يعاني الاقتصاد المصري من أزمة نقص العملة الصعبة وضغوط تضخمية بالغة القسوة ناتجة عن رفع تكلفة التمويل وصعوبة الوصول إلى أسواق المال الدولية، وعجز في الموازنة متوقع أن يرتفع حسب تقديرات صندوق النقد الدولي إلى 10.7% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام المالي الحالي، من 6.4% في العام المالي الماضي، وسيكون هذا أكبر عجز في الموازنة كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي منذ العام المالي 2015 إلى 2016.

قال الخبير الاقتصادي والسياسي علاء عوض، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للإستثمارات المالية، إن الفجوة التمويلية التي شهدها الإقتصاد المصري والتي تقدر بنحو 8 مليار دولار، والأقساط وخدمة الديون التي تقدر بنحو 28 مليار دولارً، جاءت حرب غزة لتمثل تحدي جديد على المدى القصير، وخاصة في مجالات السياحة التي شهدت نمو جيد هذا العام في عدد السياح والذي قدر بنحو 13 مليون سائح بينهم ما يزيد عن ٧٠٠ ألف سائح إسرائيلى.

وأضاف عوض، أن من المؤكد ان الايراد القياسي والبالغ بنحو 13.63 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في يونيو 2023، شهد ارتفاعًا يقدر بنحو 10.75 مليار دولارً في العام السابق، مضيفاً أنه سوف يؤثر بالسلب على خلفية حرب غزة في الوجهات السياحية على سيناء مثل طابا ونويبع ودهب وشرم الشيخ، حيث ان الوفود السياحية سوف تتراجع بنسبة كبيرة إلى هذه المناطق، ولاشك انها تتمثل نسبة كبير من الايراد السياحي المصري.

 

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن الحكومة المصرية لابد أن تقوم بترشيح وجهات سياحية أخرى علي طول مدن جنوب البحر الأحمر الساحلية وفتح حوار مفتوح مع شركات السياحة التي قامت بالغاء حجوزات طابا وشرم الشيخ ودهب، مشيرًا على أن ليس قطاع السياحة الوحيد الذي تأثر بالسلب بسبب هذه الحرب فقط فهناك أيضا قطاع الطاقة.

 

وأكد على أن، القاهرة تستورد نحو سبعة مليارات قدم مكعب سنويا من الغاز الطبيعي من حقلي تمار وليفياثان الإسرائليين، الأمر الذي يساعد في تلبية حجم الطلب المحلي واحتياجات محطات التسييل المصرية وإعادة تصديرها إلى أوروبا، مؤكدًا أن بسبب تعثر هذه الواردات التي سببتها الحرب لن تسطيع مصر الوفاء بالتزماتها التصدرية لأوروبا هذا الشتاء.

 

مشروع خط أنابيب إيلات عسقلان

حيث أن إغلاق منصة تمار الإسرائيلية للغاز، الامر الذي أدّى إلى خفض واردات مصر من الغاز من 800 مليون قدم مكعّبة يوميًا إلى 650 مليون قدم مكعّب يوميًا، تضخهم مصر في السوق المحلي.

 

وتابع علاء عوض، أن من أهم أسباب ازمة الحرب على غزة، إن الثمانية مليار دولار، في حال قيام مصر بترشيد الاستهلاك بشكل غاية في القسوة سيصل بالكاد الى 3 مليار دولارً وتعطل امدادات الغاز الإسرائيلية، متابعًا أن الإنخفاض المتوقع لإيراد السياحة والغاز قد يرفع عجز الموازنة ويؤدي الي اتساع الفجوة التمويلية.

 

واستكمل الخبير الاقتصادي، ان هذه العوامل السلبية تاتي في اعتبارات الحكومة ومن يدير الملف الاقتصادي للعمل على معالجتها خاصة ان الطريقة الوحشية التي تنفذها إسرائيل في حرب غزة ستولد ضغط اخر سلبي على مؤشر الإستهلاك المصري، فهناك أكثر من 2 مليون فلسطيني ليس لديهم بديل في ظل حصار إسرائيل لغزة سوى السوق المصري الذي يعاني من قبل أزمة غزة سواء في الغذاء او الدواء او مستلزمات الإنتاج، فـلا شك ان الطلب المفاجئ من أهالي قطاع غزة سيولد مزيد من الارتفاع والتضخم في أسعار السلع.

 

ونوه عوض، على أن تلك الحرب القائمة الآن بين المقاومة الفلسطينية وقوات الإحتلال الإسرائيلي، لها دور وقائي هام لقناة السويس ودورًا محوريًا في الإقتصاد المصري، منوهًا أن هذه الحرب أصابت فكرة ممر بايدن بالشلل التام وأصبحت المواني التجارية مثل "عسقلان واشدود وايلات" محور هذا المشروع خارج الخدمة بفعل صواريخ المقاومة، مما أدى إلى ان الطريق البديل لقناة السويس غير آمن الاستخدام. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قناة السويس إيلات عسقلان حرب غزة الحكومة المصرية شرم الشيخ ملیار دولار حرب غزة

إقرأ أيضاً:

انحسار موجة صعود الذهب مع تحول التركيز صوب البيانات الاقتصادية الأمريكية

تراجع الذهب اليوم الأربعاء، لتتوقف موجة صعوده بعد ارتفاعه في الجلسة السابقة على خلفية تصاعد حدة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، في حين يترقب المتعاملون مزيدا من المؤشرات على مسار أسعار الفائدة الأمريكية.

 

وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 2650.89 دولار للأونصة خلال التعاملات، بعدما صعد أكثر من 1% أمس الثلاثاء في أعقاب شن إيران هجمات صاروخية على إسرائيل.

وانخفضت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.7% إلى 2672 دولارا.

وكان ارتفاع الدولار من العوامل التي نالت من ارتفاع المعدن الأصفر، إذ إنه من الملاذات الآمنة شأنه شأن الذهب.

وقال كارلو ألبرتو دي كاسا محلل الأسواق لدى كينسيز موني: "يتعرض الذهب لبعض الضغوط في الأجل القريب بسبب صعود الدولار، لكن الأوضاع لا تزال مواتية للذهب بقوة".

وما زال الذهب غير بعيد عن المستويات المرتفعة التي سجلها في الآونة الأخيرة على خلفية المخاوف من مزيد اشتعال الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك الرد الانتقامي من جانب إسرائيل.

وكان ارتفاع الذهب 28% منذ بداية العام مدفوعا بعوامل منها تيسير السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، ما يعزز الإقبال نسبيا على الذهب الذي لا يدر عائدا.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.1% إلى 31.44 دولار.

وقال بنك ساكسو في مذكرة: "بدعم من استقرار قطاع المعادن الصناعية، قد يكون أداء الفضة أفضل مقارنة بالذهب، خاصة بالنظر إلى كونها أرخص نسبيا، وهو ما قد يجعلها تتجه صوب مستوى 40 دولارا العام المقبل".

وصعد البلاتين 0.8% إلى 993.87 دولار، وزاد البلاديوم 1.2% إلى 1006.51 دولار.

مقالات مشابهة

  • مسؤول إيطالي يكشف العواقب الاقتصادية للهجمات الإسرائيلية
  • النفط يقفز مع توقعات باتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط
  • ما هي خسائر فلسطين وإسرائيل الاقتصادية بعد عام على حرب غزة؟
  • انحسار موجة صعود الذهب مع تحول التركيز صوب البيانات الاقتصادية الأمريكية
  • رئيس الوزراء: تصاعد التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة يفرض ظرفًا استثنائيًا يلقي بظلال تأثيراته على الأوضاع الاقتصادية لبلدان المنطقة
  • الهجوم الإيراني يرفع أسعار النفط بنحو 3%
  • حكومة السوداني:رغم العجز المالي ومديونية العراق التي تجاوت (90) مليار دولار لكننا سنعمر الجنوب اللبناني ونستمر في دعم حزب الله اللباني
  • الدفاعات اليمنية تسقط الطائرة الأمريكية رقم 15 والعدو يعترف بتكبده خسائر بنحو نصف مليار دولار
  • اسعار النفط ترتفع وبرنت يسجل 72.14 دولار للبرميل
  • "نماء" تعتزم طرح صكوك بنحو 500 مليون دولار