أكّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن عمليات المقاومة في لبنان ضدّ العدو الإسرائيلي سترتقي كماً ونوعاً، مشيراً إلى أنّ "جبهة المقاومة ستبقى ضاغطة"، وأضاف: "الموقف العام في لبنان مساعد وجيّد وقويّ ويجعل من جبهة لبنان قويّة، وأشيد مجدداً بالمقاومين الأبطال وأشيد بالبيئة الحاضنة المباشرة التي تتحمل عبء هذه المواجهة وعبء تقديم الشهداء وعبء التهجير من القرى الأمامية والموقف العام في لبنان المتضامن مع غزة".

وفي كلمة له، اليوم السبت، خلال "يوم شهيد حزب الله"، قال نصرالله: "لأوّل مرة نقوم باستخدام المسيّرات الهجومية الإنقضاضية ولأوّل مرة استخدمنا صاروخ البركان الذي يزن نصف طن ولكم أن تتخيلوا حجم الخسائر". وتابع: "العمليات التي نفذت سواء بالرد بالكاتيوشا أو بالمسيّرات هي أعمق مما مضى ونحن في ارتقاء معيّن وهذا استلزمته المعركة وما يرتبط بالتصعيد القائم في غزة ولبنان". وأكمل: "الإسرائيليون يحاولون أن يخفوا إصاباتهم وقتلاهم أو يدمجوهم بالقتلى والإصابات العامة في المعارك". ولفت نصرالله إلى أن "المقاومة ردت بسرعة على استهداف المدنيين بعد إستشهاد الجدة وحفيداتها الثلاث إثر القصف الإسرائيلي في عيناتان قبل أيام، وقصفت بالكاتيوشا مستوطنة كريات شمونة". وقال: "نعاهد كل شهدائنا بالمضي في هذا الطريق لحفظ أهدافهم ومراكمة إنجازاتهم للوصول إلى النصر الآتي وهو آتٍ آتٍ". وأضاف نصرالله: "هناك حدثان يتعاظمان: الحدث الأول العدوان الإسرائيلي على الناس، أهل غزة، وكل ما هو مدني، والحدث الثاني هو التصدي البطولي والعظيم للمقاومة الفلسطينية في مواجهة قوات العدو".

وتابع: "غزة تتعرّض لعدوان مؤلم وجرائم عظيمة لم تتوقف منذ 7 تشرين الأول والغريب أن ضمن جرائم العدوان الاعتداء العلني على المستشفيات من قبل العدو بحُجج واهية".

وقال نصرالله إنّ "العدو الإسرائيلي يعتبر كل منزلٍ وكل عائلة في غزة بمثابة أهداف مشروعة له، والعدو الإسرائيلي يخاطب لبنان من خلال جرائمه في غزة وقتله المتعمّد والوحشي".


ولفت إلى أنّ "الانتقام الإسرائيلي المتوحش في غزة يُعبّر عن طبيعة الكيان وحقيقته ويُراد منه إخضاع الشعب الفلسطيني واللّبناني وشعوب المنطقة وليس فقط أهالي غزة".


واعتبر نصرالله أنّ "الهدف من جرائم إسرائيل في غزة هو دفع الشعوب إلى الاستسلام ونسيان الأرض والأسرى والمقدسات وفلسطين".


وأكّد أنّ "ثقافة المقاومة تتعاظم جيلاً بعد جيل بالرّغم من المجازر التي يرتكبها العدو". وأضاف: "الذي يجب أن ييأس هو الإسرائيليّ وأن من أشلاء الشهداء في غزة وفي لبنان ستنطلق أجيال للمقاومة أشدّ إيماناً وأقوى تصميماً وعزماً على مقاومة هذا الاحتلال".


وشدّد نصرالله على أنّ "الناس في لبنان لم يتركوا المقاومة منذ العام 1982 وحتى اليوم رغم كل المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيليّ، وتابع: "على الإسرائيليين أن ييأسوا من تحقيق أهدافهم وليس شعوبنا التي أثبتت أنّ خيارها هو الانتصار والتحرير والكرامة".


ورأى أنّ "التظاهرات التي تجري في عالمنا العربي والإسلامي هي مهمة لكن الأهم هي التظاهرات التي تحصل في الدول الغربية لأنّها تضغط على الحكومات".


وقال نصرالله إنّ "بعد المجازر التي يرتكبها العدو سيكون موقف بعض الدول من التطبيع أكثر تشدداً والتحول بالرأي العام العالمي تجاه اسرائيل يصبّ بمصحلة المقاومة وغزة".


وأشار إلى أنّ "الوقت يضغط على العدو الاسرائيلي ومن يحميه من رؤساء دول غربية، والتحول في الرأي العام العالمي ولا سيما الغربي كما يحصل في الولايات المتحدة وأوروبا هو مهم".


وأوضح نصرالله أنّ "من يستطيع أن يوقف العدوان على غزة هو الولايات المتحدة التي تديره وكل التنديد والاستنكار يجب أن يتوجه اليها، ولا يوجد داعم للعدو الإسرائيلي حالياً سوى الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا".


وقال: "الفلسطينيون يتطلعون لقمة تجمع دولاً عربية وإسلامية ويطالبون بوقفة رجل واحد ووقف العدوان على غزة"، وأضاف: "الفلسطينيون يأملون أن تتمكن قمة الرياض اليوم من الضغط على الولايات المتحدة لوقف هذا العدوان".


ورأى نصرالله أنّ "الدفع بأقوى ألوية النخبة الإسرائيلية دليل على فشل الاحتلال في تحقيق صورة النصر في غزة".


وقال: "العالم ينتظر قراراً بفتح معبر رفح من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة".


ولفت نصرالله إلى أنّ "القلق الإسرائيلي واضح عن احتمالات انفجار الجبهة في الضفة الغربية، وإسرائيل لا تزال عاجزة عن تقديم صورة انتصار واحد في غزة".


واعتبر أنّ "مهاجمة القوات اليمنية لأهداف إسرائيلية بالصواريخ والمسيّرات لها نتائج مهمة بعيداً عن عملية الاعتراض لها، وتصاعد المقاومة في الضفة قد يجبر الاحتلال إلى سحب بعض من فرقه من الحدود مع غزة ولبنان".


وقال نصرالله: "العدو اضطر إلى تحويل جزء من دفاعاته الجوية وقببه الحديدية وصواريخ الباترويت من جنوب وشمال فلسطين إلى إيلات".


وأكّد أنّ "عمليات المقاومة الإسلامية في العراق تخدم عملية تحرير العراق وسوريا من القواعد الأميركية ويجب أن يوظفها العراقيون والسوريون لأجل ذلك لكن الحيثية التي انطلقت منها هي نصرة غزة، والأميركيون اعترفوا بحصول 46 هجوماً على قواعدهم في سوريا والعراق وإصابة 56 جندياً".


ولفت نصرالله إلى أنّ "التهويل والتخويف الأميركيّ لم يوقف أعمال المقاومة في العراق ولبنان وسوريا، وإذا أراد الأميركيون أن تتوقف عمليات المقاومة ضدهم فعليهم وقف العدوان على غزة".
 

وقال إنّ "سوريا تحمل عبئاً كبيراً جداً فبالإضافة إلى موقفها الحاسم هي تحتضن المقاومين وحركات المقاومة وتتحمل التبعات، وموقف إيران من القضية الفلسطينية راسخٌ وهي تقدم كل أشكال الدعم مالياً وعسكرياً وسياسياً".   وتابع: "قوّة المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة هي بسبب الدعم المادي والعسكري والمالي والموقف الشجاع لإيران".


المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی الولایات المتحدة المقاومة فی نصرالله أن فی لبنان إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

أسرار الانتصار.. كيف تحافظ المقاومة على قوتها

كتب: معن بن علي الدويش الجربا

عبر التاريخ قرأنا وسمعنا عن قصص وملاحم لانتصارات حققتها شعوب مستضعفة على قوى عالمية استعمارية عظمى، رغم ما تملكه هذه القوى من فائض جبار للقوة وفارق مهول في التسليح والتكنولوجيا، ولكن ما أن يتحقق هذا الانتصار حتى يبدأ العد العكسي باتجاة الضعف لهذه المقاومة تدريجيا مع مرور الزمن، فيغتنم العدو الفرصة السانحة للانقضاض عليها من جديد.. فكيف يحدث هذا؟!

لا يمكن أن تحقق الشعوب المستضعفة انتصارات على القوى العالمية الاستعمارية الكبرى إلا إذا توافرت عدة شروط. الشرط الأول (الحق) وهو شعور هذا الشعب المستضعف بأنه صاحب حق، حيث إن هذا الشعور يكسبه قوة معنوية عالية. الشرط الثاني (التضحية) وهو إمكانية هذا الشعب للتضحية، وعادة ما تكون هذه الإمكانية في أعلى درجاتها في الحالات الإيمانية الدينية. الشرط الثالث (مبدأ: ليس لدي ما أخسره)، وهي معادلة ترسلها هذه الشعوب المستضعفة للقوى العالمية بأنكم تخسرون أكثر مما نخسر، لأننا ليس لدينا ما نخسره. الشرط الرابع (الصبر)، حيث إن القوى العالمية لا تتأثر بالخسائر إلا على المدى الطويل.

إذا توفرت هذه الشروط، فإنه في الأغلب تستطيع هذه الشعوب المستضعفة تحقيق النصر على المستعمر، ولكن مع مرور الوقت يتغير شرط من أهم الشروط في معادلة النصر، الذي ذكرناها أعلاه وهو شرط (ليس لدي ما أخسره). فعادة، بعد أن تحقق هذه الشعوب المناضلة النصر، تبدأ بعملية بناء الدولة والمجتمع وتحقق نهضة في جميع المجالات: اقتصادية وعمرانية وغيرها. ومن هنا، تعود القوى العالمية الاستعمارية للانقضاض مرة أخرى على هذا الشعب حيث إن هذا الشعب أصبح لديه ما يخسره، وسوف يضطر أن يفاوض.

بعد شرح النظرية، فمن الجيد العودة للواقع اليوم، وهو ما يحدث في منطقتنا العربية والإسلامية، وخصوصا محور المقاومة. لا شك أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 شكل تحولاً استراتيجياً في نظرية المقاومة ضد الكيان المحتل، حيث تحولت المقاومة من حركات نضال قومي عربي علماني، تمثلت في الحركة الناصرية في مصر والحركة القومية في سوريا والعراق، إلى حركة نضال عربي إسلامي، حيث اجتمع العنصر القومي بالعنصر الإسلامي، فأكسب المحور قوة فولاذية صلبة ليس من السهل كسرها، بعكس حركات النضال العلمانية.

سنلاحظ بعد عام 1979 انطلقت حركات المقاومة الإسلامية في الوطن العربي، خصوصاً في فلسطين ولبنان، وهو نتاج انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وبذلك تشكل محور عربي إسلامي حقق نجاحات وانتصارات مذهلة خلال ما يقارب نصف قرن تقريباً.

بعد الانتصارات التي حققها هذا المحور، انطلقت التنمية في كل المجالات، وحقق هذا المحور تقدماً كبيراً في التنمية، لدرجة أن العدو بدأ يراهن على هذا الشرط الذي ذكرناه سابقاً، وهو شرط (ليس لدي ما أخسره). حيث بدأ العدو يلوح بتدمير كل التنمية التي حققها محور المقاومة خلال النصف قرن الماضية، وهنا مربط الفرس وهنا تهزم المقاومات في العالم.

بالتأكيد، من المهم جداً أن تحافظ الشعوب على مكتسباتها من التنمية والتقدم الحضاري، ولكن عندما يحاول العدو استغلال ذلك كنقطة ضعف، فمن المهم إيصال إشارات قوية وحقيقية للعدو بأننا على استعداد أن نعود لنقطة الصفر لنبدأ النضال من جديد، كما فعلنا سابقاً، ونعيد معادلة (سوف تخسرون أكثر مما نخسر). عندها فقط سوف يفكر العدو ألف مرة قبل أن يهاجم، لأنه يعرف أن العودة للمعادلة السابقة سيكون هو الخاسر الأكبر فيها.

الخلاصة منطقتنا تمر بمرحلة مصيرية ووجودية، واذا لم يشعر العدو بأننا على استعداد تام لدفع اي ثمن مهما كان لتحقيق النصر فإنه سيقدم على تنفيذ خطته لتدميرنا.. انا لا اشك مطلقا أن منطقتنا العربية والإسلامية ستنتصر إذا حققت هذه المعادلة، بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى وتوفيقه.

مقالات مشابهة

  • سليمان تسلم من عربيد دعوة لحضور مؤتمر اللامركزية - آن الأوان
  • اولويات لبنان: الانسحاب الإسرائيلي من التلال والأسرى والتفاوض على النقاط ال 13 المختلف عليها
  • المقاومة العمياء التي أخذت غزة إلى الجحيم
  • الخازن: لا يمكن فصل مستقبل سلاح حزب الله عن الاحتلال الإسرائيلي
  • مسؤول بحزب الله: مستعدون لمناقشة مستقبل سلاح الحزب بهذه الشروط
  • العفو الدولية: عمليات الإعدام تسجل أعلى مستوياتها في عقد... من هي الدول التي تتصدر القائمة؟
  • مفخّخ من العدو الإسرائيلي.. هذا ما أزاله الجيش من اللبونة (صور)
  • تصعيد إسرائيلي في لبنان والجيش يدعوه للانسحاب من المناطق التي يحتلّها
  • استجابةً للتحديات التي تواجه صناعتها... إطلاق تجمّع منتجي الدراما في لبنان
  • أسرار الانتصار.. كيف تحافظ المقاومة على قوتها