شفق نيوز/ انتقدت مجلة "ريزون" الأمريكية استمرار تمسك إدارات البيت الأبيض بتواجد قوات الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً في سوريا، من دون تحديد طبيعة مهمتها، ما يعرض حياة الجنود للخطر كونهم في مواقع منعزلة ومكشوفة لهجمات الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق وسوريا معاً.

واعتبرت المجلة في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مثلما قال في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري حول التزامه المقدس بالقوات الأمريكية في العراق وسوريا، تنتهك بالفعل واجباته الأكثر قدسية كقائد أعلى للقوات المسلحة والتي تتمثل في إعطاء قواته مهمة واضحة وقابلة للتحقيق وعدم تركهم كأهداف سهلة.

جنود بلا مهمة

وعلى سبيل المثال، قال التقرير إنه لا يوجد وصف آخر للدور المنوط بـ900 جندي أمريكي في سوريا، مذكراً بأنه مع انهيار تنظيم داعش في العام 2018، وإعلان الرئيس السابق دونالد ترامب "أننا هزمنا داعش في سوريا، وهذا هو السبب الوحيد لوجودنا هناك"، مضيفاً أنه سيكون هناك انسحاب "كامل وسريع" للقوات الأمريكية من هذا البلد، فإن وزير دفاعه جيم ماتيس، ومعلمه في الشرق الأوسط بريت ماكغورك، الذي أصبح الآن مرشداً لبايدن في المنطقة، استقالا احتجاجاً.

وأشار التقرير إلى أنه بعد هاتين الاستقالتين، ضغط البنتاغون، ومستشار الأمن القومي وقتها جون بولتون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والملك الأردني عبد الله، على ترامب من أجل إبقاء قواته في سوريا، وهو ما فعله، بينما كذب عليه مبعوثه إلى سوريا مراراً حول عدد القوات الموجودة في سوريا، ووصل الأمر بالنسبة لترامب إلى ترديد مقولة "نحن خارج سوريا، بخلاف أننا احتفظنا بالنفط. أنا احتفظ بالنفط".

لكن التقرير الأمريكي قال "إلا إننا لم نخرج من سوريا، ولم نستحوذ على النفط، بينما تركت القوات الأمريكية في سوريا من دون ترخيص قانوني محلي أو دولي".

الوضع العراقي

وبالمثل، لفت التقرير إلى العراق قائلاً إنه بعدما كافحت الحكومة العراقية بقوة من أجل الالتزام بشروط "اتفاقية وضع القوات" مع الولايات المتحدة بدلاً من منح الجنود الأمريكيين حصانة من الملاحقات القضائية، قامت إدارة باراك أوباما بتقليص الوجود الأمريكي إلى ما نحو خمسة آلاف جندي مع حلول الوقت الذي ترك فيه منصبه.

وتابع التقرير أنه ما يزال في العراق بضعة آلاف من الجنود حالياً، وفي إطار مهمة رسمية من أجل محاربة داعش، مضيفاً أن "الحقيقة هي أنهم هناك لغرض محاولة الحد من نفوذ إيران".

وذكرّ التقرير بما نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية في شهر آذار/ مارس الماضي عندما قالت إن تنظيم داعش هو "السبب المعلن لاستمرار وجود القوات الأمريكية، إلا أن السبب الرئيسي هو إيران".

وبين أن القوات الأمريكية في العراق وسوريا تجد نفسها حالياً تحت نيران الصواريخ المستمرة من الميليشيات، المدعومة في الغالب من لإيران، مضيفاً أن الجنود الأمريكيين ينتشرون بأعداد صغيرة عبر مساحات شاسعة، وفي بعض الحالات في مناطق نائية، بهدف إحباط النفوذ الإيراني وخطوط الإمداد في جميع أنحاء المنطقة.

وأشار إلى أنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط، كان هناك ما لا يقل عن 40 هجوماً على القوات الأمريكية، مع تقارير عن إصابات في الدماغ وإصابات أخرى لحقت بـ45 أمريكياً.

حرب غزة واغتيال سليماني

ولهذا، تساءلت المجلة الأمريكية عن السبب الذي يجعل إدارة بايدن التي تتغنى بقدسية التزاماتها تجاه الجنود الأمريكيين، تعمد إلى تقييد القوات الأمريكية لتتحول إلى "طعم" للميليشيات في المنطقة حيث ينتشر الغضب من الدعم الأمريكي للحملة الإسرائيلية في غزة.

وفي دعوة لإعادة الجنود الأمريكيين إلى وطنهم، حذر التقرير من أن بايدن وإدارته يدركان جيداً طالما أنهم يقدمون الدعم لهذه الحرب، فإن ذلك يجعل من الجنود الأمريكيين أهدافاً، مشيراً إلى أنه كل يوم هناك المزيد من الهجمات الصاروخية على القوات الأمريكية، التي تم نسيانها منذ فترة طويلة.

ورأى التقرير أنه يبدو المسؤولين الأمريكيين سعوا إلى التقليل من حجم الإصابات في صفوفهم تماماً مثلما قلل ترامب من أهمية الإصابات التي لحقت بالجنود الأمريكيين في رد إيران على اغتيال اللواء الإيراني قاسم سليماني.

وختم التقرير بالقول إنه يجب على الرئيس الأمريكي أن "يسأل نفسه ما إذا كانت المهمة التي كلفهم بها تستحق هذه المجازفة بأرواح العديد من الأفراد الجنود"، مضيفاً أن أعظم واجب على القائد الأعلى للقوات المسلحة هو أن يحدد المهمة لقواته بوضوح تام، وما هي طبيعة احتمالات التصعيد، مؤكداً أن بايدن خذل هذه القوات بشكل ذريع، ولهذا فإنه يجب عليه إعادتهم إلى الوطن.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق الجيش الامريكي سوريا القواعد العسكرية الجنود الأمریکیین القوات الأمریکیة فی العراق وسوریا الأمریکیة فی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

صحفية أمريكية: إدارة ترامب تريد محاكاة تجربة اجتثاث البعث في العراق بعد الغزو

تساءلت المعلقة الأمريكية ميشيل غولدبيرغ في صحيفة "نيويورك تايمز" عن العلاقة بين سياسات "ألصدمة والترويع" التي تقوم بها إدارة دونالد ترامب الجديدة ضد مؤسسات الدولة و "الصدمة والترويع" التي مارستها إدارة جورج دبليو بوش بعد غزو العراق عام 2003، قائلة إن هناك تشابه واضح.

فمن جهة أشرف على العراق بعد سقوط صدام حسين مجموعة من الهواة المتعصبين واليوم يشرف على تفكيك مؤسسات الدولة الأمريكية مجموعة مماثلة.

وقالت إن الرئيس ترامب يدير أمريكا مثلما أدارت واشنطن العراق بعد احتلاله قبل أكثر من عقدين من الزمان.



وذكرت في بداية المقال أن نائب الرئيس جي دي فانس تحدث في بودكاست معاد للحركة النسوية عام 2021، وقارن طموحاته لتحقيق سيطرة المحافظين على أمريكا بسياسة الولايات المتحدة في العراق بعد الغزو، قائلا: "نحن بحاجة إلى برنامج يشبه اجتثاث البعث، ولكن اجتثاث برنامج الصحوة في الولايات المتحدة". وكان يشير إلى الحملة التي شنتها القوى التي حلت محل النظام العراقي السابق لصدام حسين وأعضاء حزب البعث العراقي.

وناقش فانس، إنه لو عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فعليه "طرد كل بيروقراطي في مستوى الوسط، وكل موظف مدني في الدولة واستبدالهم بجماعتنا".

وكانت كلمات فانس  مثل النبوءة، لأن فريق ترامب في ولايته الثانية يحمل ملامح سلطة التحالف المؤقتة التي أعلن عنها في العراق بعد سقوط صدام حسين. 

وبالنسبة لأولئك المحظوظين بما يكفي لعدم تذكرهم فقد كانت سلطة التحالف المؤقتة هي الإدارة التي وضعها جورج دبليو بوش وفريقه بعد غزو العراق بدون تفكير ولا مبالاة، مقتنعين بأنه سيكون من السهل إعادة تشكيل حكومة لم يعرفوا عنها شيئا تقريبا. وكانت مليئة بالمسؤولين اليمينيين، بعضهم بالكاد تخرج من الكلية، تم تكليفهم بمسؤوليات هائلة.

وتم تعيين ستة أشخاص بداية في وظائف إدارية متدنية بعد إرسال سيرهم الذاتية إلى المؤسسة المحافظة "هيرتيج فاونديشن" لإدارة ميزانية العراق البالغة 13 مليار دولار. وتم تكليف عامل اجتماعي عمل مديرا في مؤسسة خيرية مسيحية بإعادة بناء نظام الرعاية الصحية.

وفي الوقت نفسه، تم فصل ما بين 50,000 – 100,000 موظفا عراقيا انضموا لحزب البعث من أجل الحصول على الوظيفة. وأصبحت المدارس بدون مدرسين. وكما كتب سايروس سولو جين في مجلة "تايم" فإن الأخطاء الفادحة في الميزانية التي ارتكبها مبتدئون مغمورون كانت تعني عدم دفع رواتب رجال الشرطة في الوقت المحدد.

وتضيف غولدبيرغ أن عملية اجتثاث البعث التي أراد فانس محاكاتها، كانت كارثة ساهمت في الفوضى العارمة وعدم الاستقرار الذي أعقب الغزو الأمريكي.

ولم يتم تفكيك الولايات المتحدة بنفس الطريقة التي تم فيها تفكيك العراق بعد، وإن لم يحدث هذا بسبب عدم المحاولة، ففي المرحلة الانتقالية، استخدم حلفاء ترامب عبارة "الصدمة والرعب" لوصف أيامه المئة الأولى في السلطة، ومجرد استخدام العبارة هو، تذكير آخر بحرب العراق.

وبعد فترة وجيزة من توليهم السلطة، خلقوا أزمة بإغلاق قطاعات ضخمة من الإنفاق الحكومي الفيدرالي، على الرغم من أنهم استأنفوا بعض المدفوعات، على الأقل بعد أن صفعهم القاضي بأمر قضائي.

وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، استولى إيلون ماسك وسيطر على نظام الدفع التابع لوزارة الخزانة، والذي يصرف تريليونات الدولارات ويحتفظ ببيانات حساسة عن ملايين الأمريكيين. بعض الأشخاص الذين يساعدونه في الاستيلاء على الحكومة - بما في ذلك، على سبيل المثال، وكما نشر موقع "وايرد" عدد من المهندسين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19-24 عاما، وبدوا أقل خبرة من سلطة الإئتلاف المؤقت في العراق.

وأخبر الموظفون في إدارة الخدمات العامة وهي الشركة التي تدير مكاتب التأجير والنقل والتكنولوجيا للحكومة الفدرالية موقع"وايرد"، أن إداورد كوريستين الذي أنهى دراسته الثانوية قريبا وعمل لمدة 3 أشهر في شركة تابعة لماسك اسمها نيورالينك طلب من "العمال مراجعة التعليمات البرمجية التي كتبوها وتبرير وظائفهم".



كما أرسل عضو شاب آخر في فريق ماسك، وهو مهندس برمجيات يدعى غافين كليغر، رسالة بريد إلكتروني إلى موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يوأس إيد) لإبلاغهم بأن المقر الرئيسي قد أغلق وعليهم عدم الحضور إليه. وقال ماسك إنه "وضع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مفرمة تقطيع الخشب" أي يريد تدميرها.

في وزارة التعليم منح الموظفون إجازات مفتوحة نظرا لحضورهم دورات تدريبية حول التنوع أوصى بها مدراؤهم، وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن ترامب سيبدأ قريبا بتفكيك الوزارة بالكامل.

 كما تم إبلاغ أكثر من ألف شخص في وكالة حماية البيئة يعملون على قضايا مثل تغير المناخ والحد من التلوث بأنهم "معرضون للفصل الفوري".

وفي مجال آخر، يعمل أتباع ترامب على تطهير أجهزة الأمن، وقد تم التدقيق في آلاف الموظفين بمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) نظرا لأنهم شاركوا بالتحقيق في فتنة 6 كانون الثاني/يناير 2021، حسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، وهناك إمكانية لفصل مئات العملاء.

وفي الوقت نفسه، تذهب الوظائف القيادية في الإدارة إلى المجانين والمتعصبين. وكتب دارين بيتي، الذي يقال إن ترامب يخطط لتعيينه بمنصب مساعد وزير الدبلوماسية والشؤون العامة، في العام الماضي: "يجب أن يكون الرجال البيض الأكفاء مسؤولين إذا كنت تريد أن تسير الأمور على ما يرام".

 وفي الحقيقة يصف الكثيرون هجوم ماسك على البيروقراطية الفيدرالية بأنه انقلاب، وهو أمر غير صحيح تماما. فقد انتخب ترامب وللأسف فوض سلطات هائلة إلى ماسك طواعية. ولكن السبب الذي يجعلنا نشعر وكأن هذا انقلابا هو أننا لا نملك سابقة لإدارة عاملت حكومتها وكأنها أرض معادية ينبغي احتلالها واستغلالها.

وفي مذكراته عن حرب أمريكا على العراق وما أعقبها، وصف غيث عبد الأحد كيف كان يحكم العراق: "متعصبون شباب ساذجون يتمتعون بسلطات واسعة لإعادة تشكيل العراق بالطريقة التي يريدها أسيادهم. لقد مثلوا أسوأ مزيج من الغطرسة الاستعمارية والغطرسة العنصرية وعدم الكفاءة الإجرامية".

والآن نتذوق طعم هذه التجربة، كما تقول غولدبيرغ. ويبدو وكأننا أكملنا الدائرة، فبالإضافة إلى قتل مئات الآلاف من العراقيين وزعزعة استقرار الشرق الأوسط، مهدت الحرب التي شنتها أمريكا في العراق الطريق لصعود ترامب من خلال تعزيز الشعور الواسع النطاق بعدم الثقة والخيانة في الولايات المتحدة.


ويفرض ترامب بدوره على الأمريكيين نسخة أكثر اعتدالا من الحكم المتهور وغير المسؤول الذي نصبناه هناك. وبينما يفعل ذلك، يهتف له الغوغاء المتعصبون والنخب الجبانة، تماما كما هتف كثيرون لجورج دبليو بوش. فقبل أن يكون هناك "خليج أمريكا"، كانت هناك "بطاطس الحرية"، وفي نهاية المطاف، لن يتم إنكار الدمار الذي خلفه النظام الجديد هذا، حتى بالنسبة لبعض مؤيديه. ولكن تفكيك بلد، للأسف، أسهل كثيرا من إعادة تجميعه.

مقالات مشابهة

  • الصحافة الأمريكية تكشف عن عدم وجود خطط عسكرية أمريكية بشأن دخول غزة
  • كاتب إسرائيلي حول رؤية ترامب لقطاع غزة: ستار يخفي تفكيك الحكومة الأمريكية
  • مفاجأة.. 90 يوماً لسحب القوات الأمريكية من سوريا ومخاوف من السجون والمعسكرات
  • هل يمكن إنشاء تحالف بين تركيا وسوريا والعراق؟
  • إن بي سي: الولايات المتحدة تضع خططا لسحب كامل القوات الأمريكية من سوريا
  • تقرير: البنتاجون يتجهز لسحب الجنود الأمريكان من سوريا
  • تركيا: سنتعاون مع العراق وسوريا والأردن لمنع عودة داعش
  • صحفية أمريكية: إدارة ترامب تريد محاكاة تجربة اجتثاث البعث في العراق بعد الغزو
  • بعد زيارة المشهداني.. هل ترفع إيران فيتو التطبيع بين العراق وسوريا؟
  • الإطار يؤكد على إبقاء القوات الأمريكية في العراق وعدم التعامل مع حكومة الشرع الإرهابية