المناخ والتحولات السياسية.. يتسيدان إصدارات كتب "سلسلة المستقبل"
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
في ضوء الأحداث المفصلية التي يعيشها العالم، وبرؤية جديدة، أطلق مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، خمسة كتب جديدة، ضمن سلسلة "كتب المستقبل".
دور القوة الناعمة في السياسة الخارجية للقوى المتوسطةوجاء عنوان الكتاب الأول بـ "دور القوة الناعمة في السياسة الخارجية للقوى المتوسطة"، الذي أعده مجموعة من المؤلفين، وحرره الباحث المصري بمؤسسة الأهرام خالد حنفي علي.
ويدرس الكتاب تجارب القوة الناعمة لخمس دول تُصنف كقوى متوسطة في العلاقات الدولية، وهي الهند وجنوب إفريقيا والبرازيل وتركيا وكوريا الجنوبية.
والسؤال الأساسي الذي يتبادر لذهن الشخص عند قراءة الكتاب، هو سبب تعاظم القوة الصلبة وتراجع مكانة القوة الناعمة على مدار 22 عاماً؟"، ويجيب الكتاب عن مدى أهمية القوة الناعمة في النظام الدولي.
الطاقة المتجددة.. هل تسود العالم؟واحتوى الكتاب الثاني الذي أطلقه المعرض والمعنون بـ "انتقال الطاقة: سلاسل الإمدادات ومسارات مستقبل الطاقة المتجددة حول العالم"، من تأليف إبراهيم الغيطاني، رئيس برنامج دراسات الطاقة بـ "مركز المستقبل".
ويتناول الكتاب قضية هامة من أكبر القضايا المطروحة على الساحة الدولية، وهي "التحول من الاعتماد على المواد الهيدروكربونية في الاقتصاد العالمي، إلى مزيد من الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة".
ويجيب عن "كيفية بناء سلاسل إمداد آمنة ومستقرة ومتنوعة في مجال تقنيات الطاقة النظيفة، لضمان الانتشار السريع لاستخدام الطاقة المتجددة في قطاع الكهرباء الدولي".
ويقرأ الكتاب حاضر وواقع الطاقة المتجددة، وهي تتركز بعدد محدود من الدول، وعن نية السيناريوهات المطروحة بجعل الطاقة المتجددة تسود قطاع توليد الكهرباء.
ليبتاكو غورما.. محل صراعاتأما الكتاب الثالث والذي يطرح عنواناً متفرداً وهو "ليبتاكو-غورما الانقلابات العسكرية وإعادة التشكل الجيوسياسي في الساحل الإفريقي"، الكتاب لأستاذ العلوم السياسية بجامعتي زايد والقاهرة حمدي عبدالرحمن.
يناقش الكتاب موجة الانقلابات العسكرية الحالية في منطقة الساحل الإفريقي وانعكاساتها على منطقة الساحل وغرب ووسط إفريقيا، ومستقبل قضية الحرب على الإرهاب فضلاً عن التداعيات الاقتصادية.
ودرس الكتاب منطقة "ليبتاكو-غورما"، لأنها بؤرة التفاعلات التي تشهدها منطقة الساحل الإفريقي، وتعد دائرة حدودية مشتركة هشة أمنياً بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
التهديدات البيئية"التهديدات البيئية: التداعيات الجيوسياسية والأمنية والاقتصادية لتغير المناخ"، والذي تشارك في إعداده مجموعة من المؤلفين، وحرره محمد العربي، الباحث في الشؤون الدولية والإستراتيجية بـ “مركز المستقبل".
هذا الكتاب يرسم خرائط وتداعيات ظاهرة تغير المناخ، وتشابكاتها مع الجوانب التعاونية والصراعية في النظام الدولي، ويحاول إيضاح مواقف الفاعلين الرئيسيين في النظام الدولي من هذه القضية.
من ريو.. مسقط رأس "كوب"أما عن كتاب من "ريو إلى دبي" فهو أول كتاب يصدر باللغة الإنجليزية عن مركز المستقبل، وبخطوة جديدة استند فيها مركز المستقبل على خبرة أساتذة المناخ من عدة دول حول العالم.
ويستعرض محرر الكتاب حمدي عبد الرحمن حسن، أهمية منطقة ريو التي مثلت نقطة فاصلة في مسألة التغير المناخي، وصولاً إلى دبي التي تمثل "الطموح المناخي" كونها تستضيف كوب 28 لهذا العام.
لا يقين في الحربوأيضاً كان في حقيبة "سلسلة المستقبل" كتاب بعنوان: "كل شيء كسلاح: دليل ميداني للحرب في القرن الحادي والعشرين"، للكاتب البريطاني مارك غاليوتي وترجمة دينا عبد المنصف.
ويركز "كل شيء كسلاح" على مفهوم اللا يقين، والقدرات التكيفية للمجتمعات الغربية على حروب المستقبل التي تشمل كل شيء تقريباً، بدلاً من التعويل على عودة العالم اليقيني والمعروف والمستقر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة القوة الناعمة المستقبل الطاقة المتجددة مرکز المستقبل القوة الناعمة
إقرأ أيضاً:
الطاقة الزرقاء.. حل واعد لمواجهة تحديات تغير المناخ
تعد الطاقة التناضحية -أو ما تعرف بـ"الطاقة الزرقاء"- من أشكال الطاقة المتجددة الأقل شهرة، لكنها لديها إمكانات واعدة في مواجهة تحديات تغير المناخ.
تنشأ هذه الطاقة من التدرج الطبيعي في الملوحة بين المياه العذبة والمالحة، حيث ينتقل الماء من منطقة ذات تركيز منخفض من المواد المذابة (المياه العذبة) إلى منطقة ذات تركيز أعلى (المياه المالحة) عبر غشاء شبه نافذ.
وتولد هذه الظاهرة، التي تحدث عند التقاء الأنهار والمحيطات، حركة للأيونات والماء، مما ينتج عنه فرق في الضغط يمكن تحويله إلى كهرباء.
تحديات التقنيةورغم أن فكرة الطاقة التناضحية ظهرت لأول مرة في السبعينات، فإن تطبيقها الفعلي ظل يواجه عديدا من العقبات، مثل كفاءة الأغشية المستخدمة في تبادل الأيونات.
لكن في السنوات الأخيرة، طرأت تقدمات مهمة، وجاء أبرزها من شركة "سويتش إنرجي" الفرنسية، التي طورت تقنية جديدة تُعرف بالانتشار الأيوني النانوي التناضحي (INOD)، باستخدام أغشية حيوية عالية الكفاءة.
تصنع هذه الأغشية باستخدام تقنية الأنابيب النانوية المتقدمة، مما يتيح حركة أيونات فائقة ويؤدي إلى تحسين الأداء التناضحي بشكل كبير.
تحوُّل بقطاع الطاقةتتمثل إحدى المزايا الكبرى لهذه التقنية في كفاءتها العالية، إذ يمكن للأغشية الجديدة إنتاج ما يصل إلى 25 واط لكل متر مربع مقارنة بإنتاج واط واحد لكل متر مربع كانت تحققه التقنيات السابقة.
إعلانولا يقتصر هذا التحسن على الأداء فحسب، بل يشمل أيضا خفض التكلفة بفضل استخدام مواد بيولوجية متوفرة بسهولة، مما يجعل الطاقة الزرقاء أكثر تنافسية اقتصاديا مع المصادر الأخرى للطاقة المتجددة.
ونهاية العام الماضي، بدأ تشغيل محطة تجريبية تابعة لشركة "سويتش إنرجي"، وتقع عند ملتقى نهر الرون والبحر الأبيض المتوسط.
ومع قدرة أولية على إنتاج كمية صغيرة من الطاقة، يهدف المشروع إلى زيادة الإنتاج تدريجيا ليصل إلى 500 ميغاواط في المستقبل، وهو ما يكفي لتوفير الطاقة لنحو 1.5 مليون منزل.
مستقبل واعدمن أبرز ميزات "الطاقة الزرقاء" أنها لا تتأثر بالظروف الجوية، بعكس الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح التي تعتمد على الأحوال الجوية المتقلبة. إذ يعتمد توليد الطاقة التناضحية على التدفق المستمر للمياه العذبة إلى البحار المالحة، مما يوفر مصدرا مستقرا وموثوقا للطاقة.
إضافة إلى كونها طاقة نظيفة لا تُنتج انبعاثات كربونية، تتميز هذه التقنية بتأثير بيئي منخفض، إذ تُعاد المياه إلى بيئتها الأصلية بشكل شبه كامل بعد العملية التناضحية.
وتتمتع الطاقة الزرقاء بإمكانات عالمية هائلة، ويُقدر أنها قد تساهم في تلبية ما يصل إلى 15% من الطلب العالمي على الكهرباء إذا تم استغلالها على نطاق واسع.
وفي مناطق مثل غرينلاند، حيث يتسبب ذوبان الأنهار الجليدية في تغيرات مناخية كبيرة، يمكن للتدفق المتزايد للمياه العذبة أن يساهم في زيادة إنتاج الطاقة التناضحية، مما يساهم في معالجة مشاكل تغير المناخ.
إلى جانب هذه الفوائد البيئية، يمكن دمج هذه التقنية في البنى التحتية الحالية للطاقة، مما يساهم في خلق بيئة طاقة أكثر تنوعا ومرونة. في حال نجاحها، قد تمثل الطاقة التناضحية خطوة كبيرة نحو مستقبل أكثر استدامة في مجال الطاقة، مع تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ومكافحة تغير المناخ.
إعلان