نوافذ: جائزة السلطان قابوس في عقدها الثاني
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
«العمل مستمر، والتطوير في هذه الجائزة مستمر، وما يُطرَح من أسئلة أثناء هذه المؤتمرات سيكون واحدًا من الإرشادات أو المحددات أو الإضاءات حتى نسلك مسالك تعود على الجائزة بالنفع والتطوير»، هكذا صرح سعادة حبيب بن محمد الريامي أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، أمين سرّ مجلس أمناء جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، التي احتفلت يوم الأربعاء الماضي بإعلان الفائزين في دورتها العاشرة، مضيفا إن القائمين على الجائزة يطلبون من لجان التحكيم النهائي وقبلها لجان الفرز -إضافة إلى النتائج- تقديم ما لديها من توصيات وما تراه من جوانب مهمّة لتطوير هذه الجائزة.
إلى هنا والكلام جدُّ مهم، ويستحق الإشادة، لولا أنه مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي. فرغم عديد التوصيات والاقتراحات التي قُدّمتْ إلى الجائزة خلال 12 عامًا من عمرها لتطويرها والتغلب على بعض أوجه القصور فيها، سواء من لجان التحكيم أو من مثقفين عُمانيين وعرب، إلا أن شيئًا منها لم يطبق، وبقيت الأمور على ما هي عليه.
الأمر الأول، الذي يُلفت النظر في الإعلان عن الفائزين بالجائزة هو أنه يتمّ في مؤتمر صحفي خجول في مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، لا يُدعى إليه إلا عدد قليل من الصحفيين أو المثقفين الذين يحضرون بدعوات خاصة، في حين أن «الجائزة بدها طنة ورنّة» كما قال المخرج السوري مانو خليل، عضو لجنة تحكيم جائزة الفنون لهذا العام، في حواره لبرنامج «المشهد الثقافي». والحق أن كلامه صحيح، فجائزة مهمة كهذه حقّها الإعلان عن الفائزين بها في مسرح أو قاعة كبيرة، تكون فيها الدعوة عامة للجميع، مع دعوات خاصة لنجوم الثقافة والفن في العالم العربي، أو عدد قليل منهم على الأقل، إضافة لدعوة الصحفيين والإعلاميين العرب المشتغلين في الصحافة الثقافية تحديدًا، وهكذا أيضًا في حفل تسليم الجائزة الذي يكون عادة في نادي «الواحات»، ولا يمكن حضوره إلا بدعوات خاصة.
النقطة الأخرى، هي أنه ينبغي ألا يقتصر حضور الجائزة في الإعلان عنها أولًا في بداية العام ثم الفائزين بها في نهايته، بل أن يستمر حضورها الثقافي طوال السنة، سواء بإقامة الندوات الثقافية المختلفة، أو المشاركة بركن خاص بها في معارض الكتاب العربية، خصوصًا أنها دأبت على إصدار كتب بعض الأدباء والمفكرين الفائزين بها، أو غيرها من النشاطات التي تُبقي حضورها في الثقافة العربية مستمرًا طيلة الوقت. وإذا كان مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم -المشرف على الجائزة - يحرص على عدالة النتائج، وعدم التدخل في قرارات لجان التحكيم، وهو أمر شهِد له أكثر من عضو في اللجنة، فإنه من الجيد أن يواصل صنيعه الحَسَن بمنح الفرصة لهذه اللجان بنفسها للإعلان عن النتائج، والرد على أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر، من باب إعطاء الجائزة زخمها المستحق.
شهدت دورة هذا العام حجب جائزة الفنون في الإخراج السينمائي، بسبب قلة المشاركين من المخرجين العرب (25 مشاركا فقط!)، وهي المرة الثالثة في تاريخ الدورة العربية للجائزة التي يحجب فيها أحد الأفرع، بعد دورة 2017 التي حُجبت فيها جائزة التصميم المعماري، ودورة 2019 التي حُجبت فيها جائزة علم الاجتماع. عضو لجنة تحكيم فرع الفنون لهذا العام الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي كتب في مقال له قبل يومين في صحيفة «المصري اليوم» أنه بإمكانه تسمية مائة مخرج عربي على الأقل يستحقون جائزة السلطان قابوس بجدارة، ولكن أحدًا منهم لم يتقدم! وهذا يعيدنا إلى المشكلة القديمة المتجددة للجائزة: ضعف التسويق الإعلامي!
ترصد أمانة الجائزة مبلغا ليس بالهين لتسويق جائزة السلطان قابوس والترويج لها، لكنه يُنفَق عادةً في طرق تسويق أثبتت مع السنوات عدم فاعليتها، وأعني بها أن يتوجه فريق من الجائزة إلى هذه العاصمة العربية أو تلك، ثم يعقد ندوة عن الجائزة في فندق أو مركز ثقافي، لا يحضرها إلا قلة قليلة من الجمهور، ولا تجري تغطيتها إعلاميًّا بالشكل الجيد. وكان يمكن استثمار تكاليف هذه الرحلات التسويقية في شراء صفحات إعلانية في صحف عربية كبيرة، لا سيما الثقافيّ منها، أو شراء مساحة إعلانية في فضائية عربية كبيرة، أو وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وإكس (تويتر سابقًا)، علاوة على تفعيل موقع الجائزة على الإنترنت وتنشيطه على مدار السنة وليس فقط في فترات محدودة. وأُعيد هنا طرح فكرة لطالَما طُرِحتْ على أمانة الجائزة في سنوات ماضية ومن شأنها أن تضع جائزة السلطان قابوس في بؤرة ضوء إعلامي كبير، وهي فكرة إعلان القوائم الطويلة ثم القصيرة للجائزة قبل الإعلان النهائي عن الفائز، وقد رأينا كيف أن هذه الفكرة بالذات هي التي جعلت جوائز الشيخ زايد والبوكر وكتارا على كل لسان. هذه بعض المقترحات التي من شأنها النهوض بجائزة السلطان قابوس والوصول بها إلى ما تستحقه من مكانة واحترام بين الجوائز العربية، خصوصًا أنها تتفوق على غيرها من الجوائز بقيمتها المادية الكبيرة، وأتصوّر أن ثمة اقتراحات أخرى يمكن أن تظهر للنور لو أن القائمين على الجائزة أقاموا ندوة لتقييم العقد الأول من الجائزة واستشراف مستقبلها، أو حتى مجرد جلسة ودية مغلقة تجمع بين مجلس أمناء الجائزة ومثقفين عُمانيين أو عرب.
سليمان المعمري كاتب وروائي عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جائزة السلطان قابوس على الجائزة
إقرأ أيضاً:
جائزة الأمير فهد بن سلطان للتفوق العلمي والتميز تعلن بدء التسجيل والترشح لدورتها الـ 38
أعلنت جائزة الأمير فهد بن سلطان للتفوق العلمي والتميز بمنطقة تبوك، في دورتها الثامنة والثلاثين، عن البدء في تلقي المشاركات بفروعها في “مجال التحصيل العلمي” وفي “مجال التميز في الإبداع والابتكار” المخصص بالأفكار الرائدة التي تمنح للباحثين المتميزين من أبناء المنطقة من مشاريع يقوم بها العاملون بأي مؤسسة من المؤسسات الحكومية والأهلية.
وتستقبل الجائزة المشاركات في “مجال التميز بالخدمة المجتمعية” المخصص للأفراد والمجموعات والجمعيات والمؤسسات الحكومية والأهلية التي قدمت خدمات مميزة للمجتمع في مجالات العمل الإنساني، والتطوعي، والاجتماعي، والصحي، والاقتصادي، والبيئي، والتنموي، وتشترط الجائزة أن تكون جميع الأفكار المقدمة متميزة ومبتكرة وجديدة، على أن يكون آخر موعد لقبول التسجيل والترشح، في الخامس عشر من شهر رمضان 1446هـ الموافق 15/ 03 / 2025م.
ودعت لجنة الجائزة الراغبين بالمشاركة في مجالاتها إلى الاطلاع على اشتراطات التقديم من خلال الرابط: https://pfbsa.ut.edu.sa، متمنيةً للجميع التوفيق والنجاح في تحقيق طموحاتهم وإبراز منجزاتهم.