القادة العرب والمسلمون يدينون الجرائم الإسرائيلية في غزة ويدعون لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
خلال قمة مشتركة في العاصمة السعودية الرياض، ندد قادة الدول العربية والإسلامية السبت بـ" الجرائم" التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
ويأتي هذا الاجتماع الطارئ للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في ظل الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحماس بقطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق نفذته الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي داخل الدولة العبرية.
وشدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في كلمته الافتتاحية، على أن بلاده "تؤكد تحميل سلطات الاحتلال مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني".
وتابع "نحن على يقين بأن السبيل الوحيد لتأمين الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان".
اقرأ أيضاالقمة العربية-الإسلامية في الرياض: الرئيس الفلسطيني يتهم إسرائيل بشن "حرب إبادة" في غزة
أما الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي يقوم بأول زيارة إلى السعودية منذ توصل البلدين إلى اتفاق تقارب في آذار/مارس الماضي، فقد دعا الدول الإسلامية إلى تصنيف الجيش الإسرائيلي "منظمة إرهابية".
ومن جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن ما يتعرض له الفلسطينيون هو "حرب إبادة". وأضاف أن "شعبنا يتعرض إلى حرب إبادة على يد آلة الحرب الإسرائيلية التي انتهكت الحرمات وتخطت الخطوط الحمراء في غزة".
"ممارسات لا إنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى"ومن جهته، استنكر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معاناة سكان غزة من "ممارسات لا إنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى".
كما حذر من توسع نطاق الحرب "مهما كانت محاولات ضبط النفس فإن طول أمد الاعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها.. بين ليلة وضحاها".
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "لا يجوز الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار بل علينا اتخاذ خطوات رادعة لوقف جريمة الحرب المتواصلة بحيث تظهر أيضا ثقل ووزن الدول الإسلامية".
أما الرئيس السوري بشار الأسد فدعا إلى وقف أي مسار سياسي مع إسرائيل " لتكون عودته مشروطة بالتزام الكيان بالوقف الفوري المديد لا المؤقت للإجرام بحق كل الفلسطينيين مع إدخال المساعدات لغزة".
اقرأ أيضاقادة الدول العربية والإسلامية يرفضون سياسة "العقاب الجماعي" ويدعون لوقف فوري لإطلاق النار في غزة
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة ترفضان حتى الآن مطالب وقف إطلاق النار، وهو موقف كان موضع انتقادات شديدة خلال قمة السبت.
ومن جانبها، أطلقت منظمات إغاثة دولية مناشدات عاجلة للتوصل لوقف إطلاق نار في غزة مع نفاد إمدادات الماء والغذاء والدواء وتعرض أقسام في المستشفيات التي ما زالت تعمل، للقصف، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني وأطباء.
هذا، وكان من المفترض بالأساس أن تعقد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قمتين منفصلتين، غير أن وزارة الخارجية السعودية أعلنت باكرا السبت عقد "قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية" بشكل استثنائي السبت.
اختلافات رغم الجهود لـ"توحيد الصف"وأفادت وزارة الخارجية السعودية في بيان بحسابها على منصة إكس، أن قرار دمج القمتين جاء "استشعارا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موّحد يُعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة".
لكنّ دبلوماسيين عربيين أبلغا وكالة الأنباء الفرنسية أن قرار الدمج جاء بعد عجز مندوبي دول الجامعة العربية في التوصل لاتفاق حول بيان ختامي.
إذ اقترحت بعض الدول، من بينها الجزائر ولبنان، مشروع قرار يتضمن تهديدا بقطع إمدادات النفط عن إسرائيل وحلفائها الغربيين وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية التي تقيمها بعض الدول العربية مع إسرائيل، وفق الدبلوماسيين.
لكن ثلاث دول عربية، من بينها الإمارات والبحرين اللتين طبعتا علاقاتهما مع إسرائيل في 2020، رفضت المقترح.
ومن جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي عشية المؤتمر الجمعة، إنها "لا تتوقع شيئا" من القمة، منتقدة القادة العرب على التأخر في عقد الاجتماع الطارئ.
وقال أمينها العام محمد الهندي في مؤتمر صحفي في بيروت "نحن في فلسطين لا نعلق أي أمل على مثل هذه اللقاءات التي خبرنا نتيجتها سنوات طويلة".
وتابع "عندما يُعقد هذا المؤتمر بعد 35 يوما، فهذا ينبّهنا بمخرجات هذا المؤتمر. فلا وزن للعرب اليوم في المعادلة الدولية".
وفي السياق، قالت المحللة المصرية في مركز الأهرام للدراسات السياسية بالقاهرة رابحة سيف علام "هناك حالة من الاصطفاف المبدئي لكن هناك معسكرات مختلفة داخل العالم العربي وهي اختلافات لا يمكن محوها بين يوم وليلة". وتابعت أن "الهدف الآن هو الاتفاق على حد أدنى يمكن تبنيه لحل الأزمة في غزة خصوصا أن هناك مصالح قومية لدول عربية أخرى مهددة مثل مصر والأردن".
زيارة أولى منذ 2012 واجتماع مع ولي العهد...ودعا إبراهيم رئيسي كذلك في كلمته أمام القادة العرب والمسلمين إلى "تسليح الفلسطينيين" في حال "استمرت الهجمات" في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى لرئيس إيراني للسعودية منذ زيارة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد لحضور قمة لمنظمة التعاون الإسلامي أيضا في آب/أغسطس 2012.
وذكرت وسائل إعلام رسمية سعودية على منصة إكس أنه بالإضافة إلى الكلمة التي ألقاها أمام القمة، فقد عقد رئيسي اجتماعا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقبيل مغادرته طهران نحو الرياض السبت، قال رئيسي إن "الولايات المتحدة منعت وقف إطلاق النار في غزة وتوسع نطاق الحرب".
ويذكر أن إيران تدعم حركة حماس وكذلك حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، ما يضعها في قلب المخاوف من احتمال توسع الحرب لتشمل دولا أخرى.
هذا، وأدى الصراع إلى اشتعال مواجهات يومية عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، كما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق "صواريخ بالستية" على جنوب إسرائيل.
ويقول محللون إن السعودية تخشى التعرض لهجمات، لا سيما وأنها تقيم علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وكانت تجري محادثات لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل قبل اندلاع الحرب.
وأمام حلقة نقاش نظمها معهد دول الخليج العربية في واشنطن الأسبوع الماضي، قالت كيم غطاس، مؤلفة كتاب عن الخصومة الإيرانية السعودية، ، إن "السعوديين يأملون في أن يمنحهم عدم تطبيعهم العلاقات (مع إسرائيل) بعد، ووجود قناة تواصل مع الإيرانيين، بعض الحماية".
وتابعت "أظن أن الإيرانيين يأملون في أن يوفّر لهم تواصلهم مع السعوديين والحفاظ على تلك القناة، بعض الحماية أيضا".
يذكر أن الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي داخل الدولة العبرية أدى حسب إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص وفق حصيلة جديدة وخطف 239 رهينة.
وبدورها، أدت حملة القصف العنيف والهجوم البري الإسرائيلي منذ ذلك التاريخ على قطاع غزة، إلى مقتل أكثر من 11078 شخصا بينهم أكثر من 4506 أطفال، حسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الجمعة.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الحرب بين حماس وإسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الرياض إيران الجامعة العربية قمة حماس إسرائيل غزة مع إسرائیل فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: سحب القوات الإسرائيلية من غزة ضرورة لإنقاذ الأسرى
تناولت صحف عالمية الوضع في قطاع غزة والمفاوضات الجارية، داعية إلى ضرورة إنهاء الحرب وعدم استئنافها، كما ركزت على تأثير سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الساحة الدولية والعلاقات مع الحلفاء الأوروبيين.
وقالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها إن الوسطاء يطالبون بشدة بمنع تجدد الحرب في غزة، ويجب على إسرائيل سحب قواتها والالتزام بنهاية الحرب، بغض النظر عن التداعيات السياسية على بنيامين نتنياهو.
ورأت الصحيفة أن القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم يكن هدفا واقعيا لإسرائيل، لكن تخفيف قبضة الحركة على غزة يجب أن يكون هدف المفاوضات المستقبلية.
وفي توافق مع هذا الطرح، كتبت كارولينا لاندسمان في صحيفة هآرتس أن استئناف الحرب على غزة سيؤدي إلى موت الأسرى المتبقين، ويكون حينها الجيش الإسرائيلي مسؤولا عن ذلك.
واعتبرت أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو انتهكت الاتفاق بشكل صارخ مع حماس، وأكدت الصحيفة أن السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى يتمثل في إنهاء الحرب وسحب الجيش الإسرائيلي من غزة.
وفي سياق متصل، قالت مصادر إسرائيلية لصحيفة يديعوت أحرونوت إن هناك مؤشرات على وجود تطورات غير معلنة بين الإدارة الأميركية وحركة حماس، مؤكدة أن عواقب كارثية ستنجم عن استئناف القتال على حياة الأسرى، مما يدفع الولايات المتحدة للقيام بخطوات غير تقليدية.
إعلانوأضافت أن فريق مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف "قوي ونشط للغاية، وهناك كثير من الأمور تتم خلف الكواليس".
ومن جهتها، أشارت مجلة نيوزويك إلى أن الرئيس ترامب لجأ إلى التشدد في سياسته حيال شركاء بلاده في حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ الأيام الأولى من ولايته الثانية، مما قد يؤدي إلى زيادة توتر العلاقات بين الطرفين.
ويقول مسؤولون إن فريق ترامب نبه الحلفاء إلى إمكانية تقليص الوجود العسكري الأميركي في أوروبا، مع وجود خيار واحد يتمثل في تركيز القوات الأميركية في الدول التي تمتثل لمتطلبات الإنفاق العسكري.
الاستعداد للأسوأ
وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة الغارديان مقالا بقلم زعيم تحالف اليسار في هولندا فرانز تيمرمانز طالب فيه دول الاتحاد الأوروبي بالاستعداد للأسوأ وعدم التعويل على ترامب لتحقيق أمنها، لأنه يسعى لإبرام صفقات تجارية على حساب الأوروبيين.
واعتبر أن روسيا ستكثف هجماتها ضد أوكرانيا، لذلك يجب مد كييف بكافة المعدات العسكرية المتاحة في أسرع وقت ممكن.
من جهة أخرى، دافع شون سبايسر في مقال نشرته صحيفة واشنطن تايمز عن جهود الرئيس ترامب، معتبرا أنها ناجحة لحماية حدود الولايات المتحدة.
وأضاف أن الكرة باتت حاليا في ملعب الكونغرس لتمرير تشريعات شاملة تمول وتحدث نظام الهجرة الذي "عفا عليه الزمن"، مشيرا إلى أن كل يوم من التقاعس يعرض أمن أميركا ومستقبلها للخطر.
وفي موضوع منفصل، ركزت صحيفة نيويورك تايمز على الاشتباكات الدامية التي شهدتها مدينة اللاذقية يوم أمس، وقالت إنها تشكل اختبارا حاسما للزعماء الجدد في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن القوات الحكومية ستنجح في استعادة النظام والحفاظ على الدعم الشعبي إذا تصرفت بطريقة منضبطة، أما إذا انخرط مقاتلون بشكل فردي في هجمات انتقامية ضد السكان المحليين، فقد يتفاقم الوضع إلى اشتباكات طائفية، مما يزيد من زعزعة استقرار البلاد.
إعلان