لجريدة عمان:
2024-12-19@01:05:45 GMT

نوافذ: جائزة السلطان قابوس في عقدها الثاني

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

«العمل مستمر، والتطوير في هذه الجائزة مستمر، وما يُطرَح من أسئلة أثناء هذه المؤتمرات سيكون واحدًا من الإرشادات أو المحددات أو الإضاءات حتى نسلك مسالك تعود على الجائزة بالنفع والتطوير»، هكذا صرح سعادة حبيب بن محمد الريامي أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، أمين سرّ مجلس أمناء جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، التي احتفلت يوم الأربعاء الماضي بإعلان الفائزين في دورتها العاشرة، مضيفا إن القائمين على الجائزة يطلبون من لجان التحكيم النهائي وقبلها لجان الفرز -إضافة إلى النتائج- تقديم ما لديها من توصيات وما تراه من جوانب مهمّة لتطوير هذه الجائزة.

إلى هنا والكلام جدُّ مهم، ويستحق الإشادة، لولا أنه مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي. فرغم عديد التوصيات والاقتراحات التي قُدّمتْ إلى الجائزة خلال 12 عامًا من عمرها لتطويرها والتغلب على بعض أوجه القصور فيها، سواء من لجان التحكيم أو من مثقفين عُمانيين وعرب، إلا أن شيئًا منها لم يطبق، وبقيت الأمور على ما هي عليه.

الأمر الأول، الذي يُلفت النظر في الإعلان عن الفائزين بالجائزة هو أنه يتمّ في مؤتمر صحفي خجول في مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، لا يُدعى إليه إلا عدد قليل من الصحفيين أو المثقفين الذين يحضرون بدعوات خاصة، في حين أن «الجائزة بدها طنة ورنّة» كما قال المخرج السوري مانو خليل، عضو لجنة تحكيم جائزة الفنون لهذا العام، في حواره لبرنامج «المشهد الثقافي». والحق أن كلامه صحيح، فجائزة مهمة كهذه حقّها الإعلان عن الفائزين بها في مسرح أو قاعة كبيرة، تكون فيها الدعوة عامة للجميع، مع دعوات خاصة لنجوم الثقافة والفن في العالم العربي، أو عدد قليل منهم على الأقل، إضافة لدعوة الصحفيين والإعلاميين العرب المشتغلين في الصحافة الثقافية تحديدًا، وهكذا أيضًا في حفل تسليم الجائزة الذي يكون عادة في نادي «الواحات»، ولا يمكن حضوره إلا بدعوات خاصة.

النقطة الأخرى، هي أنه ينبغي ألا يقتصر حضور الجائزة في الإعلان عنها أولًا في بداية العام ثم الفائزين بها في نهايته، بل أن يستمر حضورها الثقافي طوال السنة، سواء بإقامة الندوات الثقافية المختلفة، أو المشاركة بركن خاص بها في معارض الكتاب العربية، خصوصًا أنها دأبت على إصدار كتب بعض الأدباء والمفكرين الفائزين بها، أو غيرها من النشاطات التي تُبقي حضورها في الثقافة العربية مستمرًا طيلة الوقت. وإذا كان مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم -المشرف على الجائزة - يحرص على عدالة النتائج، وعدم التدخل في قرارات لجان التحكيم، وهو أمر شهِد له أكثر من عضو في اللجنة، فإنه من الجيد أن يواصل صنيعه الحَسَن بمنح الفرصة لهذه اللجان بنفسها للإعلان عن النتائج، والرد على أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر، من باب إعطاء الجائزة زخمها المستحق.

شهدت دورة هذا العام حجب جائزة الفنون في الإخراج السينمائي، بسبب قلة المشاركين من المخرجين العرب (25 مشاركا فقط!)، وهي المرة الثالثة في تاريخ الدورة العربية للجائزة التي يحجب فيها أحد الأفرع، بعد دورة 2017 التي حُجبت فيها جائزة التصميم المعماري، ودورة 2019 التي حُجبت فيها جائزة علم الاجتماع. عضو لجنة تحكيم فرع الفنون لهذا العام الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي كتب في مقال له قبل يومين في صحيفة «المصري اليوم» أنه بإمكانه تسمية مائة مخرج عربي على الأقل يستحقون جائزة السلطان قابوس بجدارة، ولكن أحدًا منهم لم يتقدم! وهذا يعيدنا إلى المشكلة القديمة المتجددة للجائزة: ضعف التسويق الإعلامي!

ترصد أمانة الجائزة مبلغا ليس بالهين لتسويق جائزة السلطان قابوس والترويج لها، لكنه يُنفَق عادةً في طرق تسويق أثبتت مع السنوات عدم فاعليتها، وأعني بها أن يتوجه فريق من الجائزة إلى هذه العاصمة العربية أو تلك، ثم يعقد ندوة عن الجائزة في فندق أو مركز ثقافي، لا يحضرها إلا قلة قليلة من الجمهور، ولا تجري تغطيتها إعلاميًّا بالشكل الجيد. وكان يمكن استثمار تكاليف هذه الرحلات التسويقية في شراء صفحات إعلانية في صحف عربية كبيرة، لا سيما الثقافيّ منها، أو شراء مساحة إعلانية في فضائية عربية كبيرة، أو وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وإكس (تويتر سابقًا)، علاوة على تفعيل موقع الجائزة على الإنترنت وتنشيطه على مدار السنة وليس فقط في فترات محدودة. وأُعيد هنا طرح فكرة لطالَما طُرِحتْ على أمانة الجائزة في سنوات ماضية ومن شأنها أن تضع جائزة السلطان قابوس في بؤرة ضوء إعلامي كبير، وهي فكرة إعلان القوائم الطويلة ثم القصيرة للجائزة قبل الإعلان النهائي عن الفائز، وقد رأينا كيف أن هذه الفكرة بالذات هي التي جعلت جوائز الشيخ زايد والبوكر وكتارا على كل لسان. هذه بعض المقترحات التي من شأنها النهوض بجائزة السلطان قابوس والوصول بها إلى ما تستحقه من مكانة واحترام بين الجوائز العربية، خصوصًا أنها تتفوق على غيرها من الجوائز بقيمتها المادية الكبيرة، وأتصوّر أن ثمة اقتراحات أخرى يمكن أن تظهر للنور لو أن القائمين على الجائزة أقاموا ندوة لتقييم العقد الأول من الجائزة واستشراف مستقبلها، أو حتى مجرد جلسة ودية مغلقة تجمع بين مجلس أمناء الجائزة ومثقفين عُمانيين أو عرب.

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جائزة السلطان قابوس على الجائزة

إقرأ أيضاً:

المراسم السلطانية يتوج بالبطولة السابعة لوحدات ديوان البلاط

توج فريق المراسم السلطانية (أ) بلقب البطولة السابعة لوحدات ديوان البلاط السلطاني لكرة القدم لعام 2024، بعد انتصاره على فريق مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بركلات الترجيح 2/ 1 في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب كرة القدم بالمنشأة الرياضية في الموالح، ورعى حفل ختام البطولة سعادة الدكتور صالح بن سالم الرحبي، المستشار في ديوان البلاط السلطاني، بحضور سعادة محمد الصارمي رئيس المراسم السلطانية، وأصحاب السعادة، ومديري عموم وحدات ديوان البلاط السلطاني.

بدأ فريق المراسم السلطانية بضغط مبكر في محاولة لخطف هدف التقدم، وفي الدقيقة 12، جاءت أولى المحاولات الخطيرة من تسديدة "على الطائر" نفذها اللاعب عيسى الجرادي ببراعة، لكن الحارس المتألق سليمان الراجحي نجح في التصدي لها ليحافظ على شباكه نظيفة.

وفي الدقيقة 16، كاد المراسم السلطانية أن يسجل هدف التقدم مجددًا، بعد هجمة خطيرة قادها اللاعب جمعة الفارسي، الذي أطلق تسديدة قوية باتجاه المرمى، لكنها مرت بمحاذاة العارضة، لتضيع فرصة محققة لافتتاح التسجيل. واستمر ضغط فريق المراسم السلطانية طوال مجريات الشوط الأول، مع محاولات متكررة للتسجيل، لكن الدفاع الصلب لمركز السلطان قابوس وحارس مرماه حالا دون اهتزاز الشباك، على الجانب الآخر، اعتمد مركز السلطان قابوس على الهجمات المرتدة السريعة، إلا أنها لم تشكل خطورة كبيرة على مرمى المراسم، حتى أطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي بينهما.

شوط الأهداف

انطلق الشوط الثاني بقوة، حيث شهدت الدقيقة 2 أولى المحاولات الخطيرة من فريق مركز السلطان قابوس عبر اللاعب حسن مظفر الذي سدد ركلة حرة مباشرة أبعدها الحارس ببراعة، وحاول مجددًا فريق مركز السلطان قابوس في الدقيقة 3، عندما سدد اللاعب محمد العفيفي كرة على الطائر لكنها مرت بجوار القائم، وفي الدقيقة الرابعة، نفذ اللاعب سعيد المعمري ركلة حرة لفريق المراسم السلطانية، مرت بجوار القائم لتضيع فرصة محققة للتقدم، وجاء هدف مفاجئ في الدقيقة 5 لصالح مركز السلطان قابوس عن طريق اللاعب أحمد الفارسي، الذي استغل دربكة بين حارس المراسم ومدافعه ليُسجل الهدف الأول في المباراة، وواصل فريق مركز السلطان قابوس محاولاته لتعزيز التقدم، حيث سدد نصيب العامري كرة قوية مرت من فوق العارضة في الدقيقة 7، أعقبها محاولة أخرى من المتألق أحمد الفارسي في الدقيقة 10، لكنها مرت بجوار القائم هي الأخرى.

وعاد فريق المراسم السلطانية للضغط بحثًا عن التعادل، وجاءت أبرز الفرص في الدقيقة 20 عندما سدد اللاعب سعيد المعمري كرة خطيرة كادت أن تسكن الشباك، لكن الحارس تألق في إبعادها، وفي الدقيقة 21، نجح فريق المراسم السلطانية في إدراك التعادل عبر رأسية رائعة من اللاعب توفيق البوسعيدي، بعد تمريرة متقنة من جمعة الفارسي، وكاد فريق المراسم أن يتقدم مباشرة بعدها، حيث أضاع جمعة الفارسي فرصة محققة في الدقيقة 22، بعدما انفرد بالحارس الذي نجح في التصدي للكرة ببراعة، ليبقي النتيجة متعادلة، وانتهى الشوط الثاني بالتعادل الإيجابي 1-1، ليتجه الفريقان إلى الأشواط الإضافية التي لم تشهد تغيرًا في النتيجة رغم بعض المحاولات من الطرفين، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح. وفي النهاية، تمكن فريق المراسم السلطانية من حسم اللقب لصالحه بركلات الترجيح بنتيجة 2-1، ليُتوج ببطولة وحدات ديوان البلاط السلطاني السابعة لكرة القدم لعام 2024 وسط فرحة كبيرة من اللاعبين والجماهير.

الجوائز الفردية والجماعية

شهدت مراسم الختام توزيع الجوائز الفردية والجماعية تكريما لأفضل اللاعبين والفرق التي تألقت خلال البطولة، حيث حصل اللاعب عيسى الجرادي من فريق المراسم السلطانية على جائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية، فيما توج زميله جمعة الفارسي بجائزة أفضل لاعب في البطولة، بعد أداء استثنائي طوال مشوار المنافسات، ونال الحارس سليمان الراجحي من فريق مركز السلطان قابوس جائزة أفضل حارس مرمى، تقديرا لمستوياته الرائعة وتصدياته الحاسمة، بينما توج المدرب فهد المعمري من فريق المراسم السلطانية بجائزة أفضل مدرب.

وعلى صعيد الجوائز الأخرى، حقق عبدالله السيابي من فريق دائرة الشؤون المالية والإدارية لقب هداف البطولة، وحصل فريق الدراسات والبحوث على جائزة الفريق المثالي، بينما ذهب لقب أفضل إداري إلى سعيد العلوي من فريق المراسم السلطانية، وجائزة أفضل مسؤول متابع إلى داود الكيومي، وتم تكريم طاقم التحكيم الذي قاد البطولة بكفاءة عالية.

كما شهدت البطولات المصاحبة للبطولة منافسات قوية بين المشاركين، في الألعاب الأخرى، حيث توج أشرف الحجري من فريق المراسم السلطانية بالمركز الأول في بطولة كرة الطاولة، وحل في المركز الثاني زوميتو بارون من الخدمات الطبية، فيما جاء فيصل الراشدي من الخدمات الطبية في المركز الثالث. وفي بطولة السباحة، حقق منصور النعيمي من فريق مركز السلطان قابوس المركز الأول، بينما جاء سعيد البلوشي من فريق المراسم السلطانية في المركز الثاني، واحتل زميله أحمد الحسني المركز الثالث. أما في بطولة البلياردو، فقد حصد عدنان البلوشي من فريق الخدمات الطبية المركز الأول، بينما جاء خالد الشعيلي من فريق المراسم السلطانية في المركز الثاني، وحل حمد الوهيبي من فريق الخدمات الطبية المركز الثالث.

وفي الختام، تم تسليم فريق مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم الميداليات الفضية بعد حصوله على المركز الثاني، فيما تم تتويج فريق المراسم السلطانية بكأس البطولة وسط أجواء احتفالية وفرحة كبيرة من اللاعبين والجماهير.

مقالات مشابهة

  • تكريم الفائزين بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتيها العاشرة والحادية عشرة لعامي 2023 و2024
  • الخميس.. تكريم الفائزين في مسابقة "اقرأ" للناشئة
  • بتكليف سامٍ.. محافظ مسقط يرعى تسليم "جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون"
  • محافظ مسقط يرعى حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب.. الأربعاء
  • بتكليف سامٍ.. محافظ مسقط يرعى اليوم حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب
  • إطلاق برنامج للتبادل الطلابي بين "ميناء صحار" وجامعة السلطان قابوس"
  • المراسم السلطانية يتوج بالبطولة السابعة لوحدات ديوان البلاط
  • وزير الديوان يستعرض جهود الارتقاء بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب
  • جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب
  • مجلس أمناء جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب يعتمد مجالات دورة عام 2025