تقدير أمريكي: الرياض سترغب في مكاسب لتمويل غزة بعد حماس
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
لن توافق السعودية على لعب دور مالي في مستقبل قطاع غزة ما بعد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إلا إذا حصلت على مكاسب من الولايات المتحدة كتلك التي كانت تسعى للحصول عليها من واشنطن مقابل التقارب مع إسرائيل.
تلك القراءة طرحها جريجوري جوس، عبر تحليل بمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية (Foreign Affairs)، في ظل حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بين جيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة وحركة "حماس" وبقية فصائل المقاومة في غزة من جهة أخرى.
جوس قال، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "حماس ستكون قادرة على تحقيق عدد قليل جدا من الانتصارات في حربها مع إسرائيل، لكن الانتصار الذي حققته بالفعل هو التوقف المفاجئ في الزخم نحو التوصل إلى اتفاق بوساطة أمريكية بين إسرائيل والسعودية".
وتابع أن "الاتفاق الإسرائيلي السعودي كان سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، وإدخال المملكة بقوة أكبر في الحظيرة الأمنية الأمريكية، وانتزاع التزامات إسرائيلية بشأن القضية الفلسطينية، وربما كانت المخاوف من التقارب الإسرائيلي السعودي أحد الدوافع الرئيسية لهجوم حماس في 7 أكتوبر".
ورأى أن "الحرب تضع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في موقف صعب على الأقل على المدى القصير، فهو يتوق إلى الاستقرار الإقليمي، بما يسهل عليه متابعة هدفه المتمثل في تنويع اقتصاد المملكة وتقليل اعتمادها على صادرات النفط، لكن العنف المروع والتهديد بتصعيد أوسع يهددان تقدمه على هذه الجبهة".
وأردف: "ويدعو القادة الأمريكيون والأوروبيون السعودية إلى القيام بدور قيادي في غزة ما بعد حماس، بينما تحث المجموعات الإقليمية والمحلية الرياض على دعم الفلسطينيين بشكل أكثر فعالية، لكن من المرجح أن يشعر الجانبان بخيبة أمل".
اقرأ أيضاً
امتداد حرب غزة يقلق السعودية على مستقبل محادثات السلام في اليمن (تحليل)
التطبيع مع إسرائيل
و"لا تمتلك السعودية القدرة ولا الرغبة في نشر قوات على الأرض في غزة ما بعد الحرب أو تمويل إعادة إعمار غزة على نطاق واسع"، كما أضاف جوس.
وأردف: "كما أنها لم تظهر أي استعداد لاستخدام الأدوات المتاحة لها مثل خفض إنتاج النفط أو صادراته للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة".
وزاد بأنه "على الرغم من أن الاتفاق الإسرائيلي السعودي غير مطروح على الطاولة حاليا، إلا أن الحوافز التي دفعت السعودية إلى التفكير في الاعتراف بإسرائيل لم تختف".
ووفقا لتقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية ترغب السعودية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل توقيع المملكة معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة والحصول على أسلحة أكثر تطورا وتشغيل دورة وقود نووية كاملة، بما فيها تخصيب اليورانيوم داخل المملكة، بالإضافة إلى التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف جوس أنه "لا يمكن تحقيق أهداف محمد بن سلمان الاقتصادية الطموحة للمملكة إلا في شرق أوسط مستقر، وفي ظل علاقات قوية مع الولايات المتحدة، وستشكل هذه الأجندة طويلة المدى مسار عمله في الصراع الحالي".
اقرأ أيضاً
نتنياهو: التطبيع مع السعودية لا يزال ممكنا وسينضج بعد انتصارنا في غزة
مستقبل غزة
و"لا تكن الرياض الكثير من الحب لحماس، فقد كان السعوديون يخشون ويعارضون المكاسب السياسية التي حققتها الجماعات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس وأماكن أخرى خلال الربيع العربي (بداية من 2011)، وحماس هي الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان"، كما تابع جوس.
واستدرك: "لكن لا يمكن أن يُنظر إلى السعوديين وكأنهم يقفون جانبا (أو الأسوأ من ذلك أنهم يواصلون التفاوض مع إسرائيل) بينما يهاجم الإسرائيليون الفلسطينيين في غزة".
وأضاف أن "لدى الرياض مصلحة في إنهاء القتال وإحراز تقدم نحو تسوية سلمية للقضية الإسرائيلية الفلسطينية، لكن ليس لديها حاليا سوى القليل من الأدوات التي يمكنها أو ستستخدمها لتحقيق هذا الهدف".
ولفت إلى أن "وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومعلقين أمريكيين اقترحوا أن تلعب الدول العربية تلعب دورا في إدارة غزة ما بعد الحرب، وتدعو المقترحات الأكثر طموحا السعودية إلى المساهمة بعسكريين وإداريين لحكم غزة بعد الحرب".
وأردف: "ولا تزال المقترحات الأكثر تواضعا تسند للسعوديين دور تمويل إعادة إعمار غزة، لكن الرياض لن تسمح بأن يُنظر إليها على أنها تعمل على تنظيف الفوضى الإسرائيلية في غزة".
واستطرد: "كما لا تتمتع قوات الأمن الداخلي السعودية بأي خبرة في العمل خارج حدودها، والأداء الضعيف للجيش السعودي في اليمن لا يبشر بنشره في أماكن أخرى، ولم تعمل القوات السعودية قط كقوات حفظ سلام تحت علم الأمم المتحدة".
جوس قال إنه "من الممكن أن تكون المملكة على استعداد للعب دور مالي في الإدارة الانتقالية التي توافق عليها الأمم المتحدة والتي تؤدي إلى عودة سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة".
واستدرك: "لكن هذا الدور لن يشبه صفقات المساعدات السعودية السابقة، والتي كانت بمثابة إغراق نقدي على العملاء المفضلين".
وتابع: "وقد أوضحت الرياض في المفاوضات الأخيرة مع مصر التي تعاني من ضائقة مالية أنها تفضل فرص الاستثمار، وليس التحويلات النقدية".
ورجح جوس أن "نهج السعودية تجاه غزة سيكون مشابها، ما لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لتلطيف الصفقة بنوع المكاسب الدبلوماسية غير المتوقعة التي كانت الرياض تسعى للحصول عليها من واشنطن مقابل التقارب مع إسرائيل".
ومضى قائلا إن "أزمة غزة ستنتهي، كما تنتهي كل الأزمات. ومن المرجح أن يستغرق ذلك أشهرا وليس أسابيع، مما يؤدي إلى تعليق أي جهود دبلوماسية أخرى في الشرق الأوسط. وطالما ظلت القوات الإسرائيلية في غزة، فإن فرص استعادة الزخم في الحوار الإسرائيلي السعودي غير المباشر الذي تتوسط فيه إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن ضئيلة أو معدومة".
اقرأ أيضاً
غزة.. رسالتان لغضب شعبي عربي ووضع مغاير بالسعودية والإمارات
المصدر | جريجوري جوس/ فورين أفيرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تمويل غزة حماس إسرائيل مكاسب واشنطن الرياض الإسرائیلی السعودی الولایات المتحدة مع إسرائیل غزة ما بعد فی غزة
إقرأ أيضاً:
بتمويل أمريكي.. إسرائيل توقع صفقة مع بوينغ لشراء 25 طائرة حربية من طراز F15 بـ 5.2 مليار دولار
في خطوة تعزز من التفوق العسكري الإسرائيلي، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية اليوم الخميس عن توقيعها صفقة تاريخية لشراء 25 طائرة F-15IA المتقدمة من شركة بوينغ الأمريكية، بتكلفة إجمالية تصل إلى 5.2 مليار دولار.
اعلانوالصفقة التي تم تمويلها من المساعدات الأميركية، تفتح المجال أيضًا لإمكانية شراء 25 طائرة إضافية في المستقبل.
وتعتبر هذه الصفقة أحدث تحرك من إسرائيل لتعزيز قدراتها الدفاعية، إذ تم توقيع العقد بعد سلسلة من المفاوضات التي شملت التعاون الوثيق بين وزارة الأمن وسلاح الجو الإسرائيلي. وقد وقّع اللواء في الاحتياط إيال زمير، على الاتفاقية خلال زيارته للولايات المتحدة الشهر الماضي، ليتم التوقيع النهائي في وقت لاحق.
وقعت إسرائيل صفقة بقيمة 5.2 مليار دولار لشراء 25 طائرة مقاتلة متقدمة من طراز F-15IA من شركة بوينغ الأمريكية. يتم تمويل الطائرات من خلال المساعدات العسكرية الأمريكية، مما يعكس قوة التحالف الدفاعي بين إسرائيل والولايات المتحدة وسط تزايد التهديداتو ستُجهز الطائرات الجديدة من طراز F-15IA بأنظمة إسرائيلية متطورة تجعلها أكثر فاعلية في مواجهة التحديات الأمنية. كما ستتمتع الطائرات بقدرة على الطيران لمسافات أطول، بالإضافة إلى تحسينات تتيح لها حمل حمولة أكبر وأداء محسن في الظروف التشغيلية القاسية، مما يعزز من قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على الاستجابة السريعة في مختلف السيناريوهات.
وستكون هذه الطائرات عنصرًا أساسيًا في تعزيز التفوق الاستراتيجي لإسرائيل في المنطقة، خصوصًا مع التهديدات المتزايدة في الشرق الأوسط. وتعكس الصفقة التزام إسرائيل المستمر بتحديث وتوسيع قدراتها الدفاعية، في ظل الأوضاع الإقليمية المعقدة.
صفقة بقيمة 5.2 مليار دولار بين إسرائيل وبوينغ لشراء 25 مقاتلة F-15IA بتمويل من المساعدات الأمريكية، لتعزيز التحالف الدفاعي بين البلدين.كما تعتبر الصفقة جزءًا من خطة طويلة الأمد لتعزيز قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على مواجهة المخاطر المستقبلية وتوفير الأمان لقواته المسلحة.
Relatedكيف تفاعل قادة إسرائيل مع خبر عودة ترامب إلى السلطة من جديد؟ نتنياهو يشعل الشوارع الإسرائيلية بقرار إقالة غالانت وتعيين كاتس"ترامب أو غيره...كلهم يدعمون إسرائيل".. الفلسطينيون في غزة لا يأبهون بنتيجة الانتخابات الأمريكيةوتأتي هذه الصفقة لتمثل جزءًا من استراتيجيات إسرائيل العسكرية التي تعتمد على تحديث وتوسيع أسطول طائراتها القتالية، في وقت تتزايد فيه التهديدات الإقليمية، حيث تسعى إسرائيل لتحقيق التفوق الجوي والقدرة على مواجهة أي تحديات قد تنشأ في المستقبل القريب.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب بعد فوزه.. محادثات مع قادة العالم حول الحرب في أوكرانيا وغزة ودعم إسرائيل وتهديدات إيران قصف مكثف على غزة ولبنان وإسرائيل تعزز أسطولها الحربي بصفقة ضخمة مع بوينغ بقيمة 5.2 مليار دولار الضاحية الجنوبية تحت نيران القصف الإسرائيلي مجدداً أنظمة الدفاع الجوي إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طائرات اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. قصف مكثف على غزة ولبنان وإسرائيل تعزز أسطولها الحربي بصفقة ضخمة مع بوينغ بقيمة 5.2 مليار دولار يعرض الآن Next ترامب بعد فوزه.. محادثات مع قادة العالم حول الحرب في أوكرانيا وغزة ودعم إسرائيل وتهديدات إيران يعرض الآن Next "ترامب أو غيره...كلهم يدعمون إسرائيل".. الفلسطينيون في غزة لا يأبهون بنتيجة الانتخابات الأمريكية يعرض الآن Next كامالا هاريس في خطاب الهزيمة: النتيجة لم تأت كما أردناها لكننا سنواصل الكفاح يعرض الآن Next بعد فوز ترامب.. قمة أوروبية لبحث الملفات ذات الصلة بالولايات المتحدة.. كالتجارة والناتو وأوكرانيا اعلانالاكثر قراءة من الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.. إلى موضوع المواليد.. ماذا حل بالقدس في ولاية ترامب الرئاسية الأولى؟ هل تحسم بنسلفانيا السباق الرئاسي بين هاريس وترامب؟ "لم يأت أحد".. شعور بالخذلان من السلطات في إسبانيا إثر الفيضانات.. ومتطوعون يقدمون الدواء والغذاء حملة اعتقالات واسعة في صفوف اليمين المتطرف في ألمانيا بتهمة التخطيط لانقلاب على نظام الحكم متى سيتم الإعلان عن الفائز في الانتخابات الأمريكية؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024دونالد ترامبإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني كامالا هاريسغزةحزب اللهلبنانأوروبابنيامين نتنياهوحلف شمال الأطلسي- الناتوالحزب الديمقراطيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024