إبراهيم شعبان يكتب: القادم في الحرب على غزة
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
لا أحب المبالغة في الحرب الوحشية الدائرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، فما يتردد أن بإمكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أن يقضي تمامًا على حركة حماس، هذا مبالغ فيه وأوهام يرددها رئيس الوزراء الإسرائيلي المهزوم، نتنياهو. فحماس حركة مقاومة فلسطينية، وسواء اتفقت أو اختلفت معها، فإذا اختفى المدفع أو القنبلة، فإن الفلسطينيون بإمكانهم أن يقاوموا الاحتلال الاسرائيلي بالعودة للحجارة ويهزمونه.
والكلام من الناحية الثانية أن قطاع غزة، سيكون مقبرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فهذا أيضا مبالغ فيه ولايمكن تصديقه، وإن كانت حركة حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية سيلقنونه درسًا قاسيا وسينزف عدد من جنوده وضباطه وبالعشرات، إذن السؤال من سينتصر في النهاية؟!
الإجابة للأسف أن من سيدفع الفاتورة الأفدح للحرب الراهنة، هو الشعب الفلسطيني المسكين الذي كتبت عليه أبشع هجرة تحت الرصاص والقصف والدمار والإبادة الجماعية من شمال قطاع غزة إلى جنوبه. ودفع من حياته حتى الآن أكثر من 11 ألف شهيد، وتدمير كامل وحشي ممنهج لربع المنازل، في قطاع غزة بما يفوق الـ100 ألف منزل ودفع أكثر من 30 ألف مصاب حتى اللحظة.
حركة حماس، ستجد في ظهرها إيران وحزب الله ومن يقوم بتمويلها والإنفاق على عناصرها من القوى الداعمة وهى لا تنكر ذلك.
ومن جهة ثانية، فإسرائيل تجد الغرب كلها بجانبها، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا والحلف الصليبي المعلن لدعمها وبشكل سافر، أما الفلسطينيون فلن يجدوا أحدا.
المهم الآن لكل ذي عينين، أن طرد وتهجير أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني من شمال القطاع إلى جنوبه، ينطوي على خسائر فادحة وحسابات شديدة التعقيد يمكن تلخيصها في الآتي:-
-حركة حماس فقدت السيطرة على شمال القطاع، وفق إعلان جيش الاحتلال أو تفقد السيطرة عليه، وعملياتها أو خطوط تمركزها ستكون بمنطقة الوسط. وهذا طبيعي، حال حدث ذلك. ولكن إذا تحركت حماس للجنوب وبدأت في إطلاق الصواريخ من جنوب قطاع غزة، وواصلت مقاومتها من هناك، بعد نزوح عشرات الآلاف اليه، وبعد ساعات الهدنة المحددة للنزوح يوميا، فهنا ستتفجر كارثة أكبر وأفدح وأبشع، وهذا هو الفخ الذي نصبه جيش الاحتلال وحكومة نتنياهو المتطرفة المهزومة، فساعتها سيقوم جيش الاحتلال بالرد بعنف ووحشية على مصدر إطلاق الصواريخ والمقاومة الموجودة في جنوب القطاع والسؤال؟ أين سيتجه ملايين الفلسطينيون بعدها؟ الذين تمركزوا جميعهم في الجنوب؟؟!
- حشر أكثر من 2 مليون فلسطيني في الجنوب وإجبارهم على ذلك، والجميع يرى بعينيه جريمة غير مسبوقة، والولايات المتحدة وإدارة بايدن المتواطئة مسؤولة عنها، وهذا ضغط على حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين صحيا وإنسانيا وعلى كافة المستويات، فهل سيكون هنا في الجنوب بمثل هذه الأعداد تعليم أو صحة أو عمل؟!!
-نزوح آلاف الفلسطينيين من شمال القطاع لجنوبه سيتيج لجيش الاحتلال الاسرائيلي، حرية مطلقة في تسوية ألاف مؤلفة من منازل الفلسطينيين ومرافقهم والبنية التحتية والمستشفيات والمدارس بالأرض وسينفذ عميلة إجرامية وحقد أسود، بدعوى البحث عن عناصر حماس، ووزير الدفاع يوآف جالانت قال هذا بوضوح: نريد أن يتحرك المدنيون إلى جنوب غزة حتي يعمل الجيش بحرية؟!!
-هجرة الآلاف من شمال قطاع غزة لجنوبه سيجعل الشمال، "صحراء خالية" بعد تسويتها بالأرض من قبل عصابة تحكم تل أبيب، أما مسآلة عودة الفلسطينيين من جنوب القطاع لشماله مرة أخرى، بعد انتهاء الحرب، فهذه كذبة إسرائلية والجميع يعلمون ذلك، ولايمكن أن يفرط الاحتلال ثانية في شمال القطاع، الذي سيتح له منطقة عازلة آمنة مع قطاع غزة، وبعد عن غلاف المستوطنات، ثم ان ذلك سيكون مرتبطا دوما بمقولة إسرائيلية ونغمة تتردد كثيرا، وهو الاطمئان تمامًا إلى القضاء على حركة حماس، بمعنى عندما نقضي عليهم نهائيا يمكنكم أن تعودوا لمنازلكم!!
-الحسابات السياسية والسيناريوهات مخيفة للغاية، ولابد من وقف إطلاق النار عند هذه المرحلة والتوصل لاتفاق سياسي، بخصوص الأسرى على الجانبين بما يُحجم خطط نتنياهو المشبوهة والإجرامية في قطاع غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جیش الاحتلال شمال القطاع حرکة حماس من شمال أکثر من
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: دخول المساعدات إلى غزة عند مستوى متدن
غزة "وكالات": قال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم إن دخول المساعدات إلى غزة عند مستوى متدن، إذ صار تسليم المساعدات إلى أجزاء من شمال القطاع المحاصر شبه مستحيل.
تتعارض هذه التصريحات مع تقييم أمريكي صدر في وقت سابق من الأسبوع الجاري خلص إلى أن إسرائيل لا تعرقل حاليا وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لتتجنب بذلك فرض قيود على المساعدات العسكرية الأمريكية. وتقول إسرائيل إنها تعمل جاهدة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة.
وقال لايركه ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي في جنيف بشأن ما إذا كان وصول المساعدات الإنسانية قد تحسن "من وجهة نظرنا، فإن جميع المؤشرات التي يمكن النظر فيها فيما يتعلق بالاستجابة الإنسانية تسير في الاتجاه الخاطئ".
وأضاف "دخولها عند مستوى متدن. الفوضى والمعاناة واليأس والموت والدمار والنزوح عند مستوى مرتفع".
وعبر لايركه عن القلق بشأن شمال غزة، حيث صدرت أوامر للسكان بالتوجه جنوبا مع استمرار توغل القوات الإسرائيلية لأكثر من شهر.
وقال لايركه "رأينا وشعرنا بقلق على وجه الخصوص إزاء الوضع في شمال غزة الذي أصبح الآن تحت الحصار فعليا، ومن شبه المستحيل إدخال المساعدات إلى هناك. لذا فإن هناك عرقلة للعملية".
وأضاف "الوضع فيما يتعلق بالعمل الإنساني كما يصفه أحد زملائي... هو أشبه بأنك ترغب في أن تقفز وتفعل شيئا. غير أنه أضاف: لكن أرجلنا مكسورة. لذا يُطلب منا القفز بينما أرجلنا مكسورة".
وأعطى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن في رسالة بتاريخ 13 أكتوبر تشرين الأول نظيريهما الإسرائيليين قائمة بخطوات محددة يتعين على إسرائيل اتخاذها في غضون 30 يوما للتعامل مع الوضع المتدهور في غزة.
وقالا في الرسالة إن عدم تنفيذ تلك الخطوات قد تكون له عواقب محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وتقول جماعات إغاثية أخرى غير تابعة للأمم المتحدة إن إسرائيل لم تلب المطالب، وهو ما رفضته إسرائيل.
الضغط على إسرائيل
من جهة ثانية، أعلنت حركة حماس الفلسطينية اليوم أنها "مستعدة" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة داعية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب "للضغط" على إسرائيل، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي قصف القطاع المدمر.
يأتي هذا بعد نحو أسبوع على إعلان قطر تعليق وساطتها بين إسرائيل وحركة المقاومة (حماس)، ما أضعف الآمال المتدنية أساسا بشأن تحريك المباحثات الهادفة لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام في القطاع الفلسطيني.
وقال باسم نعيم العضو في المكتب السياسي للحركة إن "حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في حال قُدم عرض يقضي بوقف اطلاق النار على ان تلتزم به دولة الاحتلال"، داعيا "الإدارة الأمريكية وترامب للضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف العدوان والحرب على غزة والمنطقة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".
واضاف "نحن في حماس لم نتلقَّ أي اقتراح جديد وسندرس بايجابية أي عرض يقدم لنا"، واوضح أن "حماس أبلغت الوسطاء أننا مع أي اقتراح أو عرض يتم تقديمه لنا يحقق وقفا نهائيا لاطلاق النار والانسحاب العسكري من قطاع غزة مع تمكين عودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الاسرى وادخال المساعدات الانسانية والإغاثية وإعادة الاعمار". وتعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إنهاء الحروب في الشرق الأوسط.
تسجيل لمحتجز
خلال هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023، أسرت فصائل المقاومة 251 شخصا داخل إسرائيل واقتيدوا إلى قطاع غزة. ولا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع من بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
ومنذ الهدنة الوحيدة التي أبرمت نهاية نوفمبر 2023 وسمحت بالافراج عن مائة رهينة، لم تفض المفاوضات إلى أي نتيجة ما دفع قطر إحدى دول الوساطة إلى اعلان تعليق وساطتها بين إسرائيل وحماس.
وأسفرت الحملة العنيفة التي يشنها جيش الاحتلال في قطاع غزة عن استشهاد 43764 شخصا غالبيتهم من المدنيين بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وبثّت حركة الجهاد الإسلامي صباح اليوم تسجيلا مصوّرا جديدا للمحتجز الإسرائيلي ساشا تروبانوف في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 بعد بث أول تسجيل له في وقت سابق هذا الأسبوع.
وناشد تروبانوف الذي تعرّف عليه أقاربه في أول تسجيل نشر الأربعاء، في الفيديو الجديد أرييه درعي زعيم حزب شاس اليهودي المتطرف العضو في الائتلاف الحاكم في إسرائيل، مساعدته وغيره من المحتجزين في غزة.
وفي دير البلح بوسط القطاع، دمرت غارة إسرائيلية منزل محمد بركة، وقال بركة لفرانس برس "استيقظت عند الساعة 2:30 فجرا مع الغارة. ووجدت الركام والزجاج.. ووجدت حريقا في البيت".
وأضاف "أسفر القصف عن ثلاثة شهداء و15 جريحا".