"هبوعيل تل أبيب": مقتل مشجع استثنائي في هجوم حماس
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
عومر هرميش كان من أشهر مشجعي نادي هبوعيل تل ابيب
"نسير إلى الأمام
إلى بوابات الملعب
نحمل وشاحاً أحمر ونردد النشيد
لن تمشي وحدك أبداً، هبوعيل تل أبيب"
هذه الكلمات من نشيد نادي "هبوعيل تل أبيب" لكرة القدم.
تشتهر مدينة تل أبيب بالكثير من أعمال الغرافيتي على شوارعها وجدران المباني، لكن في الأسابيع القليلة الماضية، جرى كتابة أسماء شخصيات في شوارع المدينة تعود لمشجعي نادي هبوعيل تل أبيب ممن قُتلوا في هجوم حركة حماس الإرهابي في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي.
عومر هرميش كان من بين أسماء الضحايا التي كُتبت على حوائط تل أبيب وهي المدينة التي تُعرف بأنها لا تنام. ويعرف عومر هرميش، المولود في كيبوتس كفار عزة، بأنه من بين أشهر مشجعي النادي.
وكتب مشجعو النادي جملة "أحمر إلى الأبد... لن تمشي وحدك أبداً!" على جدار خُصص لتخليد ذكرى عومر هرميش.
استهداف كيبوتس كفار عزة
في صباح يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اقتحم مسلحو حماس مناطق في إسرائيل، كتب عومر على حسابه على موقع فيسبوك إنه أصيب في إطلاق النار على منزله من قبل حماس، لكنه نجا من الهجوم.
مختارات الهجوم على إسرائيل.. عندما يتحول "الكيبوتس" إلى كابوس! إسرائيل والإمارات.. كرة القدم تردم الهوة بين أعداء الأمس ماينز الألماني يفسخ تعاقده مع الغازي إثر منشورات عن إسرائيل مدينة الّلد ـ نموذج للتعايش بين العرب واليهود داخل إسرائيلوقال في منشوره: "أنا محظوظ لأني مازالت على قيد الحياة..إصابتي ليست مقلقة. كانت يدي ملطخة بالدم، لكنها تجلطت على الفور" في عبارات تعكس أخر إثبات على أنه كان على قيد الحياة.
بيد أنه في الثامن من أكتوبر / تشرين الأول الماضي وبعد مرور 11 يوماً على إدراجه في قائمة المفقودين، جرى التعرف على جثته مما تسبب في حالة صدمة بين مشجعي نادي "هبوعيل تل أبيب" في جميع أنحاء إسرائيل.
"سنفتقدك"
وقال أوري ميسيلمان، الذي يعرف هرميش جيداً منذ الطفولة، إن عومر كان يساعد على تعزيز الانتماء بين الشباب عن طريق منحهم بعض الألقاب وهو الأمر الذي ظهر جلياً خلال جنازته حيث طُلب من الحضور كتابة اللقب الذي أطلقه عليهم عومر هرميش على قطعة كرتون ورفعها ليراها الجميع في فعالية شارك فيها قرابة سبعين شخصاً.
وفي مقابلة مع DW، قال ميسيلمان: "شعر الناس وكأن هناك شخصا ما يهتم بهم وهو ما تمثل في شخصية عومر".
وقالت لوسي جوشوا، إحدى مشجعات النادي، إنه رغم من عدم معرفتها بعومر شخصياً، إلا أنها لمست كونه جزاءً من الدعم والتشجيع الذي يحظى به هبوعيل تل أبيب. وأضافت في مقابلة مع DW أن عومر "لم يمنحني أي لقب، لكن ينتابك الشعور أنه هنا على الدوام".
وفي ذلك، قال جون، أحد مشجعي النادي من عرب إسرائيل، في مقابلة مع DW شريطة عدم ذكر اسمه الحقيقي: "لم أكن أعرف أحداً من الضحايا شخصياً، لكن بطريقة ما أشعر أنني أعرفهم". وأضاف أن الوجوه والأصوات "مألوفة لدى كل مشجع من أنصار النادي. وسوف نفقد شيئاً هاماً إلى الأبد".
صدمة بين مشجعي النادي
"سافرنا في جميع أنحاء البلاد
في كل مكان، في كل زاوية
القلب أحمر والاسم: هبوعيل"
عبارات رددها مشجعو النادي الإسرائيلي ليس داخل ملاعب كرة القدم والسلة وإنما في شوارع مدينة تل أبيب الشهر الماضي خلال جنازة عومر هرميش.
وقُتل حوالي 30 من مشجعي النادي في هجوم حماس التي أدرجها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وألمانيا وإسرائيل ودول أخرى على قائمة المنظمات الإرهابية. ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، قتل أكثر من 1200 شخص خلال الهجوم، فضلاً عن حوالي 240 رهينة باتوا الآن في قبضة حماس.
ويعود السبب وراء العدد غير القليل من الضحايا من مشجعي النادي إلى حقيقة أن العديد من مشجعي النادي يعيشون في كيبوتسات وهي عبارة عن مجتمعات تعاونية يغلب عليها الطابع التطوعي.
وقالت لوسي جوشوا إن "هبوعيل تل أبيب هو ناد تأسس على أيدي الحركة العمالية".
رسم غرافيتي تخليداً لذكرى عومر هرميش
التعايش في المدرجات تحت التهديد؟
"بيتنا أوسيشكين
لن نستبدله أبداً
نحن نحب هبوعيل
الشياطين الحمر!"
يُعرف عن مشجعي "هبوعيل تل أبيب" تنوعهم؛ فعلى غرار نادي "مكابي حيفا" يتميز الناديان بوجود عدد كبير من المشجعين من عرب إسرائيل.
وعلى الرغم من أن الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس تثير موجة من العنصرية ضد المواطنين الإسرائيليين من أصل فلسطيني، إلا أن مشجعي النادي الثلاثة الذين تحدثت معهم DW لا يتوقعون أن يطرأ أي تغيير على روح التسامح بين أنصار النادي.
وقال جون: "نحن أقوياء. وما جرى ويجري سيجعلنا أقوى"، مشيراً إلى أن العديد من مشجعي هبوعيل من الأقلية العربية شاركوا مع المشجعين اليهود في مراسم الجنازات. وأضاف: "شاغلنا الرئيسي حب هبوعيل تل أبيب، وهذا لن يتغير أبداً".
وفيما يدور برأسها عن اليوم الذي سوف يشهد انتهاء الحرب، قالت ميس لامان "هبوعيل هو أيضاً يافا" في إشارة إلى أن يافا جزء من تل أبيب حيث يعيش اليهود والعرب معاً، وليس ببعيد عن استاد بلومفيلد الخاص بالنادي. وأردفت: "بالنسبة لنا، لا يهم من أين، ومن أنت، طالما أنك من هبوعيل".
وأضافت "هذا لا يعني أن كل شيء سيكون مثالياً، لأنه في هذا البلد، لا يوجد شيء مثالي، لكن الوحدة هي ما تمنح المجتمع القوة وكما قال عومر هرميش ذات مرة: قد نكون مشهورين بكوننا حادي اللسان، بيد أننا لسنا عنصريين!""
فيليكس تامسوت / م. ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: غزة إسرائيل حماس عرب إسرائيل كيبوتس الحركة العمالية حرب قتال ضحايا عرب 48 رياضة كيبوتسات عنصرية غزة إسرائيل حماس عرب إسرائيل كيبوتس الحركة العمالية حرب قتال ضحايا عرب 48 رياضة كيبوتسات عنصرية مشجعی النادی من مشجعی
إقرأ أيضاً:
عباس لحماس: توقفوا عن إعطاء إسرائيل ذرائع لقصف غزة
طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الثلاثاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالكف عن إعطاء اسرائيل "أعذارا" للاستمرار في هجومها في قطاع غزة.
ودعا عباس حماس إلى "عدم الاستمرار في إعطاء الاحتلال أي أعذار للاستمرار في حرب الإبادة الجماعية"، بحسب بيان للرئاسة الفلسطينية.
كذلك، دعا الرئيس الفلسطيني حماس إلى "تحمل مسؤولياتها والالتزام بالموقف الفلسطيني الرسمي والمبادرات العربية، والتوقف عن اتخاذ أي قرارات غير مسؤولة".
واعتبر البيان أن إسرائيل تستغل قضية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس "لارتكاب مزيد من المجازر، وآخرها مجزرة مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني الذين قُتلوا بشكل متعمد".
وشدد عباس -بحسب البيان- على وجوب "تجنيب شعبنا ويلات هذا العدوان الذي أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 50 ألف مواطن، وجرح أكثر من 115 ألف مواطن".
وقال البيان إن "مضي الاحتلال الإسرائيلي في إنشاء ما يسمى بمحور "موراغ" لفصل مدينة رفح عن باقي قطاع غزة يشكل مخالفة لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي".
يذكر أن إسرائيل رفضت الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، واستأنفت عملياتها العسكرية في قطاع غزة في 18 مارس/آذار بعد هدنة استمرت شهرين مع حماس.
إعلانومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة قتلت إسرائيل حتى صباح اليوم الثلاثاء 1449 فلسطينيا وأصابت 3647 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.