صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-24@11:29:51 GMT

من دمر كبرى شمبات المغدور

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

من دمر كبرى شمبات المغدور

صلاح جلال

عرف السودان صناعة الجسور العابرة للأنهار بعد سقوط الخرطوم فى يد الإنجليز ، كان أول الكبارى المنشئة فى البلاد هو كبرى الحديد على النيل الأزرق فى العام ١٩٠٧م لربط العاصمة الخرطوم بخط السكة الحديد القادم من أقصى الشمال مترافق مع حملة الغزو الإنجليزى للبلاد وجاء ثانى الكبارى منقولاً من الهند وهو كبرى الحديد على النيل الأبيض ١٩٢٩م
وثالتها كبرى شمبات الذى يربط مدينة أمدرمان العريقة ببحرى الذى تم إفتتاحه فى العام ١٩٦٦م فى عهد الحكم الوطنى ، وبه إكتمل الربط بين مدن العاصمة المثلثة فى منظومة مواصلات حضرية مدنية بديعة لعاصمة تميزت بعبقرية الموقع حيث يفصلها نيلين من ثلاثة جهات .

قبل تأسيس كبرى شمبات كان السكان ينتقلون بالمراكب من حى أبوروف إلى شمبات ، وخط آخر إلى مدينة توتى وينقلون معهم حيوناتهم ومحاصيلهم الزراعية للتسويق ، وكانت محطة المراكب تعرف بالمُشرع فقد تميزت أمدرمان بمُشرعين رئيسيين المشرع الكبير بمنطقة الموردة بالقرب من مبنى البرلمان الحالى فقد كان مركز تجارى هام وكبير تنقل له المحاصيل من الشمال والجنوب والحيوانات ويرتاده كبار التجار وبه مراكب تجارية شِراعية ضخمة تعب النيل من إتجاهاته الثلاثة من الشمال للجنوب والجنوب الشرقى على النيل الأزرق ، للعلم حقيقة تاريخية على هذا الخط التجارى تأسست معظم مدن وقرى النيل الأزرق الكبيرة على الضفتين كمحطات تجارية للبيع والشراء من خزان سنار إلى الدمازين، وقد إزدهرت هذه المنطقة فى عهد المهدية لذلك تجد سكانها يمثلون كل قبائل السودان .

السؤال المركزى الآن من الذى دمر كبرى شمبات؟؟ ولماذا تم تدميره ؟؟؟وهو منشأة مدنية ذات نفع عام يجرم قانون الحرب هدمها، لقد لاحظنا إستهداف واضح أثناء هذه الحرب لكثير من الأعيان المدنية المميزة فى المدن الثلاثة خاصة فى الخرطوم مثل مطار الخرطوم الدولى ومبنى القضائية ومبنى شركة النيل للبترول والقصر الجمهورى وكثير من المصالح الحكومية المدنية وعدد من المصانع الكبيرة مثل شركات دال وغيرها ، من الذى يستهدف هذه الأعيان المدنية ولماذا ؟؟؟ وهى غير ذات صِلة مباشرة بالحرب والعمليات ، كأن من يدمرها يريد أن يقول
إن لم نحكمكم سنجعل حكمكم مستحيل Ungovernable.
من يحمل كل هذا الحِقد تجاه الشعب السودانى ومستقبله ؟؟؟ الذى يتصرف بهذه القسوة Savage تجاه البنيات الأساسية التى تم تأسيسها عبر قرن من الزمان بتكاليف مليارية من العملات الصعبة يجب علينا معرفة من دمر كبرى شمبات العريق ولماذا ؟؟؟.

أولاً فى تقديرى فى عملية هدم كبرى شمبات، أن القوات المسلحة أو على وجه الدقة الذين يختطفون قرار القوات المسلحة من الضباط المؤدلجين أول المتهمين بتدمير كبرى شمبات ومن خلفهم الكيزان التنظيم السياسى الذى ورط القوات المسلحة فى هذه الحرب المتتبع لحملة بل بس ، من خلال الوسائط واللايفاتية ستجد مدوناتهم ومنشوراتهم الموثقة على الشبكة ، كانت منذ الايام الأولى للحرب تنادي بتدمير الكبارى والبنيات الأساسية والأعيان المدنية الأخرى وهناك دكتور معروف أحتفظ بإسمه ، كان ينادي بقصف وتدمير الكبارى والمطار والقصر الجمهورى قائلاً نحن بنيناه ندمره ونكسب الحرب ونبنيه مرة أخرى كلفته لا تتعدى ال ١٠٠ مليون دولار كان يعنى القصر الجمهورى فى ذلك الوقت .

ثانياً كحقيقة معروفة للمتابعين ليومية الحرب يعلمون أن كبرى شمبات منذ بداية الأيام الأولى للحرب يقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع بالكامل من الجانبين بحرى وأمدرمان بالتالي أعتقد الدعم السريع لن تكون حريصه على تدميره، لأنها المتحكمة فيه والمستفيدة من إنفتاح قواتها فى بحرى وأمدرمان هذا منطق واضح لكل متابع لمجريات الحرب .

ثالثاً من ناحية فنية أعتقد الدعم السريع لايملك القدرة التدميرية من المتفجرات لهدم هذا الكبرى، ننتظر لنسمع رأى الفنيين من المدنيين والعسكريين حول هذا النقطة ونرفع عملية هدم الكبرى للجنة تقصى الحقائق الدولية التى كونتها الأمم المتحدة للتحقيق والرصد حول إنتهاكات الحرب .

رابعاً بعد مضى سبعة أشهر من الحرب النتائج المترتبة على هذه العملية ، فى تقديرى هذه عملية يائسة، يصبح فى إطارها من المستحيل بعد اليوم الحديث عن تحرير مدينة بحرى التى تقع تحت سيطرة الدعم السريع فى معظمها من جانب القوات المسلحة لسهولة إغلاقها ولوجود مساحة آمنة بشكل طبيعى لإستراحة القوات فى منطقة شمبات .

خامسا بهدم كبرى شمبات مدينة أمدرمان أصبحت معزولة جزئياً خط الإمداد الوحيد المتاح لها فى ظل الإحداثيات الراهنة للحرب من منطقة بحر أبيض وكردفان والإمداد الجوى فى كررى فقط مما يؤثر على منطقة وادى سيدنا العسكرية والمهندسين التى لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة التى خسرت معظم مقراتها فى العاصمة الخرطوم .

سادساً إنهيار الكبرى فيه ضرر كبير على المدنيين خاصة فى أمدرمان منطقة محلية كررى التى ما زالت مكتظة بالسكان الذين وصلت معاناتهم السقف لجهة نقل البضائع والأدوية والخضروات بين أمدرمان وبحرى خاصة البضائع القادمة من جمهورية مصر العربية ، ماهو تأثير هدم الكبرى على العسكريين ؟؟ هذا يعتمد على السيطرة على مناطق آمنة على الضفتين للمتحاربين من الطرفين، سيتم إستحداث وسائل نقل تعتمد على النقل النهرى المراكب واللنشات الحديثة للجنود والذخائر حسب حاجة الحرب والخطط العسكرية للطرفين ، بالتالى يصبح تدمير كبرى شمبات تخطيط غبى بلا عائد عملياتى يذكر وإستخدام للقوة المميتة للكبارى بلا عائد وتأثير على كسب الحرب .

ختامة
وداعا كبرى شمبات والعزاء للشعب السودانى كافة لخدمتة للمواطن السودانى وتسهيل حياته على مدى سبعة عقود خدمة مستمرة بلإنقطاع ، هذه الحرب يجب أن تقف لا رجاء من فائدة تذكر من إستمراراها للرابح والخاسر للعمليات وعند الله تلتقى الخصوم وهو علام الغيوب.

١١نوفمبر ٢٠٢٣م

الوسومصلاح جلال

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صلاح جلال القوات المسلحة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

مهرجان القاهرة السينمائي.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى في رحلة من السعادة والمتعة

فى حضرة الشاشة الكبيرة تجوب الأنفس أرجاء العالم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، حيث تتلاقى الثقافات والفنون والعادات والتقاليد من مختلف دول العالم فى مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الـ45، التى تحمل تنوعاً وثراءً فنياً واضحاً من جميع الدول، فى رحلة لا منتهية من السعادة والمتعة، فمن بين الأعمال السينمائية المشاركة والتى تعرض لأول مرة ضمن فعاليات المهرجان، الفيلم المغربى «أنا مش أنا»، والسورى «سلمى»، كل منهما يحمل قصة ورسالة مختلفة بقضية إنسانية تلمس الوجدان.

«أنا مش أنا» فيلم مغربى مدبلج باللهجة المصرية

وقال هشام الجبارى، مخرج ومؤلف الفيلم المغربى «أنا مش أنا»، الذى جرى عرضه باللهجة المصرية بعد دبلجته، إن الفيلم يعد خطوة فى مسار تعزيز التبادل الفنى بين المغرب ومصر، وبخاصة أن اللهجة المغربية صعبة الفهم، لذا تمت دبلجة الفيلم لكسر الحاجز بين الشعوب العربية حتى يتمكنوا من فهم أحداث العمل. 

والأمر نفسه أكده بطل العمل عزيز داداس، الذى أعرب عن فخره وسعادته بمشاركته فى مهرجان القاهرة، قائلاً: «شرف كبير لى عرض الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى الأهم والأعرق فى المنطقة العربية، وسعيد بدبلجته إلى اللهجة المصرية».

وشهدت قاعة العرض حالة كبيرة من التصفيق والتفاعل مع الحضور فور انتهاء عرض الفيلم، الذى حرص عدد من نجوم الفن والرياضة المغاربة على دعمه بمشاهدته بالمهرجان، حيث رفع الفيلم شعار كامل العدد قبل أيام من انطلاقه بدور العرض المصرية. 

فيلم «أنا مش أنا» من تأليف وإخراج هشام الجبارى، بطولة عزيز داداس، مجدولين الإدريسى، دنيا بوطازوت، وسكينة درابيل، ووِصال بيريز، وإنتاج فاطنة بنكران.

يأتى ذلك كجزء من مبادرة مهرجان القاهرة السينمائى لدعم التجارب السينمائية التى تعزز التواصل الثقافى بين الشعوب، إذ يمكن الجمهور المصرى من التفاعل مع إنتاجات دول أخرى خارج الدائرة المعتادة للسينما العالمية. 

وذكر مهرجان القاهرة السينمائى، فى بيان، أنه فخور بهذه التجربة التى تسعى إلى تقديم صورة جديدة للإبداع السينمائى، من خلال التفاعل بين الصورة والصوت والتجارب الثقافية المختلفة، وهو ما يعكس التزامه بدعم التنوع السينمائى عالمياً.

«سلمى» يسلط الضوء على معاناة الشعب السورى

أما الفيلم السورى «سلمى»، الذى يشارك فى مسابقة آفاق للسينما العربية، فهو من بطولة الفنانة السورية سولاف فواخرجى، التى أعربت عن سعادتها بالعرض العالمى الأول لفيلمها بمهرجان القاهرة السينمائى، موضحة فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الفيلم يتناول قضية إنسانية رغم المآسى التى يتطرق إليها وتعبر عن واقع الشعب السورى إلا أنها حاولت أن يكون الفيلم رسالة قوية للقدرة على المواصلة فى تجاوز الصعاب بالإرادة.

«سولاف»: رسالة لتجاوز الصعاب بالإرادة

وقال جود سعيد، مخرج «سلمى»، الذى يشارك فى فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى للمرة السادسة، منذ عام 2009، إنه كان يشعر بالحزن عندما لا يشارك بأفلامه ضمن المهرجان، مشدداً على رفضه لفكرة حمل الفيلم رسالة محددة، وأن كل مشاهد هو صانع العمل بعينه ويراه حسبما يشاء تبعاً لثقافته وما يشعر به.

وأضاف «سعيد» أنه مهووس بالقصص والحكايات الحقيقية وتحويلها لعمل فنى يتفاعل ويستمتع معه الجمهور، لافتاً إلى أنه تجمعه علاقة صداقة قوية مع «سولاف»، أفضت إلى مزيد من التعاون بينهما وحالة من الشراكة انعكست على الشاشة. 

من جانبه، أعرب الفنان السورى ورد، الذى يجسد دور شقيق بطلة العمل «سولاف» بالأحداث، أن مشاركة «سلمى» بالمهرجان حلم بالنسبة له وطموح لكل من يعمل فى صناعة السينما، معرباً عن فخره بفكرة الفيلم التى تنتمى إلى الكوميديا السوداء.

مقالات مشابهة

  • تاريخهم فى الملاعب لا يُذكر.. أنصاف لاعبين يتنمرون على الكرة النسائية!!
  • أفلام وفعاليات مهرجان القاهرة السينمائى 45 «كامل العدد»
  • حقيقة الحالة الصحية لـ محمد منير
  • «شمس الدين» يطوف المحافظات لزراعة «الكتان».. و«النتيجة مبهرة»
  • تواضروس الثانى.. البابا الذى أحبه المصريون
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • رفعت عينى للسما
  • «جمال الغيطانى»
  • «الغيطانى» حكاء الماضى.. سردية الوجع الإنسانى
  • مهرجان القاهرة السينمائي.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى في رحلة من السعادة والمتعة