أيقنت إسرائيل خلال هذه الحرب كم هى ضعيفة ولا تستطيع المقاومة، بالرغم من الأسلحة الحديثة والغزيرة التى تمتلكها، التى تمدها بها الولايات المتحدة الأمريكية، لاستخدامها ضد الفلسطينيين العزل من السلاح، ومع كل هذا تقف المقاومة الفلسطينية بصلابة وشجاعة أمام كل ذلك. إسرائيل تعانى مشكلة كبيرة ألا وهى ضعف جيشها الجبان والذى ظهر عندما هرب 750 ألف صهيونى من إسرائيل خوفاً على أنفسهم من المقاومة الفلسطينية.
الصبى الفلسطينى الذى لم يبلغ من العمر 12 عاماً لديه من القوة والشجاعة والإرادة ما ليس بقائد من القيادات الإسرائيلية، فى حين أن إسرائيل تحاول غرس العنف والكره والضغينة داخل قلوبهم تجاه العرب منذ طفولتهم حتى يحصلوا فى النهاية على شباب قوى يستطيع الوقوف والصمود أمام قوة وشجاعة العرب. وقد ظهر جبن الجيش الإسرائيلى وتراجعه أكثر من مرة خلال هذه الحرب كان آخرها عندما حاولوا الدخول عبر البحر من منطقة رفح إلى داخل غزة، وعندما تصدت إليهم المقاومة الفلسطينية، اضطر الجيش الإسرائيلى إلى استدعاء سلاح الطيران وعودتهم تاركين خلفهم كمية كبيرة من الذخائر.
تعلم أمريكا جيداً مدى ضعف الجيش الإسرائيلى، وعدم قدرته على تحمل المسئولية، فى الوقت الذى تضغط فيه أمريكا على قواتها للدفاع عن إسرائيل مما يضعها فى موقف مخجل أمام جيشها التى تدفع به للحرب، فى حين أن أصحاب المصلحة أنفسهم يتخاذلون عن الوصول لتحقيق هدفهم.
وشنَّ العديد من الخبراء والمحلّلين العسكريين الإسرائيليين هجومًا شديدًا على قادة «إسرائيل» واتّهموهم بإهداء للمقاومة الفلسطينية نصراَ بسبب فشلهم فى إدارة ملف الحرب، وعدم تمكّنهم من وقف صواريخ المقاومة التى طالت العديد من المدن الإسرائيلية، إضافة لإخفاقهم فى تدمير الأنفاق فى قطاع غزة.
حيث قال الخبير الاستراتيجى يوآف شارونى، تحت عنوان «هزيمة جيشنا المدلل العزيز»: «نحن أكثر جيش فى العالم ينفق المليارات على حماية جنوده، محولين إياهم إلى اتكالين على النظم الحديثة، التى يتفوق عليها العقل البشرى». وأنّ الجيش شهد مجموعة من الظواهر المخزية فى الآونة الأخيرة، تتسبب فى كارثة فى نهاية المطاف مثل السماح للشواذ بالخدمة فى الوحدات القتالية والكتائب المختلطة بين المجندين والمجندات بالإضافة إلى الحفلات والترفيه والرحلات وقضايا الفساد والاختلاسات. وأصبح الجيش الإسرائيلى من أشد جيوش العالم نعومة وتراخيًا وجبناً، فبدلًا من اعتماده على صلابة المقاتل، أصبح يعتمد على صلابة تصفيح الدبابة.
فهذه هى حقيقة الجيش الإسرائيلى التى يعلمها الجميع وهم أنفسهم يدركونها جيداً، ويعلمون مدى صغر حجمهم بالمقارنة مع العرب، وهذا سبب الصراع الداخلى الموجود بإسرائيل الآن والذى يرفض هذه الحرب رفضاً باتاً، فهم على يقين أن النصر سيكون لأصحاب الحق وستعود الأراضى الفلسطينية إلى شعبها فى النهاية مهما استمرت الحرب، فالنصر للرجال وليس لأسلحة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إطلالة الجبان إسرائيل هذه الحرب المقاومة الفلسطينية الجیش الإسرائیلى
إقرأ أيضاً:
قائد الجيش وتصريحاته النارية ضد الكيزان!
قصة قائد الجيش أصبحت مثل قصة الرجل الذي كان يزعم أنّ النمر يهاجمه فيهرع الناس لنجدته ويكتشفون انه لا يوجد نمر ولا يحزنون، تكرّر الأمر عدة مرّات، وفي المرة الأخيرة حين هاجمه النمر بالفعل لم يجد من يصدقه فدفع ثمن أكاذيبه!
معذور كل من لم يصدق قائد الجيش في آخر تصريحاته النارية، فالرجل الذي وعد بعدم فض الاعتصام، لم يف بوعده، فقامت الكتائب الكيزانية بفض الاعتصام. فيما بعد وبعد تشكيل الحكومة المدنية أكد حتى لبعض المبعوثين الدوليين انه لن يكون هناك انقلاب على الحكومة المدنية (رغم انه كان قد شرع فعلا في الانقلاب من خلال تركيز هجومه على المدنيين بل ورفضه لإرسال قوات تحمي الميناء حين أعلن ترك نيته لإغلاقها بإيحاء من دولة الكيزان العميقة، التي صاغت اتفاقية جوبا ثم حرّكت الناظر ترك لرفضها!) غادر المبعوث الخرطوم، وكانت طائرته لا تزال في الجو حين وقع انقلاب البرهان!
وبعد انقلابه أعلن تجميد لجنة التفكيك لحين مراجعة أدائها بما يوحي انه سيسمح لها بمواصلة عملها بصورة أفضل، لكن كل الذي فعله انه أعاد الكيزان الذين فصلتهم اللجنة، وأعاد الأموال المنهوبة التي صادرتها اللجنة، ولاحقا زعم الكيزان ضمن محاولاتهم الدؤوبة لتجريم اللجنة، أنّ تلك الأموال سرقتها لجنة التفكيك!
وافق الرجل على الاتفاق الاطاري، ثم بدا في المراوغة ومحاولة كسب الوقت، حتى أشعل الكيزان الحرب مع المليشيا التي صنعوها. لم يكن الغريب هجوم البرهان على الكيزان فقد فعلها من قبل، الغريب كان حديثه عن حكومة جديدة لمواصلة الانتقال! من الجيد انه لا يزال يتذكر الانتقال! بعد كل ما فعله الرجل في الانتقال لا يزال يلهج بذكره! ويا له من انتقال، لقد شهد الانتقال على يد الرجل مصائب زلزلت أركان استقرار هذه البلاد! موت في فض الاعتصام، موت بعد الانقلاب، موت في حرب وصفها بنفسه انها عبثية ورغم ذلك رفض كل مبادرات السلام ورفض حتى الذهاب للتفاوض!
والحقيقة انه ليس فقط سجل البرهان يحفل بالأكاذيب، فسجل حلفائه الكيزان لا يوجد به سوى الأكاذيب والخداع والخم، منذ اكذوبة اذهب الى القصر رئيسا، والتي كانت مجرد كذبة بيضاء بعد سيل الأكاذيب الجارف الذي وسم زمن النظام الكيزاني، حتى توارت الحقيقة خجلا لأكثر من ثلاثة عقود، أمام فيضان جارف من الأكاذيب غمر صحاري الوطن كله وأثمرت حروبا وكوارث هددت وحدة ووجود بلادنا.
لابد ان النظام الكيزاني يمهد لفترة ما بعد الحرب(ويتلمظ) لهفة على الإعانات والأموال التي ربما تنهمر من الخارج لإعادة اعمار البلاد التي خرّبتها حربهم المجنونة. وسيكون من الأفضل اخراج نسخة جديدة من الاكذوبة الأولى (اذهب بعد دحر الجنجويد الى الخرطوم رئيسا لمجلس السيادة، ونحن سنذهب الى الصفوف الخلفية، ويمكنك أيضا ان تشتمنا وتلعن سنسفيل حزبنا، فلا ضرر من الشتائم ما دمنا نتحكم فعليا في كل شيء!)
فالمجتمع الدولي لن يكون سعيدا بالمشاركة في إعادة الاعمار حين يكتشف (ان لم يكن قد اكتشف بعد من ممارسات الذبح التي تقوم بها كتائب الإسلاميين) ان الكيزان يتقدمون صفوف العهد الجديد القديم!
لابد من وقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق هذا الشعب واستعادة كل الأموال المنهوبة وتوجيهها للتنمية المتوازنة، واستبعاد أطراف الحرب من اية عملية سياسية مستقبلية، يستعيد فيها شعبنا دوره في دولة العدالة والقانون.
#لا_للحرب
أحمد الملك
ortoot@gmail.com