أنفاق مفخخة ومعارك ضارية في غزة.. ماذا حققت إسرائيل من توغلها البري؟
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
مع بدء العملية البرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة المحاصر، يشكل موضوع أنفاق المقاومة الملف المجهول بالنسبة إليه، رغم ما يزعم من جاهزية ترسانته العسكرية، وباتت القوات الإسرائيلية تتحسس طريقها خوفًا من معضلة الأنفاق، حيث يتحصن مقاتلو حركة حماس بأعداد كبيرة.
أمير قطر: إلى متى يستمر تعامل المجتمع الدولي مع إسرائيل كونها طفلًا مدللًا؟ أحمد أبوالغيط: إسرائيل قتلت 11 ألف مدني في غزة منهم 70% أطفالًا ونساءً (فيديو)
ويطلق على شبكة أنفاق غزة مصطلح "مترو غزة"، في دلالة على تشعبها وامتدادها تحت الأرض، إذ وصفتها دراسة لمعهد الحرب الحديثة في كلية "وست بوينت" الحربية الأميركية كذلك بالمدينة الحقيقية تحت الأرض، وسط تقديرات بوجود نحو 1300 نفق على امتداد 500 كيلومتر، بينما يصل عمقها إلى عدة أمتار.
ويقدر خبراء عسكريون أن حركة المقاومة طورتها أكثر فأكثر منذ حقبة نهاية الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حتى أصبحت سلاحًا إستراتيجيًا متفردًا لها أمام العدوان المتكرر للاحتلال على القطاع.
وتنقسم شبكة الأنفاق في غزة إلى ثلاثة أنواع، هي الأنفاق الهجومية وهي مخصصة لاختراق الحدود مع الأراضي المحتلة، وشن هجمات خلف خطوط الاحتلال، إذ تسمح لمقاتلي المقاومة بإطلاق رشقات صاروخية من تحت الأرض على غرار النفق الذي بنته كتائب القسام خصيصًا لعملية وفاء الأحرار على الحدود الشرقية لمدينة رفح.
فقد تمت مهاجمة دبابة إسرائيلية من خلف خط الاحتلال وأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في يونيو 2006، في عملية نوعية عكست تطور الإستراتيجية العسكرية للمقاومة، وأربكت جيش الاحتلال، وتمكنت عبرها المقاومة من تحرير 1000 أسير فلسطيني في صفقة عُرفت إعلاميًا بصفقة شاليط.
ويوجد كذلك الأنفاق الدفاعية التي تستخدم لنصب الكمائن ونقل المقاتلين بعيدًا عن أعين الطائرات الإسرائيلية وغاراتها، إضافة إلى الأنفاق اللوجستية التي تستخدم غرف قيادة لإدارة المعارك وإقامة القادة الميدانيين والمقاتلين وتخزين العتاد العسكري، وتضم أقسامًا للاتصالات السلكية الداخلية للمقاومة.
وجعلت أنفاق المقاومة التي أثبتت فشل التقنيات الأمنية الإسرائيلية خلال السنوات الماضية، ومعها فشل الجدار الأمني العائق الاحتلال مرغمًا على التعامل مع حرب ثلاثية الأبعاد، يواجه فيها نيرانًا من المباني ومن المسيرات ومن تحت الأرض.
كلما توغلنا أكثر أصبحت المعركة أصعب
وبحسب جنود ومسؤولين حاليين وسابقين في إسرائيل، فإن مقاتلي حركة حماس، يهاجمون ثم ينسحبون أو يختفون تحت الأرض، مما يبطئ التقدم الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن نقيب إسرائيلي قاد وحدة دبابات احتياطية إلى شمال غزة في الأيام الأولى للغزو البري وقاتل في قلب المدينة: «كلما توغلنا أكثر، أصبحت المعركة أصعب».
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه قد يكون أحد أهداف إسرائيل – مستشفى الشفاء في المحيط الغربي لمدينة غزة – هو الأكثر تحديًا لها أيضًا، مشيرة إلى أن قواتها تجمعت في اليوم الأخير في المنشأة المترامية الأطراف، والتي تدعي أنها تحتوي على مخبأ رئيسي لقيادة حماس، وهو ادعاء نفته الحركة.
وكان ما بين 50 و60 ألف شخص يحتمون داخل أراضي المستشفى وحولها، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة إلى 2500 مريض بحاجة إلى الرعاية، إلا أن أطباء في غزة قالوا إنه بحلول وقت متأخر من يوم الجمعة، بقي أقل من 2000 نازح ونحو 700 مريض.
ويقول محللون لـ«وول ستريت»، إن استراتيجية إسرائيل تتمثل في «قتل ما يكفي من مقاتلي حماس وقادتها لتدمير الحركة، قبل أن تضطر إلى تقليص العملية، في حين أن هدف حماس هو الدفع بتل أبيب إلى طريق مسدود يسمح لها بالبقاء على قيد الحياة».
إلا أن إسرائيل تتعرض لضغوط دولية متزايدة لمنع سقوط قتلى في صفوف المدنيين وتخفيف الأوضاع الإنسانية المتدهورة، وهي ضغوط قد تؤدي إلى وقف الحرب قبل تحقيق أهدافها، بحسب الصحيفة الأمريكية.
ورغم ذلك، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إنهم لن يقبلوا وقف إطلاق النار أو حتى وقفاً رسمياً للقتال حتى إطلاق سراح بعض الرهائن الذين يقدر عددهم بنحو 239 رهينة. لكن حتى المسؤولين الإسرائيليين يعترفون بأن التحرك بسرعة أمر بالغ الأهمية.
وقال ماتان فيلناي، الرئيس السابق للقيادة الجنوبية في إسرائيل الذي قاد في السابق القوات الإسرائيلية في غزة: «القضية الرئيسية الآن هي الوقت»، مشيرًا إلى أن حماس ربما تحتفظ بقواتها استعدادا لمعركة أكثر ضراوة داخل مدينة غزة.
إسرائيل لم تحقق الكثير من أهدافها
وعلى الرغم من الحملة الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة والتي دخلت شهرها الثاني، مخلفة أكثر من 11 ألف قتيل، إلا أن محللين يؤكدون أنها لم تحقق الكثير من أهدافها بالقضاء على حركة حماس.
فإسرائيل التي قصفت القطاع بنحو 32 ألف طن من المتفجرات وأكثر من 13 ألف قنبلة، بمتوسط 87 طنا من المتفجرات لكل كيلومتر مربع، وفق المكتب الإعلامي لحكومة غزة، لم تحقق تقدماً حتى اليوم بمعضلة الأنفاق وهي العائق الأكبر أمامها.
ولخطورة المعركة على ما يبدو تعتمد تل أبيب على القصف الجوي وحرب الشوارع حتى اللحظة، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إسرائيل غزة الاحتلال انفاق حماس تحت الأرض فی غزة إلا أن
إقرأ أيضاً:
3 حافلات تقل فلسطينيين مفرج عنهم من السجون الإسرائيلية تصل إلى خان يونس بغزة
وصلت 3 حافلات تقل فلسطينيين مفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، إلى خان يونس بغزة.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس".
وأكد آل ثاني، أن "قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه "نعمل مع حماس وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف أن سريان الاتفاق بدأ يوم الأحد، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.