قال تميم بن حمد أمير قطر: «وجدنا في هذه الحرب أثناء حصار غزة ارتفاعا ملحوظا في معدلات المناعة لدى بعض الدول التي تدعي حمايتها القانون الدولي والنظام العالمي، حيث رأينا مناعتهم تجاه قتل عشوائي لمدنيين فلسطينيين سواء كانوا أطفالا أو نساءً أو شيوخا وكذلك قصف المستشفيات والملاجئ أصبحت لا تؤثر فيهم».

وأضاف خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية المنعقدة بالرياض عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»: «وصلت معدلات المناعة لديهم إلى رؤية جثث الأبرياء وهي تنهشها الكلاب لمستوى لا يحرك لتلك الدول ساكنا»، متابعا أن قوة المناعة فقط على أشقائنا الفلسطينيين.

وأكد أن النظام الدولي يخذل نفسه قبل أن يخذلنا حين يسمح بتبرير إسرائيل لأفعالها، مشيرا إلى أن الانتهاكات والهمجات الإسرائيلية تتم على مرأى ومسمع العالم ويرافقها تصريحات عنصرية لقادة إسرئيليين لا يستنكرها قادة الدول الحليفة لهم.

وتابع أن دولة قطر ثابتة في موقفها التاريخي الداعم لصمود الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكدا استمراره مع شركائنا في المنطقة والمجتمع الدولي في تقديم العون الإنساني والعمل على سرعة وصوله إلى محتاجيه مع التعنت الإسرائيلي المستمر في إعاقته.

وطالب بفتح المعابر الإنسانية الآمنة بشكل دائم لإيصال المساعدات للمتضررين والمنكوبين دون أي عوائق أو شروط، ونرفض قطعيا التعسف في إتاحة المساعدات الإنسانية والتهديد بقصفها كوسيلة للضغط والابتزاز السياسي.

وشدد على ضرورة وصول المساعدات إلى جميع أنحاء قطاع غزة، مشيرا إلى دعمه جميع الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين بما في ذلك بذل الجهود لإطلاق سراح الرهائن فضلا عن التوصل لهدنة إنسانية في القريب العاجل.

وأدان استهداف المنشآت الصحية والتعليمية وتبرير ذلك بادعاءات غير مثبتة، مطالبا الأمم المتحدة بإرسال طواقم دولية لتحقيق فوري حول المزاعم والادعاءات الإسرائيلية التي تستخدم لاستباحة قصف المستشفيات فلا يوجد سئ لتبرير هذه الجريمة.

وأكمل أنه علينا إتخاذ خطوات رادعة لوقف جريمة الحرب المتواصلة لكي تظهر أيضا ثقل ووزن الدول الإسلامية، فمواصلة إسرائيل عدوانها وارتكاب جرائم الإبادة لا يلحق الضرر بالأمن القومي العربي والإسلامي فحسب بل أيضا بالامن الوطني لدولنا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قطر غزة أمير قطر

إقرأ أيضاً:

إندبندنت: النظام الدولي يتفكك والتطبيع مع صور الإبادة تهديد للجميع

نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية مقالا لأستاذ جامعي تناول فيه بالتعليق والتحليل مخرجات مؤتمر عُقد مؤخرا في مدينة أنطاليا التركية، حيث تداول المشاركون من أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية أفكارا حول البديل للنظام الدولي الغربي الذي بدأ يتفكك.

وكتب سلمان سيد -أستاذ البلاغة والفكر المناهض للاستعمار في جامعة ليدز بإنجلترا- أن تفكك النظام القائم على القواعد ليس مجرد ظاهرة جغرافية اقتصادية تميزت بظهور الصين بوصفها أكبر قوة اقتصادية في العالم، بل هي أيضا ظاهرة ذات أبعاد ثقافية وأخلاقية عميقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محللون إسرائيليون يستبعدون توسيع الحرب أو التوصل لصفقة قريبةlist 2 of 2ليبيراسيون: لماذا لجأت الدانمارك لتعقيم القسري في غرينلاند؟end of list

وقال إن منتدى أنطاليا للدبلوماسية -الذي انعقد في وقت سابق من الشهر الجاري- قدم لمحة مثيرة للاهتمام لما قد يكون عليه هذا المستقبل، في وقت بدت فيه ملامح نظام عالم جديد بالتشكل.

قلق وارتكاب

وانتقد الكاتب الدول الغربية الكبرى لضعف مشاركتها في المنتدى. وقال لو أن حكومات الأثرياء الغربية شاركت بأي عدد من ممثليها، لشعرت بالقلق والارتباك بسبب المناقشات التي دارت، ليس فقط لأنهم كانوا سيعترضون على مزاعم مثل تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هوية أوكرانيا ليست عميقة أو متميزة بما يكفي لتبرير وجودها كدولة قومية مستقلة، ولكن لأن المنتدى خلق مساحة للحجج والأطر التي غالبا ما كان الغرب قد أحالها إلى الهامش.

إعلان

وأعرب الأستاذ الجامعي عن اعتقاده أن السلطة الأخلاقية للغرب قد انهارت تماما، وليس أدل على ذلك مما حدث لأسرى تنظيم القاعدة وحركة طالبان في سجن غوانتانامو الأميركي، وما يحدث الآن في قطاع غزة للفلسطينيين على أيدي الإسرائيليين.

فعندما تدين وسائل الإعلام الغربية اعتقال الصحفيين في مكان ما بحق وبكل حماسة، تلتزم الصمت إزاء القتل الممنهج للصحفيين في مكان آخر، وفق المقال الذي يشير كاتبه إلى أن عديدا من المشاركين في منتدى أنطاليا يرون أن العنصرية نجحت في تقويض ليس فقط المبادئ، بل حتى التضامن المهني.

وسخر كاتب المقال من مواقف الغرب تجاه القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن المنتدى أشار إلى أنه حتى المعلقين والمحللين الذين يحنون إلى عصر التنوير الأوروبي ينسون كل شيء عندما يدينون الاحتجاجات المناهضة للإبادة الجماعية والمؤيدة للفلسطينيين.

إبادة غزة

وفي أنطاليا -كما يقول سيد في مقاله- كان هناك شعور سائد بأن القتل الجماعي في غزة، وتواطؤ كثير من المؤسسات الغربية في المساعدة والتحريض عليه، تسبب في تقويض أي إحساس عام بالمسؤولية والتواضع وإحقاق العدالة.

ويرى الكاتب أن في اللغة الدبلوماسية المنمقة ما يوحي ضمنيا بأن مركز العالم لا يتغير فحسب، بل إن القدرة على توظيف المعرفة والخبرة المكتسبة لم تعد تساعد في التعامل مع الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالعالم.

غير أن ما كان يرمي إليه منتدى إيطاليا ليس استعادة سلطة أخلاقية تستند إلى مبادئ ليبرالية ديمقراطية مركزها الغرب، بل يرمي إلى بناء حس إنساني مشترك جديد.

وخلص الكاتب إلى أن منتدى أنطاليا لا يشبه مؤتمر باندونغ الذي عُقد في إندونيسيا عام 1955 وشكّل النواة الأولى لقيام حركة عدم الانحياز التي كانت رمزا لمناهضة الاستعمار في عالم تهيمن عليه قوتان عظميان مسلحتان بأيديولوجيات صريحة ونزعة تدميرية مؤكدة.

إعلان

وأكد أن هناك اعترافا ضمنيا -برز على الأقل بين عديد من المشاركين الحاضرين في أنطاليا- بأنّ جعل الناس يعتادون مشاهد الإبادة الجماعية في غزة لا يهدد الشعب الفلسطيني وحده، بل يجرد جميع شعوب العالم من إنسانيتها.

مقالات مشابهة

  • أمير نجران: ترسيخ مكانة المملكة بين الدول
  • حماس: غزة دخلت مرحلة المجاعة ونناشد الدول العربية كسر الحصار
  • بعد قرار الجنائية الدولية.. هل اقترب عقاب نتنياهو على جرائمه؟
  • برنامج الأغذية العالمي يعلن نفاد جميع مخزوناته الغذائية في غزة
  • عميد شريعة الأزهر: بناء الإنسان مهمة شاقة تتطلب تضافر جميع الجهود
  • إيلون ماسك يغلق وكالة أميركية تساعد الدول الأفريقية
  • إسرائيل تمنع وصول المساعدات إلى غزة منذ 7 أسابيع
  • إندبندنت: النظام الدولي يتفكك والتطبيع مع صور الإبادة تهديد للجميع
  • الحرس الثوري الإيراني والدعم السريع نفس الملامح والشبه
  • ألمانيا وبريطانيا وفرنسا تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات إلى غزة