11 نوفمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: يتوقع خبراء أن يؤدي ارتفاع أسعار صرف الدولار في العراق إلى أزمة اقتصادية كبيرة، اذا لم تعالج الاسباب، فيما حذّر عضو اللجنة المالية النيابية، محمد نوري عزيز، من “أزمة اقتصادية كبيرة” جراء الارتفاع المستمر لأسعار صرف الدولار، معتبرا ان ارتفاع معدلات التضخم إلى انهيار العملة الوطنية، لافتاً إلى أن الحكومة لا تجد الحلول الجذرية للأزمات.

ويؤدي ارتفاع أسعار صرف الدولار إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات المستوردة، مما يؤدي إلى ارتفاع التضخم، وبالتالي انخفاض القدرة الشرائية للمواطن.
وتعتمد الحكومة العراقية بشكل كبير على عائدات النفط، والتي يتم تحويلها إلى الدينار العراقي، وبالتالي فإن ارتفاع أسعار صرف الدولار يؤدي إلى انخفاض الإيرادات الحكومية، مما يؤثر على قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
و يؤدي ارتفاع أسعار صرف الدولار إلى زيادة تكلفة الإنتاج، مما قد يؤدي إلى زيادة البطالة، وذلك لأن بعض الشركات قد تضطر إلى تسريح العمال لخفض التكاليف.

وحدثت أزمات اقتصادية كبيرة في العديد من الدول بسبب ارتفاع أسعار صرف الدولار، منها أزمة اقتصادية في فنزويلا في عام 2013 اذ  أدت زيادة أسعار النفط إلى انخفاض قيمة البوليفار الفنزويلي أمام الدولار الأمريكي، مما أدى إلى ارتفاع التضخم وانخفاض الإيرادات الحكومية وزيادة البطالة، وتسببت هذه الأزمة في هجرة ملايين المواطنين الفنزويليين إلى الدول المجاورة.

و في اليونان في العام 2010، أدت الأزمة المالية العالمية إلى ارتفاع أسعار صرف اليورو مقابل العملات الأخرى، مما أدى إلى ارتفاع التضخم وانخفاض الإيرادات الحكومية وزيادة البطالة، وتسببت هذه الأزمة في أزمة سياسية كبيرة في اليونان، وكاد أن يؤدي إلى خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وفي العام 2022  أدت السياسات الاقتصادية للحكومة التركية إلى انخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، مما أدى إلى ارتفاع التضخم وانخفاض الإيرادات الحكومية وزيادة البطالة، وتسببت هذه الأزمة في احتجاجات واسعة النطاق في تركيا.

و يحتاج العراق الى ضبط السياسة النقدية بما في ذلك رفع أسعار الفائدة، لتقليل الطلب على الدولار.

وقال عزيز في حوار متلفز  إن “الارتفاع المستمر في أسعار صرف الدولار، ينذر بأزمة اقتصادية كبيرة، والمتضرر بهذا الارتفاع، هم أصحاب الدخل المحدود، مما يعكس آثاره الاقتصادية السلبية على جميع المستويات”.

وأشار إلى أن “الحكومة التي تعمل على ترحيل الأزمات دون إيجاد الحلول الجذرية لها، هي حكومة غير جديرة بثقة الشارع”، على حد قوله.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: ارتفاع أسعار صرف الدولار إلى ارتفاع التضخم اقتصادیة کبیرة أزمة اقتصادیة یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد الإيراني يترقب "صدمة جديدة" على وقع التوترات الإقليمية

الاقتصاد نيوز - متابعة

 يترقب الاقتصاد الإيراني المتأزم بفعل العقوبات الأميركية وسوء الإدارة لعقود صدمة جديدة على وقع تصاعد التوترات الإقليمية وارتفاع أسعار العملات الأجنبية، خاصة الدولار، وتراجع الريال الإيراني بشكل قياسي خلال الأيام الأخيرة، ما أثار مخاوف لدى المواطن من احتمال دخول الأسواق في تقلبات واضطرابات كبيرة، على غرار حالات سابقة عندما كان الدولار يسجل طفرة بين الحين والآخر.

ويتابع المواطن الإيراني بقلق مآلات المواجهة الحالية بين إيران والاحتلال الإسرائيلي واحتمال وقوع حرب إقليمية من شأنها أن تفاقم بشكل غير مسبوق الأزمة الاقتصادية في البلاد. وفي هذه الأجواء، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يوم الاثنين الماضي، في لقاء مع منتجين زراعيين، إن بلاده تواجه اليوم “حرباً اقتصادية شاملة”، مؤكداً أن “الحرب اليوم هي حرب اقتصادية وليست حرب القنابل والصواريخ”. وأضاف بزشكيان “نمتلك الصواريخ لكي لا يتجرأوا على مهاجمتنا”، موضحا أن “أعداء” إيران يريدون تركيعها اقتصادياً من خلال المشكلات الاقتصادية، معبراً عن مخاوفه من هذه المشكلات.

وارتفع سعر صرف الدولار في السوق الإيراني الموازي لأول مرة إلى أكثر من 700 ألف ريال، قبل أن يتراجع بشكل طفيف، الاثنين، إلى نحو 690 ألف ريال.

ويقول الخبير الاقتصادي الإيراني علي سعدوندي إن ارتفاع أسعار العملات الأجنبية يصبح طبيعياً عندما تشهد الجغرافيا السياسية الإيرانية تطورات وتوترات ومخاوف من احتمال اندلاع حرب، مضيفا أن هذه التوترات على خلفية التصعيد بين إيران والاحتلال الإسرائيلي ليست العامل الوحيد وراء تراجع سعر الريال وصعود عملات أجنبية في البلد.

ويوضح سعدوندي أن المشكلة الأساسية تكمن في سياسات البلاد بشأن النقد الأجنبي “فعندما تتراجع موارد إيران من هذا النقد وتتبع سياسة تثبيت أسعار الدولار يؤدي ذلك إلى صدمة في سوق العملات في نهاية المطاف، وهذا ما يجري بين حين وآخر منذ خمسة عقود”.

وعن تبعات ارتفاع أسعار الصرف في السوق الإيراني والأجواء المشحونة على خلفية الهجوم الإسرائيلي الأخير والتهديدات الإيرانية بـ”رد قوي وحتمي”، يقول الخبير الاقتصادي إن بقية الأسواق الإيرانية، وخاصة أسعار السلع والخدمات، لم تشهد حتى الآن “تغييراً ملحوظاً”، متوقعاً أن يكون لارتفاع الدولار هذا المفعول لاحقاً بعدما يؤدي إلى زيادة مستوى الاضطراب وعدم اليقين، ومصير التصعيد الراهن في المنطقة، مشيراً إلى أن من تبعات تراجع سعر الريال هو تأثيره السلبي على الاستثمارات في البلد.

يؤكد سعدوندي أن ارتفاع سعر الدولار يحدث عادة في إيران على نحو “صدمة”، وهو ما يشكل أيضاً صدمة للاقتصاد، مضيفاً أن هذه الزيادة في الأسعار كان من الممكن أن تؤثر إيجابياً على الصادرات الإيرانية كما حصل ذلك في تركيا. لكن السياسة التي يتبعها البنك المركزي الإيراني، وفق رأيه، في ضخ العملات الأجنبية في السوق وخاصة الدولار، أسست لـ”محسوبية” لا تخدم الصادرات الإيرانية و”إنما تقمعها” لصالح السيطرة على السوق على مدى قصير.

من جانبه، يؤكد الخبير الاقتصادي الإيراني محسن جندقي أن تقلبات أسعار العملات الأجنبية تعود لعدة أسباب، مضيفاً أنه على عكس ما يعتقده البعض فإن التوترات والتصعيد في المنطقة ليست السبب الوحيد في تراجع الريال وزيادة سعر الدولار وعملات أخرى، مشيراً إلى سبب مهم آخر هو الركود التضخمي الذي يواجهه الاقتصاد الإيراني، والذي تسبب في دخول أسواق في الركود وانتعاش أسواق أخرى.

ويوضح جندقي أنه في ظل التضخم الذي يقدر بنسبة تتجاوز 30%، فإن ارتفاع أسعار العملات أيضاً كأي سلعة أخرى “أمر لا مفر منه”، أي أنه حتى لو لم تكن هناك توترات ساخنة في المنطقة، فإن سعر الدولار كان سيرتفع، غير أنه يتوقع أن يتوقف سعر الصرف عند 700 ألف ريال ولا يرتفع أكثر من ذلك بسبب التضخم الذي يخيم على الاقتصاد.

السعر الحقيقي للدولار في السوق الإيراني يتحدد وفق آلية العرض والطلب، كما يقول جندقي، الذي يضيف أن أحد أهم أسباب إنشاء أنظمة تابعة للبنك المركزي المتصلة بأسعار العملات هو الوصول إلى هذا السعر، مشيراً إلى أن آليات البنك المركزي تتأثر بأسعار العملات في السوق الحر الموازي، أي السوق غير الرسمي، ولذلك بعد ارتفاع سعر الصرف في هذا السوق يرفع البنك المركزي أيضاً سعره في السوق الرسمي.

ويضيف أن زيادة السعر الرسمي عادة تؤدي إلى تهدئة السوق غير الرسمي وليس رفع الأسعار فيه، مستبعداً أن يتمكن البنك المركزي من تحديد سعر واحد للعملة الأجنبية، رابطاً ذلك برسم سياسات في الاقتصاد الكلي وكذلك قضايا السياسة الخارجية مثل رفع العقوبات الأميركية.

وعما إذا كانت الحكومة تمتلك إمكانيات وقدرات لضبط إيقاع أسعار الصرف في السوق الموازي وخفض الأسعار، يقول جندقي إن الحكومة بإمكانها منح مساحة أكبر لقطاعات اقتصادية تحقق موارد جيدة من النقد الأجنبي، مثل قطاع البتروكيماويات وضخ كميات كبيرة من النقد الأجنبي في السوق غير الرسمي، والإسراع في تلبية الطلبات التجارية من العملات الأجنبية.

بدوره، يقول الخبير في القطاع العقاري أحمد رضايي إن سوق العقارات راكدة وفاقمت ذلك التوترات الأخيرة، مضيفاً أن الكثيرين ممن كانوا يخططون لشراء بيوت ينتظرون ما ستؤول إليه التوترات بين إيران وإسرائيل، وأشار إلى أنه في حال توسعت هذه التوترات باتجاه مواجهة وحرب فذلك سيترك أثره الكبير في سوق العملات باتجاه خفض الأسعار، وسيؤثر في ارتفاع الأسعار في أسواق أخرى مثل السلع والخدمات.

ويوضح رضايي أن ارتفاع سعر الدولار ووصوله إلى حاجز 700 ألف ريال سيؤدي بعد فترة إلى ارتفاع أسعار العقارات والسكن أيضا إذا توقفت التوترات الإقليمية عند هجمات متبادلة فقط بين إيران وإسرائيل، لافتاً إلى أن هناك ضبابية تخيم على الوضع الاقتصادي في البلد وآفاقه، وهو ما أدخل أسواقاً مهمة في حالة ركود وجعل المواطنين والناشطين في قطاعات اقتصادية عدة ينتظرون اتضاح الصورة بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.

ويزداد سعر صرف الدولار ويتراجع الريال وترتفع احتمالات الحرب في المنطقة، بينما يعيش المواطن الإيراني ظروفاً اقتصادية صعبة منذ ما يقارب ست سنوات نتيجة أزمات اقتصادية متراكمة، فاقمتها العقوبات الأميركية المفروضة على البلد منذ عام 2018 إثر الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.

واستهدفت هذه العقوبات مفاصل الاقتصاد الإيراني، وخاصة موارد تحصيل النقد الأجنبي، مثل الصادرات النفطية التي تشكل شريان هذا الاقتصاد. ورغم أن البلد يتمكن من بيع كميات من النفط تقدر بأكثر من مليون برميل يومياً، لكنه يواجه صعوبات كبيرة في إعادة عوائدها بالنقد الأجنبي بسبب تعرض قطاعها المصرفي أيضاً لعقوبات شاملة.

ويتصدر الاقتصاد وأزماته اهتمامات المواطنين الإيرانيين، حيث أكدت ذلك نتائج مسح أجري خلال نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، حيث شملت العينة 15 ألفاً و878 إيرانياً. وبشأن أهم قضية في البلد، قال 81.9% من المستطلعة آراؤهم إنها الغلاء والتضخم، واحتلت البطالة المركز الثاني بـ47.9%، ثم الإدمان بـ26.9%، والفساد الاقتصادي والإداري بـ13.1%، والسكن بـ12.1%، والحجاب بـ11.9%، وزواج الشبان والشابات بـ10.7%، والطلاق بـ7.1%، وشح المياه بـ5.7%، وعدم الالتزام بالقانون بـ4.7%.

مقالات مشابهة

  • بعد فوز ترامب مستثمرون يؤكدون: ارتفاع الدولار وتراجع أسعار النفط
  • فوز ترامب ينزل بسعر النفط
  • انخفاض أسعار السلع وسط ارتفاع الدولار والمخاوف التجارية بعد فوز ترمب
  • عاجل - بعد فوز ترامب.. تراجع أسعار النفط وسط ارتفاع الدولار
  • فوز ترامب يدفع أسعار النفط للتراجع
  • النفط يتراجع مع تلقي الدولار دفعة بعد فوز ترامب
  • ماذا حدث لـ سعر الدولار عالميا بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية؟
  • الاقتصاد الإيراني يترقب "صدمة جديدة" على وقع التوترات الإقليمية
  • عاجل:- ارتفاع الدولار الأمريكي.. تزامنًا مع فوز ترامب.
  • أسعار النفط تتراجع مع ارتفاع الدولار