بينما تستمر الغارات الجوية والهجوم البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، توجه دول عربية انتقادات لتل أبيب، وفي الوقت نفسه تندفع نحو حليفتها الولايات المتحدة للحصول على ضمانات أمنية في ظل مخاوف من توترات إقليمية.

ذلك ما خلص إليه جوناثان هارفي، في تحليل بموقع "وورلد بوليتيكس ريفيو" (WPR) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "الدول العربية التي أبرمت معاهدات سلام وتطبيع مع إسرائيل وجدت نفسها في موقف حساس".

وتابع: "في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر سرعان ما تحولت الدعوات الإقليمية الأولية لوقف التصعيد إلى إدانات لحملة القصف الإسرائيلية، بعد أن واجه القادة في الأردن ومصر ودول الخليج الشريكة لإسرائيل، وتحديدا البحرين والإمارات، ضغوطا من شعوبهم المؤيدة بشدة للفلسطينيين لمعالجة محنة غزة".

ومنذ 36 يوما، يشن جيش الاحتلال حربا جوية وبرية وبحرية على غزة دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها، وقتل 11078 فلسطينيا، بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا، وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية.

هارفي أردف أنه "مع تصاعد الانتقادات لإسرائيل، استدعى الأردن سفيره وانتشرت شائعة مفادها أن البحرين قطعت علاقاتها مع إسرائيل".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي الأردن ومصر والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوربا ولبنان منذ عقود.

اقرأ أيضاً

تقدير أمريكي: الرياض سترغب في مكاسب لتمويل غزة بعد حماس

سفن أمريكية

"أعطى شركاء إسرائيل العرب، وكذلك السعودية التي كانت إسرائيل تجري معها محادثات لتطبيع العلاقات قبل الحرب، الأولوية للعلاقات مع الولايات المتحدة"، كما أضاف هارفي.

وقال إن "واشنطن ضاعفت التزاماتها الأمنية الإقليمية منذ 7 أكتوبر (الماضي)، ونشرت سفنا في شرق البحر الأبيض المتوسط وتعهدت بتقديم حزمة مساعدات بقيمة 14.5 مليار دولار لإسرائيل (حليفتها)".

وأردف: "على هذه الخلفية، انجذبت الدول العربية إلى الولايات المتحدة للحصول على ضمانات أمنية وسط مخاوف من اندلاع توترات إقليمية وتوترات مع حلفاء إيران في جميع أنحاء المنطقة". وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها.

وفي الواقع، بحسب هارفي، سافر وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى البيت الأبيض في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الجاري؛ سعيا للحصول على ضمانات أمنية أمريكية معززة في حالة حدوث توترات إضافية.

وتابع: "ومن المرجح أنه كان يضع في ذهنه الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، والذين قاموا بتحديث قدراتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار في السنوات الأخيرة".

ولفت إلى أن هذه "المجموعة نفذت بالفعل تهديداتها بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل لإظهار تضامنها مع حماس وغزة، على الرغم من أن سفينة تابعة للبحرية الأمريكية متمركزة في البحر الأحمر اعترضت هذه الصواريخ؛ كما أسقطت طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار كانت تعمل بالقرب من اليمن".

ومضى قائلا: "لا تزال الهدنة الهشة (القائمة منذ شهور) بين الحوثيين والقوات الحكومية اليمنية المدعومة من السعودية صامدة، لكن الرياض تشعر بالقلق من احتمال وقوعها في مرمى النيران نتيجة أي مظاهر أخرى للحوثيين للولاء لـ"محور المقاومة" المدعوم من إيران".

وزاد بأن "طلب الأردن من الولايات المتحدة نشر صواريخ دفاع جوي على أراضيه يؤكد مخاوفه الأمنية. وفي العام الماضي، التزمت الولايات المتحدة بتقديم "أطول وأكبر" حزمة مساعدات للأردن حتى الآن، إذ تعهدت بـ1.45 مليار دولار سنويا".

و"لا يتعاطف الأردن مع حماس، بعد أن طرد قادتها في المنفى إلى قطر في عام 1999، ولكن مثل شركاء إسرائيل العرب، بما في ذلك مصر والإمارات، تفضل عمان رؤية قيادة فلسطينية مستقرة ضمن حل الدولتين"، وفقا لهارفي.

وتابع: "وعلى الرغم من خطابه القوي في معارضة الحرب، فإن الأردن يدرك الدعم الاقتصادي والعسكري الأمريكي الأخير، ومن المرجح أن يتصرف بحذر لتجنب تقويض علاقته مع واشنطن. وكجزء من جهوده المتوازنة، قام الأردن بتسهيل المساعدات الإنسانية، وإسقاط الإمدادات الطبية والصيدلانية إلى غزة بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية".

اقرأ أيضاً

حماس تدعو الدول العربية والإسلامية لتحرّك عاجل لوقف العدوان وإنقاذ غزّة

قمتان بالرياض

"كما جذبت ردود أفعال السعودية تجاه الصراع الاهتمام. وبعد بيان محسوب ردا على هجوم حماس في 7 أكتوبر، نددت الرياض بالعمليات العسكرية الإسرائيلية اللاحقة في غزة وأوقفت المناقشات حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، كما زاد هارفي.

وأردف: "ولتجنب أي رد فعل دبلوماسي عنيف، دعت الرياض إلى عقد قمتين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض (السبت)، سعيا إلى إبراز صورة القيادة وسط الأزمة".

ورجح أن "شركاء إسرائيل العرب سيستمرون في التعبير عن خطوطهم الحمراء فيما يتعلق باتجاه الصراع والمدنيين في غزة، وفي نهاية المطاف قد يحاولون فرض تكاليف حقيقية على إسرائيل لتجاهلها هذه الخطوط".

و"لكن حاليا، ومع وجود نفوذ ضئيل على الصراع، فمن المرجح أن يستمروا في اللعب بأمان من خلال تعزيز علاقاتهم الأمنية والاقتصادية مع واشنطن"، كما ختم هارفي.

اقرأ أيضاً

تغيير مسار.. هكذا يمكن للحكام العرب اكتساب شرعية من فلسطين

المصدر | جوناثان هارفي/ وورلد بوليتيكس ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة حرب إسرائيل أمريكا دول عربية الولایات المتحدة الدول العربیة مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

الأردن أول دولة عربية تتحرك لدعم لبنان في أزمة تفجيرات بيجر

أعلنت المملكة الأردنية الهاشمية وقوفها مع أمن لبنان وسيادته واستقراره بعد التفجيرات التي ضربت الضاحية الجنوبية في بيروت، واستهدفت عناصر حزب الله اللبناني.

وأجرى نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية وشؤون المغتربين في حكومة تصريف الأعمال أيمن الصفدي، الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي نقل له خلاله توجيهات الملك عبد الله الثاني تقديم أي مساعدات طبية يحتاجها القطاع الطبي اللبناني لمعالجة الآلاف من المواطنين اللبنانيين الذين أصيبوا في عملية التفجير الجماعي في لبنان اليوم.

وأكد الصفدي وقوف الأردن مع أمن لبنان وسيادته واستقراره وتضامنه معه ومع الشعب اللبناني الشقيق، حسب ما أوردته صحيفة الدستور الأردنية.

وشدد الوزير الأردني على ضرورة وقف التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، عبر الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة والتصعيد في الضفة الغربية والتزام قرار مجلس الأمن ١٧٠١. وأكد إدانة الأردن ورفضه كل عمل يهدد أمن لبنان واستقراره وسلامة مواطنيه.

وشهد لبنان وقوع أكثر من 2800 مصاب، في حصيلة أولية، إثر انفجارات متزامنة لأجهزة الاتصال اللاسلكية "بيجر"، التي يستخدمها عناصر حزب الله اللبناني،

وفي أول رد له اعتبر حزب الله اللبناني تلك العملية أكبر اختراق أمني له، متعهدا بأن "العدو الغادر سينال بالتأكيد قصاصه العادل على العدوان الآثم، ‏من حيث يحتسب ‏ومن حيث لا يحتسب"، محملا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم الذي وصفه بـ الإجرامي.

مقالات مشابهة

  • مصادر مطلعة لـ(سي إن إن): إسرائيل أبلغت أمريكا قبل تنفيذ تفجيرات لبنان ولم تقدم تفاصيل
  • الأردن يرحب باعتماد الأمم المتحدة مشروع قرار بشأن الآثار القانونية عن سياسات إسرائيل في فلسطين
  • الأردن يرحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول عدم قانونية استمرار وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لم تنسق مع إسرائيل لتنفيذ تفجيرات لبنان
  • مسئول أمريكي: إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة بعد انتهاء عملية تفجير أجهزة البيجر
  • أسوشيتيد برس: إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة ليلة أمس بعد انتهاء عملية البيجر
  • الأردن أول دولة عربية تتحرك لدعم لبنان في أزمة تفجيرات بيجر
  • باحثان: على أمريكا التخلي عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية لهذا السبب
  • هدنة غزة.. الولايات المتحدة تعمل على اتفاق "منقح"
  • إسرائيل تخترق أمن الولايات المتحدة.. وأمريكا ترد بعقوبات مشددة