جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-16@18:45:47 GMT

سجِّل.. أنا فلسطيني!

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

سجِّل.. أنا فلسطيني!

 

علي بن حمدان الرئيسي

 

في الحقيقة لم تكن لدي النية أن أكتب عمّا يحدث في غزة، ليس لأن الأمر لا يستحق ذلك، لكن لأنَّ الكلمات عاجزة عن التعبير عمّا يحدث؛ سواءً بوصف بطولات المقاومة أو التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني، أو بوصف وحشية وهمجية المجازر التي يرتكبها الصهاينة.

كنت أفضل أيضًا أن لا أشارك في المتاجرة بدم الفلسطينيين كما يفعل بعض الكتاب والسياسيين، مع عدم إنكار أن هناك كثيرًا من المتعاطفين حقًا مع الفلسطينيين.

كما إن الوقت لم يحن بعد لكتابة تحليل موضوعي عن الأحداث لأننا لازلنا في خضم المعركة ولكن قد يكون من المناسب تسجيل عدد من النقاط، أُوردها فيما يلي:

لا شك أن ما حدث في 7 أكتوبر يمثل من وجهة نظر كثير من المحللين علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية؛ فقد نقلت المقاومة الفلسطينية المعركة إلى الأراضي المحتلة، وقد كانت إسرائيل دائمًا تنقل المعركة إلى أراضي الخصم.

ما حصل في 7 أكتوبر أن المقاومة بدَّدَتْ كل ما بنته وخططت له الصهيونية العالمية وسوَّقت له لليهود في أنحاء العالم على أن الوجود الصهيوني في فلسطين هو وجود آمن؛ وأن عليهم الهجرة إليها واحتلال أراضي العرب، تحت حماية دولة إسرائيل "التي لا تُقهر". هذه النظرية أسقطتها المقاومة الباسلة بتاريخ 7 أكتوبر فلم يعد الصهاينة آمنون على أنفسهم ومن الصعب على إسرائيل تسويق نفسها للصهاينة في الخارج كما أن الكثير منهم لابد بعد هذه المعركة سيهاجر من الأراضي المحتلة.

إن أحد أسباب المجازر التي ترتكبتها إسرائيل هي محو صورة الهزيمة التي لحقت بجيشها والإذلال الذي تلقاه على يد المقاومة الفلسطينية. الواقع أثبت أن إسرائيل بلد لا يحتمل الهزيمة، وأن المقاومة أثبتت أن لا أمان لليهود المهاجرين إليها؛ فقد قامت بكل هذه المجازر ضد الأطفال والنساء لتحل صور المجازر محل صورة الهزيمة التي مُنيت بها. طبعًا الصهيونية ليس غريبًا عليها اقتراف المجازر ضد المدنيين فهذا كان ديدنهم منذ عام 1948.

في المقابل، أثبت المقاوم الفلسطيني الذي يتصدى للآلة العسكرية الصهيونية المدججة بأحدث الأسلحة الأمريكية شجاعة وإقداماً لا مثيل لهما، وكبَّد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة وأثبت قدرة قتالية عالية أزالت خرافة أن جيش العدو لا يقهر.

 

إن الأحداث الأخيرة أثبتت أن النظام العربي الرسمي في أغلبيته لم يخدم القضية الفلسطينية كما هو متوقع من الشعوب، إلّا البعض الذي لم يستطع ان يقدم سوى كلمات التنديد والشكوى للأمم المتحدة، فقد أثبتت النظم العربية عدم قدرتها على تلبية أدنى طموحات الشعوب العربية؛ وذلك بممارسة الضغط على الدول الغربية لوقف إطلاق النار، أو على الأقل فك الحصار عن غزة وتقديم المساعدات الضرورية.

وقوف الدول الغربية الى جانب إسرائيل، وتبريرها ذلك بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بارتكاب هذه المجازر وقتلها ما يزيد من أكثر من 11 ألفاُ من أهل غزة معظمهم من النساء والأطفال يأتي منسجمًا من أن إسرائيل ليست سوى رأس حربة للاستعمار الاستيطاني الغربي وأنها زُرِعَت من قبل الغرب لتمزيق العالم العربي والإسلامي ونهب خيراته وموارده بالتنسيق والتعاون مع القوى المتخلفة والمهيمنة في الوطن العربي. تبقى هذه الدول التي تتعامل مع الآخر غير الأوروبي على أنهم ليسوا بشرًا أو كما قال أحد الإسرائيليين "حيوانات بشرية"، أو كما قام نتنياهو بتوصيف المعركة بأنهم بين من يمثلون النور وبين من يمثلون الظلام، كل ذلك نابع من هذه العقيدة الغربية التي ترى أن حياة الآخر العربي الفلسطيني هي أقل من حياة الأوروبي.

لا شك أن الوضع الإنساني في قطاع غزة مأساوي وكارثي، لكنننا على ثقة حتى لو تقدمت القوات الإسرائيلية في كل غزة بأنه لا يمكن القضاء على المقاومة وأن المقاومة في الأخير ستنتصرـ وأن نتنياهو وعصابته سيكون مصيرهم مزبلة التاريخ.

إن انتصار المقاومة لا شك سيكون بداية الطريق لتحرير فلسطين، وإن المخطط الصهيوني الأمريكي بتهجير أهالي غزة إلى سيناء سيفشل لصمود وبسالة الفلسطينيين ووعي الشعب المصري الشقيق.

إننا نُحيِّي صمود شعبنا في غزة وفي الضفة الغربية أمام المجازر الصهيونية وصمود أبناء جنوب لبنان والجماهير العربية التي خرجت متضامنة مع الشعب الفلسطيني البطل، كما نحيي كل الأحرار في العالم في أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية الذين خرجوا متضامنين وأعلنوا كلهم أنهم فلسطينيون.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

يتسحاق بريك: “الجيش الإسرائيلي” لا يستطيع حسم المعركة مع “حماس” 

#سواليف

كتب .. #يتسحاق_بريك

يبدو أن المستويَين الأمني والسياسي أغلقا آذانهما، ولم يتعلّما بعد شيئاً ممّا حدث لـ”شعب إسرائيل” خلال العام ونصف العام الماضيَين. لم يفهما حتى اللحظة أن ” #الجيش ” لا يستطيع، بوضعه الحالي، #تفكيك ” #حماس “. ألم يفهما حتى الآن أن “جيشنا” لا يستطيع البقاء وقتاً طويلاً في المناطق التي احتلها، ولا يملك القوة الكافية من أجل تفجير مئات الكيلومترات من الأنفاق؟ بكلمات أُخرى: إنه لا يستطيع، بوضعه الحالي، #حسم_المعركة مع “حماس”.

إن أيّ جولة أُخرى من الحرب في غزة ستضع حياة المخطوفين في خطر، وتزيد في الإصابات في صفوف قواتنا، وفي أوساط الغزّيين الأبرياء. هذا بالإضافة إلى أن العالم كلّه سيعلن أننا مجرمو حرب؛ نعم – العالم العربي برمّته سيتوحّد ضدنا، ويفكّك حصانتنا القومية، وسيستمر وضعنا الاقتصادي في التراجع، وبالتالي سيتراجع الجيش. سنبقى وحدنا في العالم مع [الرئيس الأميركي دونالد] ترامب غير المتوقّع، الذي يمكن أن يتركنا وحدنا في أيّ لحظة.

مقالات ذات صلة دوي انفجار في مخيم نور شمس بطولكرم 2025/03/15

الأمر المفاجئ أكثر هو أن القيادة العليا الجديدة للجيش وقعت أسيرة فخ #نتنياهو وتابعه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وتنفّذ كلّ ما يريدانه. وبدلاً من ترميم “جيشنا” وتجهيزه للتهديدات المستقبلية على حدودنا الشرقية، وحدودنا مع مصر، والضفة الغربية، والحدود اللبنانية، حيث لم نُخضع حزب الله؛ وبدلاً من إقامة حرس قومي ضد المجرمين المتطرفين في بلدنا- يقوم المستويان العسكري والسياسي ببثّ الشعارات بشأن تفكيك “حماس” بشكل مطلق.

لم يفهم المسؤولون عندنا بعد أنه من أجل تفكيك “حماس”، عليهم أن يزيدوا في حجم “الجيش”، وفي حجم القوات لكي تستطيع تفجير الأنفاق، وبعدها فقط، يمكن الحسم. إن هدم المنازل في قطاع غزة وتفكيك بنى “حماس” فوق الأرض لم يساعدانا على التقدّم نحو هدف تفكيك الحركة التي تقيم بمدينة مساحتها مئات الكيلومترات تحت الأرض. وتخرج من حصنها هذا لتقتل المئات، وتُصيب الآلاف. وعلى الرغم من ذلك، فإن القيادة العسكرية، وبتوجيهات من القيادة السياسية، تريد جرّنا إلى مسلسل آخر من القتل والعزاء، من دون أيّ إنجاز واضح.

أيها القرّاء الأعزاء، قولوا لي: على مَن يُمكن الاعتماد هنا؟ هل تبقّى لنا مزيد من حرّاس التخوم في “الدولة”؟ كان يجب على رئيس هيئة الأركان العامة الجديد، الجنرال إيال زمير، أن يدافع عن موقفه، ويعرض أمام المستوى السياسي وضع “الجيش” الحقيقي، حسبما توقّعنا جميعاً منه، وأن يعرض الحقيقة عارية، من دون أيّ تجميل. وكان يجب عليه أن يقاتل بكل قوته من أجل التقدّم إلى المرحلة (ب) من الصفقة لتحرير المخطوفين وإنقاذ الأحياء منهم، من دون تخوّف – حتى لو كلّفه ذلك منصب رئيس هيئة الأركان. وأكثر من ذلك، كان يجب على رئيس هيئة الأركان أن يمنع المستوى السياسي من الاستمرار في وهم أن “الجيش” قادر على هزيمة “حماس” والإيرانيين، كما أرادوا أن يسمعوا.

إن أقوال رئيس هيئة الأركان الموجّهة إلى الجمهور بشأن أهمية تحرير المخطوفين كأولوية، يبدو أنها من دون رصيد – أقوال ليست سوى واجب يجب أن يقال. أقواله تتناقض كلياً مع موافقته على تجديد الحرب في غزة.

هل اختار رئيس هيئة الأركان الجديد الخضوع منذ بداية طريقه؟ إذا كان الجواب نعم، فماذا سيحدث مستقبلاً؟ أنا دعمت تعيين إيال زمير بكل قوتي، لكنني لم أتخيّل أنه سيخضع أمام رئيس الحكومة ووزير الدفاع، لأنهما يريدان الاستمرار في الحرب من أجل البقاء في السلطة، على حساب حياة المخطوفين وأمن مواطني دولة إسرائيل.

الطريق الصائبة والصحيحة في هذا الوقت هي الاستمرار في المفاوضات والدخول في المرحلة (ب)، بحسب الاتفاق، وتحرير جميع المخطوفين، الذين يختنقون في ظلام الأنفاق، دفعة واحدة، وانتهاء الحرب. وبعدها، علينا أن نشمّر عن سواعدنا ونُعيد ترميم “الدولة والجيش” في جميع المجالات، لكي يستطيع الدفاع عن حدود “إسرائيل”، بما معناه أن على “الجيش” أن يتجهّز لحرب كبيرة يستطيع الضرب والحسم فيها.

في نهاية المطاف، إذا مات المخطوفون في الأنفاق المظلمة، فإن التهمة ستقع على كاهل المستويَين السياسي والعسكري، إلى الأبد، وهما اللذان اختارا الاستمرار في حرب من دون هدف، لن تحقّق أيّ إنجاز. هذا الخيار سيدفع إلى موت المخطوفين الذين لا يزال من الممكن إنقاذهم. إن كلّ يوم يمرّ يؤجّل فيه الحديث عن المرحلة (ب) من الصفقة، يضع حياة المخطوفين في خطر، أكثر فأكثر، إذ إن ثمة خطوة فقط تفصلهم عن الموت.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تواصل اقتحاماتها في الضفة الغربية وتعتقل 5 فلسطينيين
  • "أونروا": نزوح 35 ألف فلسطيني جراء العملية العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربية
  • العراق ساحة المعركة القادمة .. بعد بيروت ودمشق إيران قد تفقد بغداد
  • إعلام فلسطيني: قوة من جيش الاحتلال تقتحم بلدة قباطية جنوبي جنين بالضفة الغربية
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • قانون الانتخابات محور المعركة المقبلة والاتجاه لصوتين تفضيليين
  • يتسحاق بريك: “الجيش الإسرائيلي” لا يستطيع حسم المعركة مع “حماس” 
  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 17 فلسطينيًا في الضفة الغربية
  • إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تقتحم بلدة عزون شرق قلقيلية بالضفة الغربية