الجزيرة:
2025-03-16@08:37:44 GMT

ليونيد بريجنيف.. سياسي وزعيم سوفياتي

تاريخ النشر: 6th, July 2023 GMT

ليونيد بريجنيف.. سياسي وزعيم سوفياتي

ليونيد إليش بريجنيف، سياسي سوفياتي، شغل منصب أمين عام الحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي منذ عام 1964 حتى وفاته عام 1982، قاد البلاد 18 سنة ما بين 1964 و1982 خلال مرحلة الحرب الباردة.

وترأس المجلس الأعلى للاتحاد السوفياتي (منصب فخري) في مناسبتين، ما بين 1960 و1964 وخلال الفترة ما بين 1977 و1982، وتعتبر فترة ولايته أمينا عاما للحزب ورئيس للبلاد ثاني أطول ولاية بعد سلفه جوزيف ستالين.

واتسمت سياسته بتوسيع نفوذ الاتحاد السوفياتي على مستوى العالم، عبر تقديم الدعم للحركات التحررية خاصة الدول النامية، إضافة إلى دعم الأحزاب الشيوعية بالدول الرأسمالية.

المولد والنشأة

ولد بريجنيف يوم 19 ديسمبر/كانون الأول 1906 في دنيبرودزرجينسك، المعروفة حاليا بكامينسكوي في أوكرانيا. وحينما كانت جمهورية تابعة للاتحاد السوفياتي، كان والده يشتغل عاملا بأحد معامل الصلب.

وعام 1923، انضم بريجنيف إلى اتحاد منظمات الشباب السوفياتي "كومسومول" وعمره آنذاك لا يتجاوز 17 سنة، والتحق بالحزب الشيوعي عام 1929، بعد ثورة أكتوبر (1923-1917).

واستدعي للخدمة العسكرية بالجيش الأحمر لسنة واحدة ما بين 1935 و1936، وبعد انتهاء هذه الفترة عاد إلى مدينته وتولى إدارة كلية التعدين، وتمكن بعدها من تقلد عدة مسؤوليات بالحزب الشيوعي، واستطاع صعود سلم المناصب في وقت وجيز.

عاش بريجنيف متزوجا من فيكتوريا دينيسوفا، وكان لهما ابن يسمى يوري، وابنة تسمى غالينا.

الدراسة والتكوين العلمي

التحق بريجنيف بإحدى مدارس مدينة كامينسكوي، حيث تلقى تعليما تقنيا وكان يحب دراسة مادة الرياضيات.

ودرس الهندسة بالمجال الفلاحي أولا، قبل أن يتخرج من كلية الزراعة عام 1927، واشتغل مهندسا وساهم في تأسيس التعاونيات الزراعية، ثم درس بعد ذلك في أحد المعاهد الخاصة بعلم المعادن، وتخرج منه عام 1935 مهندسا معدنيا في صناعة الصلب، وكان بالموازاة مع ذلك يشتغل بأحد مصانع التعدين.

التجربة السياسية والعملية

بعد أن شغل منصب مفوض سياسي في مصنع دبابات، أثناء خدمته العسكرية عام 1936، باشر بريجنيف عمله بشكل رسمي داخل الحزب الشيوعي سنة 1937.

ومع بداية الحرب العالمية الثانية، تولى منصب سكرتير اللجنة الإقليمية للحزب في دنيبروبتروفسك، وعمل تحت الإشراف المباشر للسكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي آنذاك، وكان الأوكراني نيكيتا خروتشوف حاكم الاتحاد السوفياتي الفترة الممتدة من 1953 إلى 1964.

ومع اندلاع الحرب في البلاد، وهجوم ألمانيا المفاجئ بقيادة هتلر على الاتحاد السوفياتي في يونيو/تموز 1941، تولى بريجنيف عملية تعبئة السكان في الجيش الأحمر، وقام بإجلاء الشركات الصناعية من دنيبروبتروفسك في جبال الأورال، نحو شرق الاتحاد السوفياتي، بعد احتلال الألمان للمدينة.

وبعد ذلك أرسل إلى الجبهة الجنوبية، حيث عمل في الإدارة السياسية نائبا لرئيس المديرية السياسية للجبهة الجنوبية، برتبة لواء.

بريجنيف وقع اتفاقية تحد من أنظمة الدفاع الصاروخي مع الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون (الفرنسية)

وعندما قام الألمان بغزو أوكرانيا عام 1942، ذهب بريجنيف إلى القوقاز في مهمة نائب رئيس الإدارة السياسية لجبهة القوقاز، وبعد ذلك بسنة تقلد منصب رئيس القسم السياسي بالجيش 18 الذي أصبح جزءا من الجبهة الأوكرانية.

إلى جانب ذلك، شارك بريجنيف في الدفاع عن القوقاز، وتحرير أوكرانيا، والهجوم على أراضي ألمانيا، وأنهى الحرب في براغ برتبة لواء رئيسا للإدارة السياسية للجبهة الأوكرانية الرابعة.

وبصفته مفوضا للفوج المشترك للجبهة الأوكرانية الرابعة، شارك في موكب النصر بالساحة الحمراء في موسكو، يوم 24 يونيو/تموز 1945.

وعام 1946، سُرح بريجنيف من عمله العسكري، وعاد إلى العمل الحزبي لقيادة لجان الحزب الإقليمية بأوكرانيا، حيث أبلى بلاء حسنا في النهوض بالاقتصاد السوفياتي بعد الدمار الذي أعقب الحرب. وعام 1950، تمت ترقيته لتولى قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في مولدوفا.

وفي المؤتمر 19 للحزب عام 1952، وبناء على توصية من ستالين، انتخب بريجنيف أمينا للجنة المركزية وعضوا مرشحا لرئاسة اللجنة المركزية للحزب.

وبعد وفاة ستالين في مارس/آذار 1953، أقيل بريجنيف من الرئاسة، وعين نائبا لرئيس الإدارة السياسية الرئيسية للجيش والبحرية للاتحاد السوفياتي.

وعام 1954، عُين سكرتيرا ثانيا للحزب الشيوعي الكازاخستاني، بناء على اقتراح نيكيتا خروتشوف، وقاد عملية تنمية الأراضي الزراعية.

وبعدها بسنتين، قدم بريجنيف تقريرا إلى مؤتمر الحزب حول المهام التي كلف بها، ليتم بعدها نقله إلى العمل في موسكو.

وعام 1960، عين بريجنيف رئيسا للمجلس الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وقد كان مسؤولا عن الصناعة العسكرية بالبلاد، وأولى أهمية خاصة بالقوات النووية والصاروخية والفضائية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 1964، وأثناء اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الذي جرد خروتشوف من جميع المناصب، انتخب بريجنيف السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي (الأمين العام للحزب).

الإنجازات

بعد انتخابه سكرتيرا عاما للحزب ورئيسا للدولة، تعهد بريجنيف بالحفاظ على الاستقرار الداخلي للاتحاد السوفياتي، وأطلق مجموعة من الإصلاحات، ومنح المزيد من الاستقلالية للشركات.

وبدأت نتائج هذه الإصلاحات تظهر، فارتفع إنتاج الكهرباء، وانطلقت عملية تطوير حقول النفط والغاز في سيبيريا، فضلا عن إنشاء نظام لتصدير أنابيب النفط والغاز، وارتفع معدل بناء الوحدات السكنية، وكذا معدل التنمية الاجتماعية بالبلاد.

ولكن البعض يرون أن فترة ولاية بريجنيف -كرئيس للدولة وأمين عام للحزب- عرفت ركودا اقتصاديا وانتشارا كبيرا للرشوة ومظاهر الفساد الإداري والسياسي، فضلا عن تنامي الفجوة التكنولوجية بين المعسكرين الغربي والشرقي.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 1977، اعتمد المجلس الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ما سمي بدستور "بريجنيف" بدلا من دستور 1936، ورغم أن أغلب مضامينه لم تنفذ بالكامل، فإن هذه الورقة جعلت القانون بالاتحاد السوفياتي آنذاك أقرب إلى الممارسة على أرض الواقع، ودخلت التاريخ باعتبارها "دستور الاشتراكية المتقدمة".

وعلى مستوى السياسة الخارجية للاتحاد السوفياتي، عمل بريجنيف على الحفاظ على النظام القائم حينها في أوروبا الشرقية، مع تخفيف حدة التوتر في العلاقات مع البلدان الغربية.

وعام 1972، وقع بريجنيف والرئيس الأميركي وقتها ريتشارد نيكسون معاهدة تحد من أنظمة الدفاع الصاروخي، والأسلحة الهجومية الإستراتيجية.

وأول أغسطس/آب 1975، تم التوقيع على الوثيقة الختامية لمؤتمر الأمن والتعاون بأوروبا في هلسنكي، والتي نصت على حرمة الحدود، تسوية المنازعات بالوسائل السلمية، عدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وأعلنت الوثيقة احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما في ذلك حرية الفكر والضمير والدين والمعتقد، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تنشيط الحركة المنشقة باتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.

وخلال فترة حكم بريجنيف، أصبح الاتحاد السوفياتي قوة عالمية توازي قوة الولايات المتحدة، خاصة من حيث الطاقة النووية، وهو ما جعل موسكو تبسط نفوذها بشكل كبير على وسط وشرق أوروبا.

وفي ديسمبر/كانون الأول 1979، اجتاحت القوات السوفيتية أفغانستان، مما أثر سلبيا على صورة الاتحاد السوفياتي لدى دول العالم، وقد اتضح ذلك من خلال رفض أكثر من 60 دولة المشاركة بالألعاب الأولمبية في موسكو عام 1980.

ويرى المؤرخون أن هذا الغزو كان بمثابة آخر مسمار دُقّ في نعش الإمبراطورية السوفياتية التي انهارت بعد 10 سنوات.

المؤلفات

تفيد بعض المصادر التاريخية أن بريجنيف ألف 3 كتب، الأول عنونه بـ "الأرض الصغيرة" والثاني "النهضة" والثالث بعنوان "الأراضي البكر" وكلها تحكي عن تجربته السياسية والحزبية والعسكرية أيضا.

وتوج بريجنيف بجائزة لينين في الأدب لسنة 1979، آخر سنوات عمره، بعد إصداره لهذه الكتب، حينما نُظم حفل باذخ بالكرملين، في 31 مارس/آذار 1980، تم خلاله تقديم الجائزة إلى هذا الزعيم السوفياتي.

بعد هذا التتويج واجه بريجنيف سيلا من الانتقادات التي شككت في قدرته على كتابة هذه "الثلاثية الشهيرة" وهو في خريف عمره وقد أنهكه المرض واستنزف قدراته، فأصيب أكثر من مرة بنوبة قلبية أفقدته القدرة حتى على إلقاء كلمة قصيرة.

ولم يكن بريجنيف متحدثا جيدا ولا خطيبا مفوها على غرار أسلافه لينين وستالين وخروشوف وغيرهم، حتى وهو في كامل قوته، لذلك انتقدت فئة واسعة من الشعب السوفياتي منحه جائزة أدبية رفيعة من قيمة جائزة لينين في الأدب.

الوفاة

توفي بريجنيف في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 1982، بعد أصابته بعدة نوبات قلبية شديدة الوطأة، أنهت حياته عن عمر ناهز 76 سنة، ودفن في الساحة الحمراء بالعاصمة السوفياتية موسكو بالقرب من جدار الكرملين.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ضرورة وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني.. تطورات الأوضاع في قطاع غزة| تفاصيل

تواصل إسرائيل منع دخول المساعدات إلى غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني، فضلا عن قطع التيار الكهربائي ومياه الشرب عن القطاع.

ضرورة وجود افق سياسي للشعب الفلسطيني

أكد وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى يوم الجمعة، ضرورة وجود «أفق سياسي للشعب الفلسطيني».

وبحسب ما نشرته وكالة «رويترز»، جدد الوزراء دعمهم لاستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق، ولوقف دائم لإطلاق النار.

ولم يرد في مسودة نهائية للبيان الختامي أي ذكر لـ«حل الدولتين» للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ تخلى وزراء الخارجية عن بعض الصياغات التي أكدت أهميته في مسودات سابقة.

وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خروقاتها لوقف إطلاق النار في اليوم الـ54 في مختلف مناطق قطاع غزة، ما خلف عددا من الشهداء والجرحى.

وخلال الـ24 ساعة الماضية، استشهد الطفل سراج كريم نصير، وأصيبت والدته إصابة حرجة بعد استهدافهم من قبل طيران الاحتلال المسير داخل مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة.

كما استشهد الطفل أمجد حازم عابد (ثلاث سنوات) بعد إطلاق النار عليه من قبل الطيران المسير في حي الشجاعية شرق غزة، ليلتحق بوالده الذي ارتقى بداية الحرب.

وصباح اليوم الجمعة، جدد جيش الاحتلال إطلاق النار المكثف في أحياء رفح الجنوبية وشرقي خان يونس.

وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48,525 شهيدا و111,955 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وتواصل إسرائيل إغلاق معبر كرم أبو سالم لليوم الـ13 على التوالي، وسط تدهور الأوضاع المعيشية نتيجة الإغلاق.

  تنفد بسرعة كبيرة

حذر رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)  من أن المخزونات في قطاع غزة "تنفد بسرعة كبيرة"، حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس.

وقال توم فليتشر في مؤتمر صحفي إنه بعد دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في 19 يناير، تم تحقيق تقدم كبير في توفير الغذاء والدواء للملايين الذين كانوا في حاجة ماسة إليها، إضافة إلى بدء إعادة تشغيل المستشفيات. "لكن، منذ أحد عشر يومًا، لم يدخل أي شيء إلى المنطقة".

وأكد أن فترة "أحد عشر يومًا هي فترة طويلة جدًا لمنع وصول المساعدات إلى المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها"، وأشار إلى أن إمدادات المساعدات "تنفد بسرعة كبيرة".

كما ذكر أن "عدم إيصال الوقود يعني إغلاق الحاضنات"، محذرًا من أن الوضع "سيتحول بسرعة كبيرة إلى أزمة إنسانية جديدة".

 كان فليتشر زار القطاع في بداية فبراير، وقال وقتها "كان الوضع أسوأ مما توقعت. وقد أعددت نفسي للأسوأ".

وتحدث عن "صدمته" من رؤية الكلاب تنبش الأنقاض، مضيفًا "سألت زميلي الذي كان معي، لماذا الكلاب سمينة جدًا؟ فقال لأنها تبحث عن الجثث".

وأوضح أنه لاحظ أن الناس كانوا نحيفين، مشيرًا إلى أن الوضع كان مؤلمًا حتى على بعد عدة كيلومترات.

وتمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، وأوقفت الأحد، إمدادات الكهرباء لمحطة تحلية المياه الرئيسية التي تزود ما لا يقل عن 600 ألف شخص.

قطع الكهرباء عن غزة 

اعلن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين الاحد أنه أعطى تعليماته لوقف إمداد غزة بالكهرباء، وذلك بعد أسبوع من قرار الدولة العبرية بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المدمر.

 وقال كوهين في مقطع مصور: "وقعت للتو أمرا بوقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء فورا"، مضيفا "سنستخدم كل الأدوات المتاحة لنا لاستعادة الرهائن وضمان عدم وجود حماس في غزة في اليوم التالي" للحرب.

ويغذي الخط الكهربائي الوحيد بين إسرائيل وغزة محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع التي تخدم أكثر من 600 ألف شخص.

ويعول سكان غزة خصوصا على الألواح الشمسية والمولدات للحصول على الكهرباء، وخصوصا أن الوقود ينقل إلى القطاع بكميات ضئيلة.

وسارعت حماس إلى التنديد بالقرار الإسرائيلي، وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق في بيان: "ندين بشدة قرار الاحتلال قطع الكهرباء عن غزة بعد أن حرمها من الغذاء والدواء والماء"، معتبرا أنها "محاولة يائسة للضغط على شعبنا ومقاومته عبر سياسة الابتزاز الرخيص والمرفوض".

كما أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه شنّ غارة جوية على "إرهابيين" كانوا "يحاولون زرع عبوة ناسفة قرب قواته في شمال قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل عدد منهم. 

ودخلت الهدنة في غزة حيّز التنفيذ في يناير بعد أكثر من خمسة عشر شهرا من الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وأعرب المبعوث الأمريكي الخاص بشأن الرهائن المحتجزين في غزة عن ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم "في غضون أسابيع"، واصفا المحادثات المباشرة غير المسبوقة التي أجراها مؤخرا مع حركة حماس بأنها "مفيدة جدا".

والأحد قطعت إسرائيل الخط الوحيد الذي كان يمد قطاع غزة بالكهرباء، وذلك بعد أسبوع من قرار آخر بمنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع المدمر.

ويغدي الخط الكهربائي محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع التي تخدم أكثر من 600 ألف شخص، مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من "تداعيات خطيرة".

تحدى سافر للقانون الدولى والمعايير الإنسانية

 في هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن  بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يتبع كافة السياسات، لفرض حصار خانق على الفلسطينيين،  سواء من خلال اتباع سياسة التجويع بمنع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة فى تحدى سافر للقانون الدولى والمعايير الإنسانية،  وأيضا من خلال قطع الكهرباء عن قطاع غزة، إضافة إلى مواصلة ارتكاب جرائم وممارسة أعمال استفزازية بهدف خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس،  وذلك لاعتبارات سياسية وشخصية تتعلق بمجده الشخصى وبطموحه السياسى، وأيضا تتعلق بالمخططات الصهيونية بشأن دولة إسرائيل الكبرى في المنطقة. 

واضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " أن قيام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراء مباحثات سرية ومباشرة مع حماس، أغضب نتنياهو خاصة أنه يريد أن يحتكر المعلومة التى تصل إلى إدارة ترامب،  إضافة أنه يرغب فى الاستفادة من دعم الولايات المتحدة الأمريكية فى تحقيق مخططات التهجير الطوعى، لذلك يرفض الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وبالتالى يقوم بممارسات استفزازية من شأنها العمل على اجبار الفلسطينيين على الهجرة، وفى نفس الوقت يتبع سياسية الخداع الاستراتيجي   بإرسال وفود للتفاوض، ومن جهة أخرى يمنع دخول المساعدات ويقطع الكهرباء عن القطاع، تزامنا مع التوسع في العمليات العسكرية بالضفة الغربية ومواصلة أعمال التهويد فى القدس، وأيضا التوسع في احتلال مزيد من الأراضي السورية.

وتابع: ظنى أن الرئيس الأمريكى بعد إجراء مفاوضات مباشرة مع حماس، سيتم ممارسة ضغوط على نتنياهو خلال الفترة المقبلة،  للاستمرار فى اتفاق وقف إطلاق النار على الأقل تمديد المرحلة الأولى بالاتفاق على هدنة مؤقتة لمدة شهرين مقابل الإفراج عن عدد من الرهائن الأحياء، مع النظر فى الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين فى ظل إصرار مصر والموقف العربى والإسلامي الموحد والذى تبنى واعتمد الخطة المصرية لإعادة الاعمار.

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتمل
  • الدورة البرلمانية الحالية: مسرح سياسي أم مؤسسة تشريعية؟
  • ضرورة وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني.. تطورات الأوضاع في قطاع غزة| تفاصيل
  • كيف يمكن لكيان سياسي الفوز بالانتخابات؟
  • بايتاس: قضية الشاحنة ذات طابع سياسي
  • حزب «الجبهة الوطنية» يعتمد نصف مليون مؤسس ويقبل عضويتهم
  • حزب الجبهة الوطنية يعتمد نصف مليون مؤسس ويقبل عضويتهم
  • حزب الجبهة الوطنية يعتمد نصف مليون مؤسس ويقبل عضويتهم (تفاصيل)
  • الجبهة الوطنية يعتمد نصف مليون مؤسس ويقبل عضويتهم
  • الطالبي العلمي من تطوان: لا يمكن لحزب الأحرار إلا أن يتبوأ المرتبة الأولى في جهة الشمال