معركة جنين انتهت.. والمخيم يعاين الأضرار لإعادة الأعمار
تاريخ النشر: 6th, July 2023 GMT
انتهت العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين، مخلفة وراءها دماراً كبيراً في البنية التحتية للمحافظة، في خامس أكبر مدينة بالضفة الغربية.
فقد كشف نائب محافظ جنين كمال أبو الرب، أن العملية الإسرائيلية ألحقت أضرارا بنحو 80 بالمئة من منازل المخيم، بحسب "وكالة أنباء العالم العربي".
العرب والعالم الشرق الأوسط خبيرتان أمميتان: عملية إسرائيل في جنين قد ترقى لجريمة حرب مادة اعلانيةوقال إن الأضرار انقسمت بين تدمير كلي وجزئي وحرق وتخريب ممتلكات وإتلافها، مشيراً إلى أن عشرات المركبات تضررت بشكل كامل، وأخرى بشكل جزئي.
وأضاف أن "العملية دمّرت شبكات المياه والكهرباء والهواتف الأرضية والصرف الصحي".
بدورها قالت وزارة الاقتصاد الفلسطينية إن العملية العسكرية على محافظة جنين تستهدف البنية التحتية والاقتصاد المحلي، مما يزيد من حجم الخسائر في المحافظة.
ووفقاً لتقرير صادر عن مديرية الوزارة في جنين، قام الجيش الإسرائيلي بتدمير الخطوط الرئيسية لشبكات المياه والكهرباء، وخاصة في مخيم جنين، بالإضافة إلى تجريف الطرق والأراضي الزراعية.
الدمار في جنين (أ ف ب)وأظهرت عمليات الرصد توقف الحركة الصناعية والتجارية والخدمات في المحافظة نتيجة الحصار المفروض عليها، وخاصةً للفلسطينيين الذين يعيشون داخل المحافظة ويشكلون إحدى أهم مصادر الحركة الاقتصادية فيها، وتمنع إسرائيل أيضاً دخول السلع والبضائع بسبب إغلاق حاجز الجلمة.
حصر وترميممن جانبه، أشار محافظ جنين، أكرم الرجوب، إلى أن حجم الدمار كبير جداً في البنية التحتية، بما في ذلك خطوط المياه والكهرباء والشوارع والصرف الصحي.
وأشار الرجوب إلى أن فرق وزارة الأشغال العامة بدأت بالفعل عملية إزالة الركام وإصلاح الشوارع، بينما تعمل شركة الكهرباء على تأمين خطوط الكهرباء وتعمل سلطة المياه على إصلاح الخطوط المتضررة.
الدمار في جنين (أ ف ب)لكن الرجوب استدرك قائلا "مع ذلك، من المتوقع أن يستغرق إعادة بناء المنازل وقتًا أطول، ربما يمتد لعدة أسابيع، حيث تعمل الحكومة على تلبية احتياجات النازحين وإعادة تأهيل منازلهم المتضررة في جنين".
تداعيات وتحدياتومن جانبه، قال رئيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة جنين، عمار أبو بكر، أن الاعتداءات والإغلاقات المستمرة تؤثر على الحركة التجارية والاقتصادية للمحافظة بشكل عام.
الدمار في جنين (أ ف ب)وبسبب هذه الظروف الصعبة، تقتصر حركة الناس في المحافظة على تلبية الاحتياجات الأساسية للبيوت، مثل الطعام والمواد الأساسية، حسب تعبيره.
يذكر أن العملية العسكرية الإسرائيلية التي استمرت يومين في جنين خلفت دماراً كبيراً ، وأسفرت عن مقتل 12 فلسطينيًّا بينهم 5 أطفال وأكثر من 140 مصابًا بينهم 30 بجروح خطرة، إضافة إلى تدمير البنى التحتية في المخيم وإلحاق أضرار جسيمة بمنازل المواطنين وممتلكاتهم.
المصدر: العربية
إقرأ أيضاً:
دمشق تفتح ذراعيها لاستقبال حياة جديدة رغم الدمار
شرق العاصمة دمشق، يتشبث السوريون بالحياة على أطلال منازلهم، مدفوعين بآمال في مستقبل واعد دفعوا ثمنه باهظا خلال سنوات من الحرب التي شنها نظام الأسد المخلوع وحلفاؤه.
وفور سقوط النظام، بدأت عجلة الحياة تعود إلى الغوطة الشرقية رويدا رويدا، وبدأ السوريون بالعودة مع ما يمتلكونه لتفقد منازلهم والعيش فيها، بعد سنوات من النزوح.
وقال سكان بالمنطقة إن جنود نظام الأسد نهبوا كل شيء في المنازل، بما في ذلك الرخام، وبلاط الأرضيات والأسلاك الكهربائية وحتى القضبان الحديدية داخل الكتل الأسمنتية للأبنية.
وتنتشر في أحياء شرق دمشق بقايا البراميل المتفجرة وقذائف الهاون والمدفعية، وتُظهر آلة الحرب حجم الدمار والثمن الباهظ الذي دفعه السوريون في نضالهم لإنهاء حكم نظام البعث الذي استمر 61 عاما.
مدن أشباح
وفي حي جوبر البالغ عدد سكانه سابقا 300 ألف نسمة، تحولت الأزقة والشوارع إلى مدن أشباح بعد مغادرة معظم السكان بسبب الدمار الكبير.
وفي حي حرستا، يلفت الأنظار وجود الزهور ونباتات الزينة على شرفات ونوافذ القليل من المنازل وسط كومة من الركام تروي قصة تشبث السوريين بالحياة والأمل في غد أفضل.
وكان حي حرستا يضم نحو 250 ألف نسمة، حسبما أكده سكان محليون، بقي منهم الآن قرابة 10 آلاف فقط.
إعلان
مرحلة البناء
بين أنقاض المنازل المهدمة، تحاول أم وفاء (60 عاما)، وهي أم لخمسة أبناء، التشبث بالحياة بعد أن غادرت حرستا عام 2012 وعادت إليها عام 2019.
وقالت أم وفاء إن جنود نظام الأسد اعتقلوا ابنها (30 عاما) في نقطة تفتيش عام 2012، وبحثت عنه في السجون كافة، ولم تعثر عليه.
وتذكرت في حديثها كيف كان جنود نظام الأسد يعاملونها ويفتشون حقائبها قائلة: "كانوا يعاملوننا كالغرباء والأعداء في وطننا، والخوف يلازمنا دائما".
وأكدت أم وفاء استعدادها للعيش في منزلها وسط الركام لـ100 عام أخرى، قائلة: "الظلم انتهى؛ الشباب سيعودون، وأبناء هذا الوطن سيعيدون بناء كل شيء من جديد".
وأشارت إلى أن الأوضاع تتغير بسرعة نحو الأفضل رغم مرور أيام قليلة فقط على تحرير دمشق، فقد كان المواطنون ينتظرون 5 ساعات للحصول على خبز، والآن لا يستغرق الأمر 10 دقائق.
ودعت أم وفاء العالم لتهنئة السوريين بزوال الظلم عنهم، ووصفت العيش بسوريا في ظل نظام الأسد بأنه "عيش في منفى داخل سجن كبير، إلا أننا الآن نلنا الحرية".
حرب سلبت الحياة
أما حميد حسين (19 عاما) فعاد مع والديه إلى حي حرستا عام 2019، مشيرا إلى أنّ الكهرباء تأتي مرة واحدة في الأسبوع.
ووصف حسين سنوات الحرب بأنها سلبت طفولته، معربا عن عزمه استكمال تعليمه لتحقيق هدفه في أن يصبح مهندسا معماريا، من أجل إعادة بناء حيه ووطنه ومستقبله.
وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.