طلبا لضمانات أمنية.. دول عربية تنتقد إسرائيل وتندفع نحو أمريكا
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
بينما تستمر الغارات الجوية والهجوم البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، توجه دول عربية انتقادات لتل أبيب، وفي الوقت نفسه تندفع نحو حليفتها الولايات المتحدة للحصول على ضمانات أمنية في ظل مخاوف من توترات إقليمية.
ذلك ما خلص إليه جوناثان هارفي، في تحليل بموقع "وورلد بوليتيكس ريفيو" (WPR) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "الدول العربية التي أبرمت معاهدات سلام وتطبيع مع إسرائيل وجدت نفسها في موقف حساس".
وتابع: "في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر سرعان ما تحولت الدعوات الإقليمية الأولية لوقف التصعيد إلى إدانات لحملة القصف الإسرائيلية، بعد أن واجه القادة في الأردن ومصر ودول الخليج الشريكة لإسرائيل، وتحديدا البحرين والإمارات، ضغوطا من شعوبهم المؤيدة بشدة للفلسطينيين لمعالجة محنة غزة".
ومنذ 36 يوما، يشن جيش الاحتلال حربا جوية وبرية وبحرية على غزة دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها، وقتل 11078 فلسطينيا، بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا، وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية.
هارفي أردف أنه "مع تصاعد الانتقادات لإسرائيل، استدعى الأردن سفيره وانتشرت شائعة مفادها أن البحرين قطعت علاقاتها مع إسرائيل".
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي الأردن ومصر والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوربا ولبنان منذ عقود.
اقرأ أيضاً
تقدير أمريكي: الرياض سترغب في مكاسب لتمويل غزة بعد حماس
سفن أمريكية
"أعطى شركاء إسرائيل العرب، وكذلك السعودية التي كانت إسرائيل تجري معها محادثات لتطبيع العلاقات قبل الحرب، الأولوية للعلاقات مع الولايات المتحدة"، كما أضاف هارفي.
وقال إن "واشنطن ضاعفت التزاماتها الأمنية الإقليمية منذ 7 أكتوبر (الماضي)، ونشرت سفنا في شرق البحر الأبيض المتوسط وتعهدت بتقديم حزمة مساعدات بقيمة 14.5 مليار دولار لإسرائيل (حليفتها)".
وأردف: "على هذه الخلفية، انجذبت الدول العربية إلى الولايات المتحدة للحصول على ضمانات أمنية وسط مخاوف من اندلاع توترات إقليمية وتوترات مع حلفاء إيران في جميع أنحاء المنطقة". وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها.
وفي الواقع، بحسب هارفي، سافر وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى البيت الأبيض في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الجاري؛ سعيا للحصول على ضمانات أمنية أمريكية معززة في حالة حدوث توترات إضافية.
وتابع: "ومن المرجح أنه كان يضع في ذهنه الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، والذين قاموا بتحديث قدراتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار في السنوات الأخيرة".
ولفت إلى أن هذه "المجموعة نفذت بالفعل تهديداتها بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل لإظهار تضامنها مع حماس وغزة، على الرغم من أن سفينة تابعة للبحرية الأمريكية متمركزة في البحر الأحمر اعترضت هذه الصواريخ؛ كما أسقطت طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار كانت تعمل بالقرب من اليمن".
ومضى قائلا: "لا تزال الهدنة الهشة (القائمة منذ شهور) بين الحوثيين والقوات الحكومية اليمنية المدعومة من السعودية صامدة، لكن الرياض تشعر بالقلق من احتمال وقوعها في مرمى النيران نتيجة أي مظاهر أخرى للحوثيين للولاء لـ"محور المقاومة" المدعوم من إيران".
وزاد بأن "طلب الأردن من الولايات المتحدة نشر صواريخ دفاع جوي على أراضيه يؤكد مخاوفه الأمنية. وفي العام الماضي، التزمت الولايات المتحدة بتقديم "أطول وأكبر" حزمة مساعدات للأردن حتى الآن، إذ تعهدت بـ1.45 مليار دولار سنويا".
و"لا يتعاطف الأردن مع حماس، بعد أن طرد قادتها في المنفى إلى قطر في عام 1999، ولكن مثل شركاء إسرائيل العرب، بما في ذلك مصر والإمارات، تفضل عمان رؤية قيادة فلسطينية مستقرة ضمن حل الدولتين"، وفقا لهارفي.
وتابع: "وعلى الرغم من خطابه القوي في معارضة الحرب، فإن الأردن يدرك الدعم الاقتصادي والعسكري الأمريكي الأخير، ومن المرجح أن يتصرف بحذر لتجنب تقويض علاقته مع واشنطن. وكجزء من جهوده المتوازنة، قام الأردن بتسهيل المساعدات الإنسانية، وإسقاط الإمدادات الطبية والصيدلانية إلى غزة بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية".
اقرأ أيضاً
حماس تدعو الدول العربية والإسلامية لتحرّك عاجل لوقف العدوان وإنقاذ غزّة
قمتان بالرياض
"كما جذبت ردود أفعال السعودية تجاه الصراع الاهتمام. وبعد بيان محسوب ردا على هجوم حماس في 7 أكتوبر، نددت الرياض بالعمليات العسكرية الإسرائيلية اللاحقة في غزة وأوقفت المناقشات حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، كما زاد هارفي.
وأردف: "ولتجنب أي رد فعل دبلوماسي عنيف، دعت الرياض إلى عقد قمتين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض (السبت)، سعيا إلى إبراز صورة القيادة وسط الأزمة".
ورجح أن "شركاء إسرائيل العرب سيستمرون في التعبير عن خطوطهم الحمراء فيما يتعلق باتجاه الصراع والمدنيين في غزة، وفي نهاية المطاف قد يحاولون فرض تكاليف حقيقية على إسرائيل لتجاهلها هذه الخطوط".
و"لكن حاليا، ومع وجود نفوذ ضئيل على الصراع، فمن المرجح أن يستمروا في اللعب بأمان من خلال تعزيز علاقاتهم الأمنية والاقتصادية مع واشنطن"، كما ختم هارفي.
اقرأ أيضاً
تغيير مسار.. هكذا يمكن للحكام العرب اكتساب شرعية من فلسطين
المصدر | جوناثان هارفي/ وورلد بوليتيكس ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة حرب إسرائيل أمريكا دول عربية الولایات المتحدة الدول العربیة مع إسرائیل
إقرأ أيضاً:
حماس أيديولوجيا لا تُقهر.. مستشارة أمريكية تنتقد تحفظات نتنياهو على المفاوضات
قالت المستشارة السابقة لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، ياسمين الجمل، إنّ: "حماس كمنظمة، كأيديولوجية لا يمكن تدميرها عسكريا"، وذلك ردّا على تصريح لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بخصوص أهداف الحرب في قطاع غزة.
وأضافت الجمل، خلال خلال مقابلة أجرتها مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه: "يبدو أن نتنياهو يحاول التحوّط لأنه لم يناقش استعداد إسرائيل للدخول في مفاوضات بحسن نية بشأن المرحلة الثانية".
وفي الوقت نفسه، أشارت الجمل، إلى أنه بات على دولة الاحتلال الإسرائيلي تقديم تنازلات وصفتها بـ"الكبيرة وتتعارض تماما مع ما يريده شركاء نتنياهو اليمينيين المتشددين في الائتلاف"، موضحّة أنها: "انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة والالتزام بإنهاء الحرب بشكل دائم".
وكان نتنياهو قد قال إنّ: "لدى السعودية ما يكفي من الأراضي لتوفير دولة للفلسطينيين"، وذلك ردا على تأكيد المملكة أنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي من دون إقامة دولة فلسطينية؛ وهو ما دفع الخارجية السعودية لإصدار بيان أكدت فيه رفضها القاطع لتصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، دون الإشارة إلى تصريحات نتنياهو حول إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية.
كذلك، في الساعات القليلة الماضية، قال نتنياهو إنّ: "الرئيس ترامب وافقني تماما بأننا سوف نفعل كل شيء لاستعادة جميع الأسرى، ولكن لن يكون هناك وجود لحماس"، وأكد "سوف نفعل ما بوسعنا لإعادة كل الأسرى، ونضمن أمنهم وهي توجيهات للوفد ليبلغ الرسالة للوسطاء".
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن، مساء أمس السبت، عن إرسال وفد إلى الدوحة بهدف إجراء مفاوضات تتناول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؛ فيما طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد بـ"منح الوفد تفويضا كاملا لإتمام الصفقة".
وعبر بيان، أورد مكتب نتنياهو أنه: بعد تبادل جديد -السبت- لأسرى إسرائيليين في غزة مقابل أسرى فلسطينيين، "أمر نتنياهو بإرسال وفد إلى قطر". بينما يعتزم لدى عودته من الولايات المتحدة، الأحد، عقد "اجتماع للحكومة الأمنية بخصوص الموضوع".
إلى ذلك، توالت الإدانات لتصريحات نتنياهو، من طرف عدة دول عربية، بينها القاهرة التي وصفت الاقتراح بكونه: "تجاوزا مستهجنا وتعديا على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة"، فيما قالت الخارجية السودانية، إن "الحديث عن إقامة دولة فلسطينية داخل الأراضي السعودية، لا يعد فقط انتهاكاً لسيادة المملكة الشقيقة، بل يمثل تمادياً من إسرائيل في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وخرق قواعد القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة".