وجهت وزارة الداخلية في قطاع غزة ، نداء إلى زعماء العالم العربي والإسلامي بسرعة التحرك الفوري لاتخاذ إجراءات عملية من شأنها الضغط على الاحتلال والولايات المتحدة الأميركية.

وناشدت وزارة الداخلية ، زعماء العالم العربي والإسلامي الخروج من مربع توصيف الواقع الكارثي إلى مربع اتخاذ القرار.

وانطلقت اليوم السبت، في مدينة الرياض، أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، لبحث وقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.

وهذه القمة تقرر عقدها بشكلٍ استثنائي في الرياض، عوضًا عن "القمة العربية غير العادية" و"القمة الإسلامية الاستثنائية" اللتان كانتا من المُقرر أن تُعقدا في التاريخ نفسه، استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، وأسفر عن استشهاد 11 ألف فلسطيني، جراء الغارات المتواصلة والاجتياح البري، إلى جانب ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين واستهداف المنشآت الصحية، والمستشفيات والمباني الأممية التي نزح إليها الفلسطينيين.

وكانت المقاومة الفلسطينية، أطلقت عملية “طوفان الأقصي” فجر 7 أكتوبر 2023 ضد مستوطنات غلاف غزة، وأسفرت عن مقتل 1400 إسرائيلي وأسر حوالي 250 آخرين.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

العالم العربي متوحد رغم أنفه

تفرض حقائق التاريخ وعوامل الجغرافيا التزامات على الدول لا مفر منها، فترغمها على إبرام تحالفات ومعاهدات وتربطها بجوارها الطبيعي والسياسي بشكل لا فكاك منه. هذه حقائق قبل أن تكون جزءا من أية أيدلوجية سياسية، وهذه الحقائق تتجلى عندما تصل حالة الخطر المحدق بالأوطان إلى مرحلة لا فكاك منها؛ مثلما حدث خلال الأيام الماضية بعد تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد عن تهجير أهل غزة لمصر والأردن.

يمكن قول كثير من الأمور حول المصير المشترك لدول العالم العربي، ولكن يكفي موقف واحد كاشف ليظهر هذه الحقيقة بشكل لا مراء فيها. وهذه المرة جاءت الصرخة من الأنظمة وليس من الشعوب، فهذه الأخيرة خرجت من المعادلة الحسابية للتأثير خلال العام ونصف العام الماضي منذ اندلاع طوفان الأقصى، ووجدت الحكومات العربية نفسها أمام تهديد وجودي يستهدف شرعيتها ووجودها من قبل سيد البيت الأبيض الجديد، فكانت صيحة نداء للتوحد على أمر جامع يواجهون فيه ما يجري.

هذه المرة جاءت الصرخة من الأنظمة وليس من الشعوب، فهذه الأخيرة خرجت من المعادلة الحسابية للتأثير خلال العام ونصف العام الماضي منذ اندلاع طوفان الأقصى، ووجدت الحكومات العربية نفسها أمام تهديد وجودي يستهدف شرعيتها ووجودها من قبل سيد البيت الأبيض الجديد، فكانت صيحة نداء للتوحد على أمر جامع يواجهون فيه ما يجري
صيحة التنادي تلك شعارها كان الأفكار الجديدة والبديل لما يطرحه ترامب، وأنَّى للأفكار أن تأتي بعد موجات من التصحر الذي مارسته هذه الحكومات على رصيدها الاستراتيجي من الرأي العام؛ الذي كان سينفعها في يوم مثل هذا لتحتمي به في أتون هذه العاصفة الأمريكية الهوجاء. ولهذا غاصت أيدي الباحثين عن وجوه لها بعض التاريخ الدبلوماسي والعمل الفكري ولم تجد إعلاميا غير اثنين من المسئولين المصريين السابقين؛ الأمين العام السابق للجامعة العربية ووزير الخارجية المصري السابق عمرو موسى، والدكتور مصطفى الفقي، السفير السابق والمسئول السابق في رئاسة الجمهورية المصرية.

وكلا الرجلين لا ينتمي للفكر الناصري وحسب بل وللتنظيم الطليعي الذي تأسس في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، هذا الذي عفا على عهده وعهد أشياعه من الحكومات العربية الزمن، لكن البحث عن أصوات تتحدث عن الإطار العربي الجامع لم يسفر سوى عن هذه الأسماء.

إن من يتابع البيانات الصادرة عن وزارتي الخارجية المصرية والسعودية يكاد يظن أن كلا البلدين قد انضما فجأة إلى محور المقاومة، وأن العصر الذي نعيش فيه ليس 2025 وإنما الستينات من القرن العشرين؛ تصعيد في اللهجة الدبلوماسية تجاه إسرائيل واستنفار وطني وتضامن بلغة غير مسبوقة في المدى الزمني الذي يعود إلى عقود مضت. حتى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع الذي انتهج سياسية عدم فتح أية ملفات خارجية حساسة، العالم العربي يعيد اكتشاف نفسه ويعيد اكتشاف أن قضية فلسطين هي قضيته المركزية، وأنها تتماس مع مصائر العرب من المحيط إلى الخليج بحسابات المصالح والمنافع والماضر قبل حسابات النخوة والنصرة والشهامة والديناضطر لأن يعبر عن رفضه لتصريحات الرئيس الأمريكي. فما الذي يجري؟ هل هي زوبعة دبلوماسية وإعلامية أم تحول كبير؟

الظاهر أن العالم العربي يعيد اكتشاف نفسه ويعيد اكتشاف أن قضية فلسطين هي قضيته المركزية، وأنها تتماس مع مصائر العرب من المحيط إلى الخليج بحسابات المصالح والمنافع والماضر قبل حسابات النخوة والنصرة والشهامة والدين، وأن محاولات الانعزال الفردي للدول للبحث عن مصالحها قصيرة الأجل ليست سياسية ناجعة ما تلبث أن تتهاوى أمام التحديات الكبرى.

مظاهر سيمفونية العزف الدبلوماسي العربي المشترك التي لونت مشاهد الأخبار في الأيام الماضية مرشحة للتكرار بأساليب وأشكال أخرى خلال الأيام القادمة، قبل انعقاد القمة الخماسية في العاصمة السعودية الرياض في العشرين من شهر شباط/ فبراير 2025 الحالي، وهي القمة المصغرة التي تسبق القمة العربية المقرر إجراؤها في نهاية الشهر الحالي نفسه. ورغم أنني لست ممن يعولون كثيرا على قرارات القمم العربية، لكني لست ممن يهملون هذه اللقاءات في اللحظات التاريخية المفصلية التي نمر بها؛ لسبب بسيط أنها تكشف عن كثير مما لا يقال.

x.com/HanyBeshr

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تناشد «المجتمع الدولي» للتدخل.. السودان يواجه أكبر أزمة «نزوح ومجاعة» في العالم
  • العالم العربي متوحد رغم أنفه
  • داخلية غزة: شهيدان من عناصر الشرطة بقصف إسرائيلي استهدفهم في رفح
  • مصدر مطلع:المشاريع التي تفتح هي أصلاً مشاريع قديمة والفساد هو القرار السياسي
  • إعلام عبري: نتنياهو يعقد مجلسا حكوميا في أقرب وقت لاتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية
  • الشرع يزور مدينة إدلب في أول زيارة داخلية
  • العامري يدعو قرينه السوداني بعدم دعوة الشرع لحضور مؤتمر القمة العربي في بغداد
  • نيابة عن الرئيس السيسي.. مدبولي يشارك في أعمال القمة العادية الـ38 للاتحاد الأفريقي
  • وزير الطيران يشارك في القمة العالمية للحكومات في دبي
  • خبراء أردنيون: القمة العربية التي دعت لها مصر رسالة للعالم بوحدة الصف العربي ضد التهجير