صدى البلد:
2025-01-31@18:02:13 GMT

منال الشرقاوي تكتب: راحوا فين حبايب الدار

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

إذا كنت تتجول في مدينة قديمة معروفة بتاريخها العريق، فستجد معظم الزوار وهم يمدون هواتفهم وكاميراتهم لالتقاط الصور.وحتى سكان المدينة نفسها يوثقون ذكرياتهم بالتقاط الصور،وهم يعتقدون أنه يمكنهم تثبيت هذه اللحظات في الزمان والمكان، لكنهم غالبًا ما يغفلون عن أن ما تلتقطه الكاميرا قد يتلاشى مع الزمن، فالحروب والنزاعات، والتي تمثل جانبًا من جوانب البشرية، تأتي أحيانًا لتفرق الناس وتهدم منازلهم، فالصور التي التقطوها في الأماكن الجميلة قد تصبح ذكريات مؤلمة لأوقات مضت.

فإذا كانت الصور تجمد اللحظات، فإن الحروب تذيب الأماكن . وإذا كانت الصور تحكي قصصًا، فإن الحروب تقطع الصفحات!
الحروب تخلف دمارًا هائلًا في أي منطقة تحل بها، وفي مثل هذه الحالات، يصبح التاريخ والذاكرة هما المعنيان الأساسيان. قد تصبح الصور شاهدًا مؤلمًا على ماض مزدهر ومجتمع نابض بالحياة قبل الحرب. ولكن، كيف تقدم لمنزل فقد سكانه في الحرب جائزة "أفضل منزل مصور"؟ هل تضع صورة للمبنى مع التعليق: هنا كان منزلاً جميلاً قبل الحرب، لكنه الآن في وضع غير جيد'؟ .
إن الأحداث الكارثية لها طريقة مضحكة تجعلك تقدر قاعدة بيانات صور هاتفك!
إنها مأساة حقيقية، ولكن السخرية الصغيرة هي أننا تمركزنا كثيرًا حول الصور ونسينا أن الواقع هو ما يحدث خارج إطار الكاميرا. وإذا كان هناك شيء يمكن أن يثير المشاعر ويبكي القراء، فإنه حقيقة أن الحياة الحقيقية أهم من أي لقطة مثالية. 
ومن المؤلم للغاية أن تشهد معاناة الضحايا وتكون عاجزًا عن تقديم المساعدة. فالكوارث والنزاعات تؤثر على حياة الناس، فتصبح المعاناة والألم جزءًا لا يتجزأ من الواقع اليومي، فعندما تسقط القنابل، يسقط معها حلم كل أسرة. وهنا تتعاظم الأوجاع وتتكاثر القصص التي تروى عن دمار وخسائر، لكن في هذا الوقت الصعب، يصعب أن ننسى اللحظات التي تنسجم مع قلق الرحيل وأمل العودة. 
الرحيل يأتي بموجة من القلق والترقب،الناس يتركون منازلهم وأماكن عائلاتهم، يغادرون رغماً عنهم بحثًا عن مكان آمن، ولكن رغم هذا القلق، يبقى هناك أملاً قوياً يشع في أعماق النفوس. أمل بالعودة إلى ديارهم وإلى الحياة الطبيعية. هذا الأمل هو ما يجعلهم يتحملون، إنه القوة التي تدفعهم للصمود، حتى وسط أصعب الظروف. فيتجلى الصمود كقوة لا يمكن تجاهلها، إنه الإرادة التي تظهر عندما يواجه الناس الصعاب والمحن. إن الصمود ليس مجرد مفهوم، بل هو نمط حياة. فالحروب قد تدمر المنازل، لكنها لن تدمر الإرادة .
لقد عاشت إحدى مدن وطني أياما تشبه ما يعيشه أخواننا في فلسطين ، فقد تعرضت مدينة بورسعيد الباسلة لهجوم إسرائيلي أثناء الحرب، وتعرضت للقصف والدمار. فالأحياء والمباني التاريخية في المدينة تضررت بشدة، والسكان تعرضوا للنزوح والخسائر البشرية والمادية. لقد كانت هذه الفترة من أصعب الأوقات في تاريخ بورسعيد. لكن على الرغم من هذا الدمار والمعاناة، فقد تميزسكان بورسعيد بروحهم القوية وإصرارهم على إعادة بناء مدينتهم. وبالفعل تم تجديد البنية التحتية وإعادة بناء الأماكن المتضررة بشكل تدريجي. فلقد أثر هذا الحدث بشكل كبير على الوحدة الوطنية وروح الصمود في مصر، وأصبحت بورسعيد رمزًا للإصرار والتحدي، وهي اليوم تعد واحدة من أجمل المدن الساحلية في مصر. إنها تحمل في طياتها ذكريات عظيمة وتاريخًا غنيًا، وتظل مدينة بورسعيد شاهدًا على قوة الإرادة البشرية في مواجهة التحديات والأزمات.
وكما حدث في بورسعيد ، سيأتي النصر قريباً بإذن الله ،وتنعم غزة باستعادة رونقها وجمالها بصمود شعبها وتلاحمهم ، وإذا كانت الحروب تدمر البيوت، إلا أنها لن تستطيع أبدًا تدمير روح الصمود والإيمان.
في النهاية، تظل الحروب تجربة مريرة تترك أثرًا مؤلماً على حياة البشر، لكنها تعلمنا أن قلق الرحيل لن يحجب أمل العودة، إنها تذكرنا بأهمية الإيمان والقدرة على تحمل الصعاب، ومن خلال تذكرنا لقصص الناجين علينا أن نفهم أن الأمل قوي وأن العودة ممكنة، وأن النصر قريب حتى في وجه التحديات الكبيرة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

هند عصام تكتب: الملكة الأم

تحدثنا عن الكثير من ملكات مصر الفرعونية القديمة وبالتحديد التي حظيت باعتلاء عرش مصر وكانت ملكة حاكمة مثل حتشبسوت أو حظيت بامتلاك قلب ملك وأصبحت زوجة رسمية مثل الملكة تي والملكة نفرتيتي ونفرتاري أو كانت ملكة محاربة مثل الملكة إياح حتب التى قادت جيوش بمساعدة والدتها الملكة تيتي شري إنما هنا نحن أمام ملكة كل ما حظيت به إنها أم لولى عهد أم الملك وليس أي ملك  أم الابن الوحيد للملك تحتمس الثانى فمن تكن هذه الملكة إنها الملكة إست، هي ملكة مصرية قديمة غير حاكمة أو زوجة ملك عاشت في عهد الأسرة الثامنة عشرة، وهي زوجة ثانوية أو محظية للملك تحتمس الثاني، وأم الملك تحتمس الثالث الملك الإمبراطور ، إست كانت درة ومنافسة قوية لملكة من أهم وأقوي ملكات مصر الفرعونية القديمة وهي الملكة حتشبسوت التى حكمت مصر بعد وفاة زوجها والملكة إست تعتبر منافس قوى للملكة حتشبسوت كونها إنجبت ولى العهد الملكي تحتمس الثالث المنافس الوحيد للملكة حتشبسوت على السلطة وإعتلاء العرش.


وحظيت  الملكة إست بذكر اسمها على لفائف موميائه وتمثال لها وجد في معبد الكرنك.


كما حظيت بكثير من الألقاب وهي زوجة الملك العظيمة ومحبوبته وسيدة الأرضين وأم الملك و زوجة الإله.

و على الرغم من أنه في وقت لاحق لزمنها يشار للملكة إست بكونها الزوجة الملكية العظيمة، إلا أنه خلال عهد تحتمس الثاني كانت زوجة الملكية العظمى هي الملكة حتشبسوت، وقد توفي الملك تحتمس الثاني في عام 1479 ق.م، وبعد وفاته أصبحت حتشبسوت هي الوصية على العرش في أول عهد الملك الصغير تحتمس الثالث، وتحتمس الثالث أصبح قائداً للجيش المصري بينما يشب عن الطوق.

وحكمت الملكة حتشبسوت كعاهلة للبلاد حتى وفاتها في عام 1458 ق.م عندما أصبح الملك المشارك لها في الحكم، تحتمس الثالث، ملكاً منفرداً بالحكم لأول مرة. وفي ذلك الوقت - بعد انفراد تحتمس الثالث - تلقبت الملكة إست بلقب «أم الملك»، وقد تكون قد تقلدت حينها لقب الزوجة الملكية إذا لم يكن ذلك في وقت سابق عندما كان ابنها لا يزال حاكماً مشتركاً في الحكم مع زوجة أبيه الملكة حتشبسوت.

وفي ذلك الوقت الذي أصبح فيه الملك تحتمس الثالث ملكاً أصبحت نفرورع، ابنة الملكة حتشبسوت وثحتمس الثاني، زوجة الإله آمون. وقد ظلت في هذا المنصب طوال عهد والدتها كملكة متوجة، ونفرورع قد تكون تزوجت تحتمس الثالث والدليل الوحيد على هذا الزواج هو لوحة تظهر عليها الملكة سات ياح، التي قد يكون اسمها منقوشاً فوق اسم ملكة أخرى (ربما نفرورع). وأصبحت الزوجة الملكية العظيمة، حتشبسوت مريت رع، أماً لخلفه.

وقد نقش الملك تحتمس الثالث صور أمه الملكة إست عدة مرات في مقبرته في وادي الملوك (مقبرة 34)، فهناك صور للملك مع العديد من أفراد أسرته الإناث على واحدة من الدعائم، وبالطبع والدته الملكة إست ظاهرة بوضوح.

وتم تصوير الملكة إست خلف ابنها على متن القارب الشمسي.
ووصفت بأنها الأم الملكية إست، وفي النقش أسفل نقش القارب ذاك، يظهر مقترباً من شجرة مقدسة وهي تمثيل لوالدته إست.
ووراء الملك نرى ثلاثة من زوجاته وهن الملكات: مريت رع، سات ياح، نبتو وابنته الأميرة نفرتاري.

وليس من المؤكد ما إذا كانت إست محظية أو زوجة ثانوية للملك تحتمس الثاني. وقد حصلت على لقب «زوجة الإله»، ولكن ربما كان ذلك بعد وفاتها.

مقالات مشابهة

  • ترامب: المروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت تحلق على ارتفاع عالٍ جدا
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • ماذا بعد تحرير الخرطوم؟
  • هل انتصرت “إسرائيل” في حربها على غزة؟ 
  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية
  • هند عصام تكتب: الملكة الأم
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • حميد الأحمر: ''الظروف والجهات التي أوصلت الحوثيين إلى صنعاء وتواطئت معهم قد تغيرت ومأرب عصية عليهم''
  • بلينكن يستعد لإطلاق كتاب حول الحروب والأزمات في عهد جو بايدن