شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في نشر المعلومات المُضللة على وسائل التواصل الاجتماعي عن التغذية، سواء عبر مشاركات المؤثرين في مجال الصحة ونمط الحياة، أو ما ينشره بعض أخصائيّي التغذية المعتمدين، من أبحاث ممولة.

وتقوم معظم الادعاءات على مبدأين اثنين يجعلان من الصعب التمييز بين ما هو علمي وما هو زائف:

1- تأثير العلم: وهو مصطلح يُشير إلى "التبني الحماسي والتعميم السريع"، لأبحاث قد تبدو علمية لكنها تتم لمصلحة شركات تعمل في نفس المجال"، كما يقول خبير قانون وسياسات الصحة الكندي تيموثي كولفيلد.

2- إشاعة الفوبيا الكيميائية: بمعنى تكريس التوهم بأن "كل مكونات غذائية يمكن أن تكون سيئة، وأن الطعام إما أن يكون نظيفا وصحيا، أو مليئا بالسموم". وفق مجموعة من خبراء الثقافة الغذائية.

ثمانية أباطيل غذائية

وفقا للمقابلات التي أجراها موقع "هاف بوست" مع خبراء التغذية، لمعرفة آرائهم حول الخرافات الأكثر شيوعا وخطورة على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت هذه أهم 8 معلومات غذائية زائفة توقفوا عندها:

بعض الكلمات المستخدمة في الحديث عن الصحة والأطعمة على الإنترنت ليست ذات معنى علمي حقيقي (غيتي) 1- الإفراط في التخويف والعبارات المُضلّلة

يتهم الطبيب بهيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة د. إدريس موغال، من يروجون لمعلومات غذائية مضللة، بأنهم "يعتمدون على تخويف الناس، لأن لديهم معرفة سطحية".

ويرى أن الكلمات التي يكثر استعمالها عند الحديث عن الصحة والأطعمة على الإنترنت، من قبيل: سام، يسبب الالتهابات، التنظيف العميق، التخلص من السموم، "ليس لها أي معنى علمي حقيقي".

ويرفض د. إدريس العبارات مثل "هذا أسوأ طعام" أو "أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها"، باعتبارها عبارات توضح أن قائليها ليسوا على دراية بأن "الأطعمة يمكن أن يكون لها تأثيرات مختلفة على أشخاص مختلفين"، وبالتالي لا يوجد طعام "أسوأ" أو "أفضل" لأي شخص.

2- الدعاية للأطعمة فائقة المعالجة

يؤكد أستاذ علم الأوبئة بجامعة كينغز كوليدج في لندن البروفيسور تيم سبيكتور، أن "عدم الثقة في الأطعمة المصنعة فائقة المعالجة، له ما يبرره"، لكنه يوضح أن هذا لا يمنع شركات الأغذية من استغلال حرص الناس المتزايد على أن يكونوا أكثر صحة، في جعلهم ينجذبون إلى هذه الأطعمة "من خلال فرط استساغتها، وأسعارها المعقولة".

والأهم من ذلك "وضع ملصقات تتضمن ادعاءات زائفة تُعطي انطباعا بأنها صحية، مثل "تحتوي على نسبة عالية من البروتين" أو"منخفضة الدهون" أو"منخفضة السكر"، ما يُحيط هذه الأطعمة بنوع من "الهالات الصحية" التي تدفعنا لاستهلاكها وتصديق أنها قد تكون مفيدة، "رغم علمنا أنها تحتوي غالبا على كثير من الإضافات الكيميائية، ولا تخدم تغذيتنا ولا صحتنا".

لا ينبغي استبعاد أي نوع من أنواع الأطعمة من نظامنا الغذائي بما في ذلك الأطعمة المصنعة (غيتي) 3- اعتبار الأكل المُقيّد هو الأصل

يُشدد خبير علوم التغذية المقيم في لندن د. آلان فلاناغان، على أنه لا يوجد "طعام عدو". كما يرفض د. سبيكتور بشكل قاطع، الترويج لفكرة "الأكل المُقيّد"، ويقول "لا ينبغي استبعاد أي أطعمة من المائدة، حتى الأطعمة المصنعة العادية، كالجبن والفاصوليا المعلبة والخبز الطبيعي الخالي من الإضافات، على سبيل المثال".

ويؤكد أن "حساب السعرات الحرارية ليس نهجا مستداما للحفاظ على وزن صحي، ولا يشجع على تناول طعام جيد"، معتبرا أن "جودة الطعام أكثر أهمية من السعرات الحرارية، كما أن النهج الغذائي الإيجابي المتمثل في إضافة الأطعمة المفيدة إلى مائدتنا هو الأكثر استدامة".

4- "شيطنة" الانتفاخ

الادعاء بأن سبب الانتفاخ بعد الأكل هو عدم تحمل بعض أنواع الطعام، يُعد "أحد الأساطير الشائعة" كما تقول الدكتورة ميغان روسي، مشرفة أبحاث صحة الأمعاء بجامعة كينغز كوليدج في لندن، موضحة أن "القليل من الانتفاخ يمكن أن يكون علامة على التغذية الجيدة للبكتيريا المفيدة في أمعائنا"، كما أن "هناك الكثير من الأسباب لجعل الشخص يعاني من الانتفاخ، دون أن يكون لها علاقة بالطعام".

لذلك تنصح "بعدم التسرع في تقييد الأطعمة الصحية، قبل النظر في العوامل المحتملة الأخرى"، لأن تقييد الأطعمة دون داع أو تحت ضغط الخوف من الانتفاخ، "يمكن أن يؤثر سلبا على صحة أمعائنا، وكذلك على صحتنا العامة، الآن وفي المستقبل".

يُعد الادعاء بأن سبب الانتفاخ بعد الأكل هو عدم تحمل بعض أنواع الطعام أحد "الأساطير" الشائعة (غيتي) 5- "لا للسكر المكرر"

كانت عبارة "لا للسكر المكرر" من العبارات الخادعة الأخرى التي تناولتها د. روسي، فرغم أنها منتشرة جدا، "فإنهم لا يذكرونها عند الترويج لمنتجات غالبا ما تحتوي على أشياء مثل جوز الهند أو العسل أو شراب التمر، وغيرها من المكونات الغنية بالسكر المكرر، ولا تحتوي على مركبات مهمة مثل الألياف"، والتي يمكن أن يكون لها نفس التأثير في أجسامنا من ناحية رفع السكر في الدم، "ومع ذلك يتم الترويج لها على أنها سكريات طبيعية".

6- تشويه الحبوب الكاملة

نبهت د. روسي أيضا إلى أن "نفس الشيء يحدث مع الحبوب الكاملة، التي رغم أنها جزء مهم من نظامنا الغذائي، "يتم تشويه معظمها، وخصوصا القمح والشعير، بحجة احتوائها على الغلوتين".

رغم أن الأبحاث أظهرت أن "من يستهلكون الحبوب الكاملة المحتوية على الغلوتين بانتظام، يتمتعون بصحة أمعاء أفضل، ويستفيدون من البروبيوتيك ومركبات أخرى مفيدة من الناحية الغذائية"، مع ملاحظة أن هذا لا يناسب من لديهم شكوى من الاضطرابات الهضمية أو حساسية الغلوتين".

لا داعي للتحذير من استخدام زيوت البذور بحجج علمية زائفة لاسيما أنها تتمتع بخصائص غذائية ممتازة (غيتي) 7- التخويف من زيوت البذور

يعتقد د.فلاناغان أن زيوت البذور، وخاصة اللفت أو الكانولا، "لا تستحق التخويف منها بحجج علمية زائفة"، فهي تتمتع بخصائص غذائية ممتازة، حيث تُظهر الأدلة أنها "مفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية"، مما يجعل الادعاءات بأنها "فاسدة أو سامة" غير منطقية.

8- نشر هوس البروتين

يعتقد الدكتور زميل الكلية الأميركية لطب نمط الحياة مايكل غريغر، أن "هوس البروتين أمر مثير للسخرية خرج عن نطاق السيطرة". ففي الوقت الذي يحصل فيه 97% من الأميركيين على ما يكفي من البروتين، يعاني 97% منهم من نقص الألياف، ويشكو 98% من نقص البوتاسيوم.

فلماذا لا يتكلم الناشطون في الأغذية على وسائل التواصل الاجتماعي عن الألياف والبوتاسيوم -على سبيل المثال- كما يتكلمون عن البروتين طوال الوقت؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی أن یکون یمکن أن

إقرأ أيضاً:

"جبالي" يوضح حقيقة إخضاع الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي للمراقبة

علق المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، على ما تم نشره فى بعض الوسائل الإعلامية الإلكترونية، أمس الأحد بشأن مسألة إخضاع الاتصالات السلكية واللاسلكية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي للمراقبة.

وقال رئيس مجلس النواب، خلال الجلسة العامة، اليوم الاثنين: "لقد تَضَمَّنَتْ بعضُ الأخبارِ عناوينَ وصياغاتٍ قد تَبدُو جذَّابَةً للقارئِ، إلاَّ أنَّها قد تساهمُ في نَقْلِ صورةٍ غيرِ دقيقةٍ للواقعِ، وهى أنَّ بعضَ الصياغاتِ قد أفضَتْ إلى أنَّ المراقبةَ أصبحتْ أمرًا متاحًا على نطاقٍ واسعٍ، وهو أمرٌ غيرُ صحيحٍ على الإطلاقِ. فالمراقبةُ، وفقًا للقانونِ، لا تتمُّ إلا بناءً على أمرٍ قضائيٍّ يصدرُ من قاضٍ ووفقَ ضوابطِ قانونيةٍ مشدَّدةٍ، وفي حالاتِ التحقيقِ في جرائمِ الجناياتِ أو الجنحِ التي يُعاقَبُ عليها القانونُ بعقوبةٍ تزيدُ مدَّتها على الحبس ثلاثةِ أشهرٍ. لذا، لا يمكنُ بأيِّ حالٍ من الأحوالِ إخضاعُ أيِّ شخصٍ للمراقبةِ بشكلٍ عشوائيٍّ أو غيرِ قانونيٍّ".

وتابع: "وإنما يكونُ ذلكَ في إطارٍ أحكامِ الدستورِ والقانون، ولا يخفى على حضراتِكم أنَّ المحكمةَ الدستوريةَ العليا قد حَسَمَتْ مشروعيةَ مراقبةِ الاتصالاتِ وفقَ الضوابطِ التي أقرَّها المجلسُ ـ والمقابلةُ لذاتِ الضوابطِ الواردةِ في قانونِ الإجراءاتِ الجنائيةِ الحاليِّ ـ وذلكَ في القضيةِ رقمِ (207) لسنةِ 32 قضائيةٍ دستوريةٍ عامَ 2018".

واختتم: "أتوجَّهُ بهذه الكلماتِ إلى الزملاءِ الإعلاميين الذين أكنُّ لهم كلَّ الاحترامِ، فإنني أرجو منهم التزامَ الدقةِ في نقلِ الأخبارِ المتعلقةِ بمشروعِ قانونِ الإجراءاتِ الجنائيةِ لما لها من طبيعةٍ خاصةٍ، وتقديمِ المعلومةِ كاملةً بما يتيحُ للرأيِ العامِّ تكوينَ صورةٍ صحيحةٍ. فالإعلامُ، كما هو معروفٌ، يجبُ أن يظلَّ مرشدًا حقيقيًّا للجمهورِ، لا أن يكونَ محكومًا فقط بعناصرِ الإثارةِ أو التشويقِ. وأثمِّنُ لكم جميعًا حرصَكم على المهنيةِ في النقلِ والتحققِ من الوقائعِ، بما يساهمُ في تكوينِ رؤيةٍ سليمةٍ لدى الرأي العامِّ".

مقالات مشابهة

  • سرقة حسابات هالة صدقي على منصات التواصل الاجتماعي
  • ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
  • امرأة تتعرض للاحتيال بمبلغ 800 ألف يورو بعد اعتقادها أنها تواعد براد بيت
  • جحدور: وسائل التواصل فتحت أبوابًا جديدة للكوميديا
  • تأجيل محاكمة إمام عاشور بتهمة سب وقذف سيدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي
  • كيف تمنع طفلك من استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي على الآيفون ..فيديو
  • مشاهير يسعون لتحرير وسائل التواصل الاجتماعي من قبضة المليارديرات
  • الشاي بالسمنة .. تريند جديد يجتاح وسائل التواصل الاجتماعي ايه الحكايه
  • إيلاف الزهراني: أهم شيء الزواج يكون علني حتى لو استمر ساعة.. فيديو
  • "جبالي" يوضح حقيقة إخضاع الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي للمراقبة