شرق أوسط جديد حقاً..ولكن!!
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
كتب / سامي عطا
من يتابع المحتوى الأجنبي على منصات التواصل الاجتماعي منذ بداية “طوفان الأقصى” يمكن أن يرى تحولا تاريخيا في مزاج المجتمع الأمريكي والغربي تجاه “إسرائيل”، وخصوصا بين الأجيال الجديدة التي أخذت زمام المبادرة، لكي يكون لها رأيها المعارض لوسائل الإعلام التقليدية.
وعلى النقيض من ذلك، في محتوى منصات التواصل في العالم العربي؛ هناك منصات نخب في بعض الأنظمة المطبعة أو التي تخطو حثيثاً صوب التطبيع صارت لا تتورع عن الدفع بخطاب يصب في مصلحة الكيان الصهيوني الغاصب وتؤازره بوقاحة قل نظيرها وتقف ضد القضية الفلسطينية، لا بل بلغت وقاحة البعض إنكار وجود قضية فلسطينية من الأساس.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الشارع العربي من المحيط إلى الخليج باختلاف دوله وممالكه يقف مع القضية الفلسطينية، لكن تختلف درجة التعبير عن ذلك بمدى سطوة القبضة الأمنية وسقف التعبير المسموح به داخل هذه الأنظمة.
لكن يمكن القول بالمجمل، إن القضية الفلسطينية باتت محروسة برأي عام إنساني ضخم بمختلف ثقافته وأعراقه وأديانه ومذاهبه، والملفت للنظر أيضاً أن معركة «طوفان الأقصى» فتحت تراجيديا الشعب الفلسطيني، وبدأ الناس من كل أصقاع الأرض يبحثون عن أصل هذه المأساة وجذورها؛ خصوصاً بين فئة الشباب، وازدادت الأصوات المعترفة بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وسقطت ورقة وصم مقاومته بالإرهاب على الأقل شعبياً، وكشفت عن العلاقة العضوية بين الكيان والغرب الاستعماري، حيث باتت هذه العلاقة أكثر وضوحاً، وبات جلياً أن معركة التحرير التي يخوضها المقاومون ليست مع الكيان وحده، وإنما مع صانعيه الفعليين والكيانات الوظيفية المساندة له والتي تشبهه في النشأة.
ولأن هذه المنطقة تاريخياً شهدت عددا من المعارك الكبرى وكانت تنتهي دائماً بتحولات في النظام العالمي، ولذا فإن معركة اليوم لها طابع التحولات الكبرى والعميقة في النظام العالمي الراهن، حيث ستؤدي إلى انحسار وتلاشي الهيمنة الغربية وفي أقل تقدير تحجيمها، ولعل حالة الفوضى التي يشهدها النظام العالمي في هيمنته الأحادية اليوم تعبر أصدق تعبير عن هذا التحول المرتقب.
ومن عايش فترة زوال نظام الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي ومنظومته في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن المنصرم سيجد وجه شبه وتماثلا في العديد من الظواهر.
ومن يعمل تغذية استرجاعية للأمس القريب سيجد وجه شبه في كثير من تفاصيل ما حدث في العقدين الأخيرين من القرن المنصرم، إذ كان الاتحاد السوفيتي ومنظومته الاشتراكية والدول التابعة له تعيش أزمة وفوضى وسقوط أنظمة تابعة واحدا تلو الآخر وتفكك داخل منظومة الهيمنة السوفيتية وعدم قدرة القيادة السوفيتية على ضبط إيقاع منظومته نتيجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها.
ونفس الحدث نشهده اليوم، الولايات المتحدة والغرب أو ما أطلق عليه «العالم الحر» وتوابعها الطرفية تعاني أزمة عميقة وتراجعا وانحسارا في القوة وفقد «البيت الأسود» القدرة على ضبط إيقاع منظومته، ناهيك عن حالة الرفض الجماهيري الداخلي للسياسات المتخذة.. وهناك قاعدة منطقية مفادها إذا تشابهت المقدمات تشابهت نتائجها.
وإذا كانت دوائر القرار في الغرب وضعت منذ وقت مبكر مشروع تحقيق «شرق أوسط جديد»، فإن هذا المشروع قاب قوسين أو أدنى من التحقيق، لكن خلاف غايته، إننا على مشارف «شرق أوسط جديد»، لكن من دون كيان الفصل العنصري أو أي كيان وظيفي يعمل للمصالح الغربية.
ولهذا يمكن الجزم أن معركة طوفان الأقصى ستكون معركة صياغة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، سيبدأ هذا النظام بالظهور مع زوال كيان الفصل العنصري» الكيان الصهيوني» وستلحقه موجات ارتدادية كثيرة منها خروج القواعد الأمريكية والغربية من المنطقة.
نقلاً عن صحيفة ” لا”
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
اليوم العالمي لذوي الهمم.. محافظ أسيوط يكرم 35 فتاة بعد تأهيلهن بمركز الفتح
شهد اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط؛ الاحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة الذي نظمته جمعية الأسر المنتجة للتأهيل والتدريب وتنمية المجتمع بقاعة التدريب بمقر الجمعية بمركز ومدينة الفتح، ويكرم 35 من الفتيات اللاتي تم تأهليهن من ذي الهمم وسط فرحة وسعادة الأطفال.
وجاء ذلك في إطار إهتمام ودعم الدولة بفئة ذوي الإعاقة تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتوفير المناخ الملائم لهم ودعمهم نفسياً ودمجهم في المجتمع.
وحضر الاحتفال محمد حسين وكيل وزارة التضامن الإجتماعي بأسيوط، ومحمد إبراهيم الدسوقي وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، وعلى سيد وكيل وزارة العمل بأسيوط، ومحمود ياسين الدن رئيس مركز ومدينة الفتح، والشيماء محمد عبد المعطى وكيل مديرية التضامن الإجتماعي بأسيوط، ومحمد النمر مدير عام التعليم الفني بمديرية التربية والتعليم بأسيوط، وعبير عبد الغنى مدير وحدة الإعاقة بالمحافظة، وشادية إبراهيم مدير عام المركز الفتيات، وعبد الباسط نسيم مدير الجمعية، وجمال جامح رئيس مجلس إدارة الجمعية .
بدأت الفعاليات بالسلام الجمهورية ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها فقرات الحفل التي قدمتها فتيات المركز من فقرة غنائية بإعداد متخصصين من هيئة قصور ثقافة أسيوط.
وعلى هامش الإحتفال تفقد المحافظ ـ خلال الزيارة ـ معرض للأسر المنتجة ويضم مجموعة من الملابس التي تم تنفيذها بالمركز والمفروشات وأعمال التريكو والتطريز وقسم الخياطة والأعمال التي يتم تنفيذها بالماكينات داخل المركز موجهاً بعمل الصيانة الدورية للماكينات تجنباً للأعطال فضلاً عن تفقده قسم المطبخ الذي يتم إعداد وتجهيز الوجبات للفتيات المقيمات بالمركز مشيداً بمستوى الخدمات المقدمة وأعمال النظافة العامة بالمركز.
وأكد محافظ أسيوط على تقديم كافة سبل الدعم للأشخاص ذوي الإعاقة من الجنسين للإرتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم بكافة القطاعات وفقاً للإمكانات المتاحة خاصة مع الإهتمام غير المسبوق من الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لهم لكونهم قادرون باختلاف.
وأعرب عن سعادته بالمشاركة في الإحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة وحضور فرحة الفتيات بحصولهم على شهادات التأهيل.
ولفت إلى أهمية تضافر الجهود والتعاون بين المؤسسات والهيئات والمديريات الحكومية وغير الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني في تقديم مزيد من الدعم والخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة والعمل على تمكينهم في كافة القطاعات والإستفادة من إمكاناتهم الهائلة وقدرتهم على التحدي وتخطي الصعاب.
وفي نهاية اللقاء؛ سلم المحافظ؛ الهدايا لتكريم عدد 35 من الفتيات اللاتي تم تأهليهن من ذوي الهمم بمركز تأهيل الفتيات المعوقات فضلاً عن تبادل الدروع التذكارية.