نجحت مصر فى تحقيق المعادلة الكاملة في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، فقد تحركت مصر عبر المسارات السياسية والدبلوماسية، التحرك لحشد محور إقليمي ودولي داعم للرؤية المصرية الداعمة لإدخال المساعدات العاجلة إلى غزة، استمرار التنسيق والتواصل مع الأطراف الفاعلة في المشهد سواء مع الجانب الأردني أو السلطة الفلسطينية، كذلك التنسيق مع قادة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي الذي تتفاعل مع تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

ويتابع الشارع العربي والدولي القمة التي تستضيفها مصر لمتابعة التحرك الدبلوماسي المهم الذي يهدف لخفض التصعيد، الدعوة لوقف إطلاق النار، ووأد مشروع التهجير الذي يروجه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال المدّة الماضية، وذلك لتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها تمهيدا لتصفيتها بشكل كامل.وتشكل دبلوماسية القمم أحد أبرز الأدوات الفاعلة التي تمتلكها القاهرة حيث يجرى تفعيلها لخدمة مطالب أبناء الشعب الفلسطيني بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف الاستفزازات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

ويأتي التحرك المصري المبكر ضمن رؤيتها التي تهدف إلى تهيئة الظروف الملائمة لتفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط بين الجانبين الفلسطينيين والإسرائيليين، والدفع نحو نزع فتيل الازمة والتأكيد على أن الصراع المسلح لن يحقق أهداف أو رؤية أيا من الطرفين سواء الاحتلال الإسرائيلي أو الفصائل الفلسطينية في غزة.

وتتحرك الدولة المصرية لوضع المجتمع الدُّوَليّ أمام مسئولياته من مخاطر تأزم المشهد على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف العدوان بشكل عاجل على أبناء الشعب الفلسطيني، والدفع نحو إقرار تهدئة كاملة والعودة إلى المسار السلمي بالتفاوض بعيدا عن لغة السلاح.

وتؤكد مصر دوما وكافة زعماء وقادة الدول على رفض استهداف المدنيين من الجانبين سواء الفلسطيني أو الإسرائيلي في معادلة الصراع المسلح، وتجنيب المنطقة صراع وحرب إقليمية شعواء قد تستعر بشكل كبير حال استمرار المواجهات المسلحة في الأراضي المحتلة.وترفض مصر بشكل قاطع أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية وكذلك تتصدى لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتعمل بتنسيق مشترك مع أطراف فاعلة في المشهد الإقليمي والدولي من أجل تنسيق الجهود الدولية وبحث كافة السُبل الممكنة لإنهاء التصعيد الحالي واستعادة آفاق العملية السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا لمقررات الشرعية الدولية يحفظ حقوق الفلسطينيين في دولتهم.
تحشد القاهرة الدول الغربية والإقليمية الفاعلة لدعم التحركات المصرية التي تهدف من خلالها مصر، لتوفير ممر آمن وعاجل لتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين فى قطاع غزة، التأكيد على الرفض القاطع لأي محاولات ترمى لتصفية القضية الفلسطينية على أساس دعوات النزوح أو سياسات التهجير.ويعد السبب الرئيسي لوصول الفلسطينيين لحالة الصدام هو الإحباط الكامل وعدم وجود أفق للسلام وتجاهل الأطراف الدولية للآلية الناجعة التي يجب أن تتعامل مع جذور الأزمة الراهنة والعمل على استئناف عملية السلام، وصولًا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967، وهى الخيارات التي أكدت عليها مصر دوما في كافة المحافل الإقليمية والدولية وضمن مسارات وإطارات متعددة منها إطار ميونخ الذي تم تشكيلها قبل سنوات ويضم مصر والأردن وألمانيا وفرنسا.

كانت ومازالت مصر هي الداعم الأول لـ القضية الفلسطينية، كما كانت القضية هي قضية مصر الأولى، التي لم تتدخر أي جهد في التأكيد على استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، رغم محاولات البعض المزايدة على دور مصر على كافة الأصعدة السياسية والإنسانية، إلا أن جهود القاهرة كبيرة وواضحة في هذا الصدد، حيث أشاد رئيس العمليات لمنطقة الشرق الأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني بالتعاون الوثيق بين اللجنة والحكومة المصرية في إطار الجهود المبذولة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في أزمته الراهنة. وثمَّن روبير مارديني، سماح السلطات المصرية بدخول عشرات المصابين الفلسطينيين للعلاج في المستشفيات المصرية، فضلاً عن السماح بدخول شحنات المساعدات من الأدوية والمواد الغذائية والمهمات الطبية، ولعب دوراً مهما في وقف إطلاق النار وحقن الدماء الفلسطينية ونجاحها في تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية، وتبادل الأسرى بين الجانبين، وإعادة إعمار غزة.وتكثف دور مصر تجاه القضية الفلسطينية خلال أعوام 2012, 2014, 2017, 2021, 2022.2023 .
منها على سبيل المثال وليس الحصر الواسطة لتبادل الأسرى  عام 2012 قامت مصر بدور عظيم وجهد كبير في التوسط لدى الجانب الإسرائيلي لتبادل الأسرى، ونجحت مصر في إنجاز وعقد صفقة تبادل أسرى، بجانب تقديم مساعدات إنسانية لقطاع غزة، وفتح معبر رفح واستقبال المصابين.

توقيع فتح وحماس اتفاقية المصالحة وفى عهد الرئيس السابق المستشار عدلي منصور احرزت مصر إنجازاً خاصاً بالقضية الفلسطينية، حيث نجحت مصر فى إقناع حركتي "فتح وحماس" بالتوقيع على اتفاقية المصالحة التي مادام سعى إليها وأكد عليها في لقاءاته وحواراته خلال عشرة أشهر مؤتمر إعادة إعمار غزة 2014وفى عام 2014 احتضنت مصر مؤتمر إعادة الإعمار في غزة، حيث ظلت القضية الفلسطينية، هي القضية المركزية بالنسبة لمصر، بعد تولي الرئيس السيسي، وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار وتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر بواسطة فتح معبر رفح لإستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني.
تشكيل حكومة الوفاق 2017

فى 4 أكتوبر عام 2017 قام الوزير خالد فوزى، رئيس المخابرات العامة المصرية، بزيارة رسمية إلى فلسطين، وتشكيل حكومة الوفاق الفلسطينية في إطار المصالحة التي تراعها مصر.وقف إطلاق النار في حرب مايو 2021وفى مايو عام 2021 بعد مفاوضات امتدت على مدى إحدى عشر يوما من قبل القيادة السياسية المصرية نجحت في، التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار «متبادل ومتزامن» في قطاع غزة، وتم تنفيذه اعتبارا من الساعة الثانية فجر الجمعة 21 مايو بتوقيت فلسطين.
500 مليون دولار مبادرة لإعمار غزة

كما أوفد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وفدين أمنيين لتل أبيب والمناطق الفلسطينية؛ لمتابعة إجراءات التنفيذ والاتفاق على الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة، كما أعلن الرئيس السيسي، حين ذاك عن تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لمصلحة عملية إعادة إعمار غزة نتيجة الأحداث التي وقعت حينها.كما وجه الرئيس الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة إعمار غزة، وأيضا واحتضنت مصر مؤتمراً ثانياً لإعادة إعمار غزة، كما لم يتوقف دعم مصر للشعب الفلسطيني عند المساعدات الطبية فحسب، بل قامت الحافلات المصرية بنقل المساعدات الغذائية والطبية إلى معبر رفح ودخولها قطاع غزة، بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي.وتم إدخال الحافلات التي كتب عليها: «من الشعب المصري للشعب الفلسطيني، كل الدعم والتأييد»، وذلك بالتنسيق مع المسؤولين الفلسطينيين وتوزيعها على السكان وسد احتياجاتهم واحتياجات المستشفيات والمؤسسات الطبية بالقطاع.فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى مع تزايد أعداد الجرحي الفلسطينيين، أعلنت فتح معبر رفح، ورفع مستشفيات رفح والشيخ زويد والعريش وبئر العبد درجة الإستعدادت القصوى حين ذاك وتم استقبال الجرحى من قطاع غزة، و تم تزويدها بالعدد المطلوب من الأطباء والممرضين وسيارات الإسعاف والتجهيزات الطبية اللازمة.

وقف إطلاق النار أغسطس 2022

فى أغسطس عام 2022 تدخلت القيادة السياسية المصرية لدى طرفي النزاع حركات المقاومة بقطاع غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار لحقن دماء الفلسطينين، وتقديم مساعدات إنسانية وقوافل طبية، وكذلك تم فتح معبر رفح لإستقبال المصابين من الفلسطينين للعلاج داخل المستشفيات المصرية التي تم تجهيزها ومدها بكل الاحتياجات والمستلزمات الطبية الممكنة.فضلا عن المساعي المصرية على كافة الأصعدة الدبلوماسية والسياسية لإنهاء أزمة التغول الإسرائيلي تجاه قطاع غزة ووقف الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة لوقف إطلاق النار الشعب الفلسطینی فتح معبر رفح قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام ويعلن عن “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”

المناطق_واس

شارك صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اليوم الخميس، في الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، وذلك على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأعلن سمو وزير الخارجية باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين عن إطلاق “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”.

أخبار قد تهمك وزير الخارجية يشارك في اجتماع الترويكا العربية مع مجلس الأمن 26 سبتمبر 2024 - 8:23 مساءً وزير الخارجية يجري اتصالاً هاتفياً بنائب الرئيس السوري 26 سبتمبر 2024 - 7:19 مساءً

وفي بداية كلمة سموه شدّد على أن الحرب على غزة تسببت في حدوث كارثة إنسانية، إلى جانب الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها قوة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتهديد المسجد الأقصى الشريف والمقدسات الدينية، تكريسًا لسياسة الاحتلال والتطرف العنيف.

وقال سمو وزير الخارجية: “إن الدفاع عن النفس لا يمكن أن يبرر قتل عشرات الآلاف من المدنيين وممارسة التدمير الممنهج، والتهجير القسري، واستخدام التجويع كأداة للحرب، والتحريض والتجريد من الإنسانية، والتعذيب الممنهج بأبشع صوره بما في ذلك العنف الجنسي وغيرها من الجرائم الموثقة وفقًا لتقارير الأمم المتحدة”.

وتطرق سموه للتصعيد في المنطقة وقال: “إننا نشهد في هذه الأيام تصعيدًا إقليميًا خطيرًا يطال الجمهورية اللبنانية الشقيقة ويقودنا إلى خطر اندلاع حرب إقليمية تهدد منطقتنا والعالم أجمع”.

وطالب سموه بوقف الحرب قائلاً: “إننا نطالب بالوقف الفوري للحرب القائمة، وجميع الانتهاكات المخالفة للقانون الدولي، ومحاسبة جميع معرقلي مسار السلام وعدم تمكينهم من تهديد أمن المنطقة والعالم أجمع”، وأضاف: “إننا نتساءل ماذا تبقى من مصداقية النظام العالمي وشرعيته أمام وقوفنا عاجزين عن وقف آلة الحرب، وإصرار البعض على التطبيق الانتقائي للقانون الدولي في مخالفة صريحة لأبسط معايير المساواة والحرية وحقوق الإنسان”.
وشدد سمو وزير الخارجية على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة حقٌ أصيل وأساس للسلام، وليس نتيجة نهائية يتم التفاوض عليها ضمن عملية سياسية بعيدة المنال. وقال سموه: “نُؤكد تقديرنا للدول التي اعترفت بفلسطين مؤخراً، وندعو كافة الدول للتحلي بالشجاعة واتخاذ ذات القرار، والانضمام إلى الإجماع الدولي المتمثّل بـ (149) دولة مُعترفة بفلسطين. إنّ تنفيذ حلّ الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه كافة المنطقة، بها فيها إسرائيل، بالأمن والتعايش”.

واختتم سموه كلمته بإعلان إطلاق “التحالف الدوليٍ لتنفيذ حل الدولتين”، قائلاً: “إننا اليوم باسم الدول العربية والإسلامية وشركائنا الأوروبيين نعلن إطلاق “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، وندعوكم للانضمام إلى هذه المبادرة، مؤكدين على أننا سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق مسار موثوق لارجعة فيه لسلام عادلٍ وشامل. ونتطلع إلى سماع ما لديكم للإسهام في إنهاء هذا الصراع، حفاظًا على الأمن والسلم الدوليين”.

حضر الاجتماع, مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير الدكتور عبدالعزيز الواصل، ومدير عام مكتب سمو وزير الخارجية عبدالرحمن الداود، والمستشار في الوزارة الدكتورة منال رضوان.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: لن يكون سلام أو استقرار في المنطقة دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية
  • أبو الغيط يلتقي وزيرة خارجية الأرجنتين ويطالبها باعادة النظر في مواقف بلادها من القضية الفلسطينية
  • مجلس الأمن يعقد إجتماعا حول القضية الفلسطينية
  • الاتحاد الاشتراكي المغربي: الشرعية الدولية غائبة في القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية والهجرة يشارك في اجتماع وزاري حول القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين
  • أبو الغيط يطالب الأرجنتين باعادة النظر في مواقفها من القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام ويعلن عن “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”
  • «التجمع»: ندعم موقف القيادة السياسية بشأن القضية الفلسطينية
  • بايدن: العالم العربي يريد تسوية للقضية الفلسطينية وهناك حاجة إلى حل الدولتين
  • قبل العودة للانعقاد.. ماذا قدمت اللجان النوعية بالبرلمان خلال دور الانعقاد الرابع؟