أحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم السبت، الذكرى السنوية الـ19 لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات، أمام ضريحه في مدينة رام الله، بحضور حشد جماهيري غفير.

ووضع أعضاء من القيادة الفلسطينية، ومن اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة «فتح» أكاليل من الزهور على ضريح الشهيد ياسر عرفات، وقرأوا الفاتحة على روحه الطاهرة، وأرواح شهداء فلسطين.

وقال رئيس الوزراء فلسطين محمد اشتية في كلمته ممثلا عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "نحيي ذكرى عظيمة على قلوبنا، وهي استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، ونحن نترحم على شهداء غزة، وشهداء الضفة، وشهداء المنافي والشتات".

وأضاف: نترحم على روحه في ذكراه التاسعة عشرة، وأطفال غزة في مواجهة ماكينة القتل الإسرائيلية، وكذلك الأطباء في مواجهة الجنود، والمرضى في مواجهة الموت والقتل البطيء، والمستشفيات في مواجهة معسكر جيش"، فقطاع غزة يتعرض لمجزرة وإبادة جماعية، ومن لم يستشهد برصاص الاحتلال يقضي جريحاً مريضاً، وكل جرائم الحروب في العالم لم يقتل فيها طبيباً ولا مريضاً ولا صحفياً ولا طفلاً.

وطالب اشتية بوقف هذه الجرائم، وأن تنتهي هذه الإبادة الجماعية على شعبنا.

وتابع: من قال إن إسرائيل بحالة دفاع عن النفس فهو يقف بجانب الاحتلال، ولا يعرف الحق، ولا القانون الدولي، فكل أفعالها هي خرق للقانون والعدالة.

وأوضح، ان هذا الوقت بالدم يمر على شعبنا في غزة، وأدعو العالم أجمع لإعلاء الصوت، ووقف شلال الدم، مؤكدا أن من يتحدث عن اليوم الثاني من العدوان لا يهمنا، بل يهمنا اليوم الذي يوقف الاحتلال عدوانه الهمجي، فغزة تحتاج لوقف فوري لهذا العدوان الدموي.

من جانبه، قال مدير عام مؤسسة ياسر عرفات أحمد صبح، في كلمته، أمام الضريح: "نلتقي اليوم لنترحم على روح أبو عمار الطاهرة، وروح رفاقه، ونترحم أيضا على آلاف الشهداء الذين ارتقوا في قطاع غزة.

إحياء الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد القائد ياسر عرفات

وأضاف: "نبرق في هذا اليوم وفي ذكرى استشهاد أبو عمار ثلاث رسائل سريعة، الأولى متمثلة بصموده وتمسكه بالثوابت طيلة سيرته ومسيرته مع رفاق دربه الأوائل، والثانية هي الوحدة الوطنية، فهي شرط الانتصار، والذي نحن أحوج ما نكون إليها الآن، لنؤكد للعالم أجمع ان شعبنا موحد في مواجهة الاحتلال، وموحد في مواجهة هذا العدوان الدموي المستمر، الذي لا يستهدف أحدا بعينه، بل مجمل الشعب والقضية والمشروع الوطني.

وقال: «إن الرسالة الثالثة هي لأشقائنا ولأمتينا العربية والإسلامية وللقمة، وكلنا أمل أن يسمع صوت الشارع العربي وضمير العرب والعالم في مدن وعواصم العالم نصرة لأهلنا في غزة وفلسطين، ونحن نستطيع بصمودنا أن نكسر هذا العدوان».

وقد اقتصرت فعاليات احياء الذكرى هذا العام، نظرا للتطورات الميدانية المتلاحقة في الأراضي الفلسطينية، بسبب العدوان المتواصل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، بوقفة للترحم على روح الشهيد أبو عمار الطاهرة، ووضع أكاليل من الزهور على ضريحه، ثم بمسيرات جماهيرية إلى وسط رام الله، لإقامة مهرجان جماهيري.

يذكر أن مؤسسة ياسر عرفات، قد أعلنت عن تأجيل فعاليات إحياء الذكرى الـ19 لاستشهاد الرئيس المؤسس ياسر عرفات، بما في ذلك مراسم تسليم جائزة ياسر عرفات للإنجاز لعام 2023، إلى موعد لاحق، نظرا إلى استمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين رئيس الوزراء قطاع غزة حركة فتح محمد اشتية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات محمود عباس غزة الرئيس الفلسطيني محمود عباس فتح مدينة رام الله فلسطين اليوم غزة اليوم القيادة الفلسطينية قطاع غزة اليوم مؤسسة ياسر عرفات رئيس الوزراء محمد اشتية رئيس الوزراء فلسطين یاسر عرفات على شعبنا فی مواجهة

إقرأ أيضاً:

الشيخ ياسر مدين يكتب: التشكيك في السيرة النبوية (7)

عرضنا فيما سبق لمراحل تدوين السيرة العطرة منذ عهد الصحابة الكرام حتى وصلنا إلى الجيل الرابع الذى منه موسى بن عُقبة (ت 141هـ)، ومعمر بن راشد (ت 153هـ)، ومحمد بن إسحاق بن يسار (ت 151هـ)، صاحب السيرة المشهورة، والتى زعم البعض جهلاً أو كذباً أنها أول ما كُتب فى السيرة!

وقد تحدثنا عن منهج ابن إسحاق فى كتابة السيرة وتوثيقها، وقد استطاع ابن إسحاق أن يُقدّم لنا من هذه المادة الغزيرة سيرة حسنة التنظيم والعرض تحت عنوان «المغازى»، أى: مغازى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أن بيَّنا أن المراد بالمغازى هى السيرة النبوية، وإنها تُعنون ببعض أحداثها وهى المغازى باعتبارها من أهم الوقائع، وإطلاق اسم البعض على الكل من عادات لسان العرب، وقد بيَّن صاحب كتاب «المغازى الأولى ومؤلفوها» أن كتاب المغازى كان ثلاثة أقسام هى المبتدأ والمبعث والمغازى، حيث إنه اشتمل على تاريخ الرسالات السابقة، وفترة شباب سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونشاطه فى مكة، وأخيراً الفترة المدنية.

وقد انتشر كتاب ابن إسحاق، وصار يُروى عنه، ومعنى رواية الكتاب أن تلاميذه بعد أن نسخوا «نقلوا» الكتاب، قرأوه على الشيخ، فصارت نُسخُهم موثقةً؛ لأنهم بعد أن نقلوها من نسخته قرأوها عليه دَرءاً لأى خطأ أو تحريف قد يقع أثناء عملية النقل.

وقد صارت سيرة ابن إسحاق معتمدة لدى العلماء المؤرخين من بعده، وهذا يدل على ثقتهم فيها، وتقديرهم للجهد المبذول فى تنقيحها والعناية بتوثيقها.

وقبل أن نبين كيف أن سيرة ابن إسحاق آلت إلى سيرة ابن هشام، ينبغى أن نقف عند أمر أثاره البعض تشكيكاً فى السيرة المنقولة، ألا وهو أن الإمام مالك بن أنس (ت 179هـ) إمام المذهب الفقهى المشهور، رضى الله عنه وأرضاه، قد وصف ابن إسحاق بأنه «دجَّال من الدجاجلة»، والحق أن هذه الكلمة لا تدل على ما ذهب إليه هذا الزاعم، وذلك لأن مالكاً لم يتهم محمد بن إسحاق بالكذب، ولكن كان بينهما معاداة سببها أن محمد بن إسحاق كان ممن يقول بمذهب القَدَرية فى العقيدة، واشتد هذا بينهما، حتى إن محمد بن إسحاق قال: اعرضوا علىَّ عِلم مالك [يقصد كُتبَه]، فإنى بَيْطاره. فلما بلغ مالكاً هذا القول قال: انظروا إلى دجالٍ مِن الدجاجلة يقول: اعرضوا علىَّ علم مالك!

وهذه الواقعة ثابتة فى المراجع العلمية، والإمام مالك يقصد بوصفه محمد بن إسحاق بأنه (دجال من الدجاجلة) أنه خرَج من المدينة المنورة، والمدينة المنورة لا يدخلها الدجال آخر الزمان، فكأن الإمام مالكاً، رضى الله عنه، يشير بهذه الكلمة إلى أن آراء ابن إسحاق الزائغة فى العقيدة كانت سبب إخراجه من المدينة، فصار منفياً منها كما لا يدخلها الدجال.

وقد وردت روايات فى المراجع العلمية نصت على هذا، يقول فيها الإمام مالك، رضى الله عنه: دجال من الدجاجلة يقول هكذا! نحن نفيناه من المدينة.

إذن، ليس المقصود بالكلمة رمى ابن إسحاق بالكذب فيما نقله من السيرة النبوية.

وجدير بالذكر أن المستشرق الألمانى يوسف هوروفتس فى كتابه القيم «المغازى الأولى ومؤلفوها» الذى ترجمه أستاذنا الدكتور حسين نصار، رحمه الله تعالى، قد ذكر هذا.

وماذا يظن بمن يذكر هذه الكلمة فى معرض التشكيك فى السيرة؟ هل جهل ما ذكرناه فقالها، ويكون حينئذٍ معذوراً بالجهل، أم رآه واطلع عليه ولكنه لم يذكره تدليساً على السامعين، لتشكيكهم فى تراثهم، وتاريخهم، وسيرة نبيهم، صلى الله عليه وسلم؟!

ليس لنا أن ننقب عن النية الكامنة وراء ما يقول ويفعل، ولكن يعنينا أن نبين لمن سمع ذلك الكلام أن قائله إما أن يكون معذوراً بالجهل أو متهماً بالكذب، وهل تؤخذ المعرفة عن أحد هذين؟!

مقالات مشابهة

  • أبو ردينة: الأمن والاستقرار لن يتحققا بسيوف نتنياهو
  • ياسر العطا: الهجوم الذي استهدف البرهان في جبيت زاد من قوة وصلابة القوات المسلحة
  • الشيخ ياسر مدين يكتب: التشكيك في السيرة النبوية (7)
  • تعز.. أمسية ثقافية لأبناء المربع الشرقي بمديرية التعزية إحياء لذكرى المولد النبوي
  • فوضى حواس، وقصة (نيم نميري) في عرفات الله
  • "الشعبية": مواصلة الاحتلال جرائمه البشعة تعكس مخططه لإبادة شعبنا
  • السيد القائد: أدعو شعبنا العزيز إلى أن يكون خروجه يوم الغد إن شاء الله خروجًا مليونيًا متميزًا وفاءً لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله
  • السيد القائد: عملياتنا مستمرة والرد على العدوان الصهيوني قادم ولن نخذل الشعب الفلسطيني ما دُمنا أحياء (فيديو)
  • داعياً إلى الخروج المليون يوم غد.. السيد القائد: نحن مستمرون في إسناد غزة والرد قادم ولن نخذل الشعب الفلسطيني ما دام فينا عِرقٌ ينبض
  • باقر زاده زار تجمع العلماء المسلمين: لمواجهة مخطط لاثارة الفتن