هل تعاني من قلة النوم والأرق منذ الصغر؟.. إليك السبب الحقيقي
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
يعاني البعض من الأرق بدرجة شديدة منذ الصغر، فقد أظهرت دراسة جديدة أن أنماطًا محددة في الحمض النووي يمكن أن تحدد ما إذا كنا نصاب بالأرق أم لا.
قام باحثون من هولندا بجمع معلومات وراثية من 2500 طفل لم يولد بعد وتابعوهم حتى سن 15 عامًا، وأخذوا قياسات لأنماط نومهم، ووجدوا أن أولئك الذين لديهم جينات معروفة بتأثيرها على النوم كانوا أكثر عرضة للاستيقاظ أثناء الليل من المراهقين الذين ليس لديهم أنماط الحمض النووي.
سبق أن ظهر الاستعداد الوراثي لأنماط النوم غير الصحية لدى البالغين. حدد العلماء طفرات في الجينات مثل NPSR1 وADRB1 التي يمكن أن تؤدي إلى الأرق في الليل، لكن أحدث النتائج تشير إلى أن جين "سوء النوم" ينشط طوال حياة الشخص.
واستخدم الباحثون، من المركز الطبي الجامعي روتردام والمركز الطبي بجامعة إيراسموس إم سي في هولندا، النتائج التي توصلوا إليها للتأكيد على أهمية تحديد أنماط النوم السيئة في وقت مبكر من حياة الطفل - في وقت مبكر من مرحلة الطفولة - لمنع الأرق مدى الحياة.
وتم جمع عينات الحمض النووي من 2458 طفلاً أوروبياً ولدوا في الفترة ما بين أبريل 2002 ويناير 2006، باستخدام دم الحبل السري ومن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام.
إلى جانب تحليل الحمض النووي، أبلغت الأمهات عن أنماط نوم أطفالهن في سن سنة ونصف، وثلاثة، وست سنوات، ثم من 10 إلى 15 سنة. ارتدت مجموعة فرعية من 975 مراهقًا أجهزة تتبع النوم لمدة أسبوعين تقريبًا.
أنشأ الباحثون درجات مخاطر الحمض النووي لكل مراهق، واكتشفوا المزيد من مشاكل النوم المرتبطة بالأرق مثل اليقظة أثناء الليل وصعوبة النوم طوال فترة الطفولة لدى أولئك الذين حصلوا على درجات عالية.
وقال الباحثون: 'نحن نقدم أدلة غير مباشرة على استمرار النمط الظاهري النائم الفقير طوال العمر'. وهذا يفتح الفرصة لإجراء المزيد من الأبحاث حول الاكتشاف المبكر الوراثي والوقاية من مشاكل النوم.
لقد ثبت أن معالجة مشكلات النوم في وقت مبكر من حياة الطفل تؤدي إلى إعداده بشكل أفضل لتحقيق النجاح التنموي والأكاديمي.
لقد ثبت أن معالجة مشكلات النوم في وقت مبكر من حياة الطفل تؤدي إلى إعداده بشكل أفضل لتحقيق النجاح التنموي والأكاديمي.
وجدت دراسة أجريت عام 2022 في مجلة طب النوم السريري أن ما يقرب من 93 بالمائة من طلاب الفئة 'ج' يعانون من اضطرابات في النوم، مقارنة بـ 83 بالمائة من طلاب الفئة 'ب' و36 بالمائة من طلاب الفئة 'أ'.
لا يمكن المبالغة في أهمية النوم، ومع ذلك فقد وجد استطلاع أجرته مؤسسة النوم الوطنية أن أكثر من 87 بالمائة من طلاب المدارس الثانوية الأمريكية يحصلون على أقل من 8 إلى 10 ساعات من النوم الموصى بها في الليلة.
ووصفت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال مشكلة ضعف نوعية النوم بين المراهقين بأنها وباء مدفوع 'باستخدام الوسائط الإلكترونية، واستهلاك الكافيين، وأوقات بدء الدراسة المبكرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی وقت مبکر من الحمض النووی أنماط ا
إقرأ أيضاً:
سوريا بعد مؤتمر عمان: الاختبار الحقيقي للالتزام العربي
#سواليف
#سوريا بعد #مؤتمر #عمان: الاختبار الحقيقي للالتزام العربي
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
مرة أخرى، تُطرح القضية السورية في مؤتمر إقليمي، وهذه المرة في العاصمة الأردنية عمان، حيث اجتمعت دول الجوار السوري لمناقشة مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد الحرب، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل سيكون هذا الاجتماع نقطة تحول حقيقية نحو إعادة إعمار سوريا واستعادة استقرارها، أم أنه مجرد خطوة أخرى في سلسلة اجتماعات لم تثمر عن نتائج ملموسة حتى الآن؟
مقالات ذات صلة طعام فاسد وشحيح.. الأسيرات الفلسطينيات يواجهن ظروف قاسية في سجن الدامون 2025/03/10إن سوريا اليوم ليست مجرد دولة أنهكتها الحرب، بل هي قضية عربية بامتياز، فاستقرارها يعني استقرار المنطقة بأسرها، وأي فراغ سياسي أو اقتصادي فيها سيمتد تأثيره إلى كل دول الجوار، سواء من خلال تدفق اللاجئين، أو انتشار الإرهاب، أو حتى انهيار الأمن الحدودي. ومع ذلك، نجد أن الدور العربي في دعم سوريا ما زال ضعيفًا ومترددًا، وكأن هذه الأزمة لا تمس الأمن القومي العربي بشكل مباشر.
أكد مؤتمر عمان على مجموعة من النقاط المحورية، وأبرزها أهمية إعادة إعمار سوريا كضرورة ملحة، وليس مجرد مشروع اقتصادي يمكن تأجيله أو تركه بيد القوى الأجنبية. فالدول الكبرى بدأت فعليًا في وضع خطط لإعادة رسم خريطة سوريا ، كل وفق مصالحه، لكن أين الدور العربي في ذلك؟ هل سنترك مستقبل سوريا يُرسم وفق أجندات لا تراعي المصالح العربية؟
إن ما يحدث اليوم هو لحظة اختبار حقيقية للدول العربية: إما أن تتخذ موقفًا فاعلًا في إعادة بناء سوريا، أو أن تتركها لتصبح ورقة تفاوض في صفقات الدول الكبرى. فترك سوريا غارقة في الدمار سيؤدي إلى تعميق الأزمة الإنسانية، واستمرار أزمة اللاجئين، وانتشار الجماعات المتطرفة التي ستجد في الفوضى بيئة خصبة للنمو والانتشار.
إن الشعب السوري، الذي قدم التضحيات خلال الثورة، يستحق أن يحصد ثمار صموده، وأقل ما يمكن تقديمه له هو دعم سياسي وعسكري في ظل مشروع إعادة إعمار شامل يضمن له حقه في العيش بكرامة داخل بلاده، بدلًا من تركه نهبًا للتهجير والحرمان.
لم يكن الملف الأمني غائبًا عن مؤتمر عمان، فقد أُعلن عن إنشاء مركز عمليات مشترك لمحاربة الإرهاب، في خطوة تهدف إلى القضاء على فلول داعش والتنظيمات المتطرفة التي لا تزال تشكل تهديدًا مباشرًا. لكن هذه الخطوة، على أهميتها، لا يمكن أن تنجح دون دعم سياسي واقتصادي متكامل. فالأمن لا يتحقق فقط بالقوة العسكرية، بل يحتاج إلى استقرار اقتصادي يمنع الشباب السوري من الوقوع في شباك الجماعات المتطرفة بسبب الفقر والبطالة.
كما أن قضية تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود السورية أصبحت خطرًا متزايدًا لا يهدد سوريا وحدها، بل يمتد إلى الأردن، ولبنان، والعراق، وتركيا. وهنا لا بد من تعاون عربي وإقليمي أكثر صرامة لضبط الحدود، ووقف هذه الأنشطة غير المشروعة التي تستخدمها الجماعات المسلحة لتمويل عملياتها.
ناقش المؤتمر ملف عودة اللاجئين السوريين، وهو أحد أكثر الملفات تعقيدًا، حيث تم التأكيد على ضرورة ضمان عودة آمنة وطوعية، لكن هل يمكن أن يعود اللاجئون دون وجود بنية تحتية حقيقية تستوعبهم؟ كيف يمكن إقناع السوري بالعودة إذا كان منزله مدمرًا، ومدينته بلا خدمات، وفرص العمل شبه معدومة؟
هنا تكمن مسؤولية المجتمع الدولي، ولكن بالدرجة الأولى مسؤولية الدول العربية، التي يجب أن تتحرك لدعم جهود إعادة الإعمار حتى تصبح العودة خيارًا ممكنًا، وليس مجرد شعار سياسي يطرح في المؤتمرات.
لم تغب الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية عن البيان الختامي للمؤتمر، حيث أدان المشاركون بشدة هذه الهجمات التي تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، لكن الإدانة وحدها لا تكفي، فلا بد من تحرك دبلوماسي عربي قوي يجبر المجتمع الدولي على اتخاذ موقف واضح ضد هذه الاعتداءات، بدلًا من الاكتفاء ببيانات الشجب التي لا تغير شيئًا على أرض الواقع.
لقد تم الاتفاق في مؤتمر عمان على عقد اجتماع آخر في تركيا الشهر المقبل لمتابعة تنفيذ المخرجات، لكن السؤال الأساسي هو: هل سيكون هناك تنفيذ فعلي، أم أن هذا المؤتمر سينضم إلى قائمة المؤتمرات التي تكررت دون نتائج؟