«دمي طوفان.. فلا تركب الفلك»
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
اشحذ حروفكَ وارفع الأقلاما
واخلع عن الليلِ الطويلِ ظلاما
ما زال في الكلمات طلقةُ ثائرٍ
ستُعيدُ من تحت القبورِ نِياما
الكونُ، هذا الكونُ فأسٌ أخرسٌ
يترقّبُ الأفواهَ والآكاما
ويُقطِّعُ الأوراقَ من أغصانها
ويُشتتُ الأطيارَ والأحلاما
يا نوحُ هذي الأرض يُغرقُها دمي
(لا عاصمَ اليومَ) القِصاصَ أقاما
لا تركب الفُلك، انتهت أعذارُهمْ
وَأْوي إلى الطوفانِ تلقَ سلاما
واحمل من الزيتون قلبًا أخضرًا
وازرع على قبرِ الشهيد حَماما
يا نوحُ قل للعابرينَ قصيدتي
قد مرّ بالطودِ العظيمِ غُلاما
ما خانَهُ العمرُ القصيرُ كدمعةٍ
فرّت لتروي في الحصارِ يتامى
وجنودُ ربِّ العرشِ تحرسُ خطوَهُ
والمسجدُ الأقصى اصطفاه إماما
كلماتُه في كلِّ شبرٍ مرّهُ
رسمت وجوهَ الغائبينَ خُزامى
واختار أن تبقى الحكايةَ حُرّةً
أرخت على الطرفِ الحزينِ لِثاما
للموتِ سارَ وفي الطريق لقبرهِ
ألقى السلامَ على الحروفِ غَماما
وأجاب سطرًا كان يسألُهُ البقاءَ.
وكان أطلقَ للحِمامِ سِهاما
نحنُ الذين على الصراطِ حياتُنا
نحيا كرامًا أو نموتُ كِراما
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي
مما لا شك فيه أن معركة “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها في السابع من أُكتوبر من عام 2023م قد حقّقت مكتسباتٍ عديدةً على المستوى الفلسطيني والمستوى العربي وكذلك على المستوى الدولي.
فعلى المستوى الفلسطيني أعادت هذه المعركة للمقاومة المسلحة دورَها في الساحة وزخمها الشعبي.
وعلى المستوى العربي تمت عرقلة سير عجلة التطبيع التي كانت قد بدأت منذ التطبيع المصري مع الكيان الصهيوني وتوسعت في فترة ترمب السابقة واستمرت في عهد بايدن، وكانت كثيرٌ من الدول العربية تنتظر أن تلتحق السعوديّة بركب المطبِّعين فيلتحقون بها وكانت على وشك القيام بذلك.
وكذلك كشفت معركة “طوفان الأقصى” حجمَ التغلغل الصهيوني بين النخب السياسية والثقافية العربية والتي كانت تعمل على جَرِّ الأُمَّــة إلى جانب المطبِّعين، فقد كانت تصول وتجول في معظم القنوات العربية الرسمية وفي مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للتطبيع وتقديم العدوّ الصهيوني كحَمَلٍ وديع يحب العرب وعلى العرب أن يتجاوبوا معه، وخلال الحرب انكشف كذبُ وتدليس تلك النخب بعد أن رأى العالم الجرائم الصهيونية في حق سكان غزة، وتم إعادة القضية الفلسطينية إلى أذهان الأُمَّــة العربية والإسلامية.
وأما على المستوى الدولي نجحت معركة “طوفان الأقصى” في التأثير على الرأي العام العالمي من خلال الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل الكثير من المؤثرين العالميين مع القضية الفلسطينية، ومن خلال مواكبة وسائل الإعلام للأحداث في غزة ونقلها لما يجري بشكل مباشر؛ ونتيجةً لتلك التأثيرات خرجت المظاهراتُ في معظم المدن الأُورُوبية والأمريكية؛ دعماً للفلسطينيين في غزة، وتحَرّك طلاب الجامعات الأمريكية والأُورُوبية في مظاهرات واعتصامات وقوفاً مع سكان غزة، واعتبر البعض تلك التحَرُّكات التي استمرت حتى توقفت الحرب بداية لتغيير الرأي العام العالمي نحو القضية الفلسطينية.
ولكن يجب أن نعيَ أن العدوّ الصهيوني -بدعم من أمريكا وأُورُوبا- يعمل منذ عشرات السنيين على تثبيت كيانه في الأراضي العربية الفلسطينية، ولن يسمح للفلسطينيين بالاستفادة من المكاسب التي حقّقتها معركة “طوفان الأقصى”، وسيعمل بكل إمْكَانياته وقدراته الفائقة على إعادة السردية الصهيونية إلى الأذهان؛ ولذلك على الشعوب العربية والإسلامية أن تقفَ إلى جوار المقاومة الفلسطينية للمحافظة على تلك المكاسب وتطويرها بكافة الطرق المتاحة، ولا تنتظر أيَّ تحَرّك من النظام العربي الرسمي الذي يقفُ إلى جانب العدوّ الصهيوني في هذه المرحلة رغم الإهانات التي يتلقاها.