إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إن على السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أن تستعيد، عندما تنتهي الحرب، السيطرة على قطاع غزة، وأن أطرافا دولية أخرى يمكن أن تؤدي أيضا دورا خلال فترة انتقالية.

ويذكر أن السلطة الفلسطينية تتمتع حاليا بسلطة محدودة في الضفة الغربية.

وفي العام 2007، طردت حركة حماس السلطة الفلسطينية من غزة بعد معارك بين الجانبين.

ومع ذلك ربط عباس خلال لقائه الأخير بلينكن في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بعملية سياسية شاملة.

وقال إن "قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملة في إطار حل سياسي شامل على كل من الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة".

هذا، وأعاد بلينكن طرح السيناريو نفسه بعد أيام قليلة، وأعرب عن رغبته في رؤية قطاع غزة "موحدا" مع الضفة الغربية بعد الحرب.

"لا يوجد عاقل يقبل العودة على دبابة..."

ومن جانبه، قال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة الذي وصل بدعم من حركة حماس لوكالة الأنباء الفرنسية إن الأمور بعد نهاية الحرب في غزة ستكون على شكل "إدارة مدنيّة وحكم عسكري بوجود مجتمع دولي، والسلطة الفلسطينيّة ستكون جزءا من الإدارة المدنيّة لمنطقة محترقة".

لكنه يضيف "لا أعتقد أن أحدا يقبل بأن يذهب في هذه الظروف لإدارة غزة، ولا يوجد فلسطينيّ، ولا يوجد عاقل، يقبل بأن يعود على دبابة أمريكية أو ميركافا إسرائيلية".

إلى ذلك، وفي مذكرة حديثة، قالت "مجموعة الأزمات الدولية" إن هناك أملا ضئيلا في إمكانية عودة السلطة الفلسطينية التي لا تحظى أصلا بشعبية كبيرة، إلى غزة بعد غزو إسرائيلي، وبألا "تُعامَل كعدو".

ومن جهته، أعلن القيادي في حركة حماس في لبنان أسامة حمدان أن الحركة لن تقبل بـ"وصاية" على قطاع غزة، رافضا خطط "عزل" حماس.

وقال حمدان في مؤتمر صحفي "للذين يظنون أن حماس ذاهبة، ستبقى حماس ضمير شعبنا وتطلعاته ولن تستطيع قوة في الأرض انتزاعها أو تهميشها"، مضيفا أن "مخططات أمريكا والاحتلال أحلام وجزء من حرب نفسيّة نرجو ألا يتورط بها أحد".

" مرحلة ما بعد حماس.. يعني ما بعد فلسطين"

 هذا، وصرح حمدان الذي يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قائلا "نعرف أن هناك من يبحث مع قادة في السلطة ومع قادة في المنطقة مرحلة ما بعد حماس، هذه حرب معنوية يخوضها الاحتلال تكمّل الحرب على الأرض في غزة وفي الضفة وفي كل مكان".

وأضاف "إذا أردتم التحدث في مرحلة ما بعد حماس، فهذا (يعني التحدث بمرحلة) ما بعد الشعب الفلسطيني، يعني ما بعد فلسطين".

أما حركة الجهاد الإسلامي التي تساند حماس في قطاع غزة، فرفضت بدورها أي سلطة مستقبلية ستفرض هناك.

وقال نائب الأمين العام للحركة محمد الهندي من بيروت "يتحدثون عن قوات دولية أو قوات عربية لتحكم غزة، هل يستطيع أحد أن يحكم مدينة بكل هذا الوجع وكل هذا الدمار؟ ثم أن تأتي قوات دوليّة لتحكم غزة لصالح الاحتلال، سيعتبرها الشعب الفلسطيني قوات احتلال بلا أدنى شكّ وسيُقاتلها".

وأضاف "يتحدثون عن السلطة الفلسطينيّة. تأتي سلطة فلسطينيّة على ظهر دبّابة إسرائيليّة بعد كلّ هذه المجازر لتحكم قطاع غزة؟ كيف؟ من سيبني هذه المدن التي دُمّرت؟ (خطة) مارشال جديد لا تستطيع أن تبنيها"، في إشارة إلى الخطة الأمريكية التي وضعت لمساعدة أوروبا الغربية عقب الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية.

ومن جانبه، يطرح رئيس الحكومة الفلسطيني السابق سلام فياض حلا يقوم على إدراج حركتي حماس والجهاد الاسلامي في منظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم تشكيل حكومة تُوافق عليها منظمة التحرير الموسّعة، بحيث تتحمل المسؤولية عن إدارة قطاع غزة والضفة الغربية خلال فترة انتقالية، ومن خلال "تفاهمات أمنية صارمة" مع إسرائيل.

"اقتسام الكعكة الآن ..غباء سياسي"

وفي السياق، يقول أستاذ السياسة والعلاقات الدولية في جامعة غزة جمال الفاضي "أعتقد أن الحديث اليوم وربما الحراك الدبلوماسي الكبير الذي يقوده وزير الخارجية الأمريكي حول ما بعد حماس في قطاع غزة، هو محاولة لاستطلاع مواقف كل أطراف دول المنطقة والسلطة الفلسطينية، وهو ناتج عن خشية الولايات المتحدة من عدم وجود خطة استراتيجية وتصوّر ما لإسرائيل حول غزة".

ويشير إلى أن "السلطة الفلسطينية تريد حلا تكون حماس جزءا منه أو على الأقلّ تُوافق عليه، وغير ذلك سيكون تورطا في حرب أهلية أو صراع داخلي جديد".

أما مدير الهيئة الأهليّة الفلسطينية لاستقلال القضاء ماجد العاروي فيرى أنه من "الغباء أن يَقع أيّ فلسطيني في شرك البحث في شكل حُكم غزة بعد الحرب".

ويضيف "كلّنا نعلم كيف بدأت الحرب، لكن لا أحد يعلم كيف ستنتهي، ولا متى ستنتهي، ولا على أي أرض سوف تنتهي".

ويتابع "الحديث الآن عن اقتسام الكعكة، خصوصا من جانب الفلسطينيّين، أمر فيه درجة من الغباء السياسي وخوض في أمور افتراضيّة غير معلومة النتائج".

وتواصل إسرائيل راهنا القصف بشكل مكثف على قطاع غزة المحاصر وباشرت قواتها منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر عملية برية في شماله، وتدور منذ أيام اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحماس في "قلب غزة"، وفق بيانات الجيش. وتعهدت إسرائيل منذ اليوم الأول للحرب بـ"سحق" حماس.

وتأتي العملية الإسرائيلية ردا على هجوم حماس الدامي على أراض إسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وقتل منذ تنفيذ الهجوم ما لا يقل عن 1200 شخص في إسرائيل، بحسب حصيلة محدثة للسلطات الإسرائيلية، معظمهم مدنيون سقطوا في اليوم الأول من هجوم حماس غير المسبوق منذ قيام الدولة العبرية عام 1948.كما تعرض 239 شخصا من إسرائيليين وأجانب للخطف وتم نقلهم إلى داخل قطاع غزة.

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الحرب غزة إسرائيل حماس الحرب بين حماس وإسرائيل بنيامين نتانياهو فلسطينيون النزاع الإسرائيلي الفلسطيني السلطة الفلسطينية محمود عباس السلطة الفلسطینیة السلطة الفلسطینی الضفة الغربیة ة الفلسطینیة ما بعد حماس حرکة حماس قطاع غزة حماس فی غزة بعد

إقرأ أيضاً:

السلطة الفلسطينية تتهم ترامب بالتشجيع على العنف بالضفة

اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"تشجيع غلاة المستوطنين على ارتكاب مزيد من الجرائم" في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت الوزارة في بيان، إن "رفع العقوبات عن غلاة المستوطنين يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا"، محذرةً من "محاولات تفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة تمهيداً لخلق حالة من الفوضى العنيفة لتسهيل ضمها".

وجاء بيان الوزارة بعد ساعات من مهاجمة مستوطنين إسرائيليين قريتي "الفندق" و"جينصافوط" في شمال الضفة الغربية في وقت متأخر من مساء الاثنين.

مستوطنون يعتدون على قرية فلسطينية احتجاجاً على اتفاق غزة - موقع 24ذكرت مصادر إسرائيلية أن عدداً من المستوطنين هاجموا قرية فلسطينية احتجاجاً على إبرام اتفاق للهدنة مع حماس في قطاع غزة. هجوم جماعي

وأكدت الوزارة أن "50 إرهابياً ملثماً (نفذوا) هجوماً جماعياً علنياً على بلدة الفندق" حيث قاموا "بإحراق عدد من المنازل والمحال التجارية وتحطيم المركبات وترويع المواطنين المدنيين العزل".

وأشار البيان إلى "إصابة 21 مواطناً"، فيما أكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر عدد الإصابات، وقالت في بيان إن من بينها "12 إصابة بالضرب المبرِّح، و9 إصابات جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع".

رابع هجوم في أسبوع..مستوطنون يقتحمون قرية فلسطينية في الضفة الغربية - موقع 24قالت تقارير إن مستوطنين إسرائيليين داهموا قرية فلسطينية في الضفة الغربية، في رابع هجوم من نوعه على الأقل هذا الأسبوع. تحقيق أولي

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه يقوم "بإجراء تحقيق أولي" في الأحداث في القريتين، وأضاف في بيان أن عشرات "المدنيين الإسرائيليين بعضهم كان يرتدي أقنعة (وصلوا) إلى منطقة الفندق حيث قاموا بالتحريض على أعمال شغب وأضرموا النار في الممتلكات وتسببوا في أضرار".

واستنكرت وزارة الخارجية الفلسطينية "فرض إسرائيل مزيداً من العقوبات الجماعية والتضييقات" على سكان الضفة الغربية من خلال "إغلاق جميع مداخل المحافظات والمدن والبلدات والمخيمات" بالبوابات الحديدية أو السواتر الترابية أو الحواجز العسكرية.

السلطة الفلسطينية ترفض إدارة مشتركة مع حماس لقطاع غزة - موقع 24قالت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" إن السلطة الفلسطينية ترفض الإدارة المشتركة لقطاع غزة بعد الحرب، مع حماس. "فصل عنصري"

وقالت الوزارة إن "عدد هذه البوابات والحواجز وصل إلى 900 بينها 16 بوابة حديدية جديدة"، مؤكدةً أن هذا يمعن  في "تقطيع أوصال الضفة الغربية وفصل مناطقها بعضها عن بعض وشل حركة المواطنين"، في ما وصفته بأنه "أبشع أشكال الفصل العنصري الإسرائيلي".

وشهدت الضفة الغربية المحتلة تصاعداً في أعمال العنف منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 على خلفية الحرب التي توقفت الأحد الماضي في قطاع غزة بعد اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حركة حماس".

قبل عودة ترامب..السلطة الفلسطينية تصر على السيطرة على مخيم جنين - موقع 24تصر السلطة الفلسطينية على إنهاء "الحالة المسلّحة" في مخيم جنين في الضفة الغربية، "للتكيّف" مع قيادة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وإظهار قدرتها على السيطرة على قطاع غزة بعد توقّف الحرب، وفق محلّلين. إحصائيات القتلى

ووفقاً لوزارة الصحة في رام الله، فقد "قُتل ما لا يقلّ عن 838 فلسطينياً في الضفة الغربية في هجمات للجيش الإسرائيلي أو برصاص المستوطنين، منذ اندلاع الحرب في القطاع".

كما "أسفرت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصاً في الفترة نفسها في الضفة الغربية" التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، وفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو .. باللون الزيتي المميز شاب فلسطيني يعرض دبابة إسرائيلية تركها الاحتلال في قطاع غزة للبيع
  • دبابة إسرائيلية تقتل فلسطينيين في رفح
  • صحف إسرائيلية: استقالة هاليفي تعزز الدعوات لرحيل نتنياهو
  • حماس تهاجم السلطة الفلسطينية بسبب "التنسيق الكارثي"
  • حماس: مشاركة السلطة الفلسطينية في العدوان الصهيوني على جنين جريمة بحق شعبنا
  • حماس تهاجم السلطة الفلسطينية بسبب "التنسيق الكارثي"
  • رئيس وزراء قطر من دافوس: السلطة الفلسطينية هي من يجب أن يحكم غزة
  • فور نهاية الحرب..قطر: نأمل عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة
  • السلطة الفلسطينية تتهم ترامب بالتشجيع على العنف بالضفة
  • تفعيل صفارات الإنذار في مدينة جنين بعد اكتشاف قوة إسرائيلية خاصة