COP28.. كل ما تودون معرفته عن أكبر مؤتمر للمناخ تستضيفه الإمارات
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
تعد ظاهرة تغير المناخ أزمة عالمية مُلحّة تتجاوز الحدود الوطنية، وتتطلب تعاوناً دولياً وتضافر جهود الجميع بما في ذلك جميع الأفراد من جميع الأعمار والتخصصات والدول.
ومع اقتراب موعد استضافة دولة الإمارات لــ COP28 بعد أسابيع قليلة.. إليكم دليل شامل يجيب على جميع أسئلة المتابعين حول أهم مؤتمرات المناخ العام الجاري ومؤتمر الأطراف بوجة عام إذا ما كنتم تفكرون في المشاركة والحضور، أو تسعون إلى فهم كيفية المشاركة.
هو هيئة اتخاذ القرار الرئيسية في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، يجمع الأطراف الـ 198 التي وقعت على الاتفاقية، (197 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي) والمفاوضين التابعين لهم، وينعقد سنوياً منذ عام 1995، وتستضيف دولة الإمارات دورته الثامنة والعشرين.
عُقدت الدورة الأولى لمؤتمر الأطراف (COP) في برلين بألمانيا، في مارس (آذار) عام 1995، ويقع المقر الرئيسي للأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في بون.
ما أهمية مؤتمر الأطراف؟مؤتمرات الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ مؤتمرات تُعقد سنوياً تحت رعاية الأمانة العامة للاتفاقية، وهي مكان الاجتماع الرسمي للتفاوض والاتفاق على كيفية معالجة تغير المناخ، وخفض الانبعاثات، والحد من الاحتباس الحراري.
ومن المهام الأساسية لمؤتمرات الأطراف فحص التقارير الوطنية والبيانات الخاصة بالانبعاثات المقدمة من الدول المشاركة، والتي توفر معلومات أساسية عن إجراءات كل دولة، والتقدم الذي أحرزته نحو تحقيق الأهداف الشاملة للاتفاقية.
كيف يتم التناوب على رئاسة مؤتمر الأطراف؟ يجتمع مؤتمر الأطراف كل عام ما لم تقرر الأطراف غير ذلك، وتتناوب مناطق الأمم المتحدة الخمس المعترف بها ( أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وأوروبا الوسطى والشرقية، وأوروبا الغربية ) على تولي رئاسة المؤتمر، ويضمن هذا التناوب إتاحة الفرصة لمختلف أنحاء العالم لاستضافة المؤتمر، وإثبات الالتزام بمعالجة تحديات المناخ، ويُعقد المؤتمر هذا العام في دولة الإمارات. ما هو مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات؟ يُعقد COP28 في الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) في مدينة إكسبو دبي، وسيكون محطة حاسمة، تتحد فيها جهود العالم حول العمل المناخي الفعّال وتقديم الحلول ما يتطلب التعاون بين المجتمع المدني والحكومات والصناعات وجميع قطاعات الاقتصاد. من يمكنه المشاركة في COP28؟يُعد COP28 أحد أكبر وأهم التجمعات الدولية في عام 2023، ويحظى بمتابعة واهتمام الكثيرين من كافة أنحاء العالم.
وبوصفه أكبر عملية لصنع القرار في العالم بشأن قضايا المناخ، فمن المتوقع أن يشارك فيه أكثر من 70,000 شخص، بمن فيهم رؤساء دول، لبناء توافق في الآراء، وإحراز تقدم ملموس في العملية التفاوضية بين الأطراف والوفود، وآلاف المنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص والشركات والشباب والجهات المعنية، وغيرهم.
ما هي اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ؟الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ هي الكيان التابع للأمم المتحدة المكلف بدعم الاستجابة العالمية لخطر تغير المناخ.
أُنشئت الأمانة في عام 1992 عندما اعتمدت الدول اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وكان المقر الأصلي للأمانة في العاصمة السويسرية جنيف، انتقل بعدها إلى مدينة بون الألمانية منذ عام 1996.
وركّزت الأمانة في البداية على تيسير المفاوضات الحكومية الدولية بشأن تغير المناخ، لكنها تؤدي اليوم دوراً بالغ الأهمية في دعم مختلف الهيئات لتنفيذ أهداف الاتفاقية، وبروتوكول كيوتو، واتفاق باريس، ويشمل هذا الدعم تقديم الخبرة الفنية، وتحليل البيانات الخاصة بتغير المناخ التي تقدمها الأطراف، والمساعدة على تنفيذ آليات بروتوكول كيوتو، والاحتفاظ بسجل المساهمات المحددة وطنياً الذي أنشئ بموجب اتفاق باريس.
وتتولى الأمانة أيضاً تنظيم ودعم جلسات تفاوضية متعددة كل عام، بما يشمل مؤتمرات الأطراف.
ماذا حدث منذ بدء مؤتمرات الأطراف؟في 11 ديسمبر 1997، في مؤتمر الأطراف الثلاثة في مدينة كيوتو اليابانية، تعهدت الدول المتقدمة بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة وخفضها، وتُعرف هذه المعاهدة باسم بروتوكول كيوتو، وهي اتفاق ملزم قانوناً بدأ سريانه في عام 2005، ووقّع عليه 192 طرفاً، وهو محطة تاريخية في مكافحة تغير المناخ.
ما هو اتفاق باريس؟اتفاق باريس لعام 2015، تم اعتماده في مؤتمر الأطراف COP21، هو من أبرز محطات العمل المناخي متعدد الأطراف الذي تقوده الأمم المتحدة، بهدف حشد الجهد الجماعي للأطراف للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية بحلول عام 2100، والعمل على التكيف مع التداعيات القائمة بالفعل لتغير المناخ.
ويدعو الاتفاق الدول إلى مراجعة التزاماتها كل خمس سنوات، وتوفير التمويل اللازم للدول النامية لمساعدتها على التخفيف من تداعيات تغير المناخ ودعم قدرتها على التكيف معها، وتعزيز المرونة المناخية.
ما أهمية الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية؟
من المتوقع أن تزداد وتيرة وشدة الظواهر المناخية في السنوات القادمة، ما لم نتخذ إجراءات حاسمة للحد من ارتفاع درجات الحرارة عالمياً.
لكن ما مدى أهمية هذا الهدف؟اتفق العلماء على ضرورة تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، لأن تحقيق هذا الهدف أمر حاسم للحد من تزايد تدهور المناخ، وتجنب تداعياته المدمرة، بعبارة أخرى، لا ينبغي لمتوسط درجة الحرارة في العالم أن يتجاوز 1.5 درجة مئوية (أي ما يعادل 2.7 درجة فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعة، وذلك لضمان مستقبل آمن ومستدام.
ما هي الحصيلة العالمية؟الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف باريس، المشار إليها في المادة 14 من اتفاق باريس، هي عملية منهجية تضم الدول والجهات المعنية لتقييم التقدم الجماعي الذي أحرزته في تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.
تتضمن الحصيلة مراجعة شاملة لجميع الجوانب المتعلقة بالعمل المناخي العالمي وسبل دعمه، ما يتيح تحديد أوجه القصور، وكيفية توحيد الجهود لإيجاد حلول عملية وفعالة، سواء في المستقبل القريب أو بعد عام 2030.
كيف دعمت دولة الإمارات عملية مؤتمر الأطراف؟التزمت دولة الإمارات بدعم جهود العمل المناخي العالمي منذ تأسيسها عام 1971، من خلال التصديق على كل من بروتوكول كيوتو واتفاق باريس.
وبحكم الطبيعة المناخية القاسية في دولة الإمارات من حيث الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وندرة المياه، فإنها تنظر إلى التغير المناخي بوصفه تحدياً نحتاج إلى مواجهته عبر تضافر الجهود والتعاون مع المجتمع الدولي.
وحضر رئيس COP28 الدكتور سلطان بن أحمد الجابر أحد عشر مؤتمراً سابقاً للأطراف، وبتكليف من القيادة في الإمارات، ترأسه وفد الدولة في مؤتمر COP21 الذي عقد في باريس عام 2015.
وباعتبارها دولة رائدة إقليمياً في قطاعي الطاقة والاستدامة، نجحت الإمارات في تنمية وتنويع اقتصادها، وخلق قطاعات وفرص عمل ومهارات جديدة لأجيال المستقبل، والتوصل إلى حلول واقعية وعملية لتحد عالمي تنعكس آثاره السلبية على العالم كله.
كيف سيتم تنظيم COP28؟تقام فعاليات مؤتمرات الأطراف في منطقتين هما: المنطقة الزرقاء والمنطقة الخضراء
ما هي المنطقة الزرقاء؟هي منطقة تخضع لإدارة الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ويتاح دخولها لكافة الأطراف في الاتفاقية، والوفود التي تحمل صفة مراقب معتمَد.
ويوجد نظام تسجيل إلكتروني للحصول على الاعتماد اللازم لدخولها من قِبل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
المنطقة الزرقاء مخصصة فقط لقادة العالم والمعتمَدين من ممثلي الأطراف في الاتفاقية (وعددهم 198 طرفاً)، وموظفي الأمم المتحدة، والمنظمات الحكومية الدولية، والمنظمات غير الحكومية، والإعلاميين.
ولا يوجد حد أقصى لعدد ممثلي الأطراف المعتمدين، ومع ذلك، تحدد اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ حصة محددة لعدد المراقبين المعتمدين.
وتستضيف المنطقة المفاوضات الرسمية على مدار أسبوعَيْ المؤتمر، بالإضافة إلى القمة العالمية للعمل المناخي، والمفاوضات، ومركز العمل المناخي العالمي، وأجنحة الدول، والفعاليات الخاصة برئاسة المؤتمر، ومئات الفعاليات الجانبية بما في ذلك الحلقات النقاشية والجلسات الحواريّة والفعاليات الثقافيّة.
ما هي المنطقة الخضراء في COP28؟هي منطقة تُدار من جانب رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 التي تتولاها دولة الإمارات، وعلى عكس المنطقة الزرقاء، تعد المنطقة الخضراء منصة مفتوحة للمشاركين غير المعتمَدين، بما في ذلك مجموعات الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، ومجموعات الشعوب الأصلية، لعرض آرائهم، وتعزيز الحوار والوعي حول العمل المناخي.
وتستضيف المنطقة الخضراء فعاليات تتماشى مع جدول الموضوعات المتخصصة، والمؤتمرات، والجلسات النقاشية، والعروض التقديمية، وغيرها.. وسيكون بها مركز للشباب، بهدف إجراء النقاشات، وتعزيز التواصل والعمل المشترك لإيجاد حلول لتغير المناخ يقودها الشباب ومركز المجتمعات المدنية الذي يستضيف عروضاً تقديمية، وأنشطة، ومناقشات حول الدور الذي يقوم به المجتمع المدني في إيجاد حلول لتغير المناخ.
وتنظم المنطقة الخضراء برامج فنية وثقافية تسلط الضوء على تغير المناخ وحلول معالجته من خلال الوسائط الفنية المختلفة.
وسيكون هناك أيضاً ثلاثة مراكز للموضوعات الخاصة بالرعاة والشركاء لعرض الأفكار والحلول والابتكارات التي سيقدمونها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة التغير المناخي المنطقة الزرقاء المنطقة الخضراء دولة الإمارات العمل المناخی مؤتمر الأطراف اتفاق باریس درجة مئویة الأطراف فی
إقرأ أيضاً:
«الأمم المتحدة»: الدبلوماسية الإنسانية الإماراتية سباقة ورائدة عالمياً
سامي عبدالرؤوف، ووام (أبوظبي)
أخبار ذات صلةاستضافت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بمقرها في أبوظبي، ملتقى «الشراكات الإنسانية»، الذي نظمته وزارة الخارجية، تحت عنوان «بناء الجسور.. شراكات فعالة للعمل الإنساني في الاستجابة للأزمات»، بمشاركة واسعة من الجهات الإنسانية الإماراتية، والقطاع الخاص والمنظمات الإقليمية والدولية في الدولة.
ويركز الملتقى، على تنسيق العمل الإنساني، وتحقيق اتساق أكبر بين أدوار المؤسسات الإنسانية وتضافر جهودها، لتحقيق أقصى درجات الاستدامة في هذا الصدد، وفتح آفاق للتعاون مع الشركاء لتعزيز مبادرات دولة الإمارات الإنسانية والتنموية إقليمياً ودولياً.
حضر الافتتاح معالي الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير دولة، والشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون بن محمد آل نهيان، مستشارة في وزارة الخارجية، والشيخ ذياب بن خليفة بن شخبوط آل نهيان، ومعالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وأحمد ساري المزروعي، الأمين العام المكلف لـ«الهلال الأحمر»، وعدد من المسؤولين في الخارجية و«الهلال الأحمر» وشركاء الملتقى.
وناقش الملتقى عدداً من المحاور تضمنت إتاحة المجال لتأسيس الشراكات، ومشاركة المعلومات بين الأطراف الفاعلة في المجال الإنساني في الإمارات والمنطقة العربية، وزيادة الوعي بحالات الطوارئ الإقليمية والدولية، بجانب مناقشة أفكار تتعلق بالتنسيق والشراكات، وتحديداً شركاء العمل الإنساني في الإمارات، بما في ذلك القطاع الخاص، لضمان تضافر وتنسيق الجهود بين مختلف القضايا المشتركة بين القطاعات في الأزمات الإنسانية.
أكبر المانحين
قالت ساجدة الشوا، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في الإمارات العربية المتحدة لـ«الاتحاد»: إن «الإمارات من أكبر المانحين بالعالم، وهي مؤثر وشريك كبير بمختلف المجالات».
وقالت: «لطالما كانت الإمارات العربية المتحدة منارة للقيادة الإنسانية، مدفوعة بالتزام عميق بالتضامن والرحمة».
وأكدت الشوا، أن الجهود الجماعية لديها القدرة على تغيير حياة الناس، واستعادة الأمل، وبناء مستقبل أكثر مرونة لمن هم في أشد حاجة للمساعدة.
ريادة إماراتية
من جانبه، قال سلطان محمد الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، نائب رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، في كلمة خلال الملتقى: «إن سياسة دولة الإمارات للمساعدات الخارجية أكدت أهمية الشراكات الثنائية ومتعددة الأطراف والشراكة مع المنظمات الدولية المختصة في تنفيذ المساعدات الخارجية».
وأشار إلى أن عام 2023 شهد نشوب العديد من الصراعات المسلحة في غزة والسودان، واستمرار النزاع في أوكرانيا وميانمار وغيرهما، كما شهد زلازل مدمرة في تركيا وسوريا والمغرب وفيضانات في ليبيا وبراكين وأعاصير في بيرو والفلبين، وقد قامت دولة الإمارات بجهود استثنائية وفاعلة في الاستجابة الإنسانية ونجدة المحتاجين في ضحايا الكوارث، استجابة لتوجيهات ومتابعة ودعم قيادة دولة الإمارات الرشيدة المستمر.
وذكر أن اختيار الشراكات الإنسانية عنواناً لهذا الملتقى هو اختيار موفق، يعبر عن رؤيتنا في تقديم المساعدات، فقد لعبت الشراكات مع المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية الفاعلة في العمل الإنساني دوراً هاماً في تنفيذها على الوجه الأمثل.
وأوضح أن المساعدات لغزة مثلاً ومع صعوبة وتعقيدات المشهد هناك، فقد شهدت الاعتماد على شراكات بناءة ساهمت في تقديم المساعدات، فعلى سبيل المثال فإن التعاون مع الأشقاء في مصر، سمح بإنشاء محطات تحلية المياه في العريش المصرية، ومد الأنابيب لجنوب غزة، وتم توفير المياه لـ600 ألف من النازحين، بجانب التعاون مع الأمم المتحدة، ممثلة في منظمات «اليونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية و«الأونروا»، مكننا من توفير لقاح شلل الأطفال وتطعيم 640 ألف طفل، كما قام برنامج الأغذية العالمي وبدعم من دولة الإمارات بتوزيع 52 طناً من المساعدات الغذائية، بالإضافة إلى توصيل 600 طن من الأغذية إلى شمالي غزة بالشراكة مع المطبخ المركزي العالمي.
وقال الشامسي: «نتطلع إلى مشاركة بناءة وحوارات مثمرة تسهم في الدفع بالتعاون من أجل تعزيز العمل الإنساني، كما أتمنى لملتقانا هذا أن يصبح دورياً ونطوره معاً بأفكار متجددة وشراكات واسعة».
رسم المستقبل
من جهته، قال أحمد ساري المزروعي، الأمين العام المكلف لهيئة الهلال الأحمر: «يعتبر هذا الملتقى فرصة سانحة للقاء والتشاور ومناقشة همومنا الإنسانية، ورسم ملامح رؤيتنا المستقبلية لجهودنا في مجال الاستدامة، ووضع بصمة جديدة على طريق العطاء الإنساني».
وأضاف: «نهج الإمارات الإنساني وضع لبنته الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسارت على هديه دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي».
وأشار المزروعي إلى أن الإمارات ترسمت معالم هذا الطريق عبر مسيرة طويلة من البذل، والمبادرات التي ساهمت في إيجاد الحلول للكثير من القضايا الإنسانية المهمة، وأحدثت الفرق المطلوب في مستوى التدخل السريع والرعاية ومواجهة التحديات التي تؤرق البشرية وتعوق مسيرتها نحو تحقيق الاستقرار والتنمية المنشودة.
تحديات كبيرة
ولفت المزروعي إلى تحديات كبيرة تواجهها المنظمات والهيئات الإنسانية، والمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقها، نتيجة عوامل التغيير السريعة والأحداث التي تشهدها المنطقة من حولنا.
وتشير تقارير الأوضاع الإنسانية العالمية إلى أن نحو 300 مليون شخص حول العالم، سيكونون في حاجة ماسة للحصول على مساعدات إنسانية وحماية بسبب الصراعات والطوارئ المناخية وعوامل أخرى.
وشدد على أن هذه المعطيات تؤثر بشكل مباشر على جهود ومبادرات المنظمات الإنسانية وآلياتها ومجالات عملها، داعياً إلى تعزيز مجالات الشراكة بيننا وتنسيق المواقف وتبادل الخبرات في العمل المجتمعي.
وذكر أنه لتحقيق تعاون أكثر فاعلية بين مؤسساتنا ومنظماتنا يتوجب استغلال قدراتها بصورة أكبر، والاستفادة من المزايا المتوافرة لديها بأقصى درجة والعمل معاً وترقية آليات التنسيق، وابتكار وسائل أفضل للعمل والحركة تتوافق مع البيئة المتغيرة والواقع الجديد في العمل الإنساني.
وأكد أهمية الملتقى في تحقيق المزيد من الشراكة الاستراتيجية، التي تلبي طموحات الهيئات والمنظمات وتزيد من رصيدها، وتقوي أواصر التعاون بينها، من أجل تعزيز المبادئ والقيم النبيلة، التي نعمل من أجلها، مشدداً على أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، لن تدخر وسعها في تقديم كل ما من شأنه أن يحقق الأهداف المرجوة، ويلبي التطلعات ويعزز الصلات، من أجل مستقبل أفضل للجهود المشتركة.
جلسات الملتقى
وتضمنت أعمال ملتقى الشراكات الإنسانية، عدداً من الجلسات النقاشية، حيث جاءت الجلسة الأولى بعنوان «تنسيق العمل الإنساني والابتكار في حالات الطوارئ: التحرك خارج أطر الأعمال المعتادة»، وشارك فيها متحدثون من «الهلال الأحمر» الإماراتي، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، وأدارها محمد الشامسي، رئيس مجلس الشباب الإماراتي للعمل الإنساني.
كما جاءت الجلسة الثانية بعنوان «الأمن الغذائي في حالات الطوارئ الإنسانية: التحديات والحلول»، بمشاركة متحدثين من مشروع حفظ النعمة، ومنظمة الفاو، وأدارها سعيد العامري، رئيس مجلس شباب الظفرة، وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان «الاستجابة الإنسانية للفئات الهشة: النساء والأطفال»، وشاركت فيها متحدثات من مركز فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن، وصندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة، و«الهلال الأحمر»، وأدارتها خلود الحمادي، عضو مجلس شباب الظفرة.