نيويورك تايمز: حياة جديدة للكوفية الفلسطينية بعد حرب غزة
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
منذ بداية حرب إسرائيل على غزة وخروج المظاهرات عالميا لدعم المدنيين في القطاع، دأب المتضامنون مع ضحايا مجازر إسرائيل على تشجيع غيرهم من الجنسيات الأخرى على تقبّل الكوفية الفلسطينية، بوصفها رمزا للوحدة، وارتدائها لإظهار تضامنهم مع الضحايا.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مجموعة متنوعة من الذين شاركوا مؤخرا في مسيرة من أجل غزة في منطقة مانهاتن السفلى (وسط مدينة نيويورك) كانت ترتدي الكوفية رافعة العلم الفلسطيني.
ونقلت عن مواطن فيتنامي يقيم في مقاطعة كوينز بنيويورك، يُدعى بينه لي (33 عاما)، كان يرتدي الكوفية ذات اللونين الأبيض والأسود حول رقبته أن صديقته الفلسطينية هي التي منحتها له لارتدائها.
الكوفية للجميع
وكذلك اعتمرت إيفانا رودريغز روخاس (24 عاما)، التي تعيش في مانهاتن، كوفية فلسطينية في أثناء المسيرة.
وقالت إنها لم تكن تدري أن الفلسطينيين يشجعون غيرهم على ارتداء الوشاح الشهير إلى أن اطلعت على مدونة نشرتها مؤخرا صديقتها الفلسطينية فاطمة صالح عبر منصة إكس (تويتر سابقا).
وكتبت فاطمة (38 عاما) -التي تعيش في إدمونتون بكندا- في مدونتها أن "أي شخص يمكنه ارتداء الكوفية"، وأن "تضامنكم معنا يعني كل شيء بالنسبة لنا".
وذكرت -في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز- أنها أعطت الكوفية لبعض أصدقائها الذين تحدثوا بصراحة عن دعمهم للفلسطينيين، وأنها تعرف فلسطينيين آخرين فعلوا الشيء نفسه.
تقدير
ورغم أن منشور فاطمة عبر منصة إكس كان يهدف إلى تشجيع ارتداء الكوفية من باب إظهار للتضامن، فإنها قالت إن هناك خيطا رفيعا يفصل بين التقدير والاستيلاء الثقافي.
والاستيلاء الثقافي أو الاستحواذ الثقافي هو مصطلح يعني -حسب تعريف قاموس كامبردج- "أخذ أو استخدام أشياء من ثقافة ليست من ثقافة المستخدم".
من ناحيته، يقول تيد سويدنبيرغ، أستاذ الأنثروبولوجيا الفخري بجامعة أركنساس، الذي درس الكوفية لمدة 40 عاما، إن الوشاح استخدمه الفلسطينيون الريفيون والبدو للحماية من حروق الشمس والغبار والرمل، والكوفية الفلسطينية وشاح أبيض وأسود يُرتدى عادة حول الرقبة أو مع العقال على الرأس.
رمز لفلسطين
وأضاف سويدنبيرغ أن الكوفية الفلسطينية أصبحت مرتبطة بالقومية الفلسطينية خلال الثورة العربية ضد الحكم البريطاني بين عامي 1936 و1939.
وحسب الصحيفة الأميركية، فإن ظهور الكوفية في النزاعات المسلحة والاشتباكات العنيفة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية جعل من الوشاح ثوبا مثيرا للاستقطاب، وتابعت أن ألمانيا حظرت الشهر الماضي المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، وسُمح للمدارس في برلين بحظر ارتداء الكوفية.
وشهدت شركة الحرباوي، التي تُصنع الكوفية في الضفة الغربية، مؤخرا زيادة في الطلب على منتجاتها، لم تشهد مثيلا لها في تاريخها، على حد تعبير مديرها نائل القصيص، الذي كشف عن أنهم باعوا أكثر من 18 ألف كوفية خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
دراسة: المغاربة يدعمون ارتداء الحجاب في الأماكن العامة
كشفت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية تحت عنوان « النساء، الفضاء العام والحريات الفردية! » عن اتجاه قوي لدى المغاربة نحو دعم ارتداء المرأة للحجاب في الأماكن العامة، حيث عبر أكثر من 66.8 في المائة من المشاركين عن تأييدهم لهذه الممارسة.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا الدعم ينبع من اعتبارات دينية وأخلاقية، بالإضافة إلى رؤية الحجاب كرمز للستر والوقار، ويزداد هذا الدعم كلما كان المستوى التعليمي أعلى.
في المقابل، أظهرت نتائج البحث أن غالبية أفراد العينة (71.68 في المائة) ينظرون إلى ممارسة المرأة لحرياتها الفردية كحق في الاختيار والاستقلالية الفردية وعدم التدخل في الحياة الشخصية، بينما رأى أقل من 14في المائة أنها فوضى وانفلات.
وفيما يتعلق بتحسين وضعية المرأة، تبين أن 45.1 في المائة من المشاركين يفضلون تطبيق مبادئ الشريعة ومنظومة حقوق الإنسان معًا، وهو ما اعتبرته الدراسة موقفًا وسطيًا قد يشير إلى انفتاح المجتمع على المفاهيم الحقوقية الحديثة، ولكنه لا يخلو من الغموض. بينما أيد 33.2 في المائة تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية وحدها، ورأى 14.98 في المائة فقط أن تطبيق مبادئ حقوق الإنسان حصريًا هو الأفضل.
إلى ذلك، أكدت الدراسة على أهمية مراعاة الخصوصيات المحلية للمجتمع المغربي، من عادات وتقاليد وأعراف وشريعة، عند التعامل مع حرية المرأة وفقا لمبادئ حقوق الإنسان الكونية، حيث وافق على هذا الطرح 86.79 في المائة من العينة.
واستندت الدراسة إلى عينة تمثيلية شملت 1528 مشاركا ومشاركة من مختلف جهات المغرب، مع مراعاة التوزيع حسب الجنس والفئات العمرية ومحل الإقامة. وتعد هذه الدراسة الثالثة من نوعها التي تجريها المؤسسة حول تمثلات وممارسات المغاربة تجاه الحريات الفردية.
كلمات دلالية الحجاب المغرب دراسة