ما هي صلاة الفتح وكيفية صلاتها؟
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
صلاة الفتح هي الصلاة التي أقامها النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد فتح مكة، في بيت أم هانئ بنت أبي طالب، ثم أصبحت سنة.
وتُصلّى في كل بلد يتم فتحها من قبل المسلمين، وتُعرف أيضًا باسم صلاة الشكر.
ويُعتبر أداء هذه الصلاة تعبيرًا عن شكر النبي -صلى الله عليه وسلم- لله تعالى على فتح مكة، وتقديرًا لنعمته بتحقيق هذا الانتصار المبين.
ويُشير بعض أهل العلم إلى أنها قد تُصلى كصلاة الضحى، بينما يُؤكد آخرون أنها صلاة خاصة بالفتح، وهذا وفقًا لآراء عدة علماء، منهم الإمام النووي والقاضي عياض.
عدد ركعاتها وكيفية صلاتها
صلاة الفتح تتألف من ثمان ركعات متصلة دون فصل بينها، وقد أقامها النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد فتح مكة.
وسُجل أن سعد بن أبي وقاص أدى هذه الصلاة بعد فتح المدائن، مكونة من ثماني ركعات متصلة ودون إمام، وتُؤدي بشكل سري.
كما أن هناك آراء تختلف حول نهاية الصلاة، حيث يرى بعض العلماء أنها تنتهي بتسليمة واحدة، في حين يرى الأكثرية الأصح أن يكون التسليم بعد كل ركعتين.
وفي سياق ذلك، نقلت أم هانئ في صحيح البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أدى هذه الصلاة بثماني ركعات، وأشارت إلى أنها لم ترَ صلاةً أخفّ منها.
تأكيدًا على ذلك، صلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بها بعد فتوحاته.
حكم صلاة الفتح
صلاة الفتح وفقًا لبعض الصحابة كانت تتضمن الحمد والشكر لله، والتسبيح، والتهليل، والاستغفار والصلاة عند فتح المدن.
وأفتى علماء المسلمين بإحسان أداء هذه الصلاة عند فتح المدن والمناطق.
وبيّن بعض العلماء والأئمة أن هذه الصلاة تُعتبر صلاة ضحى، وليست صلاة فتح، على عكس رأي الإمام النووي.
وتثبت مشروعيتها من خلال أن النبي صلى الله عليه وسلم أدى هذه الصلاة عند فتح مكة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: صلاة الفتح
إقرأ أيضاً:
احصل على ثواب صلاة الجماعة خلف رسول الله في دقائق.. اعرف هذه العبادة
الذكر من أعظم العبادات التي دعا إليها الإسلام، وحثّ عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في مختلف الأحوال والهيئات.
ومن أبرز الأذكار التي رغب فيها النبي صلى الله عليه وسلم، كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، إذ قال عنها: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله".
فالذكر له فضل عظيم في حياة المسلم؛ فهو يلين القلب، ويزيل الذنوب، ويبعث الطمأنينة في النفس، كما أنه يحمي المسلم من وساوس الشيطان وأذى الجن، ويقيه شرور الإنس والجن على حد سواء.
ومن يداوم على الذكر بصدق وإخلاص، يحقق الفلاح في الدنيا والآخرة.
فضل الأذكار بعد الصلاة
الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو لجنة الدعوة بالأزهر الشريف، تناول في تصريح حديث له أهمية الالتزام بالأذكار عقب الصلوات المكتوبة، مؤكدًا أن من يُصلي جماعة ثم يجلس ليذكر الله بالأذكار المأثورة، ينال أجرًا عظيمًا يعادل صلاة الجماعة خلف النبي صلى الله عليه وسلم نفسه.
كما أضاف أن الله تعالى يغفر له جميع ذنوبه، ويمنحه ثواب المجاهد في سبيل الله، بالإضافة إلى فتح أبواب الجنة الثمانية أمامه ليدخل من أيها شاء.
واستشهد عبد الرازق بما ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سبَّح الله في دُبُر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".
حكم تغيير النية في الصلاة
سؤال شائع ورد عن جواز تغيير نية الصلاة، حيث أوضح العلماء حكم هذه المسألة بالتفصيل. على سبيل المثال، إذا دخل المصلي المسجد بنية أداء سنة العصر القبلية، ثم انضم إليه آخرون بنية الصلاة الفرضية فغيّر نيته من السنة إلى الفريضة، فإن هذا التصرف يُعتبر غير جائز.
وأكد العلماء أن تغيير النية في الصلاة يُخرج المصلي عن الهدف الأساسي منها، وبالتالي فإنه لن ينال ثواب الفريضة التي أداها، بل يحصل فقط على ثواب السنة التي نواها في البداية.
أما المصلون الذين وقفوا خلفه بنية أداء الفريضة، فصلاتهم صحيحة لأنهم غير معنيين بنية الإمام. ومع ذلك، يجب على الإمام في هذه الحالة إعادة الصلاة لاحقًا، لأن الفرض يتطلب نية واضحة وصريحة لا لبس فيها.
الجهر بالأذكار بعد الصلاة
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الذكر عقب الصلاة، سواء كان جهرًا أو سرًا، يعد من الأمور الواسعة التي تركها الإسلام لاختيار المصلي. واستدلت الدار بقول الله تعالى: "فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ" [النساء: 103]، موضحة أن الآية جاءت بصيغة مطلقة دون تحديد.
كما أشارت إلى الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته".
وأضافت الدار أن العلماء اختلفوا في فهم هذا الحديث؛ فمنهم من رأى أن الجهر بالذكر عقب الصلاة مشروع لأنه ظاهر النص، ومنهم من اعتبر أن الجهر كان للتعليم في بداية الإسلام، وأن الإسرار به أولى. إلا أن الجميع اتفقوا على أن كلا الأمرين جائز.
بذلك، تبقى أبواب الذكر مفتوحة أمام المسلم، ليختار ما يناسب حاله وظروفه، مستحضرًا نية التقرب إلى الله ونيل رضاه.