ارتفاع قياسي لجرائم كراهية المسلمين في بريطانيا منذ طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
لندن- حالة من القلق والخوف يعيشها عدد كبير من الجاليات المسلمة في بريطانيا، وذلك بسبب ما يسمونه الخطاب التحريضي ضدهم في وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة، ومن طرف بعض السياسيين والمسؤولين الحكوميين، إثر اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ورصد مجلس مسلمي بريطانيا، الذي يعد المظلة الكبرى لمئات المؤسسات الإسلامية في البلاد، ارتفاعا غير مسبوق لجرائم الكراهية ضد المسلمين خلال الشهر الماضي، ودق ناقوس الخطر بأن الوضع قد يزداد سوءا.
ويعاني المسلمون في بريطانيا حالة تحريض غير مسبوقة، بسبب المسيرات الكبرى التي تخرج في البلاد دعما للقضية الفلسطينية والمطالبة بوقف العدوان على غزة، وهي المسيرات التي كلما زاد عدد المشاركين فيها زاد حجم التحريض على المسلمين لدرجة تهديد جماعات اليمين المتطرف بالنزول للشارع لمواجهة هذه المظاهرات.
ارتفاع قياسي للاعتداءات
وأكدت أرقام مجلس بريطانيا ارتفاع نسبة الاعتداءات بدافع كراهية المسلمين إلى 140% خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مقارنة مع الفترة نفسها العام الماضي، وتركزت جل الهجمات في العاصمة البريطانية لندن، وأكد المجلس أنه لاحظ أيضا ارتفاع الاعتداءات في مناطق مختلفة من المملكة المتحدة.
ومن بين أخطر الاعتداءات التي سجلها المجلس الهجوم على مسجد في مدينة أكسفورد، إضافة للهجوم على سيدة ترتدي الحجاب بضربها بالحجارة، ورمي الخمر على مجموعة من المصلين كانوا يؤدون الصلاة بعد المشاركة في مسيرة للتضامن مع فلسطين.
وفي السياق، تظهر بيانات وزارة الداخلية البريطانية أن نسبة المسلمين من أعلى نسب ضحايا الاعتداءات، وذلك بسبب الكراهية الدينية. ووصف مجلس مسلمي بريطانيا الأقلية المسلمة بأنها الحلقة الأضعف في ما يتعلق بجرائم الكراهية، ذلك أن أكثر من ثلث هذه الجرائم تطول المسلمين في كل مناطق المملكة المتحدة، مشيرا إلى أن بعض المسلمين بدؤوا يفقدون الثقة في جدية التعامل مع الشكاوى التي يتقدم بها الضحايا.
بلغة متشائمة، يتوقع أحمد مسعود نائب الكاتب العام لمجلس مسلمي بريطانيا أن القادم سيكون أسوأ في ما يتعلق بارتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين، وأكد -في حديثه للجزيرة نت- أن "هناك كثيرا من التوتر حاليا في بريطانيا، وكل يوم نتلقى كثيرا من الشكايات من طرف مسلمين تعرضوا لاعتداءات، ولاحظنا ارتفاع أعداد هذه الشكايات خلال الشهر الماضي".
ورأى مسعود أن الفترة القادمة ستكون عصيبة جدا بالنسبة إلى المسلمين "بسبب الخطاب التحريضي ضدهم الذي تقوده وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، وها نحن نشاهد الآن عودة مجموعات اليمين المتطرف العنيفة لتهديد المسلمين"، معبرا عن قلقه من حالة التساهل مع الخطاب التحريضي والعنصري لوزيرة الداخلية.
وكشف عن ربط مجلس مسلمي بريطانيا لكل قنوات التواصل مع الشرطة البريطانية، قائلا "نحاول البقاء على اتصال مع الشرطة من أجل التنسيق وتجنب الأسوأ، والشرطة تقول إنها تتعامل بجدية مع الموضوع".
لكن المشكلة الأساسية -من وجهة نظر مسعود- هي أن كثيرا من المسلمين الذين يتعرضون لجرائم الكراهية لا يبلغون عنها، "لأنهم يقولون إنه لن تكون هناك متابعة جدية لهذه القضايا، لكن مع ذلك أنا أؤكد على ضرورة التبليغ، وهناك الآن طريقة لتقديم الشكاية عبر الإنترنت، لأننا نحتاج أن نعرف الصورة الحقيقية لحجم جرائم الكراهية ضد المسلمين التي هي أكبر من الأرقام المسجلة لدى وزارة الداخلية".
خطاب شيطنة المسلمين
من جهته، يلقي أنس مصطفى -مسؤول المرافعات العامة في منظمة "كيج" (CAGE) التي تعنى بالدفاع عن المسلمين- باللوم في هذا الوضع الذي يعيشه المسلمون حاليا على "الخطاب السياسي، وكذلك الخطاب الإعلامي، وهو خطاب عنصري وكاره للإسلام الذي يربط بين أنصار فلسطين -وبين المسلمين عموما- وتأييد الإرهاب، ومحاولة شيطنة وترهيب المسلمين".
وأكد الناشط الحقوقي البريطاني أن الدولة "تحشد كل جهودها حتى تتم مواجهة أي معارضة لموقفها من فلسطين، وكذلك لمواجهة كل جهود دعم فلسطين بقوة مبالغ فيها في الشارع، وفي أماكن العمل والتهديد بالترحيل أو سحب الجنسية، وكذلك ملاحقة الطلاب في الجامعات والمدارس"، كل هذا أسهم بشكل مباشر في ارتفاع جرائم كراهية المسلمين، "وحاليا نقدم الدعم لأكثر من 100 شخص واجهوا عقوبات، بسبب دعمهم فلسطين".
ووصف مصطفى ما يحدث بأنه "وضع مروع، لأن كثيرا من المسلمين يدفعون ثمن التضامن مع فلسطين وقضية عادلة، لكن الحل يكمن في مئات الآلاف من الأشخاص الذين ينزلون للشارع للتضامن مع فلسطين وحقها في مواجهة الاحتلال غير الشرعي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ضد المسلمین فی بریطانیا کثیرا من
إقرأ أيضاً:
التوترات التجارية الأميركية الصينية ترفع أسعار الذهب إلى رقم قياسي
الجديد برس|
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا يوم الأربعاء، مدفوعة بتزايد المخاوف من تصعيد جديد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وذلك بعدما أعلنت بكين فرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية ردًا على التعريفات الجديدة التي فرضتها واشنطن على السلع الصينية.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.53% ليصل إلى 2,856.99 دولارًا للأونصة، بعدما بلغ مستوى تاريخيًا عند 2,858.12 دولارًا خلال الجلسة. كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.45% لتسجل 2,888.60 دولارًا للأونصة، مما يعكس ارتفاع الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي.
في ظل هذا التوتر التجاري، صرح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يوم الثلاثاء بأنه ليس في عجلة من أمره للتواصل مع نظيره الصيني شي جين بينغ لبحث سبل تهدئة الأزمة بين البلدين، وهو ما زاد من قلق الأسواق وأدى إلى تعزيز الإقبال على الذهب.
من جانبها، ردّت الصين بإجراءات مضادة شملت فرض تعريفات جمركية مستهدفة على الواردات الأميركية، بالإضافة إلى إدراج عدة شركات أميركية، من بينها غوغل، تحت المراقبة لاحتمال فرض عقوبات عليها، في خطوة تعكس تصعيدًا مدروسًا من بكين.
ويرى المحلل الاقتصادي إيليا سبيفاك، رئيس الاقتصاد الكلي العالمي في شركة Tastylive، أن الذهب قد يواصل مكاسبه في حال استمرار التوترات، مشيرًا إلى أن المستوى المحوري التالي قد يكون عند 3,000 دولار للأونصة. كما أضاف أن الصين قد تلجأ إلى زيادة احتياطياتها من الذهب لتعزيز استقرار اقتصادها وسط تداعيات النزاع التجاري.
في سياق متصل، حذّر ثلاثة مسؤولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم، مما يستدعي نهجًا أكثر حذرًا في خفض أسعار الفائدة. وعلى الرغم من أن الذهب يُعتبر تحوطًا ضد التضخم، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يحدّ من جاذبيته لدى المستثمرين.
هذا ولم يكن الذهب الوحيد الذي شهد تحركات سعرية، حيث سجلت المعادن النفيسة الأخرى تغيرات طفيفة:
ارتفع سعر الفضة الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 32.15 دولارًا للأونصة.
صعد البلاتين بنسبة 0.3% إلى 966.95 دولارًا للأونصة.
في المقابل، تراجع البلاديوم بنسبة 0.9% ليسجل 981.75 دولارًا للأونصة.
يواصل الذهب جذب المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، ومع استمرار النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، قد نشهد مزيدًا من الارتفاعات في أسعار المعدن النفيس، مع توقعات بإمكانية تجاوز حاجز 3,000 دولار للأونصة إذا تفاقمت الأزمة.