لجريدة عمان:
2025-04-28@22:38:34 GMT

مشروعات طلابية واعدة حبيسة الأدراج !

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

مشروعات طلابية واعدة حبيسة الأدراج !

تعاني مشاريع تخرج طلبة الكليات والجامعات في سلطنة عمان من بعض التحديات والصعوبات التي تحول دون تنفيذها على أرض الواقع، كما أن عملية إيجاد داعم ومستثمر حقيقي ليس بالأمر السهل، وتقوم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار باحتضان بعض المشاريع من خلال برنامج «أبجريد» وتحويلها إلى شركات ناشئة، بينما تبقى بقية المشاريع دون تنفيذ رغم حصولها على مراكز في مسابقات ابتكارية بسبب عدم توفر الدعم المالي والافتقار إلى بعض المصادر البحثية وأدوات التصنيع.

«عمان» اقتربت من مختصين للتعرف عن قرب على آلية متابعة مشاريع التخرج الطلابية ودور الجهات المختصة حيالها.

بداية يؤكد الدكتور عبدالله بن محمد الشكيلي المدير التنفيذي لمركز ريادة الأعمال بجامعة نزوى أن هناك الكثير من مشاريع التخرج الطلابية التي تحاول دراسة العديد من القضايا والتحديات التي تواجه المجتمع سواء أكانت في المجال الصحي أو الاقتصادي أو الهندسي أو العلمي أو في العلوم الإنسانية، إلا أن القليل منها يرى النور، فليس كل مشروع تخرج يكون قابلا للتحول وإنما يعول على المشاريع ذات القيمة الإضافية لتكون قادرة على تأسيس شركات ناشئة تقدم منتجا ذا طابع ابتكاري أو تقني، ويوضح أن جامعة نزوى تسعى من خلال وحدة الاحتضان التابعة لمركز ريادة الأعمال لدعم تلك المشاريع الابتكارية من مخرجات مشاريع التخرج الطلابية القابلة للتحول إلى السوق بعد دراسة الجدوى الاقتصادية لتأسيس شركات ناشئة وتقديم الدعم والمساندة لها وربطها بعدد من المستثمرين ومنظومة ريادة الأعمال، إضافة إلى التعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في تشجيع الطلاب على الاستفادة من برنامج تحويل مشاريع التخرج الطلابية إلى شركات ناشئة والاستفادة من برنامج الحاضنة العلمية التي تدعمها الوزارة.

التحديات

ويشير الدكتور إلى أن التحدي ما زال قائما في عدم تبنى مبادرات من المستثمرين أو الشركات أو بعض الجهات ذات الصلة في دعم هذه المشاريع الطلابية وتذليل العقبات أمامها لتحقيق أهدافها، إضافة إلى عدم وجود منصة ابتكارية وطنية تدعم الربط بين مختلف أصحاب العلاقة في منظومة الابتكار وريادة الأعمال، إلى جانب الحاجة لمراجعة التشريعات والقوانين مع ضمان حماية الملكية الفكرية لهذه المشاريع الطلابية، مفيدا بأن التعاون بين مركز ريادة الأعمال بجامعة نزوى ومنظومة ريادة الأعمال قائم من خلال التواصل مع الداعمين والقطاعات الحكومية منها والخاصة أكان في مجال التعليم والتدريب والبحوث وبناء القدرات أوالبحث عن ممولين للمشروعات ذات القيمة المضافة.

برنامج أبجريد

ويقول نعمان بن سليمان الكلباني أخصائي إدارة الشراكات البحثية والابتكارية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إن برنامج تحويل المشاريع الطلابية إلى شركات ناشئة «أبجريد» يجمع الخريجين الجدد من مختلف المؤسسات ويقدم أفضل مبادرة من خلال احتضان المشاريع وتحويلها إلى شركات ناشئة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والصناعة، التي تهدف إلى إحداث تأثير اجتماعي واقتصادي، كما يسعى إلى تفعيل هذا الدور ودعم المبتكرين بالمساهمة في بناء اقتصاد مبني على المعرفة من خلال تحفيز الباحثين والمبتكرين، ودعم المؤسسات لتحويل الأفكار إلى شركات ناشئة ذات قيمة مضافة تسهم في التنمية الاقتصادية المستدامة، وتعزيز الكفاءات وتنمية الإبداع والابتكار، وتوظيفها للمساهمة في تحقيق أهداف الاقتصاد المبني على المعرفة والمساهمة في رفع مرتبة وتصنيف سلطنة عمان في المؤشرات العالمية وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وتوفير مصادر تمويل متنوعة واستراتيجية ومستدامة.

مضيفاً أن دور الوزارة يأتي من خلال تفعيل دور دائرة الحاضنات في متابعة الفرق الفائزة أثناء الاحتضان وتقديم الدعم اللازم، ومتابعة صرف المستحقات المالية للفائزين، كما تقوم بتأهيل أصحاب المشاريع المقدمة للبرنامج بتقديم البرامج التدريبية لهم بالتعاون مع الجهات المعنية لتأهيل المشاركين للمنافسة في البرنامج.

الاستفادة

وأوضح الكلباني أن المشاريع والأفكار الابتكارية هي نتاج تعزيز التعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية لدعم تلك المشاريع والاستفادة منها في تطوير البرامج التعليمية، وتوجيه الاهتمام والتحفيز نحو مجالات معينة تُعتبر ذات اهتمام عالي للتطور بما يعزز التفكير النقدي والإبداع في المناهج الدراسية، بالإضافة إلى أن هذه المشاريع تسهم في نشر ثقافة البحث العلمي والابتكار ودعم وتمكين المبتكرين والمبدعين من أصحاب المشاريع الطلابية، وتحقيق التميز في مجال ريادة الأعمال والسعي لنمو الشركات الناشئة واستدامتها في السوق، وبالتالي الإسهام في بناء اقتصاد مبني على المعرفة ورفع مرتبة وتصنيف السلطنة في المؤشرات العالمية.

آلية الاختيار

وحول آلية اختيار المشاريع أفاد الكلباني: يجب أن تكون فكرة المشروع ضمن المسار المحدد في المنافسة، وذات جودة ووضوح، وأن يتمتع بالأصالة والحداثة والإبداع، والجدوى الاقتصادية والفعالية والتميز، مشيرا إلى أنه في عام 2022م تم اختيار 9 مشاريع في مسارين، ستة منها في مسار الثورة الصناعية الرابعة، وثلاثة مشاريع في المسار الصناعي، وحول بقية المشاريع التي لم تفز في المسابقة قال الكلباني: نقوم بعمل دورات تدريبية متخصصة لتطوير وتأهيل أصحاب الأفكار الابتكارية، مع وجود فرص التنافس على مسابقة منتدى لندن للعلماء الشباب أو مسابقة مختبر الجدران المتساقطة.

مشروعات مستثمرة

مشروع «آي لاب مارين»، أحد المشاريع التي تم استثمارها وتحويلها إلى شركة ناشئة تعنى بتمكين التحول الرقمي في قطاعات الاقتصاد الأزرق البيئية واللوجستية والسمكية، وتتركز مهمة الشركة على جمع البيانات باستخدام أجهزة إنترنت الأشياء والروبوتات البحرية ثم تحليلها باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وفق وليد بن محمد المعولي صاحب المشروع الذي أوضح فكرة الشركة التي نشأت من مشروع تخرج قدمه بجامعة السلطان قابوس وهو عبارة عن بناء روبوت بحري للكشف عن التلوث النفطي، وحصد جوائز في مسابقات وبرامج محلية، ثم تم تأسيس وتشغيل المشروع بعد حصوله على استثمار من الصندوق العماني للتكنولوجيا، وساعدنا برنامج تحويل مشاريع التخرج إلى شركات ناشئة (أبجريد) التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في تأسيس الشركة، كما استثمر الصندوق العماني للتكنولوجيا (صندوق تكوين) في الشركة لتسريع وتيرة النمو والدخول في أسواق الاستزراع السمكي، ويفيد المعولي بأن البرامج المستمرة التي يقدمها الصندوق مفيدة لتحسين العمليات وأداء الشركة، مشيراً إلى أن من ضمن التحديات التي واجهها المشروع الافتقار لمهارات ريادة الأعمال، وأدوات التصنيع التي كانت عائقا لتنفيذ المشاريع بصورة أسرع، وتم التغلب عليها بالالتحاق بحاضنة صناع عمان.

البحث عن داعم

حمود بن ناصر الهاشمي أحد الطلبة الذين تم ترشيحهم في مسابقة مشاريع الابتكار في الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، وحصل مشروعه على المركز الأول في المنافسة الأولى والمركز الثالث في المنافسة الثانية، وعن فكرة المشروع أوضح الهاشمي أنه يهدف إلى تسهيل نظام مراقبة الطاقة السكنية من خلال تنفيذ جهاز عداد ذكي (EPB) وإجراء دراسة جدوى، والتحقيق في قيمة تحديات إدارة الطاقة الحالية، حيث يشجع هذا المشروع المستهلكين على تبني ممارسات توفير الطاقة من خلال عرض البيانات في الوقت الفعلي مع تكلفة الاستهلاك الكهربائي المقابلة، مما يؤدي إلى تقليل الاستهلاك الكهربائي وخفض انبعاثات الكربون، كما تمكن EPB من الكشف عن انقطاع التيار الكهربائي أو أنماط استخدام الطاقة غير الطبيعية والاستجابة لها على الفور، كما أن المنتج ذكي وبسيط للغاية وآمن للتثبيت من قبل الأشخاص غير الكهربائيين، ويشير الهاشمي إلى أن من ضمن التحديات التي واجهته هي عدم توفر الأدوات بأسعار تنافسية وتم الاضطرار إلى طلب الأدوات من الخارج، مؤكداً أن المشروع لم يتم استثماره إلى الآن ولم يلاقِ داعما حقيقيا له، ويسعى للحصول على داعم لاستثماره.

احتضان المشروع

وعمل فريق من جامعة السلطان قابوس على مشروع تخرج يعزز استخدام الطاقة البديلة من خلال تصنيع الخلايا الشمسية باستخدام مادة الجرافين والبوليمير كبديل لمادة السيليكون، وقد تم استخدام وتطوير هذا المفهوم من قبل الطالبات عائشة بنت يوسف الوهيبية، ومزن بنت سليمان العبرية، والحسناء بنت ناصر العدوانية ونسيبة بنت محمود الخروصية بكلية الهندسة في قسم الهندسة الميكانيكية والصناعية، وتقوم فكرة المشروع على استخدام الجرافين مع مادة البوليمير في الخلية الشمسية، حيث يمكن إنتاج الخلايا الشمسية البوليميرية القائمة على الجرافين بمرونة ممتازة وخصائص امتصاص عالية للطاقة الشمسية، وقد فاز المشروع في برنامج أبجريد في نسخته السادسة 2022م، كما فاز بالمركز الأول على مستوى جامعات وكليات السلطنة في مسابقة الديكاثلون في نسختها الثالثة، وتفيد الوهيبية بأنه قد تم احتضان المشروع حاليا من قبل شركة مدائن، من خلال تقديم دورات عن كيفية إدارة المشروع وفتح شركة ناشئة، مشيرة إلى وجود تحديات واجهت المشروع أبرزها عدم الحصول على الدعم المالي، كما أنه لا توجد العديد من المصادر البحثية للخلايا الشمسية في عمان، كما أن المختبرات غير مهيأة للعديد من التجارب، إضافة إلى أن التعامل مع المواد النانوية كالجرافين يحتاج إلى غاية في الدقة.

وتفيد رزان بنت حمد الكلبانية صاحبة ابتكار مشروع طلاء يمتص الأشعة السينية من مكون مادة الليكوبين، والليكوبين وهو الصبغة الحمراء الموجودة في الطماطم والبطيخ والفواكه والخضروات الحمراء بشكل عام، حيث قامت باستخلاص المادة وإجراء التجارب والفحوص المخبرية، والمشروع هو الدراسة الأولى من نوعها على مستوى العالم باستخدام مركب طبيعي لتدريع غرفة الأشعة السينية.

المسابقات

وقد حصلت الكلبانية على براءة الاختراع عن المادة الطبيعية التي تمتص الأشعة السينية، وعلى جوائز عديدة داخل السلطنة وخارجها، حيث حصلت على المركز الأول في السلطنة وتأهلت للمنافسة عالميًا في برلين بمسابقة مختبر الجدران المتساقطة نوفمبر2020م، كما تأهلت ضمن أفضل 15 مشروعا رياديا حول العالم في أسبوع ألمانيا للابتكار، وحصلت على الميدالية الذهبية من معرض بيروت الدولي الثاني للابتكار، وحصلت على الميدالية الفضية في ملتقى التحدي والابتكار بدولة قطر، وعلى المركز الثاني (الميدالية الفضية) في شبكة الشرق الأوسط للمخترعات والمبتكرات وتوجت كأفضل ثاني مخترعة على مستوى الشرق الأوسط، وتم اختيارها في 2023 م كثاني أفضل مخترعة في الشرق الأوسط من منصة ميرة السعد للمعرفة والبحث العلمي وتأهلت للمنافسة عالميا، وحصلت على جائزة التقدير الخاصة من شبكة GLOBALWIIN. كما فازت بالجائزة الكبرى في معرض كوريا الدولي للاختراعات النسائية (KIWIE) 2023 من بين 353 ابتكارًا عالميًا.

وعن دور الجهات في تبني مشروعها قالت رزان: تم التواصل معي من قبل المسؤولين للوقوف على المشروع وتفاصيله، إلا إنني إلى الآن لم أحصل على مستثمر وداعم حقيقي، وقد يعود ذلك إلى ندرة وجود الشركات المختصة في مجال الأشعة السينية، التي بإمكانها الحصول على المنفعة المتبادلة من المشروع ولكن تم التواصل من قبل بعض الجهات في وزارة التجارة وهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للتعرف عن قرب على المشروع والبحث عن الطرق والوسائل لإمكانية تطبيقه على أرض الواقع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التعلیم العالی والبحث العلمی والابتکار المشاریع الطلابیة إلى شرکات ناشئة الأشعة السینیة ریادة الأعمال من خلال من قبل کما أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف نحول الأزمات إلى فرص واعدة!

 

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

 

يواجه الإنسان منذ نعومة أظفاره التحديات والعقبات التي يجد نفسه مُحاطًا بها من كل صوب، وهناك من يرى تلك التحديات أكبر منه ويستسلم لها ويعيش حياة يسودها الحزن والخضوع للأمر الواقع، ويصبح أسيرًا للهواجس والأفكار والوساوس الشيطانية التي تقتلع كيانه وتفكيره، وبالتالي تتحول الحياة إلى جحيم لا يُطاق.

وليس ما يُسيطر على مخاوفنا ونخاف منه أمرا حقيقيا؛ بل في كثير من الأحيان ما ذلك إلّا أوهام رسمناها لأنفسنا وتخيلناها ومنحناها كل وقتنا وجل تفكيرنا. وعلى الرغم من ذلك، لا نبحث عن حلول واقعية أو أساليب علمية للخروج من المأزق الذي اخترناه لأنفسنا، ونعتبره بكل أسف من الحقائق الأزلية والقدر الذي لا يمكن الهروب منه بأي حال من الأحوال!

صحيحٌ أن هناك من الأشخاص الذين يدركون مع مرور الأيام تلك الدروس القاسية التي دفعوا فيها أثمانًا باهظة من حياتهم، وخاصةً سنوات الشباب التي تُعد أفضل سنوات العمر، وفي بداية المشوار يكون الأمر صعبًا، نظرًا لقلة الخبرة وعدم الإدراك بأن هناك ذئابًا بشرية همُّها الأول هو أن ترى تقويض نجاح الآخرين ومحاولة نشر الإحباط والفشل بكل الطرق لأقرب الناس، خاصة الأصدقاء الذين يُنظر لهم على أنهم منافسون مفترضون.

لا شك أننا نحتاج إلى إرادة وقوة وتفسير منطقي للحياة والبشر من حولنا، وقبل ذلك تحليل الأحداث والوقائع التي نتعرض لها بشكل دائم، وعلى وجه الخصوص الذين أجبرتنا الظروف على أن نتعامل معهم؛ سواء في المنزل أو المدرسة أو حتى في العمل. نحن في كثير من المواقف مُجبرين على التعامل مع أُناس قد يكونون السبب في تعاستنا، لكوننا قد أحسنَّا الظن بهم، على الرغم من أنهم قد تحولوا إلى أداة خطرة علينا. وربما يكون هذا هو قدرنا في هذه الحياة الصعبة التي قدمنا إليها دون أن يكون لنا قرار في ذلك؛ فهناك من الفلاسفة والعلماء الذين يُجزمون بأنَّ الإنسان مُسيَّرٌ في شيئين وهما: ولادته وموته. وتلك أقدار إلهية لا دخل للمخلوق فيها، ولكونه في نفس الوقت- أي الإنسان- مُخيَّر في حياته في هذه الدنيا في ما بين الولادة والموت من قرارات، هُنا تظهر مساحة واسعة لكي نتخذ القرارات السليمة التي توصلنا إلى النجاح في الدنيا وحسن الخاتمة في الآخرة. كل ذلك يحدث من خلال العقل والتفكير السليم، الذي هو عبارة عن كرم من الله للإنسان الذي خصه عن غيره من المخلوقات بتلك الكنوز والتميز، لكي ينجح ويُعمِّر الأرض ويعبد الخالق ويفوز في الدنيا والآخرة إذا عمل صالحًا.

يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار" (آل عمران: 191).

والسؤال المطروح الآن: كيف نُغيِّر مسار الأحداث في حياتنا ونحول الأزمات إن وجدت إلى فرص واعدة؟!

لا شك أنَّ الإرادة والعقل الراجح السليم كفيلين بتغير المعادلة، وقبل ذلك كله النظرة الإيجابية الثاقبة للأمور التي تعتمد على التفاؤل الذي يصنع المعجزات، الذي هو عكس النظرة التشاؤمية القاتلة التي تقضي كل شيء إيجابي في هذه الدنيا؛ بل وتدمر طرق النجاح التي يمكن لنا الولوج إليها لتحقيق طموحاتنا وراحة البال بعيدا عن النكد والمعاناة، فإذا نظرنا بإمعان وتدبُّر إلى تعريف الأزمة في الثقافة الصينية منذ آلاف السنين مثلًا، نجدها عبارة عن كلمتين مركبتين (Ji-Wet) الأولى بمعنى خطر، والثانية تشير إلى الفرصة التي يمكن استثمارها وتحويلها إلى مفهوم إيجابي ومكسب، بعد زوال الخطر والسيطرة على المشاكل التي سبق أن تحولت بمرور الأيام إلى أزمة حقيقة.

وفي الختام.. الحياة لا تخلو من المشاكل والمؤامرات التي يحيكها البعض من أصحاب النفوس الخبيثة الذين يسعدهم أن يروا المصائب على وجوه الآخرين، ولمواجهة ذلك بحزم ونجاح؛ نحتاج إلى إخلاص وإيمان بالله وبالقدر خيره وشره، والصفح عن الأخطاء والعفو عند المقدرة عن الناس، والأهم من ذلك كله القناعة بكل ما قسمه الله لنا من أرزاق ومحن في بعض الأحيان، فتلك هي مفاتيح السعادة؛ وجواز سفر للعبور إلى بر الأمان لمن يُريد منَّا التخلص من الأزمات والكوارث سوى ما كان منها حقيقيا أو ما تخيلناه في أذهاننا واكتشفنا لاحقاً أنه لا يعدو ذلك أنه كوابيس وأحلام مزعجة تعمل على زلزلة مقومات الحياة والطمأنينة في نفوسنا ومن تحت أقدامنا.

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • اختتام الدورة ‏الخامسة من مشروع دورات التدريب المهني ودعم المشاريع الصغيرة في حلب
  • ممثل طلاب البحر الأحمر: وزارة التعليم تستهدف خلق قيادات طلابية قادرة على تحمل المسئولية والإبداع
  • عاجل - رئيس الوزراء مصطفى مدبولي يتفقد مشروعات جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة بالدلتا الجديدة
  • تنفيذ 3 مشروعات طرق في صلالة بـ17.6 مليون ريال
  • إنجاز نسب متقدمة في تنفيذ 3 مشروعات للطرق بصلالة بـ 17.6 مليون ريال
  • السوداني يؤكد أهمية تبسيط الإجراءات الإدارية التي تعترض مشاريع الاستثمار
  • «سيوا» تنفذ 6 مشاريع للإنارة في المنطقة الوسطى خلال الربع الأول من 2025
  • مشاريع كبرى في الطريق… تمويل دولي بقيمة 41 مليار دولار لتركيا
  • كيف نحول الأزمات إلى فرص واعدة!
  • انضمام 7 شركات عُمانية ناشئة إلى "مختبرات عُمانتل للابتكار"