صحفيون ناجون من قصف المستشفى الإندونيسي يروون لحظات الرعب
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
حملوا على عاتقهم توثيق وفضح جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بمدينة غزة المحتلة، فأصبحوا هدفا لدبابات وقذائف جيش الاحتلال، الذي لم يترك كبيرا ولا صغيرا، لا صحفيا ولا مسؤولا، فالكل في غزة ضمن بين بنك أهداف دولة الاحتلال، هم صحفيو فلسطين الذين فقدوا نحو 50 منهم منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
سترة ربما لم تعد تحميهم من اختراق الرصاصات لأجسادهم، كاميرا أصبحت أداة لتوثيق عشرات المشاهد بشكل لحظي، وهاتف نقال، هي أدواتهم لفضح جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين العُزل، لكنهم أصبحوا مستهدفين أينما ذهبوا، فاليوم كان شاهدا على نجاة 4 صحفيين يغطون قصف المستشفى الإندونيسي بقطاع غزة، إذ تفاجؤوا بوابل من القذائف ينهال عليهم وعلى كل من في المستشفى.
محمود أبو سلامة، واحدا من الصحفيين الذين اعتادوا توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة، قبل ساعات كان الصحفي الشاب يقوم بتغطية صحفية مباشرة من أمام المستشفى الإندونيسي، لكنه فوجئ بقصف محيط المشفى حيث يتواجد هو وزملائه، وفق حديثه لـ«الوطن»: «سيبنا عدد من زملائنا عند مستشفى الشفاء وتوجهنا إلى الإندونيسي، لما سمعنا إن فيه قصف هناك، فقولنا نوثق حكايات المرضى، وفجأة قذائف وطائرات مسيرة قصفت محيط المستشفى وحاصرتنا النيران من كل اتجاه».
ناجون من قصف المستشفى الإندونيسي«كنا هنبقى الحدث نفسه زي زمايلنا، رحنا نغطي قصف المستشفى الإندونيسي، اتقصف علينا».. قالها الصحفي الفلسطيني محمد عرب، الذي نجا بأعجوبة من قصف المستشفى الأندونيسي: «ما بقى مكان آمن في غزة، تركنا أهالينا في الجنوب وعدنا إلى الشمال لتوثيق جرائم قوات الاحتلال التي تتعمد تعيشنا في رعب، لكن احنا صامدين لن نترك أرضنا هنضل نكشف جرائمهم لآخر لحظة».
يهرول كطفل خاف من شيء، لكنه كان يفكر مع المئات من السيدات والعجائز الذين اتخذوا من المستشفى الإندونيسي ملجأ لهم، هو الصحفي الشاب عبود أبو سلامة: «بقينا نجري بس بنفكر كيف هاي النساء والأطفال والشيوخ هيقدروا يجروا من القصف، لحظات رعب اعتادها شعب غزة مع كل قصف وكل رصاصة».
وقبل ساعات تعرض محيط المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، إلى قصف عنيف، ما تسبب في العديد من الأضرار فضلا عن خروجه عن الخدمة بسبب نقص الوقود وانقطاع الكهرباء عنه، وفق بيان رسمي لوزارة الصحة الفلسطينية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قصف المستشفى الإندونيسي المستشفى الإندونيسي محيط المستشفى الإندونيسي استهداف المستشفى الإندونيسي قصف المستشفى الإندونیسی
إقرأ أيضاً:
هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا في ذكرى مرور نصف قرن على حرب فيتنام التي وضعت أوزارها في 30 أبريل/نيسان 1975 وانتهت بتوحيد شطري البلاد بسقوط سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية، وهزيمة القوات الأميركية على يد قوات فيتنام الشمالية.
وتقول الصحيفة إن العديد من الفيتناميين الذين نجوا من تلك الحرب وهربوا إلى الولايات المتحدة، لا يزالون يبذلون جهدهم لغرس قيم وطنهم الأصلي في نفوس أبنائهم الذين اكتسبوا الجنسية الأميركية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عرض عسكري ضخم في احتفال فيتنام بمرور 50 عاما على نهاية الحربlist 2 of 2ما أشبه فيتنام قبل 50 عاما بغزة اليوم.. الصورة تقول ما لا يقوله كتابend of listوتضيف أن مئات الآلاف من الفيتناميين استقر بهم المقام في الولايات المتحدة في السنوات التي تلت نهاية الحرب، حيث تمثل الذكرى السنوية بالنسبة لهم منعطفا معقّدا كتب نهاية لحياتهم في موطنهم الأصلي، وأملا في أن تكون أيامهم في أميركا أكثر إشراقا.
صراع هوية
ووفق الصحيفة الأميركية، فقد عاش بعضهم ممن كانوا ينتمون إلى الطبقة المتوسطة حياة مريحة في بَلداتهم الأصلية، لكنهم اليوم يعملون في وظائف عمالية في أرض أجنبية حيث واجهوا في البداية حواجز لغوية وثقافية.
ولا يزال أبناؤهم في صراع، إذ يكابدون للتوفيق بين قيم آبائهم وأسلوب نشأتهم في الولايات المتحدة، وما سيورثونه لأبنائهم في الجيل القادم من الأميركيين الفيتناميين.
إعلانومن بين هؤلاء فيت ثانه نغوين الذي فرّ من فيتنام إلى الولايات المتحدة مع عائلته في 1975 ولم يكن قد تجاوز الرابعة من العمر.
وقال نغوين الحائز على جائزة بوليتزر في الأدب عام 2015، إنه يريد أن يُفهِم أطفاله التضحية التي قدمها أجداده الذين تركوا وراءهم وطنهم وعائلتهم للقدوم إلى الولايات المتحدة.
واعتبر أن ذلك التزام يتعين عليه أخذه على محمل الجد من أجل التأثير على أحفاده وتذكيرهم بما فعله أجدادهم، إدراكا منه أنه إذا لم يفعل ذلك فسوف ينشؤون كأميركيين، وأن من المهم أن يتعرف أبناؤه على تاريخ وطنهم الأم.
دروس التاريخ
ونقلت واشنطن بوست عن لونغ بوي، أستاذ الدراسات العالمية والدولية في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، أن طلابه الأميركيين الفيتناميين غالبا ما يتساءلون لماذا لا يتحدث الناس علانية عن الحرب.
وقال إن دروس التاريخ الأميركية تميل إلى تقديم الحرب في فيتنام على أنها كانت معركة أرادت بها الولايات المتحدة الحد من انتشار الشيوعية، رغم أن هذا التعريف لا يضعها في سياق الصراعات العالمية الأخرى.
وأعرب عن اعتقاده بأن الطريقة التي تُدرس بها مادة التاريخ مجردة تماما من الطابع السياسي، بينما كانت الحرب سياسية بامتياز. ووفقا له، فإن الأميركيين الفيتناميين عرفوا عن الحرب من والديهم.
وأجرت الصحيفة مقابلات مع 3 فيتناميين أميركيين لاستجلاء أوضاعهم ومعرفة ذكرياتهم مع حرب فيتنام، ومن بينهم تروك كريستي لام جوليان التي ترعرعت في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا.
جروح الماضي
تقول إنها عاشت في كنف الثقافة الفيتنامية، واحتفلت مؤخرا بالسنة القمرية الجديدة في أرض المعارض المحلية، وحضرت قداسا في المعبد البوذي بالمدينة. لكن عائلتها لم تحضر فعاليات "أبريل الأسود" التذكارية للجالية الفيتنامية المحلية التي كانت تقام حدادا على سقوط سايغون.
إعلانكان الأمر مؤلما للغاية، خاصة بالنسبة لوالدها الذي لم يتحدث أبدا عن وصولهم إلى الولايات المتحدة في عيد الشكر عام 1975.
ولم تنجح لام جوليان في حث أشقائها الأكبر سنا لمشاركة ذكرياتهم عن الفرار من فيتنام وقضاء عدة سنوات في مخيم للاجئين في ماليزيا إلا عندما بلغت سن الرشد، واصفة محاولاتها إقناعهم بأنها كانت "أشبه بعملية خلع ضرس".
وعندما أصبحت أما لطفل اسمه جاكسون يبلغ من العمر الآن 8 سنوات، أرادت لام جوليان أن تربطه بتراث أجداده، فتحدثت إليه عن قصة هجرة عائلتها، وأخبرته عن حرب فيتنام وكيف أن الناس في بلدها الأم لم يكونوا متفقين على الطريقة التي يرغبون العيش بها. وأبلغته أيضا أن جدها ساعد القوات الأميركية.
مواطن آخر يدعى هونغ هوانغ (60 عاما) تحدث إلى الصحيفة باللغة الفيتنامية قائلا إنه لم يكن يشعر بالخوف إبان تلك الحرب لأنه كان طفلا صغيرا آنذاك، لكنه أضاف أنه كان يرى من خلف باب منزل عائلته جنود فيتنام الشمالية وهم يتخلصون من أسلحتهم ويخلعون زيهم العسكري.
وأعرب هوانغ عن أمله في أن يتمكن الجيل الشاب من الفيتناميين في أميركا من الاستمرار في الحفاظ على الطابع الجيد لوطنهم الأصلي.
تعايش
وثالث الأشخاص الذين التقت بهم واشنطن بوست، امرأة تدعى آنه فونغ لوو، التي ترعرعت في مدينة نيو أورليانز، ثم عادت إلى مسقط رأسها في بورتلاند، أوريغون، في عام 2020 وانخرطت في تعاونية زراعية أسسها مزارعون أميركيون فيتناميون بعد أن دمر التسرب النفطي لشركة النفط البريطانية (بريتيش بتروليوم) عام 2010 حرفة صيد الجمبري المحلية.
وقالت إن والديها وأشقاءها -وهم من هانوي التي كانت عاصمة فيتنام الشمالية- فروا من وطنهم في عام 1979 بسبب ما يسمى عادة بحرب الهند الصينية الثالثة، وهي سلسلة من النزاعات بين فيتنام وتايلاند وكمبوديا والصين.
إعلانولم تحتفل عائلتها بذكرى سقوط سايغون، ونادرا ما تحدثوا عن الحرب، على الرغم من أن والدها كان يعاني من ندوب جراء شظايا قصف بالقرب من الجامعة التي كان يدرس فيها الموسيقى. وتدير لوو الآن مطعما فيتناميا في سوق كريسنت سيتي للمزارعين في مدينة نيو أورليانز.
وفي لقاء جمعها مؤخرا مع خالاتها وأعمامها في فيتنام، علمت أن العديد من أقاربها أصيبوا بالسرطان نتيجة للأسلحة الكيميائية خلال الحرب.
وقالت "لم أكن أدري حقا أن عائلتي قد تأثرت بالحرب بهذا الشكل"، مضيفة أنها أدركت أثناء حديثها مع أقربائها أن "50 عاما لم تكن تلك الفترة الطويلة جدا".