محاولات الإعلام الصهيوني تكريسَ رواية “اعتراض” الهجمات اليمنية، سواء من قبل الدفاعات الإسرائيلية أَو الإقليمية، فَــإنَّه لا يستطيعُ إخفاءَ القلق المتزايد من استمرار هذه الهجمات وما يمكن أن تحقّقه من أثر في حال تصاعدت.

وفي هذا السياق أشَارَت يديعوت أحرونوت إلى أنه لا يوجدُ نظامٌ دفاعي يوفِّرُ نجاحًا بنسبة 100 %، موضحة أنه “عند الطائرات المقاتلة التي تقوم بتعقب الطائرات بدون طيار التي تنطلق من اليمن، يمكن أن تفقدها على طول الطريق؛ لأَنَّ المقاتلة تطير بسرعة أكبر بكثير من الهدف؛ مما يقلل من وقت التصويب قبل تجاوزه ويتعين الدوران والبحث والبدء من جديد، في إشارة إلى أن الاعتماد على المقاتلات في اعتراض الأسلحة التي لا ترصدها الرادارات غير مضمون”.

وكانت صحيفة “هآرتس” الصهيونية قد قالت في وقت سابق: إن إطلاقَ صواريخ بالستية من اليمن إلى الأراضي المحتلّة يمثِّلُ “أطولَ هجوم بالستي من قاذفات أرضية في تأريخِ الحرب الحديثة”، وهو ما يمثّل تحدياً كَبيراً أمام القدرات الدفاعية الصهيونية.

وقالت مجلةُ “إسرائيل ديفينس” العبرية في تحليل، قبل أَيَّـام: “إن الكيانَ الصهيوني بحاجةٍ للتنسيق مع دول الخليج والولايات المتحدة والقيام بجهود مشتركة؛ مِن أجل مواجهة الهجمات اليمنية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة على الكيان الصهيوني”.

لكن ذلك ليس بهذه السهولة؛ إذ أشَارَت المجلةُ إلى أن الوضعَ أكثرَ تعقيداً بالنسبة لدول الخليج التي تحاول أن تتجنَّبَ عودةَ التصعيد بينها وبين صنعاء، وما يمثِّلُه ذلك من خطرٍ كبيرٍ على مصالحها، وهو ما يوضح أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة يواجهون مأزِقاً في التعامل مع انخراط اليمن في الصراع المباشر مع الاحتلال.

وأوضحت المجلةُ أن الهجماتِ اليمنيةَ تدفعُ الكيانَ الصهيونيَّ الآنَ إلى “تحويل اهتماماته وموارده، خَاصَّة في الجو والبحر، إلى منطقة البحر الأحمر للجهود الدفاعية”، وهو ما يعبّر بشكل واضح عن إدراك الخطر المتمثل باشتعال الجبهة اليمنية، ونجاح هذه الجبهة بشكلٍ مباشرٍ في تشتيتِ قدراتِ العدوّ وسحبِ جُزءٍ مهمٍّ من منظوماته وأسلحته ناحية جنوب الأراضي المحتلّة.

وألمحت المجلة إلى مخاوفِ كيان العدوّ من تصاعد الضربات اليمنية واتساعِ نطاقها لتشمل تهديد السفن “الإسرائيلية” في البحر الأحمر، حَيثُ أشَارَت إلى أن “جزءًا كَبيراً من التجارة البحرية الإسرائيلية يمُرُّ عبر البحر الأحمر عبر ميناء إيلات، وهو بمثابة ممرٌّ اقتصادي وتجاري مهم”.

وقالت المجلة: “إن مواجهة التهديد القادم من اليمن مرهونةٌ بمدى رغبة دول الخليج في الوقوف إلى صف الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” في هذا الصراع. وخَلُصَت إلى أن التصديَّ للهجمات اليمنية سيشكل “تحدياً” للكيان الصهيوني؛ لأَنَّ محاولة التحَرّك ضد صنعاء قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي كبير.

ويعكسُ تناوُلُ وسائل الإعلام الإسرائيلية لخطر الهجمات اليمنية على الكيان الصهيوني إدراكَ الأخير لخطورة دخول اليمن على خط الصراع وامتلاك صنعاء خيارات متعددة ومتنوعة لإحداث تأثيرات وأضرار كبيرة بالرغم من بُعد المسافة، فإلى جانب الهجمات الصاروخية والجوية التي لا زالت قابلةً للتصاعد ودخول أسلحة جديدة، فَــإنَّ القوات المسلحة تمتلك أَيْـضاً أوراقاً أُخرى عسكريةً فيما يتعلق بالبحر الأحمر في حال اتسع نطاق المواجهة؛ الأمر الذي يعني أن الكيان الصهيوني ومن وراءه الولايات المتحدة الأمريكية لن يستطيعا الضغط على صنعاء لوقف الهجمات، بل إن محاولة الضغط قد تفضي إلى تداعيات خطيرة تفاقم الخطر.

ويترجم هذا القلقُ الذي تُبدِيه وسائلُ الإعلام الإسرائيلية زيفَ كُـلِّ محاولات جيشِ الاحتلال للتقليلِ من شأن الهجمات اليمنية عن طريق مزاعم اعتراضها والتصدي لها خارج المجال الجوي للأراضي المحتلّة، بل يؤكّـد أن هذه المحاولات إنما تعكس محاولة من جانب العدوّ لتضليل المستوطنين بشأن الخطر الذي تمثله الجبهة اليمنية، خُصُوصاً وأن العديد من هجمات القوات المسلحة تطال منطقة إيلات التي أعدها الاحتلال كملجأ للمستوطنين الفارين من غلاف غزة ومن شمال فلسطين المحتلّة؛ هرباً من ضربات المقاومة الفلسطينية وحزب الله.

صحيفة المسيرة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی الهجمات الیمنیة البحر الأحمر ت المجلة من الیمن المحتل ة ت إلى أن

إقرأ أيضاً:

استراتيجية الأمن السيبراني ضرورة وطنية في ظل المواجهة مع الكيان الصهيوني

 

 

مع تصاعد التوترات والصراعات بين اليمن والكيان الصهيوني على مختلف الجبهات، برز الأمن السيبراني كأحد الخطوط الدفاعية الحيوية لمواجهة التحديات الرقمية المتزايدة.
في هذا اللقاء، نستضيف خبير الأمن السيبراني المهندس طارق العبسي، لنسلط الضوء على دور اليمن في هذه المعركة الرقمية وآليات تطوير القدرات السيبرانية الوطنية لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
كما يتناول الحوار أهمية الإسراع في تنفيذ استراتيجية الأمن السيبراني وتفعيل مخرجات المؤتمر السيبراني الأول، إلى جانب إنشاء وحدات أمنية متخصصة، وتشكيل فرق استجابة وطنية لمواجهة الطوارئ السيبرانية، وتطوير المهارات التقنية للكوادر الوطنية.. تفاصيل أوفى في السطور الآتية:

لقاء/ هاشم السريحي

ما هو الدور الذي لعبه اليمن في مواجهة العدوان الإلكتروني الإسرائيلي؟
لقد كان لليمن دور مشرف رغم الإمكانات المحدودة، بفضل الله وجهود الشباب المتحمس، تمكّنا من تشكيل جبهة إلكترونية لمهاجمة البنية التحتية الرقمية للكيان الصهيوني، نجحنا في إخراج مستشفيات تعمل رقمياً وصحف إعلامية عن الخدمة لعدة ساعات، كما استطعنا الحصول على بيانات حساسة ونشرها على الشبكة العنكبوتية، ورغم أن هذه الجهود فردية، فإننا نتطلع إلى دعم وتشجيع الجهات الرسمية لتوسيع هذه العمليات.
كيف يمكن أن تتطور الحرب الإلكترونية كجزء من الصراع بين اليمن والكيان الصهيوني؟
مع بداية أحداث السابع من أكتوبر، أظهر مجموعة من الشباب اليمني المتحمس إمكانيات واعدة في فتح جبهة إلكترونية جديدة، رغم محدودية الخبرات، نجح هؤلاء في تحقيق أضرار للبنية الرقمية للعدو، مثل تعطيل المستشفيات وقطاعات الإعلام والطاقة، ولتطوير هذه الحرب، يجب توفير دعم حكومي لبناء كوادر سيبرانية وتوجيه الطاقات الشبابية ضمن استراتيجيات منظمة.
ما أبرز التهديدات الإلكترونية التي قد تستهدف اليمن؟
استهداف شركات الاتصالات، مزودي خدمات الإنترنت، البنوك، والقطاعات الأمنية الحساسة، يُعدّ من أبرز التهديدات المحتملة، وقد بدأ العدو بالفعل بمحاولات هجمات رقمية ضد شركات الاتصالات اليمنية، لذا، ندعو للإسراع في تنفيذ استراتيجية الأمن السيبراني وتفعيل وحدات أمنية متخصصة، إضافة إلى تشكيل فرق استجابة وطنية.
ما هي التدابير الأمنية التي يجب على المؤسسات اتخاذها لمواجهة التهديدات السيبرانية؟
– الخطوة الأولى هي إقرار استراتيجية الأمن السيبراني الوطنية، والتي تتضمن:
– إنشاء وحدات أمنية سيبرانية في كافة القطاعات.
– تشكيل فرق استجابة للطوارئ.
– توفير التدريب والتأهيل للموظفين في المؤسسات الحكومية والخاصة.
– تطوير قدرات هجومية لردع أي اعتداء.
هل تملك اليمن الكوادر والخبرات الكافية في مجال الأمن السيبراني؟
بالرغم من وجود كوادر يمنية متميزة، إلا أن أعدادها قليلة، يمكن الاعتماد عليها لتوجيه الطاقات الجديدة وبناء القدرات الوطنية، وهناك أيضًا حاجة ملحّة لتوطين التقنيات السيبرانية واستقطاب الخبرات الدولية.
كيف يمكن للحكومة بناء بنية تحتية إلكترونية قوية؟
– من خلال ما يأتي:
1. استقطاب الكفاءات وتشجيعها.
2. تطوير المناهج الجامعية لتشمل تخصصات الأمن السيبراني.
3. إنشاء هيئة متخصصة للأمن السيبراني تُعنى بتنفيذ الخطط الاستراتيجية.
4. وضع قوانين وضوابط لمزاولة العمل السيبراني.
5. ابتعاث الموهوبين للدراسة في الخارج.
ما أهمية التدريب والتوعية في تعزيز الأمن السيبراني داخل المؤسسات؟
التدريب والتوعية يلعبان دورًا محوريًا في تقليل المخاطر المرتبطة بالعنصر البشري. يجب إطلاق دورات تدريبية وحملات توعية داخل المؤسسات، وتنفيذ وثيقة السياسات الأمنية العامة المُقرّة عام 2020م.
كيف يتم التعامل مع الهجمات على البنية التحتية الرقمية؟
– يتطلب التعامل مع الهجمات السيبرانية التالي:
– وجود فرق طوارئ سيبرانية تعمل على مدار الساعة.
– تصنيف الحوادث السيبرانية بناءً على الأضرار وأهمية البيانات المستهدفة.
– تشكيل فرق للتحقيق، جمع الأدلة، واستعادة البيانات.
– وضع خطط للتعافي والاستمرارية.
ما هي التوجيهات لحماية البيانات الشخصية؟
1. استخدام برمجيات مكافحة الفيروسات وفحص الأجهزة بشكل دوري.
2. تجنب فتح الروابط المشبوهة.
3. استخدام كلمات مرور قوية وعدم مشاركة البيانات عبر الإنترنت.
4. الالتزام بتحديث الأنظمة وبرامج الحماية بانتظام.
كيف يمكن للمستخدمين تجنب الوقوع في فخ الهجمات الإلكترونية؟
– تثبيت برمجيات موثوقة ومحدثة.
– استخدام مكافحات البرمجيات الخبيثة.
– تجنب مشاركة المعلومات الحساسة عبر الشبكات العامة أو مواقع التواصل الاجتماعي.
– في حال التعرض لهجوم، يجب تقديم بلاغ فوري للجهات المختصة.
ما أهمية الاستجابة السريعة والتنسيق بين الجهات المختلفة؟
الاستجابة السريعة والتنسيق بين القطاعات الحكومية أمر حيوي لمواجهة الحوادث السيبرانية، مشروع الربط الشبكي بين الجهات الحكومية يُعدّ خطوة مهمة لتسريع الاستجابة وتقليل الأضرار.
كيف يمكن تطوير قطاع الأمن السيبراني محليًا رغم الظروف الحالية؟
من خلال استقطاب الكفاءات الوطنية، والبدء بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، وتوفير التمويل اللازم لتطوير البنية التحتية، وتعزيز التعاون مع الدول الرائدة في المجال السيبراني.
كلمة أخيرة؟
ختامًا، أؤكد على أن الأمن السيبراني يمثل درعًا أساسيًا في مواجهة التحديات الرقمية المتزايدة، وأدعو الجهات المعنية إلى الإسراع في بناء قدرات وطنية متقدمة تُعزز من جاهزيتنا، وتُشكل قوة ردع فعّالة قادرة على حماية البنية التحتية الرقمية لليمن وتأمين مستقبلنا في هذا المجال الحيوي.

مقالات مشابهة

  • شاهد | بلدة الخيام أسطورة الصمود أمام الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني يقتحم بلدة الخضر جنوب بيت لحم
  • الكيان الصهيوني يعتقل شابًا شرق جنين
  • يديعوت أحرونوت: اليمن يشكّل تهديداً متصاعداً على الكيان الصهيوني
  • استراتيجية الأمن السيبراني ضرورة وطنية في ظل المواجهة مع الكيان الصهيوني
  • “لويدز لست”: “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • مندوب مصر بمجلس الأمن: المجموعة العربية تدين الهجمات الإسرائيلية ضد الأونروا
  • صحيفة “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • يديعوت احرنوت : اليمن بات خطرا على الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني يقتحم عدة مدن فلسطينية مساء اليوم