جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-08@20:55:58 GMT

نكبة فلسطين المستمرة

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

نكبة فلسطين المستمرة

 

 

صاحب السمو/ نمير بن سالم آل سعيد

 

"تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن للشعب اليهودي في فلسطين"، كان هذا مُستهل البيان الذي أصدرته الحكومة البريطانية في عام 1926، والذي تم تسميته بـ"وعد بلفور".

حين لم تكن هناك دولة قائمة في الوجود تسمى إسرائيل، وحين كان اليهود مجرد أقلية في فلسطين لا يتجاوز عددهم أكثر من 5% من إجمالي عدد سكان فلسطين وكانت تتمركز إقامة أكثرهم في القدس لمكانتها الدينية المقدسة لديهم، يمارسون طقوسهم الدينية فيها لاعتقادهم بوجود هيكل النبي سليمان عليه السلام، ومعبد حبرود اليهودي.

وكما كان تواجدهم قليلًا في فلسطين بشكل عام، كذلك كان تواجدهم قليلًا في بعض دول العالم، شرذمة سكانية متوزعة هنا وهناك كديانة يهودية يُعرفون بها وليسوا كشعب، كانوا مستقرين في بلدانهم المختلفة حول العالم في أوروبا وأمريكا وروسيا وألمانيا وعدد من الدول العربية وغيرها.

ولولا مُمارساتهم غير السوية التي أدت إلى اضطهادهم في بعض الدول الأوروبية ورغبة هذه الدول في التخلص منهم وإبعادهم عنها بأي طريقة كانت من خلال إيجاد وطن بديل لهم، لما جاء "وعد بلفور" بدعم بريطاني وأوروبي وأيضًا أمريكي من خلال التوافق مع منظمتهم الصهيونية العالمية ذات السطوة الاقتصادية والسياسية وذلك لإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين!

ومنها بدأت هذه المنظمة الصهيونية مدعومة بالمال اليهودي بشراء أراضٍ وأحياء سكنية فلسطينية وتشجيع اليهود على الهجرة لزيادة عددهم في فلسطين استكمالًا للمخطط المرسوم خلال فترة العشرينيات والأربعينيات من القرن الماضي.

وفي عام 1947 ولإعطاء غطاء شرعي لتأسيس دولة يهودية، صوتت الأمم المتحدة على قرار تقسيم دولة فلسطين إلى دولتين منفصلتين إحداهما يهودية والثانية فلسطينية. وبطبيعة الحال رفضت فلسطين آنذاك أن يتم زرع دولة في دولتها، إضافة إلى الدول العربية الرافضة لهذا القرار، وبذلك لم يتم العمل به.

وفي 1948، غادرت بريطانيا فلسطين الخاضعة حينها تحت انتدابها، ليُعلن اليهود فورًا عن تأسيس دولة إسرائيل في فلسطين!!

اندلعت حربٌ في ذلك العام شاركت فيها بعض الدول العربية، وانتهت بنكبة تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من وطنهم، واحتلال اليهود لمُعظم الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة إسرائيلية بقوة السلاح فرضًا للأمر الواقع.

ومنها استمرت الحروب والصراعات والقلاقل الإسرائيلية على الفلسطنيين متواصلة منذ عقود، وآخرها ما نشهده حاليًا من قصف غاشم من الإسرائيليين على الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة والضفة الغربية، والذين ترقى أعمالهم العدوانية إلى جرائم حرب؛ حيث يقتلون المدنيين الضعفاء العزل من رجال ونساء وأطفال أبرياء، ويفرضون حصارًا كاملًا على القطاع ويمنعون دخول الغذاء والماء والوقود، إلى جانب تدمير البنية الأساسية من شبكات كهرباء وماء بدعوى معاقبة "حماس" والقضاء عليها؛ لأنها تجرأت وهجمت على الجانب الذي تستولي عليه إسرائيل من أراضي فلسطين.

لكن ماذا عن الكثير من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الفلسطنيين؟ وهل يصمت الفلسطينيون الأحرار الشرفاء على ظلمهم وقهرهم الطويل وهم المدافعون بأرواحهم عن وطنهم؟

هذا ما يُريده الإسرائيليون: الطغيان والظلم دون مقاومة، وإذا دافع المظلوم عن النفس ولو بالنذر اليسير، تثور ثائرتهم فيقتلون ويدمرون دون تفرقة وتمييز!

ما يحصل الآن هو عقاب جماعي على الشعب الفلسطيني الذي يُعاني من ويلات هذه الحرب الغاشمة، الأمر الذي يؤكد ضرورة أن تتوقف الحرب فورًا، مراعاةً للشعب الفلسطيني الأعزل الذي يكفيه ظلمًا وعداونًا وقهرًا ما يتعرض له على مدى عقود. لقد اغتُصِبَت أرضهم وهُجِّروا وسُلبت حقوقهم وظلوا مُضطهدين عبر السنوات، في واقع مرير لا تتخيله عين ولم تسمع عنه أذن في التاريخ.

ورغم الاحتلال والتشريد والظلم والانتقام الممارس على الفلسطينيين، إلّا أن القيادات الفلسطينية مُجتمعةً ومعها الشعب الفلسطيني يدركون أن إسرائيل كائنة كأمر واقع لا يزول وهو دولة قوية بكافة مقوماتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومعها عدد من الدول العظمى تقف إلى جانبها دون قيد أو شرط.

ومع ذلك.. القضية الفلسطينية لن يتم حلها طالما استمر القتل والظلم والتدمير والاستقواء على الأبرياء المستضعفين؛ بل بالعودة إلى قرار مجلس الأمن رقم 242 والذي يدعو إلى الحل على أساس الدولتين دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل في تعايش سلمي تامٍ.

لتكون دولة فلسطين التي تُدافِع عن نفسها من أجل بقائها عزيزةً كريمةً مُستقلةً دون احتلالٍ غاشمٍ يخنقهم في حصار دائم، ويستبيح مُدنهم متى شاء، ويسيطر ويُهين ويعتقل ويُعذِّب ويقتل ويمنع أداء الشعائر الدينية في المسجد الأقصى ويُدنِّس هذا المقام الشريف.

ولكي تضمن إسرائيل أمنها ومصالحها وازدهارها مع بقية شعوب العالم وفلسطين الحرة الأبيَّة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نعيم قاسم: الميدان هو الذي سيوقف العدوان وصواريخنا ستصل لكل إسرائيل

قال الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم "إن الخيار الحصري لحزب الله هو منع الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق أهدافه"، وشدد على أن وقف الحرب العدوانية يتوقف على الميدان، وأن صواريخ وطائرات المقاومة ستصل إلى كل مكان في إسرائيل.

وأثار قاسم في كلمته نقاطا عديدة تتعلق بالمقاومة اللبنانية وبمسارها في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان، والذي قال إنه يهدف إلى القضاء على حزب الله.

وأوضح أن المقاومة اللبنانية لديها 3 عوامل قوة أساسية، وهي أن المقاومين والحزب يحملون "عقيدة إسلامية راسخة" تجعلهم يقفون مع الحق والثبات والعزة، وثانيا أن المقاومين "أعاروا جماجمهم لله"، وثالثا أن حزب الله هيأ نفسه وإمكانياته وقدراته للمواجهة مع الاحتلال.

وفي المقابل، فإن إسرائيل لديها أيضا 3 عوامل قوة، تتعلق بالإبادة وقتل المدنيين والظلم والاحتلال، ولديها قدرة جوية استثنائية وشبكة اتصالات، يضاف إليها دعم غير منته من "الشيطان الأكبر"، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وقال الأمين العام لحزب الله إن إسرائيل تشن حربا عدوانية على لبنان، تهدف إلى إنهاء وجود الحزب واحتلال لبنان ولو عن بعد وجعله شبيها بالضفة الغربية، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه مشروع كبير يتخطى قطاع غزة ولبنان.

وأعرب المسؤول الأول في حزب الله عن قناعته بأن وقف العدوان الإسرائيلي يتعلق بالميدان، وليس بالحراك السياسي والاستجداء لوقف هذا العدوان، كما قال.

وفي السياق ذاته، أكد على مسألة المقاومة في الحدود والجبهة الداخلية الإسرائيلية، وقال "ستصرخ إسرائيل من الطائرات والصواريخ ولا يوجد مكان في إسرائيل ممنوع من الطائرات والصواريخ". و" الأيام الماضية كانت نموذجا".

كما كشف أن حزب الله لديه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين الذين يستطيعون المواجهة والثبات، بالإضافة إلى إمكانيات متوفرة في المخازن وفي أماكن التموضع.

وبينما شدد على أن المقاومة ستجعل الاحتلال يسعى للمطالبة بوقف العدوان، أوضح قاسم أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري "يحمل راية المقاومة السياسية"، وعندما يقرر الاحتلال وقف العدوان هناك طريق للمفاوضات عبر الدولة اللبنانية.

كما تطرق قاسم عن حادث اختطاف قوة كوماندوز بحرية إسرائيلية في وقت سابق أحد المواطنين في شمال البلاد، مطالبا الجيش اللبناني بإصدار توضيح لما حصل، وكيف حصل الخرق، وما دور قوة الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) وخاصة الألمان.

ويذكر أن قاسم ألقى كلمته في ذكرى "الأربعين" لاغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، الذي استهدفته غارة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر/أيلول الماضي.

 

مقالات مشابهة

  • فلسطين تدين الاعتداء على رمزية العلم الفلسطيني وتدعو السلطات الهولندية للتحقيق في أحداث أمستردام
  • تلبية لدعوة حماس.. حراك شعبي لدعم فلسطين في هذه الدول (شاهد)
  • الشعبية تشيد بتصدي مؤيدي فلسطين بأمستردام لمحاولات حرق العلم الفلسطيني
  • الشعبية تشيد بتصدي مؤيدي فلسطين بأمستردام لمحاولات صهاينة حرق العلم الفلسطيني
  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يقود إسرائيل وفقا لنبوءة آخر ملوك اليهود
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: نقل 5 مصابين منذ بدء اقتحام إسرائيل طولكرم ومخيمها
  • هل لا تزال فلسطين قضية العرب الأولى؟
  • ما بعد “قازان”: ما الذي يحتاجه “بريكس” ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟
  • نعيم قاسم: الميدان هو الذي سيوقف العدوان وصواريخنا ستصل لكل إسرائيل
  • منير مراد.. من هو شهيد فلسطين الذي دعا لمصر قبل وفاته؟