جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-24@16:07:12 GMT

إعلام النكسة.. وسقوط بغداد!

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

إعلام النكسة.. وسقوط بغداد!

 

يوسف عوض العازمي

alzmi1969@

"الحقيقة التي أراها واضحة وضوح الشمس هي أنه عندما ينتصر طرف من الأطراف في أي معركة؛ سواء كانت قتالًا حربيًا أو مباراة في كرة القدم؛ فالسبب يعود إلى أن هذا الطرف جمع من مقومات النصر ما جعله يصبح الطرف الأقوى". غازي عبدالرحمن القصيبي.

 

********

في يونيو من عام 1967، وعلى وقع أهازيج المذياع، وخطابات أحمد سعيد على إذاعة صوت العرب، ومقالات محمد حسنين هيكل العابرة للحدود، والأغاني الحماسية، كان العرب يظنون؛ بل متأكدون أن تحرير فلسطين ليس إلّا بضعًا من الساعات، وبأن أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يُقهر قد أصبحت شيئًا من الماضي، ثم حدث ما حدث وحصل ما حصل، من هزيمة مُوجعة، وانتكاسة تاريخية، توجت بالخطاب التلفزيوني الذي أعلن فيه عبد الناصر تنحيه وعودته إلى صفوف الجماهير، وبعده المظاهرات التي اكتظت بها شوارع الوطن العربي وليس مصر فقط لإثناء زعيم القومية العربية عن قراره، هذا الأمر الذي اعتبره عدد من المحللين بأنه "مسرحية" مرّت بسهولة على المُخلصين.

ثم مرَّت السنون، وحدثت حرب أكتوبر 1973، والتي صورها الكثير بأنها انتصار كبير، ولكن لأنَّ الأمور بخواتيمها، فكانت ثغرة الدفرسوار، والمساحات التي ظل الصهاينة يحتلونها في مصر، ولم ترجع إلّا بعد معاهدة كامب ديفيد على يد الرئيس الراحل أنور السادات، وبعدها وفي لبنان وما حصل بعد حادث عين الرمانة الذي فتح دروب الشر على مصراعيها من حرب أكلت الأخضر واليابس في لبنان الجميل، وكان وقتذاك كل فصيل أو حزب تعلن أجهزة إعلامه بأنَّه المنتصر وغيره المهزومين، بينما كثيرٌ من الحقائق كانت مناقضة، عندما كشفتها الاعترافات في السنين اللاحقة.

مضت الأعوام ومن تبعات حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم، وبعد سنوات من تحريرها، قامت الولايات المتحدة مع حلفائها بعملية إسقاط نظام البعث العراقي بقيادة صدام حسين، وأثناء ذلك كان وزير الإعلام العراقي آنذاك محمد سعيد الصحاف، يعقد مؤتمرات صحفية تشبه مسرحيات الكوميديا التراجيدية، كانت الأحداث على أرض الواقع في شأن، وكلماته المدوية شأنها مختلف تمامًا، كان الأمر كالمُضحك المُبكي؛ إذ كان يُدلي بتصريحات لا تمت للواقع بصلة، إلى أن حدث ما حدث وانتهى كل شيء في التاسع من أبريل من 2003، وبعد ذلك بأسابيع شاهد الكثيرون الصحاف بذاته وبشحمه ولحمه في لقاء حصري على شاشة إحدى المحطات الفضائية الخليجية!

أهم شيء في الإعلام- أي إعلام- هو المصداقية، وفي دراسة التاريخ يحمل الأساتذة على عاتقهم مسؤولية إفهام الطلبة أن المعلومة شيء، والتحليل شيء آخر، خلط المعلومة بالتحليل كأنك تخلط الجد بالهزل، التلاعب بالمعلومة هو تحري وترصد للكذب، والكذب آفة وعيب!

صحيح أن بث الروح المعنوية مهم جدًا أثناء الوغى والحرب، لكن هذه حكاية، والكذب الممنهج البعيد عن الواقع حكاية أخرى مختلفة تمامًا!

تذكرت ما سبق وأنا أتابع الأحداث على الساحة، وسبحان الله ما زالت تلك الممارسات وما زال التلاعب في تيسير دفة الإعلام على نفس النفس الكاذب السابق، وكأن الناس قطيع لا يفهم ولا يدرك، إلى أن تنتهي الحكاية، ويفوق الناس من سكرة الانتصار المزعوم، ثم يبدأ إعلام الكذب بتمرير أعذار الهزيمة المتكررة تاريخيا على أمة كانت خير أمة أخرجت للناس!

أن تكون داعمًا ومشجعًا غير أن تنقل معلومات متلاعب بحيثياتها، وتجتزئ تفاصيلها، وتقدم المهزوم بصورة المنتصر، والعكس صحيح!

في إعلامنا العربي وحتى أكون دقيقًا في غالبيته، يجير الأمور مصلحة عامة هي في الحقيقة كذب وتلفيق، في الدول المحترمة لا يوجد شيء أسمه كذب ومصلحة عامة مزعومة، بل حقائق تقاس على أثرها القواعد المبنية لسياسات الدول وبشفافية تامة، ولايوجد في قاموس تلك الدول إذاعة تبث خطابات أحمد سعيد ولا حتى يونس بحري، ولا يمكن لأي دولة لها مصداقيتها أن نرى بها ما حدث إبان مؤتمرات وزير الإعلام البعثي، الواقعية والمصداقية في نقل الأحداث مهمة وتسمية الأمور بأسمائها أفضل من اللف والدوران، والكذب، وهي الحجر الأساسي للتنمية العامة للشعوب بدءا من بث الوعي الحقيقي وعرض ما يحدث بحقيقته، ومن كل زواياه، وليس بكذب وتفصيل الأخبار بحسب شعارات مؤدلجة أثبتت الأيام أنها لاتغني ولا تسمن من جوع!

لا شك الحقيقة أحيانًا مُرة، ومذاقها كالعلقم، لكن الوقوف على الحقائق والاعتراف بالواقع هو أول درس؛ بل وأول لبنة في البناء الصجيح، ولنتأكد أن الحقيقة إن لم تتضح اليوم فغدا لناظره قريب، والعنتريات الموجهة ستكون مجاورة لمسرحيات الكوميديا في خانة الأفلام المضحكة مستقبلًا!

يقول المولى عز وجل: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ" (الرعد:17).

 

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ضجة في مصر.. أنباء عن وجود عصابة لـ«تجارة الأعضاء» والشرطة تكشف الحقيقة!

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعت الماضية، بمنشور حول عصابة لتجارة الأعضاء البشرية في مصر، ما أثار حالة من الجدل والذعر.

وبحسب وسائل إعلام مصرية، “زعمت إحدى السيدات وجود عصابة متخصصة في خطف الشباب والفتيات بهدف الاتجار بالأعضاء البشرية”، ودعت السيدة كاتبة المنشورات إلى “عدم خروجهم ليلا حفاظا على سلامتهم”، وهو ما تبين لاحقا “أنه منشور كاذب، كان الهدف منه زيادة المشاهدات والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وبحسب موقع مصراوي، “أحالت النيابة العامة، متهمة إلى المحاكمة الجنائية، محبوسة احتياطيًا، وذلك لارتكابها جريمة نشر أخبار كاذبة بسوء قصد من شأنها تكدير السلم العام، زعمت خلالها وقوع جرائم قتل لسيدات والإتجار في أعضائهن”.

وذكرت النيابة العامة – في بيان اليوم الأحد، “أنها كانت قد تلقت بلاغًا من وحدة مباحث قسم شرطة البساتين، بنشر المتهمة عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) منشورًا بعنوان “حادث دار السلام”، يتضمن وقوع جريمتي قتل لسيدتين وتقطيع أعضائهن للاتجار فيها، ووجود عصابة مُشكلة لارتكاب تلك الجرائم”.

وأشارت النيابة إلى أن “تحريات الشرطة أظهرت قيام المتهمة بنشر تلك الأخبار الكاذبة بسوء قصد، بهدف الاستفادة من زيادة معدلات تداولها، وكان من شأن ذلك تكدير السلم العام”.

وأضافت النيابة العامة أنها “قامت باستجواب المتهمة في ما هو منسوب إليها من اتهامات، فأنكرت الاتهام، كما طالعت النيابة حسابها المستخدم في ارتكاب الواقعة، فأسفر ذلك عن التأكد من نشر المتهمة للمنشور المذكور موضوع القضية، فتقرر حبسها 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات، ثم صدر القرار بتقديمها إلى المحاكمة”.

وقررت النيابة المصرية، “حبس السيدة احتياطيا لمدة 4 أيام، قبل إحالتها إلى المحاكمة الجنائية بتهمة نشر أخبار كاذبة”.

مقالات مشابهة

  • ماذا قال «راغب علامة» عن حسن نصر الله؟ بيان رسمي يكشف الحقيقة «صور»
  • تعيين محمد بهنس أمين إعلام محافظة القاهرة بالشعب الجمهوري
  • «إعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا» تمنح الباحثه حبيبة زكي السعدنى درجة الماجستير بتقدير ممتاز
  • مشروعات إبداعية لملتقى إعلام القاهرة الأول تبحث عن حاضنة لدعمها وتحقيق نجاحاتها
  • إعلام إسرائيلي: النيابة العامة أكدت تورط نتنياهو بشكل واضح في قضية الرشوة
  • الإعلام الإسرائيلي يؤكد نوايا حل الحشد: أمريكا تعيد تقييم الوضع في العراق - عاجل
  • صحفي بريطاني للمقابلة: أشعر بالعار من تغطية إعلام بلادي للسابع من أكتوبر
  • ضجة في مصر.. أنباء عن وجود عصابة لـ«تجارة الأعضاء» والشرطة تكشف الحقيقة!
  • حلمي النمنم فى زيارة لكلية إعلام جامعة 6 أكتوبر
  • هل أُطلِقَ سراح منفذ عمليّة دهس الدركي؟.. هذا الخبر يُوضح الحقيقة