«كوم الدكة».. متحف تاريخى يوثق أقدم إسعاف بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 6th, July 2023 GMT
تتفرد محافظة الإسكندرية دون غيرها من المحافظات على مستوى الجمهورية، بالعديد من النوادر والمبانى التراثية والتاريخية على مر العصور والأزمان، حيث تتميز بكونها ملتقى الحضارات والثقافات؛ باعتبارها مدينة كوزموبوليتانية على حوض البحر الأبيض المتوسط، تنصهر داخلها الحضارات والثقافات واللغات، لدرجة أن سكانها لا يزالون يرددون مصطلحات وكلمات امتزجت داخلهم عبر معاصرتهم للعديد من الجاليات الأجنبية والأوروبية على مدار مئات السنين.
أخبار متعلقة
الآثار تختار فسيفساء كوم الدكة المكتشفة حديثا ضمن عروض المتحف اليوناني
تصدع وميل عقار بـ«كوم الدكة» بالإسكندرية..و«الحى»: خالى من السكان- صور
«كوم الدكة».. حي الفن والوطنية في الإسكندرية
«كوم الدكة».. متحف تاريخى يوثق أقدم إسعاف بالشرق الأوسط
«كوم الدكة».. متحف تاريخى يوثق أقدم إسعاف بالشرق الأوسط
عروس البحر الأبيض المتوسط- كذلك- تضم منشآت ثقافية وتنويرية مهمة، منها أول مكتبة فى المنطقة العربية وهى مكتبة الإسكندرية، ودار أوبرا ومسرح سيد درويش، ويضاف إلى خصائص تلك المدينة الساحلية، أول متحف تاريخى متخصص يحكى تراث أقدم مرفق إسعاف فى منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا قاطبة، فى منطقة كوم الدكة وسط الإسكندرية، لتجعل مصر فى الريادة الإسعافية على مستوى العالم، وتسبق اليابان بخمس سنوات، حيث دخل الإسعاف رسمياً إلى البلاد فى 1930 فيما دخل الإسعاف فى اليابان فى عام 1935.
«كوم الدكة».. متحف تاريخى يوثق أقدم إسعاف بالشرق الأوسط
«المصرى اليوم» أجرت جولة داخل مرفق إسعاف الإسكندرية بكوم الدكة وسط المدينة المواجهة لأقدم استاد رياضى فى منطقة الشرق الأوسط، لرصد الجوانب التاريخية للمرفق وتطور مراحل الإنشاء وعمله فى تطبيب المصابين والمرضى، والذى بدأ بعربة حنطور يجرها اثنان من الخيول ثم الدراجة البخارية، مروراً بالموتوسيكل حتى وصل إلى الشكل الحالى لسيارة الإسعاف.
وقال مصدر طبى داخل مرفق الإسعاف، لـ«المصرى اليوم»، إن تاريخ مبنى الإسعاف بدأ منذ عام ١٩٠٤، مروراً بمراحل زمنية عديدة للوصول إلى شكل عربات الإسعاف حالياً، مشيرا إلى أن وجود متحف تاريخى يوثق تراث أقدم مرفق إسعاف على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، أمر يدعو للفخر لأهالى الإسكندرية بشكل خاص، حيث تم تأسيسه عام ١٩٠٢، على يد الإيطالى «بيترو فازاى» لتمتد فكرة المرفق وتطوره بعد ذلك إلى باقى المحافظات ومنها إلى باقى الدول المحيطة.
«كوم الدكة».. متحف تاريخى يوثق أقدم إسعاف بالشرق الأوسط
وعن تاريخ الإسعاف فى الإسكندرية، أضاف المصدر أن اللافت فى أن الإسكندرية بكل ما تتفرد به من خصائص ومميزات جغرافية وثقافية وغيرها هو الذى جعل منها مطمعاً للأجانب والجاليات الأجنبية التى كانت تقيم بالمدينة، ففى عام 1866 ولد الإيطالى بيترو فيزاى صاحب فكرة إنشاء جمعية الإسعاف المختلطة، وهى المسمى الأول لمرفق الإسعاف قبل أن يتم تغيير اسمه، فى عام 1902، مشيرًا إلى أن إنشاء المرفق كانت فكرته بالتعاون مع الدكتور ليتز الإيطالى وكان من أشهر الأطباء المقيمين فى الإسكندرية وقتها، فقررا سوياً تأسيس جمعية الإسعاف المختلطة فى كوم الدكة، كما أن ظهور وباء الكوليرا عضّد الفكر بشكل أكبر وأصبحت هناك حاجة ملحة لإنشاء مرفق أو جمعية مختلطة هدفها المصابين والمرضى بالمحافظة، فضلاً عن أن كل الجاليات كان لديها رغبة كبيرة فى إنشاء مرفق إسعاف وكان يقوم بالخدمة متطوعون بالمجان.
«كوم الدكة».. متحف تاريخى يوثق أقدم إسعاف بالشرق الأوسط
وأوضح المصدر أنه منذ إنشاء الجمعية المختلطة للإسعاف ظلت تمارس عملها لمدة 8 سنوات بمجلس أجنبى ولم يكن بين أعضائها «مصرى واحد» طيلة السنوات الثمانى، حتى دخل المصريون فى المجلس بعد 6 سنوات وبالتحديد فى 1908، وكان محمد يكن باشا أول مصرى يرأس الجمعية فى 1914، وفى 1915 كان محافظ الإسكندرية وقتها أحمد زيور باشا، أول رئيس قانونى للجمعية.
وعن المبنى التراثى الذى يضم المتحف، قال إنه صممه المهندس الإيطالى بيلوتشى، وهو مهندس القصور الملكية، بالتعاون مع الجمعية، وافتتح رسمياً فى أواخر عام 1927 وأوائل عام 1928، ويقارب عمرها 100 عام، حيث يعتمد رسمياً فى قانون حماية الآثار وتعديلاته كأثر، نظراً لما يحويه من حضارة وعراقة وتاريخ، لافتًا أنه تم عمل لوحة رخامية مدون عليها جميع أسماء مجالس الإدارات الذين تعاقبوا على رئاسة المرفق منذ أن كان اسمه الجمعية المختلطة، والذين قدموا تبرعات للمرفق، وكل متبرع مدون أمامه المبلغ الذى تبرع به لصالح الإسعاف المصرى، حيث تم «تمصير المبنى» وتقليص دور الأجانب تدريجيا منذ 1935.
«كوم الدكة».. متحف تاريخى يوثق أقدم إسعاف بالشرق الأوسط
وكشف المصدر أن أول عربة إسعاف دخلت المرفق كانت مهداة من الخديو عباس حلمى، وكانت بمثابة تبرع منه للجمعية، متابعًا: «وبدأت مراحل تطور عربات الإسعاف بداية بعربة حنطور مكونة من نقالة وسرير كان يوضع عليه المريض ويجرها اثنان من الخيول وعليها اثنان أحدهما يتولى القيادة على الطريق، والأخر يقدم الخدمات الإسعافية للمريض أو المصاب، ثم تطور الأمر إلى استعمال العجلة أو الدراجة البخارية وبها أيضا سرير ونقالة، وفى جميع المراحل الأولى للعربات كانت مصنوعة من الخشب والحديد المغطى بالقماش، ويوجد فى المقدمة كابينة قيادة وفى مؤخرة العربة صندوق يوضع فيه المصاب ثم تطور الأمر إلى الموتوسيكل المزود بكشاف للإنارة وجرس لتنبيه المارة فى الشوارع لإفساح الطريق ويحوى أيضاً نقالة».
واستكمل: «تطور الأمر بعد ذلك، وتبرع الخديو عباس حلمى بعربته للإسعاف باعتباره عملا إنسانيا فى سنة 1908، وتم استخدام سيارة الخديو المهداة من عام 1908 إلى عام 1924، أى نحو 16 عامًا تقدم خدمة إسعافية للمرضى فى الإسكندرية، وهو تاريخ وضع حجر الأساس للمبنى عام 1924 ثم تم افتتاح المبنى فى 2 نوفمبر سنة 1924، وبدأت مصر تدخل عربات الإسعاف على الطراز المتقدم سنة 1930، إلى أن تم تقديم دعم رسمى للإسكندرية بواقع 10 عربات إسعاف حديثة».
وأوضح المصدر أنه نظراً لأن حجم المتحف الحالى ضيق ولا يجدى معه فتحه أمام الزوار، هناك خطة فى هيئة الإسعاف المصرية؛ تتضمن عمل الإجراءات اللازمة، تمهيداً لفتح المتحف للجمهور والزيارة خلال الفترة المقبلة، للتعرف على تاريخ وعظمة مرفق الإسعاف منذ بداية الحنطور وحتى الوقت الحالى، للتعرف على مراحل تطور وإنشاء عربات الإسعاف.
أخبار محافظة الإسكندرية أقدم إسعاف بالشرق الأوسط كوم الدكةالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: أخبار محافظة الإسكندرية
إقرأ أيضاً:
محافظ الإسكندرية يستقبل رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرى لتعزيز التعاون المشترك
أستقبل الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، اليوم الجمعة، الدكتور عمرو رشيد رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية بديوان عام المحافظة.
واستعرض الجانبان سبل تدعيم المنظومة الإسعافية بمحافظة الإسكندرية، لضمان تقديم خدمة إسعافية لائقة لأهل الإسكندرية وزائريها.
وأوضح الدكتور عمرو رشيد، أن الإسكندرية هي المحافظة التي شهدت ميلاد الإسعاف المصري، –وتحديدا– عام 1902، وهي دلالة قوية على قيمة ومكانة محافظة الإسكندرية التاريخية للمنظومة الإسعافية المصرية، والتي يتم العمل على إعادة إحيائها حالياً عبر تطوير متحف الإسعاف المصري بكوم الدكة، والذي يضم مركبات إسعافية نادرة لا نظير لها على مستوى العالم، لوضعه على الخريطة السياحية لمدينة الإسكندرية.
وتناول اللقاء مخطط هيئة الإسعاف المصرية لزيادة التغطية الإسعافية بطول مشروع المترو الجديد، ومشروع الترام، بإجمالي ٢٦ محطة، وكذلك مخطط الهيئة لتكثيف التغطية الإسعافية على عدد من الطرق السريعة بالمحافظة لزيادة معدلات الاستجابة والوصول للاستغاثات الإسعافية، وكذلك دور هيئة الإسعاف المصرية في تأمين زائري محافظة الإسكندرية والتي تمثل أكثر محافظات مصر استقطاباً للسياحة الداخلية، –وتحديداً– في موسم الصيف، كما تم تناول استعداد هيئة الإسعاف المصرية لتأمين المدينة الساحلية والتي تشهد تقلبات جوية مصاحبة لفصل الشتاء، وما يتبعها من انخفاض معدلات الرؤية على الطرق الرئيسية.
وأعرب الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، عن تقديره لدور هيئة الإسعاف المصرية الرائد والمحوري، في تدعيم الوعي المجتمعي بالإسعافات الأولية واهميتها بين طلبة المدارس والجامعات ورواد الأماكن العامة ودور العبادة، ضمن مبادرة بداية الرئاسية، وعن اعتزازه بحجم الاستجابة والانضباط الذي لمسه بمنظومة الإسعاف المصري.
وفي نهاية اللقاء وجه محافظ الإسكندرية الشكر لرئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية مؤكدا تقديم كافة سبل الدعم والتعاون لتقديم خدمة إسعافية لائقة ترقى إلى المستوى العالمي.