صحيفة التغيير السودانية:
2025-03-13@00:48:34 GMT

من دمر كبرى شمبات المغدور

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

من دمر كبرى شمبات المغدور

صلاح جلال

عرف السودان صناعة الجسور العابرة للأنهار بعد سقوط الخرطوم فى يد الإنجليز ، كان أول الكبارى المنشئة فى البلاد هو كبرى الحديد على النيل الأزرق فى العام ١٩٠٧م لربط العاصمة الخرطوم بخط السكة الحديد القادم من أقصى الشمال مترافق مع حملة الغزو الإنجليزى للبلاد وجاء ثانى الكبارى منقولاً من الهند وهو كبرى الحديد على النيل الأبيض ١٩٢٩م
وثالتها كبرى شمبات الذى يربط مدينة أمدرمان العريقة ببحرى الذى تم إفتتاحه فى العام ١٩٦٦م فى عهد الحكم الوطنى ، وبه إكتمل الربط بين مدن العاصمة المثلثة فى منظومة مواصلات حضرية مدنية بديعة لعاصمة تميزت بعبقرية الموقع حيث يفصلها نيلين من ثلاثة جهات .

قبل تأسيس كبرى شمبات كان السكان ينتقلون بالمراكب من حى أبوروف إلى شمبات ، وخط آخر إلى مدينة توتى وينقلون معهم حيوناتهم ومحاصيلهم الزراعية للتسويق ، وكانت محطة المراكب تعرف بالمُشرع فقد تميزت أمدرمان بمُشرعين رئيسيين المشرع الكبير بمنطقة الموردة بالقرب من مبنى البرلمان الحالى فقد كان مركز تجارى هام وكبير تنقل له المحاصيل من الشمال والجنوب والحيوانات ويرتاده كبار التجار وبه مراكب تجارية شِراعية ضخمة تعب النيل من إتجاهاته الثلاثة من الشمال للجنوب والجنوب الشرقى على النيل الأزرق ، للعلم حقيقة تاريخية على هذا الخط التجارى تأسست معظم مدن وقرى النيل الأزرق الكبيرة على الضفتين كمحطات تجارية للبيع والشراء من خزان سنار إلى الدمازين، وقد إزدهرت هذه المنطقة فى عهد المهدية لذلك تجد سكانها يمثلون كل قبائل السودان .

السؤال المركزى الآن من الذى دمر كبرى شمبات؟؟ ولماذا تم تدميره ؟؟؟وهو منشأة مدنية ذات نفع عام يجرم قانون الحرب هدمها، لقد لاحظنا إستهداف واضح أثناء هذه الحرب لكثير من الأعيان المدنية المميزة فى المدن الثلاثة خاصة فى الخرطوم مثل مطار الخرطوم الدولى ومبنى القضائية ومبنى شركة النيل للبترول والقصر الجمهورى وكثير من المصالح الحكومية المدنية وعدد من المصانع الكبيرة مثل شركات دال وغيرها ، من الذى يستهدف هذه الأعيان المدنية ولماذا ؟؟؟ وهى غير ذات صِلة مباشرة بالحرب والعمليات ، كأن من يدمرها يريد أن يقول
إن لم نحكمكم سنجعل حكمكم مستحيل Ungovernable.
من يحمل كل هذا الحِقد تجاه الشعب السودانى ومستقبله ؟؟؟ الذى يتصرف بهذه القسوة Savage تجاه البنيات الأساسية التى تم تأسيسها عبر قرن من الزمان بتكاليف مليارية من العملات الصعبة يجب علينا معرفة من دمر كبرى شمبات العريق ولماذا ؟؟؟.

أولاً فى تقديرى فى عملية هدم كبرى شمبات، أن القوات المسلحة أو على وجه الدقة الذين يختطفون قرار القوات المسلحة من الضباط المؤدلجين أول المتهمين بتدمير كبرى شمبات ومن خلفهم الكيزان التنظيم السياسى الذى ورط القوات المسلحة فى هذه الحرب المتتبع لحملة بل بس ، من خلال الوسائط واللايفاتية ستجد مدوناتهم ومنشوراتهم الموثقة على الشبكة ، كانت منذ الايام الأولى للحرب تنادي بتدمير الكبارى والبنيات الأساسية والأعيان المدنية الأخرى وهناك دكتور معروف أحتفظ بإسمه ، كان ينادي بقصف وتدمير الكبارى والمطار والقصر الجمهورى قائلاً نحن بنيناه ندمره ونكسب الحرب ونبنيه مرة أخرى كلفته لا تتعدى ال ١٠٠ مليون دولار كان يعنى القصر الجمهورى فى ذلك الوقت .

ثانياً كحقيقة معروفة للمتابعين ليومية الحرب يعلمون أن كبرى شمبات منذ بداية الأيام الأولى للحرب يقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع بالكامل من الجانبين بحرى وأمدرمان بالتالي أعتقد الدعم السريع لن تكون حريصه على تدميره، لأنها المتحكمة فيه والمستفيدة من إنفتاح قواتها فى بحرى وأمدرمان هذا منطق واضح لكل متابع لمجريات الحرب .

ثالثاً من ناحية فنية أعتقد الدعم السريع لايملك القدرة التدميرية من المتفجرات لهدم هذا الكبرى، ننتظر لنسمع رأى الفنيين من المدنيين والعسكريين حول هذا النقطة ونرفع عملية هدم الكبرى للجنة تقصى الحقائق الدولية التى كونتها الأمم المتحدة للتحقيق والرصد حول إنتهاكات الحرب .

رابعاً بعد مضى سبعة أشهر من الحرب النتائج المترتبة على هذه العملية ، فى تقديرى هذه عملية يائسة، يصبح فى إطارها من المستحيل بعد اليوم الحديث عن تحرير مدينة بحرى التى تقع تحت سيطرة الدعم السريع فى معظمها من جانب القوات المسلحة لسهولة إغلاقها ولوجود مساحة آمنة بشكل طبيعى لإستراحة القوات فى منطقة شمبات .

خامسا بهدم كبرى شمبات مدينة أمدرمان أصبحت معزولة جزئياً خط الإمداد الوحيد المتاح لها فى ظل الإحداثيات الراهنة للحرب من منطقة بحر أبيض وكردفان والإمداد الجوى فى كررى فقط مما يؤثر على منطقة وادى سيدنا العسكرية والمهندسين التى لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة التى خسرت معظم مقراتها فى العاصمة الخرطوم .

سادساً إنهيار الكبرى فيه ضرر كبير على المدنيين خاصة فى أمدرمان منطقة محلية كررى التى ما زالت مكتظة بالسكان الذين وصلت معاناتهم السقف لجهة نقل البضائع والأدوية والخضروات بين أمدرمان وبحرى خاصة البضائع القادمة من جمهورية مصر العربية ، ماهو تأثير هدم الكبرى على العسكريين ؟؟ هذا يعتمد على السيطرة على مناطق آمنة على الضفتين للمتحاربين من الطرفين، سيتم إستحداث وسائل نقل تعتمد على النقل النهرى المراكب واللنشات الحديثة للجنود والذخائر حسب حاجة الحرب والخطط العسكرية للطرفين ، بالتالى يصبح تدمير كبرى شمبات تخطيط غبى بلا عائد عملياتى يذكر وإستخدام للقوة المميتة للكبارى بلا عائد وتأثير على كسب الحرب .

ختامة
وداعا كبرى شمبات والعزاء للشعب السودانى كافة لخدمتة للمواطن السودانى وتسهيل حياته على مدى سبعة عقود خدمة مستمرة بلإنقطاع ، هذه الحرب يجب أن تقف لا رجاء من فائدة تذكر من إستمراراها للرابح والخاسر للعمليات وعند الله تلتقى الخصوم وهو علام الغيوب.

١١نوفمبر ٢٠٢٣م

الوسومصلاح جلال

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صلاح جلال القوات المسلحة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

المؤتمر: ذكرى انتصار العاشر من رمضان تجلت فيها التضحية والفداء

قال الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إن ذكرى احتفال القوات المسلحة بالذكرى الـ 53 لانتصار العاشر من رمضان عام 1393 هجرية، 1973 ميلادية، سيظل محفورا فى أذهان المواطنين ذلك الانتصار التى يُعد صفحة ناصعة البياض فى التاريخ المصري.

وأوضح النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر في بيان له ، أن هذه الذكرى ستظل محفورة في وجدان الأمة، الذكرى التى تجلت فيها صور التضحية والفداء، والمناسبة التى أكدت وحدة الشعب المصري والجيش في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره، عندما نجح رجال القوات المسلحة من العبور إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، ليتحقق أكبر نصر مبين في العصر الحديث واستعادة أغلى بقعة على الشعب المصري شبه جزيرة سيناء.

وأشار الدكتور السعيد غنيم، أن انتصار العاشر من شهر رمضان سيظل ذكرى لانتصار كبير ملحمة العزة والكرامة التي سطّرها أبطال القوات المسلحة، حينما انتفضوا لاستعادة الأرض والكرامة، وأثبتوا للعالم أجمع أن الإيمان والعزيمة قادران على تحقيق المستحيل، مؤكدا أن هذه الذكريات العطرة تستلهم منها الأجيال معاني القوة والصبر وروح النصر والتحدي لمواجهة التحديات التي قد تعوق الدولة نحو التنمية والتقدم.

وأشاد السعيد غنيم، بجهود وتضحيات رجال القوات المسلحة البواسل، ولحمة الشعب المصري دائما لمؤسساته فى حال استشعار الخوف والقلق على الوطن، ومن ثم هذه الذكرى العطرة سطرا جديدا فى التاريخ المصرف المشرف للقوات المسلحة.

مقالات مشابهة

  • شرق النيل بين فكّي الحرمان والمرض.. شبح الحرب يخيم على “مدينة الأشباح”
  • الرعب يخيم على غزة.. "الجارديان": 2.3 مليون فلسطينى يعيشون فى ظلام دامس
  • منى أحمد تكتب: شمس الموسيقى العربية
  • ماجدة موريس: ولاد الشمس وقلبي ومفتاحه الأفضل بالنسبة لي
  • الرئيس السيسي: كل الدعم للفلسطينيين في معركة البقاء والمصير.. وحل القضية لن يكون بالتهجير
  • نص كلمة الرئيس السيسي خلال الندوة التثقيفية 41
  • الجمعة السوداء في الساحل| سوريا بين شبح الحرب الأهلية والأطماع الخارجية
  • وكيل تعليم أسوان يؤكد على عمق العلاقات التاريخية الأزلية التى تربط شعبي وادى النيل مصر والسودان
  • المؤتمر: ذكرى انتصار العاشر من رمضان تجلت فيها التضحية والفداء
  • جمال جمعة: ولاية النيل الأبيض خالية من مليشيا أسرة دقلو عدا منطقة واحدة