صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-19@19:02:52 GMT

من دمر كبرى شمبات المغدور

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

من دمر كبرى شمبات المغدور

صلاح جلال

عرف السودان صناعة الجسور العابرة للأنهار بعد سقوط الخرطوم فى يد الإنجليز ، كان أول الكبارى المنشئة فى البلاد هو كبرى الحديد على النيل الأزرق فى العام ١٩٠٧م لربط العاصمة الخرطوم بخط السكة الحديد القادم من أقصى الشمال مترافق مع حملة الغزو الإنجليزى للبلاد وجاء ثانى الكبارى منقولاً من الهند وهو كبرى الحديد على النيل الأبيض ١٩٢٩م
وثالتها كبرى شمبات الذى يربط مدينة أمدرمان العريقة ببحرى الذى تم إفتتاحه فى العام ١٩٦٦م فى عهد الحكم الوطنى ، وبه إكتمل الربط بين مدن العاصمة المثلثة فى منظومة مواصلات حضرية مدنية بديعة لعاصمة تميزت بعبقرية الموقع حيث يفصلها نيلين من ثلاثة جهات .

قبل تأسيس كبرى شمبات كان السكان ينتقلون بالمراكب من حى أبوروف إلى شمبات ، وخط آخر إلى مدينة توتى وينقلون معهم حيوناتهم ومحاصيلهم الزراعية للتسويق ، وكانت محطة المراكب تعرف بالمُشرع فقد تميزت أمدرمان بمُشرعين رئيسيين المشرع الكبير بمنطقة الموردة بالقرب من مبنى البرلمان الحالى فقد كان مركز تجارى هام وكبير تنقل له المحاصيل من الشمال والجنوب والحيوانات ويرتاده كبار التجار وبه مراكب تجارية شِراعية ضخمة تعب النيل من إتجاهاته الثلاثة من الشمال للجنوب والجنوب الشرقى على النيل الأزرق ، للعلم حقيقة تاريخية على هذا الخط التجارى تأسست معظم مدن وقرى النيل الأزرق الكبيرة على الضفتين كمحطات تجارية للبيع والشراء من خزان سنار إلى الدمازين، وقد إزدهرت هذه المنطقة فى عهد المهدية لذلك تجد سكانها يمثلون كل قبائل السودان .

السؤال المركزى الآن من الذى دمر كبرى شمبات؟؟ ولماذا تم تدميره ؟؟؟وهو منشأة مدنية ذات نفع عام يجرم قانون الحرب هدمها، لقد لاحظنا إستهداف واضح أثناء هذه الحرب لكثير من الأعيان المدنية المميزة فى المدن الثلاثة خاصة فى الخرطوم مثل مطار الخرطوم الدولى ومبنى القضائية ومبنى شركة النيل للبترول والقصر الجمهورى وكثير من المصالح الحكومية المدنية وعدد من المصانع الكبيرة مثل شركات دال وغيرها ، من الذى يستهدف هذه الأعيان المدنية ولماذا ؟؟؟ وهى غير ذات صِلة مباشرة بالحرب والعمليات ، كأن من يدمرها يريد أن يقول
إن لم نحكمكم سنجعل حكمكم مستحيل Ungovernable.
من يحمل كل هذا الحِقد تجاه الشعب السودانى ومستقبله ؟؟؟ الذى يتصرف بهذه القسوة Savage تجاه البنيات الأساسية التى تم تأسيسها عبر قرن من الزمان بتكاليف مليارية من العملات الصعبة يجب علينا معرفة من دمر كبرى شمبات العريق ولماذا ؟؟؟.

أولاً فى تقديرى فى عملية هدم كبرى شمبات، أن القوات المسلحة أو على وجه الدقة الذين يختطفون قرار القوات المسلحة من الضباط المؤدلجين أول المتهمين بتدمير كبرى شمبات ومن خلفهم الكيزان التنظيم السياسى الذى ورط القوات المسلحة فى هذه الحرب المتتبع لحملة بل بس ، من خلال الوسائط واللايفاتية ستجد مدوناتهم ومنشوراتهم الموثقة على الشبكة ، كانت منذ الايام الأولى للحرب تنادي بتدمير الكبارى والبنيات الأساسية والأعيان المدنية الأخرى وهناك دكتور معروف أحتفظ بإسمه ، كان ينادي بقصف وتدمير الكبارى والمطار والقصر الجمهورى قائلاً نحن بنيناه ندمره ونكسب الحرب ونبنيه مرة أخرى كلفته لا تتعدى ال ١٠٠ مليون دولار كان يعنى القصر الجمهورى فى ذلك الوقت .

ثانياً كحقيقة معروفة للمتابعين ليومية الحرب يعلمون أن كبرى شمبات منذ بداية الأيام الأولى للحرب يقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع بالكامل من الجانبين بحرى وأمدرمان بالتالي أعتقد الدعم السريع لن تكون حريصه على تدميره، لأنها المتحكمة فيه والمستفيدة من إنفتاح قواتها فى بحرى وأمدرمان هذا منطق واضح لكل متابع لمجريات الحرب .

ثالثاً من ناحية فنية أعتقد الدعم السريع لايملك القدرة التدميرية من المتفجرات لهدم هذا الكبرى، ننتظر لنسمع رأى الفنيين من المدنيين والعسكريين حول هذا النقطة ونرفع عملية هدم الكبرى للجنة تقصى الحقائق الدولية التى كونتها الأمم المتحدة للتحقيق والرصد حول إنتهاكات الحرب .

رابعاً بعد مضى سبعة أشهر من الحرب النتائج المترتبة على هذه العملية ، فى تقديرى هذه عملية يائسة، يصبح فى إطارها من المستحيل بعد اليوم الحديث عن تحرير مدينة بحرى التى تقع تحت سيطرة الدعم السريع فى معظمها من جانب القوات المسلحة لسهولة إغلاقها ولوجود مساحة آمنة بشكل طبيعى لإستراحة القوات فى منطقة شمبات .

خامسا بهدم كبرى شمبات مدينة أمدرمان أصبحت معزولة جزئياً خط الإمداد الوحيد المتاح لها فى ظل الإحداثيات الراهنة للحرب من منطقة بحر أبيض وكردفان والإمداد الجوى فى كررى فقط مما يؤثر على منطقة وادى سيدنا العسكرية والمهندسين التى لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة التى خسرت معظم مقراتها فى العاصمة الخرطوم .

سادساً إنهيار الكبرى فيه ضرر كبير على المدنيين خاصة فى أمدرمان منطقة محلية كررى التى ما زالت مكتظة بالسكان الذين وصلت معاناتهم السقف لجهة نقل البضائع والأدوية والخضروات بين أمدرمان وبحرى خاصة البضائع القادمة من جمهورية مصر العربية ، ماهو تأثير هدم الكبرى على العسكريين ؟؟ هذا يعتمد على السيطرة على مناطق آمنة على الضفتين للمتحاربين من الطرفين، سيتم إستحداث وسائل نقل تعتمد على النقل النهرى المراكب واللنشات الحديثة للجنود والذخائر حسب حاجة الحرب والخطط العسكرية للطرفين ، بالتالى يصبح تدمير كبرى شمبات تخطيط غبى بلا عائد عملياتى يذكر وإستخدام للقوة المميتة للكبارى بلا عائد وتأثير على كسب الحرب .

ختامة
وداعا كبرى شمبات والعزاء للشعب السودانى كافة لخدمتة للمواطن السودانى وتسهيل حياته على مدى سبعة عقود خدمة مستمرة بلإنقطاع ، هذه الحرب يجب أن تقف لا رجاء من فائدة تذكر من إستمراراها للرابح والخاسر للعمليات وعند الله تلتقى الخصوم وهو علام الغيوب.

١١نوفمبر ٢٠٢٣م

الوسومصلاح جلال

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صلاح جلال القوات المسلحة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

25 سنة في حب «الصقور».. هواية الملوك تجذب «حسن وسراج» من الصيد للرعاية والتدريب

هواية الملوك التى تمنح صاحبها عزة النفس، تلحق قلوبهم مع «الصقور»، بينهم صولات وجولات تدريبية، فلا يصيبهم «جرحها» ولا يستغنون عنها، ليكشفوا فى حديثهم لـ«الوطن» أسرار عالم الصقور وتربيتهم والأنواع الأشهر فى مصر.

يقف شامخاً بين الصقور التى اعتادت التحليق فى أعالى السماء، وبشكل مألوف على غير المعتاد تقف مطمئنة على يديه قبل عملية الإحماء المعتادة للصقر، محمد سراج، الذى يشتهر بـ«صقار حلوان»، يعيش لأكثر من 25 عاماً بين الطيور الجارحة، ليمتهن تربية هذه الطيور بقلب لا يعرف الخوف من مخالبها الحادة.

تربية الصقور من الطفولة

دخلت هذه الهواية إلى قلب «سراج» وهو فى التاسعة من عمره، منذ أن رأى طيراً صغيراً من أنواع الصقور فى شركة والده، تعلق بالطيور وحاول تدريبهم مع نفسه لكنه لم ينجح فى البداية، ثم استعان بذوى الخبرة ممن يصيدون الطيور، ويروى أنه منذ هذا الوقت تعلم رويداً رويداً إلى أن أصبح «صقَّار شهير» فى حلوان، وأحب هذه المهنة لأنها، بحسب روايته، المفضلة لدى الملوك، والصقَّار الذى يربى هذه الطيور ويدربها يكتسب صفاتها من عزة النفس.

وفى عالم الطيور يختلف معنى الصقَّار عن الرماك، فالصقار، بحسب «سراج»، هو مدرب ومربى الصقور والطيور الجارحة: «الصقَّار بيدرب الطير على الصيد وبنطلع مسابقات، الصقر بيكون جاى من البرية وحش بيضرب وبيعض فى الناس، باتعامل معاه، بيكون مربوط وعنيه متغمية، باحطله مرهم للعين، لازم يكون عندك دس أو جاونتى وقناع ولازم يكون فيه وكر، ودلوقتى أى طير جارح بادربه؛ صقور وعقبان وغيرها»، ويختلف عن الرماك، الذى يعتبر هو الصياد لهذه الطيور بأدواته التى لا يستغنى عنها ويستعين بصقر صغير لجذب فريسته.

صفات الصقور

حياة الطيور لها قواعد خاصة على أساسها يتعامل «سراج» الذى يقول إنهم يشبهون الإنسان فى طباعه، هناك الصقور العصبية والهادئة، والذكر يختلف عن الأنثى، ويفهمهم عن خبرة، يستقرون فوق ذراعه فى أمان مثل «الصقر المصرى الوكرى» الذى ينصح به للمبتدئين، وهناك الصقر شاهين والصقر الجبلى، والذكر أشد من الأنثى لكنه أصغر منها حجماً، وأشهر الصقور: «الجبلى، البحرى، شاهين، الوكرى فى الصعيد، الشاهين الجبلى، السودانى والجزائرى».

فى مصر يعيش الصقر الوكرى وله شهرة واسعة فى الخارج، بحسب «سراج»: «هذا النوع مقيم فى بلده لا يغادر على عكس الشاهين»، وهذه الصقور أهلَّت «سراج» لدخول المسابقات ثم الحصول على 5 جوائز من سباق العقبان، ويستكمل حكيه عن الصقور قائلاً إنه يمكن أن يصل عمره إلى 30 عاماً: «أهم حاجة الرعاية والاهتمام بالنظافة، بكل اللى يخصه والطعام، وده بيخلى عمره يطول وده بتاع ربنا».

«حسن» يربي الصقور والعقاب

صقّار آخر يدعى حسن صقر، يربى العقاب والصقور، تواصلت «الوطن» معه ليروى قصته مع الطيور الجارحة التى بدأت فى طفولته مع تربية الحمام ثم الاتجاه إلى الصقور ثم اتجه إلى الأسواق ليشترى الصقور، وهو ما وصفه بالبداية الخاطئة، ثم اتجه لهواية صيد الصقور والعقاب، ويصنف أعمارهم كالتالى: «مابنقلش سنة وسنتين بنقول فرخ طير ابن سنة، بكر طير مر عليه موسم، برناص بعد 3 سنين، يتكاثر فى الطبيعة مش فى الأسر»، واتجه «حسن» للحديث عن تكاثر الطيور التى يصطادها قائلاً: «مش كل الطيور تقدر تتكاثر فى الأسر، لازم يكون حر، برة مصر بيكون ده مهيأ له ويقدر عادى، شكل الطير وحجمه بيكون حسب البيئة اللى هو فيها».

يقف «حسن» يمهد للصقر فرصة للحرية ليفرد جناحيه فى مشهد بديع، وعلى الأرض يركض العقاب فى هدوء، بينما يستكمل حديثه عن مقر أصدقائه من الطيور الجارحة، قائلاً: «مكانهم الصحرا، خطر تكون فى البيئة العادية وصعب تشوفهم فى المدينة»، وينصح بأنه قبل أن يكون لديك طير جارح لا بد أن تملك أدواته مثل القناع أو البرقع والجوانتى ومكان فارغ يلائم حياتهم، ولا يميز طير عن الآخر، فالصقر يمهد له الطريق لصيد وترويض أى طير جارح.

مقالات مشابهة

  • مجتمع النفايات الفكرية «٣»
  • السفاح الذى تفنن فى قبحه
  • توضيح من شرطة ولاية نهر النيل
  • ﺳﻴﻨﻤﺎ اﻏﺘﻴﺎﻻت الموﺳﺎد ﻣﻦ ﺣﺼﺎن ﻃﺮوادة إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺠﺮ
  • فض اشتباك
  • هل يتراجع الوزير؟
  • ترامب.. والقادم الأسوأ للفلسطينيين!
  • عادل حمودة يكتب: 101 سنة هيكل.. الاختلاف لا ينفي الإعجاب
  • (الإجراءات الجنائية).. وإجراءات الحوار!!
  • 25 سنة في حب «الصقور».. هواية الملوك تجذب «حسن وسراج» من الصيد للرعاية والتدريب