لجريدة عمان:
2024-09-10@07:28:06 GMT

«لحظات التجلي»

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

1 - يُقال إن أضعف الناس هو من ضعُف عن كتمان سره والقوي من كان سره حبيس صدره ولهذا لا يخشى الناس ممن مطيته الهذر بل من يظل صامتا والناس يهذرون.

إن عدم القدرة على كتم الأسرار سواء كانت شخصية أو أُسرية أو مهنية أو غير ذلك، والعجز عن تحمل عبء بقائها بعيدة عن المتناول هو ما يأذن بظهور ثغرات عميقة لا يمكن ردمها في حياتنا لما قد تُحدِثه من دمار نفسي ومعنوي هائل وهذا مرتبط بالثقة التي نمنحها للأشخاص الذين لا نُحسنُ تصنيف مواقعهم في حيواتنا.

لا يُجيد الكثير منا التعامل مع «لحظات التجلي» التي تجمعه بأشخاص حاضرين في حياته تحت صفات مختلفة.. أصدقاء.. زملاء دراسة.. زملاء مهنة.. جيران.. كما تسلبه نشوة الحديث المفتوح غير المُتحَفظ عليه القدرة على التحكم في التعامل مع المعلومات التي بحوزته فيُفرط في الانفتاح على الآخر من باب الثقة فيتخطى بذلك الحدود ويتجاوز المعقول ومن بوابة هذا السهو البريء يصبح أسيرا لما كان أسِيرَهُ حتى حين مماته.

2- من بين أرفع القيم التي لا يؤمن بها إلا الإنسان القوي قيمة «الاعتذار» ليس لأنها بمثابة اعتراف صريح ومباشر بارتكاب خطأ ما وإنما في قدرتها على «تفويت فرصة الوصول بأي علاقة إنسانية سامية إلى مرحلة التأزم أو ربما الموت».

هناك أيضًا سِمة غاية في الجمال تتبدى في الشخص الذي لا يأنف عن الاعتذار وهي تصالحه البهيُ مع نفسه التي قد يصيبها الغُرور كونه مجرد إنسان غير مُنزه عن الخطأ مهما حرِص.

يكسر الاعتذار الخارج من إنسان واثق وخيِر رغبة الآخر في القيام بأي ردة فعل بل يُشعره ذلك بالخجل والضعف ضعفُ يُعمق مبدأ أن المبادِر بالخير هو الأكثر بأسًا.

إن الاعتذار حتى في حال عدم الخطأ هو من شيم الكرام والنبلاء الذين وُهبوا مهارة الاستحواذ على قلوب من حولهم وهي مهارة يفتقر إليها كمُ هائل من البشر.

3 - عندما تؤسّس لمنزل في صحراء مُقفرة رمالها متحركة ضع في حُسبانك أن هذا المنزل آيل للاختفاء بل السقوط لا محالة وأن أي محاولات لإنقاذه سوف تبوء بالفشل.

ينطبق هذا المثل على كل مشروع عشوائي لم يتم تأسيسه على قواعد ثابتة بل اتكأ على تصورات تفتقر إلى الوضوح والشفافية وانطباعات عاطفية غير موضوعية وتخطيط مشوه الملامح عاجز عن تقديم صورة متكاملة لما سيكونه مستقبلًا وهل سيتمكن من تحقيق الأهداف التي أُقيم من أجلها.

لعله من حُسن حظ البعض أن تُتاح له فرصة التوقف عن الذهاب بعيدًا في أي مشروع وُلد ميتًا ربما لأنه «فكر وقدر» لكنه سيكون عاثره في حال الاضطرار للمُضي قُدمًا في عالم المجهول وتعذر أخذ أي خطوة إلى الوراء فالخسائر ستكون مضعفة وفادحة ومؤلمة.

آخر نقطة:

مهما سعيت لن تستطيع أن تجعل من الحمار حصانا وإن ألبسته سرج حصان فالنهيق سيفضحه بين الأشهاد ذات يوم. يقول الشاعر السوري فاضل أصفر في ذلك:

لأنّ الخيل قد قلّت تحلّت

حميرُ الحي بالسّرج الأنيق

إذا ظهر الحمارُ بِزِي خيل

تكشف أمرهُ عند النهيق

عمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

السوداني يؤكد على أهمية إنجاز المشاريع التي تعمل فيها الشركة في العراق

بغداد اليوم -  


مقالات مشابهة

  • على تركيا الاعتذار عما فعله العثمانيون بالعالم العربي
  • بينها الهلال.. إليك قائمة بالفرق التي هزّ شباكها رونالدو هذا الموسم
  • أطول برج خشبي في العالم..من المدينة التي ستحتضنه؟
  • السوداني يؤكد على أهمية إنجاز المشاريع التي تعمل فيها الشركة في العراق
  • الجزيرة ترصد شهادات مغاربة عاشوا لحظات زلزال الحوز قبل عام
  • لحظات مرعبة لراكب حاول فتح باب الطائرة في الجو .. فيديو
  • الكشف عن أهم الشخصيات في العالم التي من الممكن أن تصل إلى لقب ”تريليونير”.. تعرف عليها
  • نبوءة محافظ البنك المركزي ‘‘المعبقي’’ التي تحققت اليوم بحذافيرها
  • خلال لحظات.. استعلم عن نتيجة الثانوية العامة الدور الثاني 2024
  • وكيل أفريقية النواب: "التجلي الأعظم" يعيد مصر لمكانتها المرموقة على خريطة السياحة العالمية