جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-07@06:42:31 GMT

نكبة فلسطين المستمرة

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

نكبة فلسطين المستمرة

 

 

صاحب السمو/ نمير بن سالم آل سعيد

 

"تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن للشعب اليهودي في فلسطين"، كان هذا مُستهل البيان الذي أصدرته الحكومة البريطانية في عام 1926، والذي تم تسميته بـ"وعد بلفور".

حين لم تكن هناك دولة قائمة في الوجود تسمى إسرائيل، وحين كان اليهود مجرد أقلية في فلسطين لا يتجاوز عددهم أكثر من 5% من إجمالي عدد سكان فلسطين وكانت تتمركز إقامة أكثرهم في القدس لمكانتها الدينية المقدسة لديهم، يمارسون طقوسهم الدينية فيها لاعتقادهم بوجود هيكل النبي سليمان عليه السلام، ومعبد حبرود اليهودي.

وكما كان تواجدهم قليلًا في فلسطين بشكل عام، كذلك كان تواجدهم قليلًا في بعض دول العالم، شرذمة سكانية متوزعة هنا وهناك كديانة يهودية يُعرفون بها وليسوا كشعب، كانوا مستقرين في بلدانهم المختلفة حول العالم في أوروبا وأمريكا وروسيا وألمانيا وعدد من الدول العربية وغيرها.

ولولا مُمارساتهم غير السوية التي أدت إلى اضطهادهم في بعض الدول الأوروبية ورغبة هذه الدول في التخلص منهم وإبعادهم عنها بأي طريقة كانت من خلال إيجاد وطن بديل لهم، لما جاء "وعد بلفور" بدعم بريطاني وأوروبي وأيضًا أمريكي من خلال التوافق مع منظمتهم الصهيونية العالمية ذات السطوة الاقتصادية والسياسية وذلك لإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين!

ومنها بدأت هذه المنظمة الصهيونية مدعومة بالمال اليهودي بشراء أراضٍ وأحياء سكنية فلسطينية وتشجيع اليهود على الهجرة لزيادة عددهم في فلسطين استكمالًا للمخطط المرسوم خلال فترة العشرينيات والأربعينيات من القرن الماضي.

وفي عام 1947 ولإعطاء غطاء شرعي لتأسيس دولة يهودية، صوتت الأمم المتحدة على قرار تقسيم دولة فلسطين إلى دولتين منفصلتين إحداهما يهودية والثانية فلسطينية. وبطبيعة الحال رفضت فلسطين آنذاك أن يتم زرع دولة في دولتها، إضافة إلى الدول العربية الرافضة لهذا القرار، وبذلك لم يتم العمل به.

وفي 1948، غادرت بريطانيا فلسطين الخاضعة حينها تحت انتدابها، ليُعلن اليهود فورًا عن تأسيس دولة إسرائيل في فلسطين!!

اندلعت حربٌ في ذلك العام شاركت فيها بعض الدول العربية، وانتهت بنكبة تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من وطنهم، واحتلال اليهود لمُعظم الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة إسرائيلية بقوة السلاح فرضًا للأمر الواقع.

ومنها استمرت الحروب والصراعات والقلاقل الإسرائيلية على الفلسطنيين متواصلة منذ عقود، وآخرها ما نشهده حاليًا من قصف غاشم من الإسرائيليين على الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة والضفة الغربية، والذين ترقى أعمالهم العدوانية إلى جرائم حرب؛ حيث يقتلون المدنيين الضعفاء العزل من رجال ونساء وأطفال أبرياء، ويفرضون حصارًا كاملًا على القطاع ويمنعون دخول الغذاء والماء والوقود، إلى جانب تدمير البنية الأساسية من شبكات كهرباء وماء بدعوى معاقبة "حماس" والقضاء عليها؛ لأنها تجرأت وهجمت على الجانب الذي تستولي عليه إسرائيل من أراضي فلسطين.

لكن ماذا عن الكثير من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الفلسطنيين؟ وهل يصمت الفلسطينيون الأحرار الشرفاء على ظلمهم وقهرهم الطويل وهم المدافعون بأرواحهم عن وطنهم؟

هذا ما يُريده الإسرائيليون: الطغيان والظلم دون مقاومة، وإذا دافع المظلوم عن النفس ولو بالنذر اليسير، تثور ثائرتهم فيقتلون ويدمرون دون تفرقة وتمييز!

ما يحصل الآن هو عقاب جماعي على الشعب الفلسطيني الذي يُعاني من ويلات هذه الحرب الغاشمة، الأمر الذي يؤكد ضرورة أن تتوقف الحرب فورًا، مراعاةً للشعب الفلسطيني الأعزل الذي يكفيه ظلمًا وعداونًا وقهرًا ما يتعرض له على مدى عقود. لقد اغتُصِبَت أرضهم وهُجِّروا وسُلبت حقوقهم وظلوا مُضطهدين عبر السنوات، في واقع مرير لا تتخيله عين ولم تسمع عنه أذن في التاريخ.

ورغم الاحتلال والتشريد والظلم والانتقام الممارس على الفلسطينيين، إلّا أن القيادات الفلسطينية مُجتمعةً ومعها الشعب الفلسطيني يدركون أن إسرائيل كائنة كأمر واقع لا يزول وهو دولة قوية بكافة مقوماتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومعها عدد من الدول العظمى تقف إلى جانبها دون قيد أو شرط.

ومع ذلك.. القضية الفلسطينية لن يتم حلها طالما استمر القتل والظلم والتدمير والاستقواء على الأبرياء المستضعفين؛ بل بالعودة إلى قرار مجلس الأمن رقم 242 والذي يدعو إلى الحل على أساس الدولتين دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل في تعايش سلمي تامٍ.

لتكون دولة فلسطين التي تُدافِع عن نفسها من أجل بقائها عزيزةً كريمةً مُستقلةً دون احتلالٍ غاشمٍ يخنقهم في حصار دائم، ويستبيح مُدنهم متى شاء، ويسيطر ويُهين ويعتقل ويُعذِّب ويقتل ويمنع أداء الشعائر الدينية في المسجد الأقصى ويُدنِّس هذا المقام الشريف.

ولكي تضمن إسرائيل أمنها ومصالحها وازدهارها مع بقية شعوب العالم وفلسطين الحرة الأبيَّة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!

يمانيون../
رحل رجل الظل، ابن الموت، ذو السبعة أرواح، البأس الشديد الذي لا يخشى الموت، مفجر الطوفان، ومؤسس ‎وحدة الظل، شبح الكيان، وقاهر الاحتلال، من هزَّ الأرض عرضاً وطولاً، ودوّخ استخبارات وجيوش العدو، قائد أركان كتائب القسام، البطل المقاوم الشهيد المجاهد الجنرال محمد دياب إبراهيم المصري؛ الملقب “محمد الضيف”، إلى السماء في حضرة الشهداء.

رحل الضيف اللاجئ في وطنه إلى وطنه الأبدي ضيفاً في جنات ربه، وبقت ذكرى بطولاته خالدة في أعماق كل عربي حراً مقاوم، وسيخلد الرجل المقاوم، الذي أعلن الحرب على كل شيء، العجز والضعف والصمت والتواطؤ والخيانة والعملاء والعمالة والهزيمة، المنهزمين، والتطبيع والمطبّعين قبل أن يعلنها على المحتل والاحتلال، والطغاة والكيان والمستعمرين.

واقعة الاستشهاد
رحل رأس الأفعى -كما تسميه “إسرائيل”- القائد المرعب محمد الضيف “أبو خالد”، شهيداً يوم 13 يوليو 2024، (قبل ستة أشهر ونصف) بخيانة العميل السري للكيان، الخائن سعد برهوم، ‏الذي بلغ عن مكان الضيف ورافع سلامة، وفر هارباً إلى العدو – شرق خان يونس، ومع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تم انتشال جثمانه الطاهر، لكن تأخرت كتائب القسام في إعلان الخبر حتى إتمام صفقة تبادل الأسرى، وعودة النازحين.

الخبر الموجع
في مساء يوم خميس 30 يناير 2025، أعلنت كتائب القسام رسمياً الخبر الموجع في تسجيل صوتي بصوت أيقونة المقاومة، الجنرال المجاهد أبو عبيدة، نبأ استشهاد قائد الأركان محمد الضيف “أبو خالد”، وبعض رفاقه؛ أبرزهم: نائبه مروان عيسى، وقائد لواء خانيونس رافع سلامة، وقائد لواء الشمال أحمد الغندور، وقائد لواء الوسطى أيمن نوفل، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد ركن الأسلحة غازي طماعة، رحمهم الله جميعاً، وأسكنهم فسيح جناته.

خطاب الطوفان
في خطابه الشهير عبر الرسالة الصوتية، فجر يوم السابع من أكتوبر 2023، أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، محمد الضيف، الذي لم يظهر إلا صوتًا وظلاً إلا في مشاهد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، بدء عملية عسكرية على “إسرائيل” باسم “طوفان الأقصى” بهجوم مباغت بإطلاق خمسة آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق العشرين الأولى من العملية.

وقال: “إننا نعلن بدء عملية طوفان الأقصى، اليوم يتفجر غضب الأقصى، غضب شعبنا وأمتنا ومجاهدينا الأبرار، هذا يومكم لتفهموا العدو أنه قد انتهى زمنه.. نفذوا هجماتكم على المستوطنات بكل ما يتاح لكم من وسائل وأدوات، نحن شعبا ظلمنا وقهرنا وطردنا من ديارنا، نحن نسعى إلى حق، ومهما حاول الطغاة قلعنا ستثبت البذور”.

أسطورة مقاوم
قال عنه رئيس الشاباك الأسبق، كرمي غيلون: “أنا مجبر على القول؛ عليّ أن أكون حذراً في الكلمات، لكن: طوّرت تجاهه “محمّد الضيف” تقديراً مرتفعاً جداً، حتى – إن أردتِ – نوعاً من الإعجاب.. أنتَ ميّت لأن تقتله، مثلما هو ميّت لأن يقتلك، لكنه خصم مُستحقّ.. نتحدّث هنا عن مستوى ليت عندنا مثله، كنتَ ستريد أن يكون قائدًا لسرية الأركان”.

وقال مدير معهد أبحاث الأمن القومي السابق، الجنرال احتياط تمير هايمان: “الضيف يملك قدرة إدراكية، وقد أصبح رمزا وأسطورة بعد نجاته من عدة محاولات اغتيال، وبمجرد ذكر اسمه فإن ذلك يحفز المقاتلين الفلسطينيين”.

بشكل عام، علقت المنصات العبرية، بعد سماع خبر استشهاد الضيف، بقولها: “مات القائد الوحيد الذي أعلن جيشنا اغتياله 100 مرة.. وبعد كل إعلان نتفأجا بأنه لا يزال حيا”.

عاش ألف مرة
والكلام للثائر الفلسطيني إبراهيم المدهون: “كم مرة قالوا: قُتل، وكم مرة عاد من بين الركام، يبتسم، ويتحسس موضع الجرح، ثم يكمل المسير؟
2002، 2003، 2006، 2014.. توالت المحاولات، تناثرت الشظايا، سقطت جدران البيوت، وسقط أحبّته شهداء بين يديه، زوجته، بناته ابنه علي، رفاقه الذين سبقوه، لكنه ظل واقفًا، كالنخيل في العاصفة، ينهض من بين الموت كأن الحياة لا تليق إلا به، وكأن فلسطين أبت أن تفقده قبل أن يكتب لها مجدًا يليق بها”.

قائد أركان كتائب القسام
ولد محمد دياب إبراهيم المصري – الملقب محمد الضيف- عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها “القبيبة” داخل فلسطين المحتلة عام 1948.
درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، ونشط في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، ومجال المسرح، وتشبع بالفكر الإسلامي في الكتلة الإسلامية، ثم انضم إلى حركة حماس حتى أصبح قائداً عسكرياً يهابه العدو.
تحاط شخصيته بالغموض والحذر والحيطة وسرعة البديهة، ونجا من 7 محاولات اغتيال سابقة، أصيب ببعضها بجروح خطرة، واستشهدت زوجته ونجله في إحداها.
اُعتقل عام 1989، وقضى 16 شهرا في سجونها، وبقي موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.

“أنا عمري انتهى”!!
عُيّن قائداً لكتائب القسّام عام 2002، ولقب بـ”الضيف” لتنقله كل يوم في ضيافة الفلسطينيين تخفياً من عيون “إسرائيل”.
أشرف أبو خالد على عدة عمليات؛ أسر فيها الجندي “الإسرائيلي” نخشون فاكسمان، بعد اغتيال القائد يحيى عياش يوم 5 يناير 1996، ونفذ سلسلة عمليات فدائية انتقاما له، منها قتل 50 إسرائيليا.
يقول الضيف، بعد محاولة اغتياله في حرب 2014، في المنزل الذي كان متواجدا فيه بثلاث قنابل خارقة للحصون، لم تنفجر سوى قنبلة، ونجا هو وآخرون، واستشهدت زوجته وولده علي: “أنا عمري انتهى من هذه الضربة.. اللي عايشه بعد هيك زيادة”.

“سيظل يطارد الكيان
في 14 يوليو 2024، أعلنت “إسرائيل” اغتياله في منطقة المواصي “غرب مدينة خان يونس” بعملية قصف جوي اُستشهد فيها 90 فلسطينيا وأصيب 300 آخرون، بينهم عشرات من الأطفال والنساء.

في نهاية الكلام، كانت نهاية القائد القسامي البطل الذي أرهق “إسرائيل” لعقود بطولية، ومثلما كان غياب رجل الظل عن الأنظار وهو حياً يمثل حضوراً يطارد الاحتلال، سيظل ضيف فلسطين والأمة وأيقونة المقاومة، وبطل المقاومين ومحرر الأسرى، كذلك شبحاً يخيف العدو بخلود ذكرى أسمه، وشجاعة رجال كتائب القسام، وتأكيد مقولتهم: “حط السيف قبال السيف نحن رجال محمد ضيف”.

السياســـية – صادق سريع

مقالات مشابهة

  • اللواء محمد الغُباري يطالب الدول العربية والإسلامية بالتكاتف لمواجهة إسرائيل
  • جبهة تحرير فلسطين: تصريحات ترامب إعلان حرب على شعبنا وإنتاج نكبة جديدة
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • تعرّف على الرئيس الذي ساهم بقطع علاقات 20 دولة أفريقية مع إسرائيل
  • راصد يكشف آخر تطوّرات المنخفض القطبي الذي يضرب فلسطين
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني: نتنياهو يريد أن يصبح ملك إسرائيل المتوج
  • فلسطين تشارك في أعمال الدورة (٥٥) للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في الكويت
  • استطلاع رأي: الغالبية العظمى من اليهود في إسرائيل يؤيدون تهجير سكان غزة
  • الاتحاد الأفريقي يصدر بيانا بشأن مشاركة إسرائيل في قمته هذا الشهر