وصل صباح اليوم السبت، 11 نوفمبر، الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السعودية، للمشاركة في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي تقرر عقدها بشكلٍ استثنائي في الرياض، عوضًا عن «القمة العربية غير العادية» و«القمة الإسلامية الاستثنائية» اللتان كانتا من المُقرر أن تُعقدا في التاريخ نفسه، استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة.

أهداف القمة

تهدف القمة المشتركة الاستثنائية بين الدول العربية والإسلامية إلى تعزيز التشاور والتنسيق بشأن التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، وسبل التحرك العربي والإسلامي إزائه، والعمل على وقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين وبحث سبل إطلاق سراح الأسرى والرهائن، وبحث وقف التهجير القسري للفلسطينيين امتثالًا للقوانين الدولية.

تأتى مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القمة العربية الإسلامية استمرارًا لدور مصر منذ بداية الأزمة في بذل أقصى الجهد لدفع جهود وقف إطلاق النار، وتوفير النفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة، فضلًا عن دفع مسار إحياء عملية السلام والتسوية العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقًا لمقررات الشرعية الدولية.

وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان: «تأتي هذه القمة ذلك استشعارًا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد يُعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها».

مصر ترفض سياسات العقاب الجماعي لأهالي غزة 

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه كما يمر الوقت ثقيلا على فلسطين وأهلها، يمر علينا، وعلى جميع الشعوب ذات الضمائر الحرة، مؤلما وحزينا يكشف سوءات المعايير المزدوجة، واختلال المنطق السليم، وتهافت الادعاءات الإنسانية التى مع الأسف تسقط سقوطا مدويا في هذا الامتحان الكاشف.

وأضاف الرئيس السيسي: «مصر أدانت منذ البداية.. استهداف وقتل وترويع جميع المدنيين من الجانبين، وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى ونؤكد اليوم، من جديد، هذه الإدانة الواضحة، مع التشديد فى الوقت ذاته، على أن سياسات العقاب الجماعى لأهالى غزة، من قتل وحصار وتهجير قسرى، غير مقبولة  ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس، ولا بأية دعاوى أخرى، وينبغى وقفها على الفور».

شدد الرئيس عبد الفتاح السيسى، على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بمسئوليته لضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطينى؛ وضمان النفاذ الآمن والسريع، والمستدام، للمساعدات الإنسانية وتحمل إسرائيل مسئوليتها الدولية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، فإن مصر حذرت مرارا وتكرارا، من مغبة السياسات الأحادية، كما تحذر الآن من أن التخاذل عن وقف الحرب فى غزة ينذر بتوسع المواجهات العسكرية فى المنطقة وأنه مهما كانت محاولات ضبط النفس فإن طول أمد الاعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها بين ليلة وضحاها.

حرب إبادة

كما قال محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، إن العالم يجب أن يواجه المعايير المزدوجة فيما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة، متابعا: «سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتحمل المسئولية ويجب أن يحاكموا أمام المحاكم الدولية.. الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل المسئولية عن غياب الحل السياسي ووقف العدوان الإسرائيلي والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.. نطالب الولايات المتحدة بهذا الأمر».

وأضاف، خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي: «نحن أمام لحظة تاريخية وعلى الجميع تحمل المسئولية من أجل إرساء قواعد السلام والأمن والاستقرار للجميع في المنطقة وحتى لا تجدد دوامة العنف مرة أخري، نطالب مجلس الأمن أن يتحمل المسئولية لوقف هذا العدوان على الشعب الفلسطيني وتأمين إدخال المواد الطبية والغذائية وتوفير المياه والكهرباء والوقود إلى قطاع غزة، ومنع التهجير في غزة والضفة الغربية وهو أمر مرفوض قطعيا».

وتابع الرئيس الفلسطيني: «لن نقبل بالحلول العسكرية والأمنية بعد الفشل الكبير لها.. وقيام سلطات الاحتلال بتقويض حل الدولتين والعمل على التمييز العنصري وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية ولن نسام على حقوق شعبنا، قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين ويجب أن يكون الحل السياسي شامل ونفرض القرصنة الإسرائيلية على أموالنا ولم نتخلي عن قطاع غزة يوما واحدا، إجمالي الموازنة منذ أحداث 2007 أكثر من 20 مليار دولار، وهذا واجبنا تجاه أبناء شعبنا لتزويدهم بالخدمات التعليمية والصحية والمياه ورواتب الموظفين والضمان الاجتماعي، عضوية كاملة وعقد مؤتمر دولي للسلام وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وهذا ما نطالب به مرارا وتكرارا ولكن نترك وحدنا، نريد حماية دولية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين وفق للقرار الأممي 194 بضمانات دولية وجدول زمني للتنفيذ».

القمة السعودية الإفريقية تشدد على وقف العمليات العسكرية في غزة

شددت القمة السعودية الإفريقية، التي انعقدت أمس الجمعة، على وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وضرورة حماية المدنيين، وفقًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وأوضح إعلان الرياض الصادر عن القمة، أن القادة ناقشوا تطورات الأوضاع في فلسطين، وأعربوا عن بالغ قلقهم حيال الكارثة الإنسانية في غزة، مشددين على ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وأكد القادة أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع الدولي في الضغط على الجانب الإسرائيلي لإيقاف الهجمات الإسرائيلية والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة الذي يعد انتهاكا صارخًا للقانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية.

كما شدد إعلان الرياض أيضًا، على ضرورة السماح بتمكين المنظمات الدولية الإنسانية للقيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة خاصةً وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا ودعم جهودها في هذا الشأن.

شدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في كلمته الافتتاحية من العاصمة الرياض، على إدانة المملكة لكل ما يشهده قطاع غزة من انتهاكات، قائلًا: «ندين ما يشهده قطاع غزة من انتهاكات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي»، مؤكدًا على وجوب وقف التهجير القسري للفلسطينيين من القطاع المحاصر منذ أكثر من 4 أسابيع.

أكثر من 11 ألف قتيل في غزة

دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الثاني، وسط قصف عنيف لا يتوقف منذ أن اخترق مسلحون من حماس السياج الحدودي للقطاع في السابع من أكتوبر الماضي، ونفذوا هجوما قالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص، واحتجاز نحو 240 آخرين.

بينما قتل في الجانب الفلسطيني، أكثر من 11078 شخصا بينهم أكثر من 4506 أطفال حسب أحدث حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حركة حماس، كما بلغ عدد النازحين من المناطق الشمالية 1،6 مليون شخص من أصل تعداد سكاني قدره 2،4 مليون نسمة في القطاع، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السعودية القمة الإسلامية الاستثنائية القمة العربية غير العادية غزة الأراضي الفلسطينية حركة حماس الرئیس عبد الفتاح السیسی وقف العملیات العسکریة الاحتلال الإسرائیلی الإسلامیة ا أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

رئيس البرلمان التركي: قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو نقطة تحول في تاريخ الإنسانية

شدد رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش، السبت، على أن قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت " نقطة تحول في تاريخ الإنسانية".

وقال خلال كلمة له على هامش مشاركته في مؤتمر نظمته مؤسسة الشباب التركي (TÜGVA)، إن "قرار المحكمة الجنائية الدولية يشكل نقطة تحول في تاريخ البشرية".

وأضاف "نأمل أن يتم القبض على نتنياهو وعصابته أينما ذهبوا في أسرع وقت ممكن، وأن تتم محاسبتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية".

وشدد رئيس البرلمان التركي على أن "نتنياهو وعصابته سيحاكمون في محكمة الجنايات الدولية، أسوة بالقتلة الصرب، وسينالون جزاءهم حتما".


وفي وقت سابق، قال  كورتولموش في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن "مذكرات الاعتقال مبشرة بالنسبة لمستقبل البشرية وهي بمثابة علامة على إزالة درع الحماية عن نتنياهو وعصابته".

وأشار إلى أن "هذا القرار هو نتيجة الدعم الذي قدمته ’الجبهة الإنسانية’ للشعب الفلسطيني البريء والمظلوم. سينتصر الضمير والعدالة، وستخسر القسوة والهمجية"، حسب تعبيره.

والخميس، أعلنت الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تشمل استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية إسرائيلية متواصلة للعام الثاني على التوالي.


وفي حين أعربت دول عربية وغربية عن ضرورة احترام قرار الجنائية الدولية الذي يأتي على وقع استمرار العدوان على قطاع غزة، رفض الاحتلال الإسرائيلي بشدة هذا القرار، واعتبره "معاديا للسامية".

ولليوم الـ414 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ44 ألف شهيد، وأكثر من 104 آلاف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

مقالات مشابهة

  • بسبب التعنت الإسرائيلي.. الأزمة الإنسانية في غزة تصل إلى أقصى درجاتها
  • استشهاد 7 فلسطينيين بينهم أطفال في غارات الاحتلال الإسرائيلي على مخيمين بغزة
  • 51 يومًا على الإبادة والتهجير القسري شمالي القطاع
  • منذ 51 يومًا على الإبادة والتهجير القسري شمالي القطاع
  • أستاذ علوم سياسية: يمكن الاستناد لقرار "الجنائية الدولية" لوقف الحرب بغزة ولبنان
  • وزير الخارجية يطالب بمضاعفة الاستجابة الإنسانية الدولية لاحتياجات الفلسطينيين
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: الحصار الإسرائيلي يعرض حياة المرضى للخطر
  • الإغاثة الطبية بغزة: الاحتلال يُصعّد عدوانه كرد فعل عسكري على قرار "الجنائية الدولية"
  • رئيس البرلمان التركي: قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو نقطة تحول في تاريخ الإنسانية
  • الخارجية العراقية تدعو إلى تضافر الجهود لإيقاف التصعيد الإسرائيلي بالمنطقة