انطلقت اليوم أعمال القمة العربية الإسلامية، بشأن الأوضاع في غزة، بعد أكثر من شهر على اشتعال الصراع.

 وأكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، خلال افتتاح أعمال القمة، أن المملكة العربية السعودية تجدد رفضها لهذه الحرب الشعواء التي يتعرض لها الفلسطينيون، مؤكدا  رفض الرياض للحرب على غزة ومطالبة بالوقف الفوري للاعتداءات والإفراج عن الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية.

قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، إن الشعب الفلسطيني يمر بما لا تتحمله طاقة بشرية، وقد فشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية واتخاذ ما من شأنه إيقاف جرائم الحرب والمجازر المرتكبة باسم الدفاع عن النفس أو وضع حدا لهذه الحرب العدوانية.

أردوغان: أرسلنا مساعدات إنسانية إلى غزة بمساعدة إخوتنا المصريين متى نرفع أصواتنا كمسلمين؟.. أردوغان يوجه اتهامات خطيرة لدول الغرب بسبب غزة

وتساءل، بعدما شهدنا قتل الأطفال والشيوخ والنساء بالجملة والمعاناة الإنسانية: إلى متى سيبقى المجتمع الدولي يعامل إسرائيل وكأنها فوق القانون الدولي؟ وإلى متى سيسمح لها بضرب كافة القوانين الدولية عرض الحائط في حربها الشعواء التي لا تنتهي على سكان البلاد الأصليين"، مشيرا إلى أن ما يحدث في غزة يشكل خطرا على كافة المستويات.

جرائم الاحتلال لا تنتهي

وتساءل كيف أصبح قصف المستشفيات أمرا عاديا؟ ويتم إنكاره واتهام الضحايا بداية ثم يبرر بوجود أنفاق تحتها ثم يصبح أمرا لا حاجة لتبريره بعد تبلد المشاعر وتعود الأعين على مشاهدة المآسي، مشددا على أن ما يحدث أمرا غير مسبوق، ووجدنا أثناء حصار غزة وأثناء الحرب ارتفاعا ملحوظا في معدلات المناعة لدى بعض الدول التي تدعي حماية القانون الدولي والنظام العالمي، وصمتوا على قتل الأطفال والنساء، وكذلك قصف المستشفيات دون أن يؤثر فيهم.

وتابع: وصل الأمر إلى رؤية جثث الأبرياء وهي تنهشها الكلاب ولا تحرك هذه الدول ساكنا، مشددا على أن النظام الدولي يخذل نفسه قبل أن يخذلنا حين يسمح بتبريرها، من كان يتخيل أن المستشفيات سوف تقصف علنا في القرن الـ 21 ، وعائلات بأكملها ستمحى من السجلات بعد مقتلهم في قصف عشوائي، وشعب كامل يجبر على التهجير القسري ويرافق ذلك تصريحات عنصرية لقادة إسرائيليين لا يستنكرها قادة الدول الحليفة لهم".

وطالب أمير قطهر بفتح المعابر الإنسانية الآمنة بشكل دائم لإدخال المساعدات إلى غزة، وإيقاف جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

من جانبه، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي، استهدف المسشفيات والمعابد والمساجد والمدارس وسيارات الإسعاف بصورة وحشية لم تشهدها التاريخ، مؤكدا أن الكلمات باتت عاجزة عن وصف ما يجري في غزة مع الاستهدافات الوحشية بحق المدنيين.

وأضاف أردوغان، خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية، المنعقد اليوم في الرياض ، أن إسرائيل تحاول الانتقام لأحداث 7 أكتوبر بقتل الأبرياء والأطفال والنساء ولا يمكننا قبول ذلك، والمجتمع الدولي صامت تجاه ما يجري في قطاع غزة.

الجنون أصاب الجيش الإسرائيلي

وأكد أردوغان أن تركيا أرسلت 10 طائرات محملة بالمساعدات الإنسانية عبر مطار العريش إلى غزة، بمساعدة إخوتنا المصريين، ولا يمكن تفهّم حالة الجنون الإسرائيلية تحت أي ذريعة، مشددا على ضرورة استمرار المساعدات الإنسانية والوقود إلى جميع المؤسسات الفلسطينية وخاصة المستشفيات دون توقف.

وطالب الرئيس التركي، دول العالم الإسلامي بموقف موحد تجاه ما يجري في قطاع غزة، وطالب أيضا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بضرورة الكشف عن الاسلحة النووية التي تمتلكها إسرائيل، مشدد على أن القدس دائما  خط أحمر لنا.

وأشار إلى أن حوالي 73% ممن فقدوا أرواحهم من النساء والاطفال في غزة والضفة، وأن من يسكت على الظلم شريك فيه على قدر المساواة، وأن الولايات المتحدة والغرب يدّعيان حقوق الإنسان لكنهما للأسف نسيا ذلك أمام ممارسات إسرائيل، ولم يدعوَا حتى لوقف إطلاق النار"، مشددًا على ضرورة أن تستمر المساعدات الإنسانية دون توقف وأن يتم إيصال الوقود إلى المستشفيات.

وأوضح أردوغان أن "غزة التي حُرمت من المساعدات الإنسانية تشبه جهنم، ويجب أن نبذل جهودا لمحاسبة إسرائيل على جرائمها"، مؤكدًا ضرورة النظر في جرائم إسرائيل من قبل مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية.

الرئيس الإيراني يصل السعودية للمشاركة في القمة العربية الإسلامية أمير قطر يلتقي الرئيس الإيراني في الرياض

من جانبه، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن الأولوية القصوى الأن هي وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحا أن إسرائيل انتهكت القوانين الدولية الإنسانية في غزة، واستخدمت القنابل المحظورة دولياً، مشددا على ضرورة إخراج القوات الإسرائيلية من غزة.

وأضاف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال كلمته بالقمة العربية الإسلامية، أن أمريكا دخلت الحرب في غزة لصالح إسرائيل، وترسل الأسلحة يوميا، مشددا على أنه يجب العمل للضغط على إسرائيل وأمريكا لوقف الحرب في غزة، داعيا لفك الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات، خاصة أن المنظمات الدولية غير قادرة على ممارسة دورها في غزة.

تسليح المقاومة والفلسطينيين 

وأوضح أن عمليات التهجير الإسرائيلية للفلسطينيين جرائم حرب، داعيا إلى تسليح الدولة الإسلامية للشعب الفلسطيني لمواجهة الكيان الصهيوني، وعلى أهمية مقاطعة التجارة والتعاون مع الكيان الصهيوني ومقاطعة البضائع الإسرائيلية". مشددا على أن تسليح الشعب الفلسطيني والمقاومة هي الحل الوحيد.

وأكد رئيسي على أن الحل المستدام هو إقامة دولة فلسطينية من البحر إلى النهر، وعلينا التصدي لإسرائيل والحل الوحيد هو المقاومة، والمقاومة في غزة حققت مكاسب كبيرة وعلى الشعوب المسلمة أن تعتبر ما يجري مخزيا لها، وأنه حال أن اجتماع اليوم لم يسفر عن اتخاذ خطوات سيؤدي ذلك إلى خيبة أمل لدى الشعوب الإسلامية"، داعياً الدول الإسلامية إلى تصنيف "الجيش" الإسرائيلي منظمة إرهابية".

وأوضح أن المشاكل الخاصة بالأمة الإسلامية هي الوحدةن ويجب اتخاذ قرار تاريخي وحاسم بشأن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، ومن شأن منظمة التعاون الإسلامي أداء دور صحيح يجسد معاني الوحدة والانسجام، واليوم هو يوم انتصار الدم على السيف، والكيان الصهيوني ينتهك قواعد الحقوق الدولية بهجومه على غزة.

وأشار إلى أن أغلب الضحايا من النساء والأطفال وإن قتل المدنيين وقصف المستشفيات من مظاهر جرائم إسرائيل، مؤكدا أن الولايات المتحدة هي الآمرة والمتآمرة في هذه الحرب، وهي التي تشجع الكيان الصهيوني على إجرامه في غزة وهي دخلت الحرب إلى جانب اسرائيل، وتفتح لها المجال للبطش بسكان غزة، وترسل لها شحنات الأسلحة".

وشدد على أنّ كل المفاسد تأتي من الولايات المتحدة التي تلغي القوانين الدولية وتشعل الفتن في العالم، فيما يجب أن نمسك بزمام الأمور في ساحاتنا"، مشيراً إلى أنّه "لولا مواجهة المقاومة في غزة ولبنان للاحتلال لكانت إسرائيل نقلت الحرب إلى الدول العربية والإسلامية".

وطالب رئيسي بوقف القصف الاسرائيلي على المدنيين والمستشفيات في غزة، ورفع شامل للحصار عن القطاع، وفتح معبر رفح من دون قيد أو شرط.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القمة العربية الإسلامية الجيش الإسرائيلي منظمة إرهابية غزة تركيا ايران القمة العربیة الإسلامیة المساعدات الإنسانیة الرئیس الإیرانی فی قطاع غزة ما یجری فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

معهد أمريكي: هل تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية استباق أمريكي لإجراء عسكري مباشر ضدهم في اليمن؟ (ترجمة خاصة)

قال معهد أمريكي إن تصنيف الإدارة الجديدة للبيت الأبيض جماعة الحوثي "منظمة إرهابية أجنبية" استباق لإجراء عسكري مباشر ضد الجماعة في اليمن التي تنفذ هجمات ضد سفن الشحن في البحر الأحمر منذ عام ونصف.

 

وأضاف معهد دول الخليج العربي بواشنطن (AGSIW) في تحليل للباحث جريجوري د. جونسن وترجمه للعربية "الموقع بوست" إن ذلك يزيد من احتمال تورط واشنطن في صراع طويل الأمد آخر في الشرق الأوسط.

 

وأضاف "في الثالث والعشرين من يناير/كانون الثاني، استأنفت ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية ما انتهت إليه ولايته الأولى، فأعادت تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية. وبدا الأمر التنفيذي وكأنه يهدد بتوسيع نطاق الحرب في اليمن، حيث نص على أن "سياسة الولايات المتحدة الآن هي التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات الحوثيين وعملياتهم، وحرمانهم من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتهم على أفراد ومدنيين أمريكيين، وشركاء الولايات المتحدة، والشحن البحري في البحر الأحمر".

 

ويأتي قرار ترامب -حسب التحليل- في أعقاب وقف إطلاق النار المعلن في غزة وبيان الحوثيين في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني الذي تعهدوا فيه بوقف الهجمات على الشحن التجاري في البحر الأحمر طالما استمر وقف إطلاق النار. وأفرج الحوثيون بعد ذلك عن طاقم سفينة الشحن جالاكسي ليدر التي استولوا عليها قبل أكثر من عام.

 

من نواح عديدة، يرى جريجوري د. جونسن أن الأمر التنفيذي لترامب محاولة لحرمان الحوثيين من النصر في البحر الأحمر.

 

وقال "لأكثر من عام، استهدفت المجموعة السفن التجارية والسفن البحرية الأمريكية. لقد حاولت إدارة الرئيس السابق جوزيف بايدن الابن اتباع استراتيجية الدفاع والردع والتدهور، والتي لم تفعل شيئًا لردع الحوثيين أو تدهورهم".

 

وتابع "في الواقع، في الأسابيع الأخيرة، وسع الحوثيون قائمة أهدافهم، وأطلقوا صواريخ على إسرائيل، مما أثار عددًا من الضربات المضادة الإسرائيلية".

 

يضيف "على عكس حماس وحزب الله، وهما ميليشياتان أخريان مدعومتان من إيران تم تخفيض قوتهما بشكل كبير منذ أكتوبر 2023، عانى الحوثيون من خسائر قليلة نسبيًا على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية. وبدلاً من ذلك، يبدو أن المجموعة استفادت بطرق عديدة من حملتها الصاروخية".

 

واستدرك "على المستوى المحلي، عززت الدعم وأسكتت المنتقدين الداخليين من خلال الانخراط عسكريًا مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وكلاهما غير محبوبين للغاية عبر الطيف السياسي في اليمن. كما استفاد الحوثيون من تأثير "التجمع حول العلم". فكلما زاد قصف الولايات المتحدة وإسرائيل للحوثيين، زادت شعبية المجموعة".

 

وعلى المستوى الإقليمي، يقول "أثبت الحوثيون أنهم حلفاء فعالون لإيران، حيث حولوا مكونات الصواريخ التي هربتها إيران إلى البلاد إلى ضربات على إسرائيل. وبمرور الوقت، وإذا لم تتمكن حماس وحزب الله من التعافي، فقد يؤدي هذا إلى زيادة كميات الدعم الإيراني للمجموعة".

 

 بطبيعة الحال، يؤكد أن جزء من نجاح الحوثيين هو نتيجة للجغرافيا المواتية. تسيطر المجموعة على جزء كبير من الساحل اليمني على طول البحر الأحمر ولا تشترك في حدود مع إسرائيل، مما يجعل الضربات الانتقامية أكثر تحديًا. ومن خلال مواجهة كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وضعت المجموعة أيضًا خصومها العرب، مثل المملكة العربية السعودية، في موقف صعب.

 

وقال "على الرغم من أن المملكة العربية السعودية كانت منخرطة في حرب مع الحوثيين منذ ما يقرب من عقد من الزمان، إلا أن المملكة رفضت الانضمام إلى التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة الحوثيين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن المجموعة كانت تُرى على أنها تدافع عن الفلسطينيين".

 

واستطرد "في حالة انسحاب المملكة العربية السعودية بالكامل من اليمن، فمن المرجح أن يتحرك الحوثيون نحو حقول النفط والغاز في مأرب، وهو ما من شأنه أن يعزز قبضتهم على السلطة بشكل كامل". لافتا إلى أن الشيء الوحيد الذي منع ذلك حتى الآن هو وجود غطاء جوي سعودي في مأرب. ومن مأرب، سيكون الحوثيون في وضع جيد للتحرك إلى شبوة ومن هناك إلى حضرموت، مما يدمر فعليًا أي آمال في قيام دولة غير حوثية في جنوب اليمن.

 

على الصعيد الدولي، يتابع "تمكن الحوثيون من تعميق علاقاتهم مع روسيا، التي كانت تبحث عن وسيلة فعالة لمواجهة الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا. وإذا تطورت هذه العلاقات إلى معدات ومساعدات، فقد يتحول الحوثيون إلى تهديد عسكري أكثر أهمية. كما استنزف الحوثيون مخزونات الولايات المتحدة بإجبارها على إطلاق أكثر من 200 صاروخ بتكلفة تزيد عن 500 مليون دولار".

 

ويرى أن الأمر الأكثر أهمية من التكلفة العالية هو حقيقة أن الصواريخ التي تطلقها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لا يمكن استخدامها في المحيط الهادئ، وقد يستغرق تجديد المخزونات سنوات. أخيرًا، وربما الأهم، أنهى الحوثيون الحرب بشروطهم الخاصة، مما سمح لأنفسهم بإعلان النصر على كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.

 

ويهدف الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب إلى إبطال هذا النصر الذي ادعاه الحوثيون بطريقتين. أولاً، والأكثر وضوحاً، يهدد الأمر باتخاذ إجراء عسكري مباشر ضد الحوثيين.

 

 

 

 

 


مقالات مشابهة

  • بعد انتشاره في 90 دولة.. تحذيرات عاجلة من تفشي فيروس خطير يصيب الجلد
  • جماعة الحوثي تصدر تعميما للبنوك في مناطق سيطرتها استباقا لسريان قرار تصنيفها منظمة إرهابية
  • ما تداعيات قرار واشنطن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟.. ناشط يمني من واشنطن يجيب
  • المجلس الرئاسي يدعو الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"
  • شاهد | مبعوث ترامب يزور الرياض وتل أبيب لترتيب مطالب الإدارة الجديدة
  • صنفها منظمة إرهابية.. تأثير قرار ترامب على "الحوثيين" اقتصاديًا
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • اليمن يدعو الاتحاد الأوروبي لأن يحذو حذو أمريكا في تصنيف الحوثي “منظمة إرهابية”
  • معهد أمريكي: هل تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية استباق أمريكي لإجراء عسكري مباشر ضدهم في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يدعو مجلس الأمن إلى التصدي للفظائع في دارفور ويطالب بتسليم الرئيس البشير وغيره من كبار المسؤولين المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية