وول ستريت جورنال: المراحل الأكثر تعقيدا من حرب غزة لم تبدأ بعد
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
قالت وول ستريت جورنال إن إسرائيل تسارع الخطى لمحاولة اجتثاث حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في وقت تتصاعد فيه الدعوات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن جنود ومسؤولين حاليين وسابقين أنه كلما اقتربت القوات الإسرائيلية من وسط مدينة غزة أكثر، فستواجه مقاتلي "حماس" بأعداد أكبر، وسيهاجمونها ثم ينسحبون أو يختفون تحت الأرض، مما سيؤدي إلى إبطاء تقدمها.
وقال نقيب إسرائيلي قاد وحدة احتياط مدرعة إلى شمال غزة الأيام الأولى للغزو "كلما توغلنا أكثر، أصبحت المعركة أصعب".
عامل الزمن
وزعمت الصحيفة في تقريرها أن إستراتيجية إسرائيل تقوم على قتل "عدد كاف" من مقاتلي حماس وقادتها للقضاء على الحركة قبل أن تضطر إلى تقليص عمليتها العسكرية، في حين أن هدف حماس هو "الجمود" الذي يمكِّنها من النجاة، ورغم أن الضرر طالها فإنها لا تزال قوية في غزة، حسب قول محللين للصحيفة.
وتقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في الوصول إلى غايتها المتمثلة في ما تسميه "اجتثاث حماس" بينما يقول مسؤولون إسرائيليون إنهم لن يقبلوا بوقف لإطلاق النار أو حتى لو كان وقفا رسميا مؤقتا للقتال إلى أن يتم الإفراج عن أسراهم لدى الحركة.
ومع ذلك، يقر المسؤولون الإسرائيليون بأن التحرك بسرعة في هذا الخصوص أمر بالغ الأهمية.
وتنقل الصحيفة عن قائد القيادة الجنوبية السابق، ماتان فيلناي -الذي قاد من قبل القوات الإسرائيلية في غزة- قوله "القضية الرئيسية الآن هي (عامل) الزمن" مضيفا "حماس ربما تدخر قواتها لمعركة أشد ضراوة داخل مدينة غزة".
قرارات "صعبة"
ومع مضي الوقت، تضيف وول ستريت جورنال أن قادة الجيش الإسرائيلي سيواجهون سلسلة من القرارات الصعبة وبينها مهاجمة المخابئ وشبكة الأنفاق التي ربما يوجد بداخلها بعض الأسرى على الأقل، وما إذا كانت ستنقل غزوها إلى جنوب غزة حيث لجأ مئات الآلاف من السكان فرارا من القتال.
ويقول إد أرنولد -وهو باحث بريطاني بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن- إنه عندما تصل القوات الإسرائيلية إلى وسط مدينة غزة وتوقف تقدمها، فإنها "قد تصبح أكثر عرضة للكمائن والتفجيرات الانتحارية".
ونسبت الصحيفة إلى شخص على دراية بعالم الاستخبارات قوله إن مجتمع الاستخبارات الأميركية يساوره الشكوك بشأن قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها العسكري المعلن في القضاء على الحركة التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
هدف مستحيل
وأضاف الشخص -الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته- أن الحملة العسكرية الإسرائيلية قد تلحق الضرر بحركة "حماس" وبنيتها التحتية، إلا أنها لن تستطيع استئصال أيديولوجيتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل عجزت حتى الآن عن المساس بكبار قادة حماس في غزة، ومن بينهم يحيى السنوار -الذي أمضى أكثر من 20 عاما في السجون الإسرائيلية- ومحمد الضيف القائد "الغامض" لكتائب القسام، الذي حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وتكرارا.
ويقول الضباط الإسرائيليون إنهم لا يخططون للقتال داخل الأنفاق لأن الممرات ربما تكون مفخخة، وعوضا عن ذلك -تضيف الصحيفة- تقوم القوات الإسرائيلية بهدم الأنفاق حيثما وجدتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة
إقرأ أيضاً:
تصاعد الدعوات الإسرائيلية لتشديد حصار غزة ومنع توزيع المساعدات الإنسانية
مع اقتراب حماس والاحتلال من النقطة التي قد تنفجر عندها مفاوضات التبادل نحو تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، دار نقاش حاد في الأسابيع الأخيرة حول ما إذا كان الاحتلال قادرا على تحقيق هدفي الحرب: هزيمة حماس، ومنع سيطرتها العسكرية والحكومية على غزة، وإطلاق سراح المختطفين.
المحامي يهودا شيفر الخبير الدولي بمكافحة تمويل "الإرهاب"، ومؤسس هيئة حظر غسل الأموال، ذكر أنه "بعد حوالي خمسمائة يوم منذ بدء القتال في غزة، بات من الواضح للجميع اليوم أن نقطة الضعف الرئيسية لدى حماس تتمثل في إمدادات الوقود والغذاء والمياه، لأنه في الأيام الأولى للحرب منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل، مما دفع الحركة للموافقة على الإفراج التدريجي عن عدد كبير من المختطفين، ثم خضع الاحتلال للضغوط الدولية الهائلة، وسمح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "تقديم هذه المساعدات حرم الاحتلال من رافعة ضغط أساسية في ملف التفاوض، وأدّى لإطالة أمد القتال، ولو استطاع الاحتلال منع الوقود والماء والغذاء من دخول غزة، فإنها كانت ستمارس ضغوطاً ستؤدي لهزيمة الحركة، وتحقيق أهداف الاحتلال فيما يتصل بصفقات التبادل، لكن علينا أن نسأل: هل يمكن منع دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، مع أن الإجابة على السؤال ليست بسيطة، وتتطلب تفكيراً قانونياً وعملياً خارج الصندوق".
وأشار إلى أن "منع دخول المساعدات الإنسانية للقطاع يتعارض مع القانون الدولي الإنساني المرتكز على اتفاقيات جنيف، لكن هناك قواعد دولية ركيزتها الاتفاقية الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب وقواعد مجموعة العمل المالي (FATF)، التي تحظر تقديم أي مساعدة، حتى غير إنسانية، لمنظمة مسلحة، أو لأي شخص تحت سيطرتها، وهذه القواعد راسخة في القانون الأميركي، لأن المساعدات لا تصل فقط للمدنيين الفلسطينيين، بل لحماس نفسها، التي تواصل القتال، مما يعني تقديم المساعدات المباشرة للعدو".
وزعم أن "مفتاح النصر وتحقيق هدفي الحرب يكمن بتغيير النموذج، وتطبيق القواعد الدولية بشكل أكثر دقة، بحيث يتم توزيع المساعدات الإنسانية فقط في المناطق التي لا تخضع لسيطرة حماس، ومن غير المنتمين لها، وبذل الجهود لإنشاء مناطق لتوزيع المساعدات تكون تحت السيطرة المباشرة أو غير المباشرة للاحتلال، لأن المساعدات الإنسانية يتم توزيعها اليوم في غزة من خلال حماس ومؤسساتها".
وأشار إلى أن "تهديد الاحتلال بالعودة للحرب في حال تعثر اتفاق وقف إطلاق النار، يستدعي منها اتخاذ إجراءات لتغيير طريقة توزيع المساعدات بشكل كامل في المناطق التي لا تخضع لسيطرة حماس، وممن لا يخضعون لها، سواء من قبل الجيش نفسه، أو هيئة دولية أخرى، رغم فشله بتنفيذ هذه الخطة أثناء الحرب، بزعم عدم المخاطرة بحياة الجنود من أجل أداء مهمة مدنية، وهي توزيع المساعدات، رغم أنها ستؤدي لنتائج أفضل كثيراً بممارسة الضغوط على حماس".