من سيحكم غزة بعد الحرب... وهل سيدخل حاكمها على دبابة إسرائيلية؟
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إن على السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أن تستعيد، عندما تنتهي الحرب، السيطرة على قطاع غزة، وأن أطرافا دولية أخرى يمكن أن تؤدي أيضا دورا خلال فترة انتقالية.
ويذكر أن السلطة الفلسطينية تتمتع حاليا بسلطة محدودة في الضفة الغربية.
ومع ذلك ربط عباس خلال لقائه الأخير بلينكن في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بعملية سياسية شاملة.
وقال إن "قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملة في إطار حل سياسي شامل على كل من الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة".
هذا، وأعاد بلينكن طرح السيناريو نفسه بعد أيام قليلة، وأعرب عن رغبته في رؤية قطاع غزة "موحدا" مع الضفة الغربية بعد الحرب.
"لا يوجد عاقل يقبل العودة على دبابة..."ومن جانبه، قال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة الذي وصل بدعم من حركة حماس لوكالة الأنباء الفرنسية إن الأمور بعد نهاية الحرب في غزة ستكون على شكل "إدارة مدنيّة وحكم عسكري بوجود مجتمع دولي، والسلطة الفلسطينيّة ستكون جزءا من الإدارة المدنيّة لمنطقة محترقة".
لكنه يضيف "لا أعتقد أن أحدا يقبل بأن يذهب في هذه الظروف لإدارة غزة، ولا يوجد فلسطينيّ، ولا يوجد عاقل، يقبل بأن يعود على دبابة أمريكية أو ميركافا إسرائيلية".
إلى ذلك، وفي مذكرة حديثة، قالت "مجموعة الأزمات الدولية" إن هناك أملا ضئيلا في إمكانية عودة السلطة الفلسطينية التي لا تحظى أصلا بشعبية كبيرة، إلى غزة بعد غزو إسرائيلي، وبألا "تُعامَل كعدو".
ومن جهته، أعلن القيادي في حركة حماس في لبنان أسامة حمدان أن الحركة لن تقبل بـ"وصاية" على قطاع غزة، رافضا خطط "عزل" حماس.
وقال حمدان في مؤتمر صحفي "للذين يظنون أن حماس ذاهبة، ستبقى حماس ضمير شعبنا وتطلعاته ولن تستطيع قوة في الأرض انتزاعها أو تهميشها"، مضيفا أن "مخططات أمريكا والاحتلال أحلام وجزء من حرب نفسيّة نرجو ألا يتورط بها أحد".
" مرحلة ما بعد حماس.. يعني ما بعد فلسطين"هذا، وصرح حمدان الذي يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قائلا "نعرف أن هناك من يبحث مع قادة في السلطة ومع قادة في المنطقة مرحلة ما بعد حماس، هذه حرب معنوية يخوضها الاحتلال تكمّل الحرب على الأرض في غزة وفي الضفة وفي كل مكان".
وأضاف "إذا أردتم التحدث في مرحلة ما بعد حماس، فهذا (يعني التحدث بمرحلة) ما بعد الشعب الفلسطيني، يعني ما بعد فلسطين".
أما حركة الجهاد الإسلامي التي تساند حماس في قطاع غزة، فرفضت بدورها أي سلطة مستقبلية ستفرض هناك.
وقال نائب الأمين العام للحركة محمد الهندي من بيروت "يتحدثون عن قوات دولية أو قوات عربية لتحكم غزة، هل يستطيع أحد أن يحكم مدينة بكل هذا الوجع وكل هذا الدمار؟ ثم أن تأتي قوات دوليّة لتحكم غزة لصالح الاحتلال، سيعتبرها الشعب الفلسطيني قوات احتلال بلا أدنى شكّ وسيُقاتلها".
وأضاف "يتحدثون عن السلطة الفلسطينيّة. تأتي سلطة فلسطينيّة على ظهر دبّابة إسرائيليّة بعد كلّ هذه المجازر لتحكم قطاع غزة؟ كيف؟ من سيبني هذه المدن التي دُمّرت؟ (خطة) مارشال جديد لا تستطيع أن تبنيها"، في إشارة إلى الخطة الأمريكية التي وضعت لمساعدة أوروبا الغربية عقب الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية.
ومن جانبه، يطرح رئيس الحكومة الفلسطيني السابق سلام فياض حلا يقوم على إدراج حركتي حماس والجهاد الاسلامي في منظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم تشكيل حكومة تُوافق عليها منظمة التحرير الموسّعة، بحيث تتحمل المسؤولية عن إدارة قطاع غزة والضفة الغربية خلال فترة انتقالية، ومن خلال "تفاهمات أمنية صارمة" مع إسرائيل.
"اقتسام الكعكة الآن ..غباء سياسي"وفي السياق، يقول أستاذ السياسة والعلاقات الدولية في جامعة غزة جمال الفاضي "أعتقد أن الحديث اليوم وربما الحراك الدبلوماسي الكبير الذي يقوده وزير الخارجية الأمريكي حول ما بعد حماس في قطاع غزة، هو محاولة لاستطلاع مواقف كل أطراف دول المنطقة والسلطة الفلسطينية، وهو ناتج عن خشية الولايات المتحدة من عدم وجود خطة استراتيجية وتصوّر ما لإسرائيل حول غزة".
ويشير إلى أن "السلطة الفلسطينية تريد حلا تكون حماس جزءا منه أو على الأقلّ تُوافق عليه، وغير ذلك سيكون تورطا في حرب أهلية أو صراع داخلي جديد".
أما مدير الهيئة الأهليّة الفلسطينية لاستقلال القضاء ماجد العاروي فيرى أنه من "الغباء أن يَقع أيّ فلسطيني في شرك البحث في شكل حُكم غزة بعد الحرب".
ويضيف "كلّنا نعلم كيف بدأت الحرب، لكن لا أحد يعلم كيف ستنتهي، ولا متى ستنتهي، ولا على أي أرض سوف تنتهي".
ويتابع "الحديث الآن عن اقتسام الكعكة، خصوصا من جانب الفلسطينيّين، أمر فيه درجة من الغباء السياسي وخوض في أمور افتراضيّة غير معلومة النتائج".
وتواصل إسرائيل راهنا القصف بشكل مكثف على قطاع غزة المحاصر وباشرت قواتها منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر عملية برية في شماله، وتدور منذ أيام اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحماس في "قلب غزة"، وفق بيانات الجيش. وتعهدت إسرائيل منذ اليوم الأول للحرب بـ"سحق" حماس.
وتأتي العملية الإسرائيلية ردا على هجوم حماس الدامي على أراض إسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وقتل منذ تنفيذ الهجوم ما لا يقل عن 1200 شخص في إسرائيل، بحسب حصيلة محدثة للسلطات الإسرائيلية، معظمهم مدنيون سقطوا في اليوم الأول من هجوم حماس غير المسبوق منذ قيام الدولة العبرية عام 1948.كما تعرض 239 شخصا من إسرائيليين وأجانب للخطف وتم نقلهم إلى داخل قطاع غزة.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الحرب غزة إسرائيل حماس الحرب بين حماس وإسرائيل بنيامين نتانياهو فلسطينيون النزاع الإسرائيلي الفلسطيني السلطة الفلسطينية محمود عباس السلطة الفلسطینیة السلطة الفلسطینی الضفة الغربیة ة الفلسطینیة ما بعد حماس حرکة حماس قطاع غزة حماس فی غزة بعد
إقرأ أيضاً:
المتحدث باسم قوى الأمن الفلسطينية: خطة إسرائيلية تستهدف إعادة احتلال الضفة الغربية
قال العميد أنور رجب، المتحدث باسم قوى الأمن الفلسطينية، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقف عن استهداف الشعب الفلسطيني، سواء في جنين بالضفة الغربية أو بغيرها، إذ أن عدوانه مستمر على كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية إلى جانب حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة.
طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مواطنين بمخيم الشاطئ غرب غزة (شاهد) الاحتلال الإسرائيلي ينسف عدة مبان سكنية في رفح بجنوب قطاع غزة إعادة احتلال الضفة الغربيةوأضاف «رجب» خلال مداخلة هاتفية بقناة «القاهرة الإخبارية»، أن الاحتلال لديه مساعي محمومة، وبرنامج وخطة تستهدف إعادة احتلال الضفة الغربية، وإعادة صياغة الوضع الديمغرافي والجغرافي فيها، بما يتماشى مع رؤية حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة المعروفة باسم «خطة الحسم».
الخطة الإسرائيليةوأشار المتحدة باسم قوى الأمن الفلسطينية، أنا عماد الخطة الإسرائيلية هي القيام بإجراءات تقود إلى إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية، وتقويضها، من ثم نشر الفوضى في عموم الضفة الغربية كمقدمة وذريعة للاستيلاء عليها وإعادة احتلالها.
جدير بالذكر الدكتور أشرف سنجر، خبير العلاقات الدولية في قطاع أخبار المتحدة، أن الوضع في قطاع غزة لا يزال مأساويًا، إذ أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل توسيع أراضيه، موضحًا أن تهجير الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها هو جزء من خطة الجنرالات المتقاعدين.
وأضاف «سنجر» في مداخلة هاتفية ببرنامج«هذا الصباح»، المذاع عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن مستقبل الاحتلال الإسرائيلي أصبح مهددًا، إذ أنه لا يمكن تصور وجود دولة إسرائيلية داخل دولة فلسطين، مؤكدًا أن الفلسطينيين سيبقون في أراضيهم ولن يغادروها.
وأشار إلى أن تصرفات الاحتلال لا تعكس رغبتها في التعايش السلمي مع الفلسطينيين أو دول الشرق الأوسط، مستشهدًا بارتفاع عدد الضحايا الذي بلغ أكثر من 45 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء.
دعم الولايات المتحدة المستمر للاحتلال الإسرائيليولفت إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في دعم الولايات المتحدة المستمر للاحتلال الإسرائيلي، إذ أنه لم تكن هناك أي إدارة أمريكية منذ بداية الأزمة، قدمت دعمًا حقيقيًا للشعب الفلسطيني، وهو ما ساهم في تصاعد الغضب والرفض، وهو ما حذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسي.