الثورة نت : صنعاء

دشنت وزارة الصناعة والتجارة والهيئات والمؤسسات التابعة لها حملة التعبئة والاستنفار لإسناد الشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة ، ولفت وزير التجارة محمد المطهر إلى الدور الهام الذي تقوم به وزارة الصناعة والتجارة في تنفيذ إجراءات المقاطعة وتفعيل جبهة المقاطعة الاقتصادية في مواجهة العدوان الصهيوني.

وأكد وزير الصناعة والتجارة أن الوزارة مضت في رفع سلاح المقاطعة للبضائع الامريكية ومنتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، لافتا إلى أن القرارات دخلت حيز التنفيذ، مثمنا تعاون القطاع الخاص في تنفيذ القرارات ، وأشاد بالتفاعل الشعبي مع قرارات المقاطعة، مبينا أن ذلك يجسد الموقف اليمني الغيور والمشرف على دينه ومقدساته .

وأشار وزير الصناعة والتجارة إلى أن الوزارة بدأت حملة توعوية واسعة حول السلع والمنتجات المقاطعة حتى لا يسهم اي يمني في دعم الشركات المتورطة في دعم جيش الاحتلال وجرائمه بحق أطفال ونساء غزة.

من جانبه أشاد مستشار الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية، محمد قفلة، بقرارات وزارة الصناعة والتجارة بمقاطعة الشركات الداعمة للكيان الصهيوني ووصفها بالقرارات الشجاعة، مؤكدا التزام القطاع الخاص بتلك القرارات نصرة للمجاهدين في فلسطين.

وتخلل الفعالية فيلم قصير عن المقاطعة الاقتصادية وفقرة شعرية معبرة عن طوفان الأقصى وصمود أبناء غزة في وجه الجرائم الصهيونية.

قرار رسمي بحظر الاستيراد

وكانت وزارة التجارة والصناعة قد أصدرت قرارا بالمنتجات المقاطعة ، وضمنتها قائمة بأسمائها ، وبدأت بإجراءت منع دخولها إلى اليمن ، وتمثل حملات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية والشركات التي تعلن دعم العدو الإسرائيلي ، إحدى أدوات الضغط الشعبي، التي تستخدمها الشعوب العربية لدعم القضية الفلسطينية، منذ سنوات ، والمقاطعة سلاح مهم ومؤثر على الاقتصاد الصهيوني والأمريكي.

ومنذ بداية العدوان الصهيوأمريكي على غزة  في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تعالت دعوات المقاطعة وحققت رواجا كبيرا في العديد من الدول العربية ومنها مصر ، وشملت حملات المقاطعة جهودا شعبية ونقابية للتعبير عن دعم الشعب الفلسطيني، ورافق تلك الحملات تحركات سريعة ونداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جعلتها تحقق نجاحا شعبيا غير مسبوق، حسبما يقول أحد مؤسسي حملة المقاطعة في مصر، الذي أوضح أن هذه التحركات لم تكن وليدة اللحظة وليست مجرد رد فعل وقتي على ما تتعرض له غزة، من قصف إسرائيلي، في الوقت الحالي، بحسب قوله.

فقبل 8 سنوات تقريبا، بدأ حسام محمود وآخرون، في تأسيس حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في مصر، لتصبح جزءا من حملة دولية بدأها فلسطينيون، منذ عام 2005.

كرة نارية تندلع في قطاع غزة خلال قصف إسرائيلي، وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 – سبوتنيك عربي, 1920, 09.11.2023

ويتعرض الاقتصاد الإسرائيلي لانهيارات بتأثيرات المقاطعة ، ويقول خبراء إن الاقتصاد الصهيوني يمر بأكبر أزماته ، ويؤكد خبراء أن حركة المقاطعة أظهرت الاقتصاد الصهيوني هشا بشكل غير مسبوق ، وهو ما يجعلنا ندعوا مجتمعاتنا للمقاطعة ونؤكد لهم أن أي خطوة في اتجاه مقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائيل، سيكون لها تأثير مباشر أو غير مباشر على الاقتصاد الإسرائيلي”.

وتحدث أحد مؤسسي حملة المقاطعة عن التأثير الإيجابي للمقاطعة على المنتجات الوطنية، مشيرا إلى أن المواطن المصري والعربي بدأ يكتشف أنه يستطيع الاستغناء عن تلك المنتجات ويجد بديلا لها من شركات أخرى ، وتابع: “أصبح هناك بدائل محلية للكثير من المنتجات، رغم أن إسرائيل كانت تحاول الترويج لمنتجاتها في المنطقة مع عملها على إضعاف الصناعات الوطنية في الدول العربية”.

استراتيجية المقاطعة وتأثيرها

يقول المؤرخ العسكري المصري، أحمد عطية الله، إن “المقاطعة يجب ألا تقتصر على المنتجات الغذائية فقط”، حسبما ذكرت “بوابة الأهرام المصرية”، التي أشارت إلى تأكيده على “ضرورة أن يرافقها استخدام الدول العربية لأوراق ضغط أخرى لإيقاف ما يتعرض له الفلسطينيون، ويشمل ذلك، على سبيل المثال، التلويح بسحب الأرصدة المالية العربية الضخمة من بنوك الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا”.

وتقول “حركة مقاطعة إسرائيل” (بي دي إس)، حركة فلسطينية عالمية، إن “المقاطعة التي يقوم بها المستهلكون أجبرت الكثير من المحال التجارية على مستوى العالم، على التخلي عن بيع منتجات إسرائيلية معينة”.

ولفتت الحركة إلى أن “جميع الشركات الإسرائيلية متورطة بطريقة أو بأخرى في نظام الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي”، على حد وصفها ، وتقول وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن “المقاطعة هي إحدى وسائل المقاومة الفلسطينية الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين”، مشيرة إلى أنها “يجب أن تشمل المنتجات الزراعية، التي يتم إنتاجها كليا أو جزئيا في المستوطنات، التي تمثل ركيزة لاقتصادها”.

المقاطعة سلاح وغزو للعدو إلى عقر داره

يقول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في ملزمة الشعار سلاح وموقف “المقاطعة الإقتصادية كذلك، يجب أن الناس يهتموا بها، المقاطعة للبضائع الأمريكية والبريطانية، يحاولوا أن يقاطعوها, المقاطعة مؤثرة جداً وحتى لو لم يكن إلا منطقة واحدة, ما يقول واحد كم يا ناس بيشتروا, في ناس آخرين بيقاطعوا في البلاد العربية، فأنت لا تحسب نفسك مع الذين لا يقاطعوا، احتسب نفسك رقم إضافة إلى آلاف الأرقام الأخرى في البلاد العربية تقاطع.

ويتحدث حينذاك “قبل ليلتين أعلنوا أن شركة أمريكية، شركة تصنيع مواد غذائية أو مطاعم, أعلنت أنها ستقفل محلاتها أو مطاعمها في عشرة بلدان إسلامية، عشرة بلدان إسلامية ستقفلها أفلست”

المقاطعة الإقتصادية, المقاطعة للبضائع مهمة جداً ومؤثرة جداً على العدو، هي غزو للعدو إلى داخل بلاده, وهم أحسوا أن القضية عندهم يعني مؤثرة جداً عليهم, لكن ما قد جرأت الحكومات العربية إلى الآن أنها تعلن المقاطعة، تتخذ قراراً بالمقاطعة, لأن الأمريكيين يعتبروها حرباً، يعتبروا إعلان المقاطعة لبضائعهم يعتبرونها حرباً؛ لشدة تأثيرها عليهم.

فإذا كانت مؤثرة بهذا الشكل ينطلق الناس فيها, ومعظمها أشياء يوجد بدائل لها، يوجد بدائل أرخص منها وأفضل منها, الإنسان المؤمن يكون عنده هذا الشعور، عنده هذا الإهتمام، حتى ولو عندك إن ما بلا أنت إعمل هذا الشيء, ما تشتري بضائع أمريكية.

 

أثر المقاطعة

أدت الحرب الصهيوأمريكية على غزة إلى تصاعد دعوات المقاطعة في عدد من الشعوب العربية ، وتداعت التحركات الشعبية للمقاطعة لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ومنتجات عالمية أو فروع لشركات أجنبية تعمل في البلاد العربية وتدعم إسرائيل، واستبدالها بأخرى محلية الصنع، أو مستوردة من دول ليست مقاطعة ، وانتشرت في مصر دعوات مكثّفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو إلى المقاطعة وتبيّن المنتجات المحلية التي يمكن للمواطن الاعتماد عليها بدل من تلك التي تنتجها علامات تجارية ذائعة الصيت عالمياً، بعضها ساند إسرائيل مؤخراً.

دعوات شعبية

وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة التي تلت بداية القصف الإسرائيلي على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول ، بصور للمنتجات التي يجب مقاطعتها وبديلها المحلي الذي يمكن التعامل معه.

 

وتصدرت إحدى الصفحات في فيسبوك وتحمل اسم “صنع في مصر” الدعوة للمنتج المحلي، وقد أوضحت الصفحة مع بداية الدعوة لحملة المقاطعة، بأنّ السلع الأجنبية التي يجب مقاطعتها هي “التي لا تُصنع على أرض مصر”، بينما اعتبرت أنّ “العلامة التجارية التي تُصنع على أرض مصر مصرية”، ورغم أنّ الصفحة أُنشئت منذ فترة، ولم تكن مخصصة لغرض المقاطعة، إلا أنّها مع تصاعد الحرب في غزة أصبحت منشوراتها موجهة إلى فكرة الدعوة لعدم شراء المنتجات الأجنبية، ولا سيّما تلك التي تنتجها شركات تدعم إسرائيل.

 

تأثير المقاطعة

تعرضت أسهم الشركات بالبورصة الأمريكية لضربات عنيفة منذ تنامي دعوات المقاطعة العربية لها احتجاجًا على دعم واشنطن غير المسبوق لإسرائيل في حربها على قطاع غزة ، ومنذ تنامي دعوات المقاطعة التي بدأت يوم العاشر من أكتوبر المنصرم وعلى مدار شهر كامل، تتراجع أسهم الشركات الأمريكية النشطة في السوق المحلية،  خاصة في قطاع الأغذية والمشروبات.

ودفعت المقاطعة، بعض فروع الشركات للنأي بنفسها بعيدا، ورفع علم فلسطين أو التأكيد على أنها مستقلة.

كما تراجعت أسهم شركة بيبسي، النشطة في المياه والمياه الغازية ورقائق البطاطس منذ المقاطعة لتبلغ أدنى مستوى لها في عامين إلى 158 دولارًا للسهم ، وتراجعت كوكاكولا كذلك لأدنى مستوى منذ نوفمبر 2021 ليعاود السهم اختبار منطقة الـ 55 دولارًا.

في المقابل صعدت المنتجات المحلية وارتفعت أسهمها في مصر وغيرها إذ تعج مواقع التواصل الاجتماعي، حاليًا، بقوائم تتضمن شركات محلية تعمل في مجال تعبئة المياه المعدنية أو المشروبات الغازية والتي انتعش بعضها حتى أن أحد المصانع اضطرت للعمل ورديات إضافية من أجل تلبية الطلبات، بينما كانت شركة آخرى على وشك الإفلاس والبيع، الآن قامت بتسوية مشكلاتها مع الضرائب وعاودت الإنتاج.

منصة  فيس بوك، شهد سهمها  انخفاضا، حيث تُتهم شركة ميتا بالوقوف مع إسرائيل ضد الفلسطينيين، ومع هذه الاتهامات تكررت دعوات لتعليق استخدامه والانتقال لمنصات بديله.

انخفض سهم فيس بوك من مستوى 324 دولارا للسهم إلى 296.7 دولار للسهم في خلال 13 يوما فقط، في المقابل ارتفع سهم  منصة “إكس” (تويتر سابقا) والذي فتح المجال أمام المدونين العرب دون قيود من مستوى 49 دولارا  إلى 54 دولارا خلال الفترة المقارنة ذاتها.

مطاعم الوجبات السريعة: الأسهم تظهر التأثر

 

تراجعت أسهم “ماكدونالدز” لأدنى مستوى لها منذ 27 أكتوبر 2022، ووصلت الأسهم إلى مستوى قياسي منخفض عند 245.5 دولارًا للسهم الواحد في 12 أكتوبر.

 

ورغم إصدار شركات الامتياز التي تدير فروع “ماكدونالدز” لتركيا ومصر والأردن ولبنان وفي جميع أنحاء الخليج بيانات تنأى بنفسها عن تصرفات نظيراتها الإسرائيلية، وتبرع بعض الفروع فى المنطقة العربية  بالأموال لغزة ، عاود السهم التراجع، مجددًا، من مستوى 259.35 دولار إلى 255.92 دولار ، بعد حادث مدينة مرسين التركية، التي تعرض فيها أحد فورع ماكدونالدز للتحطيم وإلقاء زجاجات حارقة بداخله مما تسبب في اشتعال النيران بداخله، احتجاجًا على توزيع فرع الشركة بإسرائيل وجبات مجانية على الجنود الإسرائيليين.

 

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يتباري داعمو المقاطعة في تصوير محال فروع الشركات الأمريكية خالية وتصوير المتواجدين فيها كما لو كانوا يأكلون ويشربون من دم ولحم الفلسطينيين. واجتذبت للمرة الأولى فئات من الأطفال وصغار السن على عكس الحملات السابقة.

 

وتراجع سهم “كنتاكي فرايد تشيكن” مع تنامي الدعوات للمقاطعة والترويج للمنتتجات السورية والمصرية له بقوة ليهبط من مستوى 1300 دولار للسهم إلى 1294 دولارًا.

 

ورغم أن “ستاربكس” التي تجتذب فئة من الأثرياء ضمن حملة المقاطعة لكنها لم تتأثر كثيرًا في البداية لكن مع تكثيف الهجوم عليها تراجع السهم من مستوى 94.88 دولار في 23 أكتوبر إلى 92دولارًا يوم الجمعة الماضي.

 

اليمن تقاطع

 

صدور القرار الرسمي بمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية تزامن مع حملات شعبية مكثفة للمقاطعة في كافة أنحاء اليمن ، وقد أصدرت وزارة التجارة والصناعة قائمة تضم المنتجات الأمريكية والإسرائيلية المقاطعة.

الثورة نت ينشر القائمة كاملة/ 

View Fullscreen

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: مواقع التواصل الاجتماعی الأمریکیة والإسرائیلیة الصناعة والتجارة دعوات المقاطعة حملة المقاطعة من مستوى دولار ا إلى أن فی مصر

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة يستعرض التحديات الكبرى التي تواجه الأسر العربية والعالمية

نوفمبر 4, 2024آخر تحديث: نوفمبر 4, 2024

المستقلة/- سلَّطت فعاليات مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة، الذي عُقد بالدوحة على مدار يومين 30-31 تشرين الأول/أكتوبر، بعنوان “الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة”، الضوء على السياسات الكفيلة بحماية الأسر في البلدان المتضررة من النزاعات، وسُبل معالجة التحديات الكبرى التي تواجهها الأسر لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية، والتصدي لأضرار الإفراط في استهلاك التكنولوجيا على الأجيال الناشئة، بالإضافة إلى آثار التغير المناخي على استقرار الأسر.

وقد شهد المؤتمر الذي نظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، بالتعاون مع كل من وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، ووزارة الخارجية في قطر، وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، حضور أكثر من 2000 مشارك من الخبراء وصناع السياسات وقادة الفكر من المنطقة العربية وجميع أنحاء العالم، الذين استعرضوا السياسات والبرامج التي من شأنها أن تعزز مكانة الأسرة في قلب المجتمع، وذلك خلال جلسات وفعاليات ركزت على الاتجاهات العالمية الكبرى التي تؤثر على حياة الأسرة.

تخلل المؤتمر مشاركة شخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم العربي منهم: سعادة السيدة شاناز إبراهيم أحمد، حرم فخامة رئيس جمهورية العراق؛ وسعادة الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر؛ وسعادة الدكتورة أمثال هادي هايف الحويلة، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وشؤون الأسرة والطفولة في دولة الكويت؛ والدكتور هيكتور حجار، وزير الشؤون الاجتماعية في لبنان، إلى جانب عدد كبار الشخصيات وأصحاب السعادة.

وألقت الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، شدّدت فيها على أهمية التنبه للتأثيرات التكنولوجية العميقة على الأُسر العربية، وقالت:”لا شكَّ أنّ قضايا الأسرة وتحدياتِها تتماثلُ في المجتمعاتِ جميعِها، ولكنَّها تختلفُ في خصوصياتِها من بلدٍ إلى آخر، فهناك مشتركاتٌ كثيرةٌ بينَ الأُسرِ من شَمالِ العالمِ إلى جنوبِهِ، أبرزُها تحدياتُ التكنولوجيا وتأثيرُها، واللغةُ الأم في عالمٍ معَولَم، وصراعُ الهويات”.

وفي هذا الإطار، تشير دراسة بحثية رائدة نشرتها جامعة ديوك بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة، إلى أن 84% من أولياء الأمور في المنطقة يشعرون بالقلق حيال تأثير الأوقات التي يمضيها أفراد أسرهم أمام الشاشات على العلاقات الأسرية، فيما يخشى 67% من احتمالية فقدان أبنائهم لهويتهم وخسارة قيمهم الثقافية في خضم هذا العصر الرقمي.

ويأتي تنظيم هذا المؤتمر، في سياق الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة، حيث كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت عام 1994 سنةً دولية للأسرة، مؤكدة على دور الأسرة باعتبارها الوحدة الأساسية للمجتمع، والتي ينبغي أن تحظى بأكبر قدر ممكن من الحماية والمساعدة وذلك وفقًا للمواثيق المصادق عليها دوليًا. ويضطلع مؤتمر السنة الدولية للأسرة، الذي يُعقد مرة كل عشر سنوات بدور محوري في تطوير السياسات والبرامج التي يمكنها دعم وتمكين الأسر عبر العالم.

 

وتحدثت خلال الجلسة الافتتاحية أيضًا، السيدة أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، عن أهمية الجهود الدولية في حماية الأسرة قائلةً: “غالباً ما يقع العبء على نسائنا وأطفالنا من غزة إلى السودان، ومن السودان إلى أوكرانيا، ومن أوكرانيا إلى ميانمار، والعديد من الأماكن الأخرى. من واجبنا في هذا المؤتمر أن نسعى لضمان أن تكون الأسرة من حق الجميع، وألا نترك أحداً خلف الركب.”

وقد تناول المشاركون في المؤتمر بالنقاش أربعة اتجاهات عالمية معاصرة تؤثر على الأسرة في قطر والمنطقة والعالم، وهي: التغير التكنولوجي، والاتجاهات الديموغرافية، والهجرة والتمدّن، وتغيّر المناخ.

وفي جلسة نقاشية حملت عنوان:” التأرجح بين الأسرة والعمل”، تحدثت الدكتورة ميمونة خليل آل خليل، الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة، بالمملكة العربية السعودية، عن التحديات والفرص الرئيسية التي تواجه الأسر العاملة في سعيها لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية، قائلة: “أثبتت الأبحاث أن ابتعاد الأب والأم لساعات طويلة عن المنزل بسبب العمل، يؤثر على الخصوبة وسن الزواج وكذلك معدلات الطلاق. لذا، لا بد من تقديم مبادرات تهدف إلى التأكد أن النساء نشيطات في القوى العاملة، ولكن التأكد أيضًا أننا نمارس دور الأبوة والأمومة بشكل جيد”.

وأضافت:” بينما نعمل على تمكين الأسر ونطلب منهم توفير حياة أفضل لأطفالهم، علينا أن نتأكد أننا ندعمهم أيضًا بمبادرات مختلفة، مثل العمل المرن، والتربية النشطة. ويتعين على أرباب العمل إدراك أن هذه السياسات سوف تجعل النساء العاملات أكثر إنتاجية وتركيزًا في العمل، وبالتالي يسهمن بشكل أفضل في التنمية الوطنية.”

وفي جلسة أخرى جاءت بعنوان “حياة ممزقة: الأسرة في ظل الحروب والنزاعات”، تحدثت الباحثة والأكاديمية الفلسطينية، الدكتورة نور نعيم، المدير التنفيذي لأكاديمية “آي أي مايندز” عن التدمير الممنهج لكل من الطبقة الوسطى والتعليم في قطاع غزة، قائلة: “تأتي قوة المجتمع في غزة من الأسر والترابط الأسري القوي جدًا، حيث تنزح الأسر إلى منازل بعضها البعض، دون التمييز بين القريب والغريب، ويعيشون معًا كأنهم أسرة واحدة، فهذه هي القيم والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع في غزّة، عكس ما يحدث دائماً في الحروب. وهناك مجتمع مدني تطوعي شبابي داخل الخيام والمشافي لدعم الأسر الفقيرة، والمتطوعين في مجال التمريض”.

وأضافت: “حالة التكافل المجتمعي في غزة يجب أن تدرّس في الكتب وعلم الاجتماع في العالم بأسره، والدافع الأساسي لهذا التكافل هو أننا كلنا سواسية تحت الموت في كل لحظة، وليس أمامنا الآن رفاهية البكاء، خيارنا هو التماسك والصبر”.

وفي جلسة نقاشية أخرى دارت حول تأثيرات التغير المناخي على استقرار الأسر، سلَّط المتحدثون الضوء على آثار الهجرة الناجمة عن المناخ والأمن الغذائي وندرة المياه والقلق حيال قضايا البيئة، وجاءت بعنوان: “حماية كوكبنا تبدأ من الأسرة”.

وخلالها، قالت السيدة ماهينور أوزدمير جوكتاش، وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية في الجمهورية التركية: “لأجل التوصل إلى حلول ناجعة، يبقى الأهم هو تحمل المسؤولية بشكل جماعي، ودعم المؤسسات الحكومية في مختلف البلدان بكوادر بشرية مؤهلة، بالإضافة إلى الدعم المالي اللازم. كما تبقى الحاجة ماسّة لتعزيز التعاون بين مختلف الدول عن طريق تبادل خبراتنا والانخراط في تحالف بيئي من خلال وضع سياسات فعالة ومستدامة تستهدف مواجهة التحديات المرتبطة بالتغير المناخي”.

بدوره، سلَّط الدكتور محمد بهناسي، وهو خبير بيئي أول في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ومقره في العاصمة المغربية، الرباط، الضوء على ثلاث ظواهر بيئية مترابطة تؤثر على الأسر وهي: “النزوح الناجم عن تأثير المناخ وانعدام الأمن الغذائي الذي يتفاقم بسبب التغير المناخي، وانعدام الأمن بفعل الحروب.”  وشدّد على أن “هذه التحديات المترابطة باتت تفضي إلى ما نسميه الهجرة المناخية – أي الهجرة التي ترجع أسبابها إلى قضايا بيئية، وتتضخم أكثر بسبب ندرة المياه والفيضانات والتصحر وإزالة الغابات”.

واُختتمت فعاليات المؤتمر بالإعلان عن “نداء الدوحة للعمل” الذي تضمن سلسلة من التوصيات الرامية إلى التصدي للتحديات الكبرى التي تواجه الأسر حول العالم ودعا الحكومات إلى دعم الأسر وتمكينها من المساهمة في عملية التنمية. ومن المقرر أن تتم مشاركة هذا النداء للتباحث مع جميع المشاركين في مواقع صناعة القرار، ومنظمات الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني، ومراكز الفكر، والجامعات، والجهات المعنية.

مقالات مشابهة

  • «بيتكوين» يستقر قرب 75 ألف دولار مع انتعاش أسواق العملات الرقمية بعد فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية
  • بيان هام لمتعاملي نقل المسافرين والبضائع
  • البيتكوين يقفز لأعلى مستوى مع تصاعد توترات الانتخابات الأمريكية
  • انتخابات الرئاسة الأمريكية.. تعرف على أبرز الولايات التي يتفوق فيها ترامب على هاريس
  • بنسلفانيا.. ماذا تعرف عن الولاية التي ستحسم الفائز في الانتخابات الأمريكية؟
  • المقاطعة تطيح بـكارفور الأردن وترحيب شعبي واسع
  • تهديدات بقنابل وأعطال.. تفاصيل توقف تصويت بعض الولايات في الانتخابات الأمريكية
  • الاردن: اغلاق متاجر كارفور المرتبطة بالكيان تحت ضغط المقاطعة
  • مغردون: النشامى انتصروا في معركة مقاطعة كارفور من أجل غزة وفلسطين
  • مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة يستعرض التحديات الكبرى التي تواجه الأسر العربية والعالمية