تشتد الاشتباكات الروسية على الأراضي الأوكرانية يوما بعد يوم،  وذكرت القوات الأوكرانية، أن موسكو أطلقت موجة من الطائرات بدون طيار وصواريخ على العديد من المناطق الليلة الماضية، بما في ذلك العاصمة كييف، بجانب تصاعد أمواج الحرب وسط توترات غربية - آسيوية لمساعدة موسكو عسكريا.

 

وذكر سلاح الجو الأوكراني، أنه من بين الطائرات بدون طيار الـ31، التي أطلقتها روسيا، تم اعتراض 19 منها ولم يقدم المزيد من المعلومات حول طبيعة الطائرات بدون طيار، التي أسقطها، وتحدثت كييف عن صد هجمات بطائرات بدون طيار، كما استهدفت صواريخ أيضا المنطقة.

 

وقال عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، صباح أمس السبت، إن انفجارات وقعت بالقرب من المدينة، داعيا الشعب إلى البحث عن مأوى في المخابئ، فيما ذكر الجنرال الأوكراني أولكسندر تارنافسكي، إن القوات الأوكرانية تمكنت من القضاء على 642 من قوات الجيش الروسي في قطاع تافريا، خلال الساعات الـ24 الماضية.

 

وأضاف تارنافسكي، قائد مجموعة القوات العملياتية الاستراتيجية في تافريا- أن تسعة جنود روس استسلموا خلال العمليات القتالية، ووفقا له، في اتجاه تافريا، شن الجيش الروسي 20 غارة جوية و58 غارة بطائرات بدون طيار، وأجرى 1019 اشتباكا قتاليا ونفذ 826 ضربة مدفعية.

 

وتحتفظ قوات الدفاع الأوكرانية بقوة الدفاع في قطاع أفدييفكا، ونفذت القوات الروسية عمليات هجومية فاشلة جنوب شرق نوفوكالينوفي وستيبوفا وأفديفكا وسيفيرن وجنوب تونينكي وبيرفومايسكي ومارينكا ونوفوميخيليفكا وستارومايورسك في منطقة دونيتسك وفي منطقة روبوتين في منطقة زابوروجيا، وأشار إلى أنه تم تدمير ثلاثة مستودعات ذخيرة روسية، ولحقت أضرار بـ37 وحدة أخرى من المعدات العسكرية الروسية.

 

وجهت الولايات المتحدة الأمريكية سهام انتقاداتها إلى دولتي الصين وكوريا الشمالية، وسط مزاعم تقدم بكين وبيونغ يانغ مساعدات لروسيا الاتحادية، وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، إن الحكومة الأمريكية اطلعت على أدلة مساعدة شركات صينية في تدفق معدات تستخدمها روسيا في جهودها في الحرب على أوكرانيا على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، داعية الصين إلى تضييق الخناق على الشركات.

 

وأوضحت المسؤولة الأمريكية، أنها أثارت الموضوع خلال اجتماعات استمرت يومين مع نائب رئيس الحكومة الصينية خه لي فنغ، وعبرت عن قلقها من أن «معدات تفيد الجيش الروسي تراوغ العقوبات وتصل إلى موسكو لمساعدتها في حربها على أوكرانيا».

 

وشددت يلين في مؤتمر صحفي في سان فرانسيسكو، على أن «الشركات لا بد ألّا تقدم دعما ماديا لقطاع الصناعات الدفاعية الروسي وأنها ستواجه عواقب وخيمة إن فعلت ذلك»، مضيفة: «نحن عازمون على فعل كل ما بوسعنا لإيقاف هذا التدفق المادي الذي يساعد روسيا في شن الحرب الأوكرانية».

 

وحذرت من أن أي شركة ستساعد موسكو في جهودها في الحرب قد تواجه عقوبات، مشيرة إلى أن الحكومة الأمريكية فرضت بالفعل عقوبات على عدد من الشركات الخاصة، بما في ذلك بعض الشركات في الصين، التي تساعد روسيا في الحصول على المعدات، بالإضافة إلى بعض المؤسسات المالية التي يُحتمل أنها تساعد في تلك الجهود.

 

وفي ذات السياق، أعرب أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، وكوريا الجنوبية عن مخاوفهما حول تزايد التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا، وهو ما وصفه بلينكن بأنه "طريق باتجاهين" يتضمن تدفق الأسلحة والدعم الفني.

 

ونددت وزارة الخارجية في بيونج يانج، بتعليقات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن علاقات كوريا الشمالية وروسيا، مشيرة إلى أنها تؤجج التوتر السياسي والعسكري في شبه الجزيرة الكورية، كما نددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بالإدعاءات الغربية بوجود شراكة عسكرية "غير قانونية" بين روسيا وكوريا الشمالية، ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة.

 

وقالت زاخاروفا:  «موسكو تنفذ التزاماتها الدولية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بطريقة مسؤولة.. هذا لا يمنعنا من تطوير علاقة صداقة وتعاون تقليدية طويلة الأمد مع جيراننا، بما في ذلك كوريا الشمالية»، واتهمت الولايات المتحدة وأتباعها بانتهاك قواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي، مضيفة، إنهم يزودون نظام كييف بالأسلحة مما يساهم في استمرار إراقة الدماء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بما فی ذلک بدون طیار

إقرأ أيضاً:

"لا تسوية بدون غزة"

 

سعيدة بنت أحمد البرعمية

 

قالها السيِّد حسن نصر الله الذي استشهد مُدافعًا عن أرضه ومؤازرًا لغزة: "لا تسوية بدون غزة"، انفرد بموقفه الشجاع ورفض المُقايضة أو التَّسوية في حرب لبنان دون غزة، وهذا ما لم يُعجب مُشعلي الحرب فلم يكن منهم إلاّ أن يلجأوا لغدرهم المُعتاد، لاشك أنَّ المُصاب جلل والفقد عظيم ولكن الدفاع عن الأوطان ثمنه غال، تشتد الحرب على العرب ضراوة وقسوة، جميعنا نتابع بقلق ما يحدث من الأحداث والتطورات، وبات الحدث وحده ما يُحدد سعادتنا أو حزننا من كثر ما نرى من قسوة الإنسان على الإنسان ومن بيع الأخ لأخيه، ومن حجم التغاضي والمبررات والانبطاح والتفرّج؛ لقد أصبحنا جميعًا في الخندق النفسي للحرب الإجرامية على المستويين الميداني والنفسي ولعب الإعلام دورا كبيرا في ذلك.

هل سيُهزم العرب باستشهاد القادة!

الخلود وحده للفكرة أما الأجساد فمصيرها الفناء، يبدو لي أن هذا ما عجز عن فهمه الكيان الصهيوني؛ فمُخطط حصد رؤوس القادة يتطور تطورًا بالغًا، يظنون أن الحرب ستنتهي بموت القادة، ولكن الفكرة موجودة والمقاومة مدرسة تصنع قادة يؤمنون بضرورة الموت في سبيل الوطن، وأن أرواحهم ترقى للجنان ويبقي خلفهم من يستلم الراية، لهم المجد والخلود ولنا الرحمة فهم الأحياء ونحن الأموات.

انتهج الكيان نهج إبادة القادة ويلوحون بضرورة الإقدام على الحرب الشاملة، وهل عمليات الاجتياح البري نجحت  في غزة حتى تنجح في لبنان، أم أن النصر المفقود في غزة سيتحقق في لبنان؟!

يبدو أنَّ نتنياهو لم يعد يجد طريقة يلهي بها غضب شعبه المتشرذم والتفكك الداخلي والانقسامات في كيانه والتهجير من مدن الشمال سوى البحث عن نصر خارج غزة، وهذا ما يُحاول صنعه في لبنان من خلال الاغتيالات البشعة؛ ظاناً أنه يُحقق أهدافا فيمتص قليلاً ما يضمره له الداخل الإسرائيلي، وهذا التفكير ليس بغريب على مجرم حرب يسعى لسفك المزيد من الدماء ليواري إجرامه خلف أيّ نقطة يسجلها وإن كانت خارج غزة، وبالفعل استطاع الكيان تسجيل نقطة خارج غزة باغتيال مجموعة من القادة، الأمر الذي فشل بتسجيله في غزة، وإذا فكرنا ملياً بالأمر نرى أنَّ أكثر القادة الذين استطاع الكيان اغتيالهم هم من حزب الله؛ الأمر الذي يرجح أحد الأمرين، إما فشل استخبارات الكيان في غزة ونجاحها خارج غزة سواء في لبنان أو إيران، أو وجود خلايا للخيانة في صفوف حزب الله، في المُقابل فشل الكيان فشلاً ذريعاً في الوصول للسنوار بالرغم من كل الإغراءات والمكافآت التي وضعها لمن يأتي عنه بخبر.

هذا يُشير إلى أنَّ صمام الأمان للقسام على مستوى عالٍ من الأمان ووحدة صفوف الغزاويين على الهدف والفداء بالرغم من قلة الإمكانيات الحربية لديهم، فقد استطاع الكيان اغتيال السيد حسن نصر الله في غضون هذه المدة القصيرة وفشل مرارا في اغتيال السنوار على مدى ما يقارب العام، ممّا يُشير إلى أنَّ الحرب في غزة كانت ولا تزال الأصعب على الكيان والتي أرهقته ومازالت ترهقه وتظل سلاسل الإجرام فيها وإجراءات التطهير العرقي فيها وصمة عار تلاحقه مهما حاولوا تسجيل نقاط نصر وقوة خارج غزة.

يأتي الآن الكيان الصهيوني ويصرّح بأنّ عملية الاغتيال للسيد نصر الله تمت وفق استخبارات الموساد الدقيقة جدًا والمعتمدة على التكنولوجيا في تتبعها وجمعها المعلوماتي؛ ليُعيد إلى الأذهان هيبة وعظمة الموساد التي أبادها السابع من أكتوبر من أذهان شعوب العالم، وليداري من جانب الخونة الذين يتاجرون معهم بالقيادات العربية المجاهدة، ولا عجب أن يعود الصهاينة للمحاولة مرارا بالتلاعب علينا بالمزيد من الأكاذيب لنهاب موسادهم وقوتهم كالسابق.

لكن ما يُثير في رأسي التساؤل: أين قوتهم التي لا تُقهر واستخباراتهم الدقيقة في العثور على قادة السنوار ورجاله، وأين استخباراتهم عن الصاروخ اليمني المُتزامن مع وصول نتنهم من واشنطن في مطار بنغوريون!

 

برأيي، هذه الحرب التي استنزفت راحتنا وأكلت تفكيرنا منذ أحد عشر شهرًا، فتحت باب جهنم على الصهاينة ونهايتهم باتت قريبة خاصة بعد تصعيدهم الأخير في لبنان واغتيال مجموعة من القادة؛ فغزة باقية وقادتها باقون يقودون الحرب، وحزب الله باقٍ ولديه بدل القائد قادة.

لقد أذاق العرب الصهانية لأول مرة مذاق التهجير والخوف والقلق والاضطراب ومختلف الإعاقات النفسية والجسدية والفرار للخارج ودخلوا في متاهة الجنون والموت على حد السواء، ومازال "العود في الطبل" على قول المثل الشعبي، لا أستطيع التكهن بالقادم ولكن حتماً سيرد حزب الله وسيكون الرد قاسياً على العمق الإسرائيلي والشمال، وربما الأيام القادمة تسوق إليهم مجددا سيف صلاح الدين بيد قادة آخرين.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أوبر توصل الطلبات بطائرات بدون طيار
  • روسيا: السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط فشل ذريع
  • "لا تسوية بدون غزة"
  • مقتل ستة أشخاص في قصف روسي استهدف سوقا شعبية في خيرسون الأوكرانية
  • أوكرانيا تستهدف إنتاج 1.5 مليون طائرة بدون طيار بحلول نهاية 2023
  • شركة في سدير تصنع طائرات بدون طيار بتقنيات عالية.. فيديو
  • الجيش الأميركي يعترف بسقوط طائرة بدون طيار من طراز MQ-9 في اليمن
  • قتلى الحرب الأوكرانية.. جمهوريات روسيا الإسلامية تدفع ثمنا باهظا
  • «الدفاع الأمريكية»: سنرسل آلاف الجنود إلى الشرق الأوسط لمساعدة إسرائيل
  • في يوم التوحيد.. ماذا قال بوتين عن الحرب الأوكرانية؟